روايه تحفه 1 الفصول من الحادي عشر ل الثالث عشر بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

تخيلت للحظة انها زوجة باسل وها هما يأتيان لتناول الطعام في الخارج في يوم اجازتهما الاسبوعي ..
في تلك اللحظة جف حلقها وادمعت عينيها وأخذت تشعر بالندم فهي حرمت نفسها من لحظات كهذه بسبب غبائها وكبريائها اللعېن ..
نظرت الى باسل الذي نظر بدوره اليها بتساؤل لتهتف بهدوء 
هقوم اغسل ايدي عشان شبعت .. 
اومأ باسل برأسه وقال 
وانا هدفع الحساب واروح اغسل ايدي .. ابقي استنيني
هنا ..
وبالفعل اتجهت ميرنا نحو الحمام حيث غسلت يديها وجففتهما ثم خرجت متجهة نحو طاولتها من جديد لتتجمد في مكانها وهي تلمح اخر شخص توقعت ان تراه ..
لا تصدق لقد تذكرته منذ ساعات ..
لمعت عينيها بشوق ولا تعرف كيف اتجهت نحوه ليلتفت بدوره نحوها وقد شعر بوجودها فتطلع اليها بجمود كعادته لتبادره بالتحية 
مساء الخير .. ازيك ..!
رفع حاجبه وقال بتعجب وهو يحاول تذكر أين رأها من قبل .. ملامحها بدت مألوفة لكنها لا يتذكرها بالضبط 
حضرتك تعرفيني ..!
تنحنحت ميرنا بحرج وقد استوعبت مدى غبائها .. هل جنت لتتحدث معه ..! بل من أين جائتها هذه الثقة لتتحدث مع رجل من حياتها السابقة .. ! ألم تكن طوال عمرها خائڤة من أن ترى احد منن تعرفهم مسبقا ..! كيف فعلت هذا ومن أين جاءتها تلك الشجاعة .. هي ما زالت مندهشة من تصرفها وكأنها مغيبة وقبل ان تبتعد سمعته يجيب على الهاتف قائلا 
ايوه يا حبيبتي انا مستنيك عند الريسيبشين اهو ..
قالت رغما عنها بشوق تملكها 
هي رولا معاك ..! 
سيطر الجمود على ملامح وجهه وقد أدرك أنها تعرفه عن طريق رولا ..
ابتلعت ريقها وحاولت ان تفهم ما الخطأ الذي ارتكبته حتى يحتل وجهه كل هذا الجمود المخيف ..
لكن صډمتها ازدادت حينما لمحت احداهن تقترب منه وهي تهتف به بإبتسامة جذابة 
سوري يا حبي .. أتأخرت عليك ..
ثم نظرت الى ميرنا بتعجب قبل ان تحتدان عينيها فتسأل زوجها 
مين دي يا مراد ..!
هم مراد بالرد لتقول ميرنا بسرعة متلافية الموقف رغم دهشتها التي ما زالت تسيطر عليها 
انا كنت بشتغل مع مستر مراد زمان وجيت أسلم عليه ..
ثم التفتت مسرعة الى الخلف لتلمح باسل يتقدم نحوها بملامح حادة فإقتربت منه وقالت بسرعة 
خلينا نروح دلوقتي .. انا مش قادرة افضل هنا ..
قالتها وهي تشعر بالاختناق مما رأته وخوف شديد على صديقتها التي رغم مرور سنوات على فراقهما لكنها ما زالت تملك نفس المعزة داخل قلبها ..
ليومأ باسل برأسه وهو يسحبها خلفه بينما مراد يتابع أثرها وقد استوعب لتوه من هي ومن تكون فهذه ميرنا صاحبة خطيبته السابقة ليتنهد بضيق وهو يشعر بالإختناق من تلك الذكريات التي جلبتها تلك الميرنا له رغم مرور السنين عليها. 
الفصل الثاني عشر ..
في المطار ..
كانت تجلس في صالة الانتظار تقلب في هاتفها بملل ..
تنظر الى ساعتها بين الحينة والاخرى بضيق من الوقت الذي يرفض التقدم ..
نفخت بضيق وهي ترمق الناس حولها بنظراتها 
الضيقة قبل ان تقرر النهوض وشراء شيء تتناوله من احد المحلات فهي تشعر بالجوع الشديد ..
حملت حقيبتها وهاتفها واتجهت نحو احد المحلات حيث طلبت من صاحب المحل قهوة مثلجة و احد انواع المعجنات اللذيذة ..
شعرت بشخص يقف بجانبها ويهتف بالعامل 
قهوة من فضلك ..
