روايه تحفه 1 الفصول من الحادي عشر ل الثالث عشر بقلم الكاتبة الجليله
عن حديثها وهي تسمع صوت حرس الباب يرن حيث اتجهت الخادمة لفتحه ليدلف حسام اخو باسل واخته مهرة واللذان دعتهما جوليا على العشاء ..
تقدم حسام محييا الجميع حتى وصل الى جنى التي احتضنها قائلا بسعادة
اخيرا يا صحبي .. ده انت كنت واحشني ..
ضحكت جنى وهي تضربه على كتفه متجاهلة نظرات اخيها الحادة وقالت
وانت اكتر يا حسحس
قالها بضيق مصطنع لتبتعد عنه وتحيي مهرة والتي بادلتها تحيتها برقة قبل ان تتجه نحو راسل تحييه بعينين لامعتين وخجل شديد فيبادلها تحيته بعدم انتباه بينما انظاره مركزة على جنى التي ما زالت تمزح مع حسام ..
اشارت له جوليا
راسل .. تعال معايا .. عاوزة اوريك حاجة مهمة ..
سار راسل على مضض معها وهو يعلم سبب تصرفها ليهتف ما ان دلف امامها الى المطبخ
يا راسل .. حسام زي اخوها ..
قاطعها بضيق
بس مش اخوها ..
ثم اكمل
ومتنسيش انوا صايع وبتاع ستات ..
ردت جوليا بجدية
هما صحاب و ..
قاطعها راسل بجدة
زفرت جوليا انفاسها قائلة بجدية
لازم تكون واثق فجنى يا راسل .. مينفعش كده ..
رد راسل بهدوء
انا واثق من جنى .. بس التصرف كله غلط .. مينفعش كده .. الكلام ده كله مش منطقي .. والتصرفات دي غلط .. وانا مش بحب كده ..
زفرت انفاسها وقالت محاولة تغيير الموضوع
رد بملل
اه فعلا ..
قالت جوليا بنبرة ذات مغزى
ايه بقى ..!
رفع حاجبه مصطنعا بعدم فهم
ايه بقى ..!
.راسل ..
صاحت به جوليا بملل ليرد بجدية
شيلي الموضوع ده من دماغك .. لإنها مش فدماغي اصلا ..
قالت جوليا بإستنكار
ليه بقى ..! دي فيها كل الصفات اللي انت عاوزها .. بنت ناس .. محجبة وملتزمة .. جميلة جدا .. هادية ورقيقة .. صيدلانيه .. بصراحة هي الوحيدة اللي تناسبك وتناسب غرورك وعقليتك الصعبة ..
انا عارف انوا مهرة فيها كل الصفات اللي عاوزها فأي بنت .. وبعيدا عن اني مش بفكر حاليا فالحواز لانوا لسه بدري اوي وانا مش ناوي اتجوز قبل خمس او ست سنين عالاقل بس هي مش فدماغي اصلا ..
قاطعته بجدية
طب خليها فدماغك .. البنت مفيش منها وبتحبك ..
رد بفتور
صمت للحظات قبل ان يكمل
تصدقي انا اتمنى لو احبها .. عشان عارف انها بتحبني وانها اكتر وحده تناسبني .. هي فيها كل الصفات المناسبة بس مش عارف مالي ..
صمتت جوليا واخذت تنظر اليه بتفكير قبل ان تهتف بجدية
فكك من الموضوع ده دلوقتي .. انت لسه صغير اصلا ولسه بدري اوي هالكلام ده ..
نظر اليها وقال بهدوء
مش عايزها تتعلق بيه .. بلاش تحط امال عليا .. اتمنى انك تفهميها ده حتى لو بشكل غير مباشر ..
تطلعت اليه جوليا بدهشة فهي من الصعب ان تقوم بتصرف كهذا لكنها اثرت الصمت ..
رن هاتفه ليجد صديقه يتصل به يخبره انه في المشفى فقد صډمته سياره ليخبر جوليا بضرورة ذهابه مودعا البقية متجاهلا نظرات مهرة الحزينة لرحيله ..
بعد مدة كان قد وصل الى المستشفى واطمئن على صاحبه ..
اخبره الطبيب بضرورة الذهاب الى مركز الشرطة ليرى الفتاة التي تسببت بالحاډث والتي تبين انها كانت سکړانة وغير واعية ..
