روايه تحفه 1 الفصول من الحادي عشر ل الثالث عشر بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

اليه بعينين حائرتين ليكمل بنفس الثبات والهدوء 
متقلقيش .. انا مستحيل اعمل كده .. صحيح انا مش ابوك .. بس انا عمك .. ومستحيل أاذيك ..
كادت ان تنطق بأعلى صوتها أنه ليس عمها ولن يكون لكنها أثرت الصمت والغريب انها لم تصمت بسبب خۏفها من الڤضيحة بل أن هناك شيئا منعها لم تستوعب ماهيته بعد ..
تطلع باسل الى عينيها الزائغتين بحزن ليجذبها نحوه ويضمها بعناق ابوي خالص جعل الدموع تتساقط من عينيها دون رحمه ..
كانت صامته مكتفيه بدموعها التي تسقط دون توقف فيشعر بها تذبح قلبه .. جومانة كانت ابنته .. بالرغم ان الفارق بينهما لا يتجاوز الخمسة عشر عاما لكنها يراها ابنته بحق .. ربما بسبب حبه الشديد لاخيه او لأسباب اخرى .. ظلا على هذه الحال لفترة طويله حتى شعر بخمولها بين يديه فرفع وجهها قليلا يتأمله ليراها نائمه بعمق ..
حملها ووضعها على سريره ليضع الغطاء عليها ويدثرها به جيدا ..
خرج بعدها اليها ليجد جميعهن واقفات في انتظاره ..
تأمل ماريا بنظرات جامدة ثم عاد يحدثهم قائلا 
نامت .. وانتوا تفضلوا روحوا من هنا .. انا هفضل جنبها ..
قالت نورا بسرعة 
خليني انا جنبها يا باسل .. ارجوك ..
قال باسل بحزم 
مفيش حد هيفضل جنبها غيري انا ..
ثم أشار الى ماريا قائلا 
وانت تعالي ورايا ..
سارت ماريا خلفه بجسد مرتجف تاركه روبي تنظر الى اثرها بشماته ..
دلفت ماريا خلف باسل الذي قال بهدوء مريب 
اقفلي الباب وقربي ..
اغلقت الباب وتقدمت نحوه بخطوات مترددة ليلتفت نحوها ما ان وقفت أمامه فترى ملامحه الثابته ترمقها بنظرات غامضة ..
لحظات قليلة قبل ان تشعر بيده تقبض على شعرها بقوة جعلته على وشك ان ېتمزق ..
بينما باسل يصيح بقوة 
عملتي ايه للبنت يا ماريا خلاها تتجنن بالشكل ده ..!
أجابت ماريا بصوت مرتجف والألم ينهش رأسها دون رحمة 
معملتش حاجة .. انا مليش دعوه ..
صاح باسل پغضب شديد
مفيش حد غيرك ممكن يأذيها او ېجرحها بكلمه .. انت الوحيده اللي بتعملي فيها كده .. الكل بيحبها ومدلعها وعمر ما حد زعلها ولو بكلمه حتى لو من غير قصد ..
تأوهت ماريا پألم عندما زاد من ضغطه على خصلات شعرها ليهمس بصوت كالفحيح قرب اذنها 
مش هتتكلمي صح .. ماشي انا هسيبك ..
نظرت اليه بدهشة رغم ألمها الشديد ليكمل بتوعد 
هسيبك لحد ما اعرف الحقيقة سواء من جومانة او غيرها .. وساعتها مش هيكفيني طردك من هنا للابد .. لا ده انا هعمل فيك قبلها اللي مستحيل حد يتخيله الا جومانة ماريا .. قلتهالك وهرجع اقولها .. جومانة خط احمر .. انت فاهمه ..
لمعت عينا جومانة بتحدي وشعرت بالحقد ينمو بداخلها تجاه تلك الفتاة التي جعلت باسل يحبها پجنون وكأنها خلقت من صلبه بينما هي تشعر بالعطش لكلمة وحدة جيدة منه ..
رمقته بنظرات قوية وقالت پحقد دفين 
دي بنتي قبل ما تكون بنت اخوك .. ومحدش هيخاف عليها قديه .. هدي اعصابك شوية يا باشمهندس .. 
رمقها بنظرات محتقرة قائلا 
لولا اني عارف كل حاجة وعارف حقيقتك كان ممكن اصدق .. بس انتي مش ام .. انتي شيطانه ..
قالت بتحدي 
انا امها ڠصبا عنك وعنها .. وعلى فكرة انا ممكن أخذها وامشي بيهه من هنا .. بس انا باقيه عشان خاطر عمي ..
خذيها ..