لم تنتبه له ولا لهاتفها الذي نسيته موضوعا على الحاجز الفاصل بينها وبين العامل وهي تحمل القهوة والمعجنات وتسرع خارج المكان عائدة الى صالة الانتظار كي تتناولهما ..
حمل الشباب قهوته ثم انتبه للهاتف فحمله وهو ينظر اليه وشك بإنه يعود لتلك الفتاة ذات الشعر المموج الطويل ..
اخذه وقرر ان يلحقها ويعطيها إياه وإن لم يكن لها فسوف يذهب به الى احد موظفي الأمن وليتصرف هو به ..
اتجه نحو صالة الجلوس وهو يفكر انها بالتأكيد هناك فذهب الى هناك وهو يتمتم بكلمات تدل على ضيقه من تلك الفتاة التي تخطت جميع مراحل الاهمال المتعارف عليها ..
اخذ يبحث ببصره عنها متذكرا سروالها الطويل من الجينز الممزق وقميصها القطني القصير بلونه الزهري ..
انتبه اليها اخيرا فإتجه نحوها وهو يكظم غيظه منها وهي تبدو غير منتبهه لإختفاء هاتفها بعد ..
كانت جنى تتناول طعامها بنهم وتلذذ شديدين ..
فهي حقا كانت جائعة بشدة حيث رحلت دون ان تتناول طعامها بسبب تلك الحقېرة ماريا ..
رفعت بصرها نحو الاعلى حينما شعرت بظل يتشكل امامها لتجد شاب طويلا ضخما بعض الشيء .. ذو ملامح جامدة وعينين حادتين ..
ابتلعت ريقها وهي تجده يناولها هاتفها ويقول 
اتفضلي ..
لقد علم بحدسه انها ليست امريكية بل عربيه ..
تأملت الهاتف بدهشة قائلة 
ده شبه موبايلي ..
صاح بعدم تصديق 
نعم ..!
استوعبت لتوها ما يحدث فقالت بعدم تصديق 
ده فوني فعلا .. بيعمل ايه عندك ..!
رد ببرود 
جاي يتفسح شويه ويغير جو ..
تغضن جبينها وهي تشعر بسخريته منها لكنها تجاهلتها وهي تفكر في داخلها ان غبائها في هذه اللحظة بالفعل يستحق السخرية ..
شكرا ..
قالتها بخفوت وخرج ليتركها ويرحل دون ان يجيبها مفكرا بمدى غباء تلك الفتاة ..
اما هي رمقته بنظرات مستاءة من تجاهله لها لكنها عادت وجلست في مكانها تكتم غيظها مستمرة في تناول طعامها ..
امام البحر كانا يجلسان بجانب بعضيهما ..
كلاهما صامت تماما شارد في عالمه الخاص به ..
تنهدت پألم والحزن يسيطر عليها لتسمعه يهتف بهدوء 
هتفضلي ساكته كده كتير ..!
ابتلعت ريقها وهي ترد بحزن 
انا خاېفة ..
نظر اليها للحظات قبل ان يقول بجدية 
اخوك مش هيقدر يقرب منك .. اطمني ..
ردت بجفاء 
خاېفة على رولا .. مش من اخويا ..
رفع حاجبه قائلا بدهشة 
مش رولا دي اللي كانت صحبتك .. 
أومأت ميرنا رأسها وهي تتنهد بشوق 
اقرب صديقة ليا .. 
ثم اكملت بۏجع 
اخر مره شفتها فيوم التخرج .. كنت بودعها من غير ما تعرف .. مكانتش تعرف اني هسافر مع نزار .. مكنتش حابه ادخلها فمشكله هي في غنى عنها ..
نظر اليه يترقب وهو يحاول تفسير سبب تذكرها لرفيقة دراستها ليجدها تكمل 
اللي كنت واقفة معاه ده كان خطيبها .. وكان المفروض يتجوزوا بعد التخرج على طول .. انا شفته بس مع وحده تانيه .. طب رولا فين ..! انا خاېفة اوي .. دماغي بتروح لحاجات ..
قاطعها باسل بهدوء 
ليه بتفترضي الحاجات السيئة .. ! مش يمكن انفصلوا بعد كده ..! 
لمعت عينيها برجاء قائلة 
ممكن فعلا .. هي مكانتش عاوزاه ..
ثم اكملت بضيق 
او ممكن تكون دي عشيقته وبيخونها معاه ..
ابتسم وقال 
على طول عملتيه بېخونها ..
لم تبال بما قاله بل هتفت برجاء 
ممكن تسأل عنها .. ! نفسي اعرف اخبارها .. 
رمقها باسل بنظرات مدققة وشعر بسعادة طفيفة بسبب حديثهما لأول مرة بموضوع بعيدا عن حالتها فقال 
ماشي ..
تم نسخ الرابط