روايه تحفه 1 الفصول من الارابع الي السادس

موقع أيام نيوز

هو بهدوء 
كويس انك عارفه ده .. بس السؤال هل انا هكون دايما جمبك ..! هيحصل ايه لو مكنتش جمبك وانتي بيحصل معاكي اللي حصل امبارح ..! هتعملي ايه ..!
اهتزت حدقتيها پألم ليزفر بقوة وهو يقول 
وضعك مينفعش السكوت عليه .. انتي لازم تلاقي حل ..
نظرت الى وجهه بحزن وقالت 
مقدرش اعمل حاجة ..
قاطعها بحدة 
لا تقدري .. تقدري تعملي كتير ..
اغمض عينيه محاولا السيطرة على اعصابه ليلمح الدموع تترقرق داخل عينيها فيصيح بها 
كفاية دموع .. كفاية بجد ..
جذبها معه وسار بها نحو غرفتها موقفا اياها امام المرأة صارخا بحدة وقسۏة 
بصي لنفسك فالمراية .. هي دي ميرنا اللي كانت من تسع سنين .. ميرنا الجميلة الشقية .. ميرنا المرحة والسعيدة .. اللي كانت عينيها بتلمع طول الوقت .. ميرنا القوية الفخورة بنفسها .. اللي عمرها ما فكرت ټعيط او تتنازل عن حاجة بتحبها .. عمرها ما تراجعت .. هي دي ميرنا يا ميرنا .. جاوبيني ..
سقطت بين  باكيه تتشبث به كطوق نجاتها الاخير فقد وجدت به خلاصها من كل هذا ..
شدد من احتضانها دون ارادة منه لتتجاوب مع ج ..
ابعدها عنه بعد لحظات لتجده يهتف وهو ينظر الى عينيها 
لازم تكوني اقوى يا ميرنا .. لازم ترجعي زي ما كنتي لازم تخلصي من كل ده وتحاربي اشباح الماضي والحاضر .. انا عارف انوا فيه حاجة كبيره وصلتك لده .. صحيح مش عارف الحاجة دي بس متأكد اني هعرفها منك انت لما تكوني مستعده انك تحكيلي ..
اخفضت عينيها پقهر بينما رفع وجهها نحوه وهو يحتضنه بكفيه فيهتف مكملا حديثه 
حاربي كل حاجة يا ميرنا .. اتحدي الوضع ده .. اتحدي نفسك .. واتحدي كل حد بيأذيك وعايز يوقعك .. كفاية توهان لحد كده .. فوقي لنفسك .. 
رمشت بعينيها وهي تسأله بتردد 
هتساعدني ..!
نظر اليها بصمت لتردف بتوسل 
هتساعدني يا باسل .. انا مليش حد دلوقتي .. انت الوحيد اللي ممكن تساعدني اتخطى ده وارجع زي زمان ..
سألها بهدوء 
هتسمعي الكلام ..!
أومأت برأسها ..
هتستحملي الۏجع ..!
أومأت برأسها ايضا ..
هتحاربي كل حاجة بتأذيكي ..! 
أومأت برأسها وهي تنظر لعينيه بلهفة أسرت قلبه ليكمل بعدما اطلق تنهيدة عميقة 
هساعدك .. بس حطي فدماغك لو خذلتيني يا ميرنا عمري مهسامحك .. هبعد عنك وهسيبك للابد حتى لو ھتموتي بعدها ..
رغم خۏفها من كلامه الاخير لكنها عانقته بسعادة بالغة وقد وجدت فيه ملاذها التي بحثت عليه طويلا ..
ابتعدت عنه بعد لحظات قليلا بينما وجهه ما زال مواجها لوجهها وقد ابتلع ريقه بتوتر من تلك الابتسامة المضيئة التي زينت ثغرها والتي رأها لأخر مرة منذ عدة سنوات .. لمعة عينيها التي ظهرت لأول مرة سلبت كيانه بينما صوتها المميز الذي بدا له كموسيقى ناعمة يهتف قائلا 
انا بحمد ربنا اني رجعت وشفتك يا باسل .. انا مكنتش هطول لو فضلت لوحدي .. كنت ھموت اكيد .. انا مكنش عندي امل فأي حاجة .. بس خلاص الامل رجعلي .. 
صمتت للحظات قبل ان تردف بعينين دامعتين وصوت مبحوح 
انا كنت ضايعه وانت فوقتني ..
ثغرها الصغير المرتجف والذي يدل على وشك بكائها جذبه كليا بينما شعور الرغبة بحمايتها اجتاحه بقوة ليجد نفسه راغبا ان يبعد كل الحزن عنها .. ان يخفيه من نظراتها ويمحيه من قلبها .. في تلك اللحظة ادرك انه يحبها .. يحبها للدرجة التي تجعله يريد قتل كل من يحزنها .. كل من أوجعها ..
أغمض عينيه بضعف وهو يستوعب اخيرا انه يعشقها وان ذلك الالم الذي يغلف قلبه بقسۏة بسبب عشقه الجارف لها ورغبته في اخراجها من كل هذا ..
يعرف ان الطريق امامه صعب .. وان عودتها الى سابق عهدها سوف يستغرق سنين ربما وسوف يستنفذه كليا لكن يعشقها والعاشق لا يكون عاشقا يستحق معشوقته اذا ما حارب اشباحهها وألامها بنفسه ..
فتح عينيه وفي داخله رغبة قوية بإنهاء كل هذا .. بإخراجها
تم نسخ الرابط