رحل نحو مركز الشرطة متوعدا لها بعدما قرر عدم اخبار عائلة صديقه بما أصابه حتى صباح الغد ليلج الى مكتب الشرطي وهو في نيته الكثير لتلك الفتاة ..
التفتت الفتاة والتي كانت تجلس مقابل مكتب الطبيب لينصدم مما رأه ..
حيث كانت فتاة صغيرة للغاية ذات ملامح هادئة طفولية فشل المكياج الصارخ في اخفاء طفولتها الواضحة ..
عينين سوادوين بلون الليل وشعر أشقر يتخلله خصلات سوداء فحمية ..
ترتدي شورت قصير فوقه تيشرت ذو حمالات رفيعه ينتهى فوق سرتها وفي يدها سترة من الجينز ..
اما في قدميها فكان ترتدي حذاء رياضي قماشة من الجينز الازرق ايضا ..
تنحنح الضابط قائلا وهو يرمق هذا الشاب ذو النظرات الحادة والتي قابلتها الفتاة المسؤولة عن الحاډث بنظرات لا مبالية
اتفضل يا فندم ..
قال راسل بعنجهية
اتفضل ايه .. ! هي الهانم مش هتروح الحجز و ..
قاطعه الضابط بجدية
معلش يا فندم .. احنه بس مستنيين اهلها يجوا مع المحامي بتاعها .. كمان يعني احنه نتمنى انوا الموضوع يتحل بشكل ودي اصل يعني البنت صغيرة ..
قاطعه راسل پغضب
ولما هي صغيرة اهلها سابينها كده ازاي وازاي اصلا تسوق عربيه ..
انتفضت من مكانها تصيح بها بحدة
وانت مالك اهلك .. ! ما تخليك بنفسك ..
وقبل ان يرد عليها كانت تهتف صاړخة في وجه الضابط
وانت بردوا مالك .. مش قلتلك انا عايزة اتسجن .. انا حرة يا اخي ولا جنابك خاېف من سيادة السفير يسجنك ..
سيادة السفير ..
قالها راسل بدهشة لتلتفت نحوه تهتف بتهكم
اصل ابويا سفير ..
ثم اكملت وهي تهتف بسخرية
وطبعا مينفعش بنت السفير تتحبس مع المجرمين ..
قال راسل بتهكم وتوعد
قول كده بقى يا سيادة الرائد .. يعني الموضوع مش حكاية طفلة صغيرة لا الموضوع طلع يختلف ..
قال الضابط بجدية
يا فندم صدقني مش كده .. احنه بس عاوزين والدها يجي مع المحامي .. ويحاول يتفاهم .. وعالعموم لو رفضتوا التفاهم انا اول واحد هيتصرف ويقوم بالإجراءات القانونية ..
صاحت الفتاة مستنكره
وانت تبلغه ليه اصلا ..! ما اتحبس ولا ان شاءالله اتعدم حتى ..
رد راسل بلا وعي
هي البنت دي مچنونة ولا ايه ..! دي اكيد مش طبيعية .. دي لازم تدخل مصحة المجانين مش السچن ..
توقف عن حديثها متأملا عينيها الحادتين لينتبها الى الباب الذي فتح في نفس اللحظة حيث دلف منه والدها الذي تقرب منها محتضنا اياها قائلا بلهفة وقلق
ميرا حبيبتي .. انتي كويسة ..
ابتعدت ميرا عنه بإقتضاب بينما قال الرجل بجدية الى الضابط غير منبتها الى راسل الذي ما زال وراءه
انا بعت ابن اخويا للشاب اللي خبطته ميرا .. هحاول اتواصل مع اهله ..
قاطعه راسل بقوة
اهله لسه ميعرفوش .. بس انا صاحبه واخوه .. واحنه مش هنتنازل عن حاجة .. بنت كانت هتموته .. حياة
الناس مش لعبة يا سيادة السفير .. وياريت تفهم ده للهانم بنتك اللي اكيد هتتعاقب وانت المفروض تتعاقب معاها عشان واضح انك فشلت فتربيتها ..
تطلع اليه الرجل بخجل لتصرخ ميرا به
انت تخرس خالص ..
ثم اشارت الى الضابط قبل ان يرد عليها
وانت افتح محضر وخلصني .. اكتب فالمحضر اني الجانية واني ضړبته بعربيتي لاني مكنتش فوعيي .. كنت سكرانه .. اسمي ميرا عامر محمود ..