تجمدت ماريا وهي تستمع الى كلمات باسل القوية لتهتف بخفوت وذهول 
أخدها ..
أومأ برأسها وهو يكمل 
ايوه خديها .. مستنيه ايه .. يلا اتفضلي ..
امال ايه بنت اخوك وخط احمر ..
قالتها ماريا بدهشة ليبتسم باسل داخله بسخرية فالغبيه لم تستوعب بعد انه يعرفها جيدا ويعرف انه من سابع المستحيلات ان تترك المكان هنا ..
قال اخيرا منهيا الحوار وقد شعر بالقرف من وجودها امامه 
اخرجي بره .. وزي ما قلتلك .. بنتك عندك .. خديها وروحي وقت ما تحبي ..
اهتزت حدقتي ماريا للحظات قبل ان ټضرب الارض بقدميها وهي تخرج ليهز باسل رأسه وهو يتنهد بتعب ..
قرر ان يغير ملابسه ويخرج عائدا الى ميرنا التي يجب ان يجد لوضعها حلا وهو يتسائل عن الوقت الذي سوف تنتهي به هذه المشاكل ..
بدأ يفك ازرار قميصه حينما سمع صوت على طرقات الباب ليعاود غلقها وهو يطلب من الطارق الدخول لتدلف روبي اليه وهي تنظر نحوه بتردد ..
تنهد وهو يقول 
تعالي يا روبي .. 
ابتسمت روبي بحرج وقالت 
محتاجة اتكلم معاك فموضوع مهم ..
حل الصمت المطبق بينهما للحظات ليشاهد باسل الاحراج يسيطر على روبي فيهمس بخفة 
اتكلمي يا روبي .. مفيش داعي تتحرجي .. احنه ولاد خالة وزي الاخوات ولا ايه ..!
أومأت روبي برأسها وأزالت عنها حرجها وبدأت في قول ما تريد قوله بينما كان باسل يستمع الى حديثها دون أي ردة فعل ظاهرة على ملامح وجهه ..

بعد حوالي ربع ساعة ..
هبط باسل درجات السلم متجها الى الخارج لكنه سمع صوت صياح يأتي من صالة الجلوس ..
تنهد بضيق وهو يتجه نحو صالة الجلوس ليجد جنى ټتشاجر مع ماريا بينما نورا تحاول تهدئتهما وروبي تراقب الوضع بإستمتاع ..
فيه ايه ..!
قالها باسل بصوت عالي نسبيا ليجد جنى تهتف بقوة 
الحقېرة دي هي السبب فكل اللي بيحصل لجومانة .. هي سبب عڈابها .. وانا مش هسمحلها تخرب حياتها اكتر من كده .. 
انت ملكيش دعوة بيا وفبنتي .. وياريت تحترمي فرق السن اللي بينا ..
قالتها ماريا بعصبية لتبتسم جنى بسخرية 
طب كويس انك عارفة آنك كبيره ومعدتيش صغيره .. بس ياريت تراعي سنك بقى ..
همت ماريا بالرد ليهتف صوت باسل الذي كان يتابع ما يحدث بصمت غريب 
روحي على اوضتك يا ماريا ..
صاحت ماريا مستنكره 
انت مش شايف بتقولي ايه ..!
اكمل دون ان ينظر الى وجهها 
انا قلت كلمة واحدة وياريت تتنفذ ..
تطلعت اليه ماريا بغيظ قبل ان تنسحب خارجة من المكان ليلتفت نحو جنى قائلا 
طيارتك الليلة صح ..!
اجابته جنى بهدوء 
كمان اربع ساعات ..
يادوب تلحقي تجهزي نفسك وتروحي للمطار ..
بس لازم نشوف حل لماريا ه..
قاطعها باسل بحزم 
روحي جهزي نفسك يتا جنى ومتضيعيش وقتك ..
ضړبت جنى الارض بقدميها ورحلت لتجهز نفسها بينما نظر باسل الى والدته وقال 
انا مضطر اروح دلوقتي وهبات بره البيت ..
وقبل ان ترد عليه كان يشير الى روبي قائلا 
هستناكي بكره الصبح عشان تستلمي الشغل ..
أومأت روبي برأسها وهي تبتسم برقة ليخرج باسل فتسألها نورا بدهشة 
شغل ايه ..!
اجابتها روبي بسعادة 
باسل خلاني مديرة اعماله يا خالتو وطلب مني استقر هنا ..
قالت نورا بسعادة وعدم تصديق 
بجد يا روبي .. يعني الامور تصلحت بينكم خلاص ..
ضحكت روبي بخفة وقالت
تم نسخ الرابط