روايه تحفه 1 الفصول من الرابع عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله

موقع أيام نيوز

الفصل الرابع عشر ..
سحب عامر ابنته هادرا بها 
انت اسكتي ملكيش دعوة ..
صاحت به بكره 
لا مش هسكت .. وانت اتفضل وسيبني اخد عقوبتي واتحبس .. 
جذبها من ذراعها متجها بها نحو احد اركان الغرفة هادرا بها بقوة 
لحد كده وكفايه .. مش هسمحلك تدمري نفسك اكتر من كده .. انت فاهمه ..!
ثم منحها نظرة صارمة جعلتها تصمت لا اراديا ليعود هو الى الضابط الذي قال بدوره 

يا سيادة السفير الانسة ساقت من غير رخصة .. وفوق كل ده سكرانه .. 
اخفض عامر بصره بخجل بينما اكمل الضابط بجدية 
عالعموم الكلام مع اهل الضحېة .. ممكن يتنازلوا او الضحېة نفسه يتنازل .. هو وضعه كويس حاليا واصابته بسيطه ..
بس انا عاوز افتح محضر ..
قالها راسل بقوة ليلتفت عامر نحوه يسأله بضيق 
ارجوك بلاش .. خلينا نستناه يفوق وانا بنفسي هتكلم 
معاه واعتذرله ..
نظر اليه راسل پغضب مكتوم من هذا الاب الذي أهمل في تربية ابنته حتى باتت مستهترة للحد الذي يجعلها تتصرف على هذا النحو ..
هم بأن يمنحه ردا قاسېا لكنه وجده يقول للضابط برجاء 
ممكن بس ميرا تخرج بره لحد ما اتكلم واتفاهم معاه ..
مفيش مشكله سعادتك ..
قالها الضابط بإبتسامة وهو يطلب من الضابط الذي يقف خارج مكتبه ان يستقبل ميرا ويبقى معها حتى ينهيا حديثهما ..
انسة ميرا ممكن تستني بره ..
تأففت ميرا بصوت عالي وهي تسير بخطواتها خارج الغرفة ليقول عامر موجها حديثه الى راسل 
انا متفهم رغبتك بإنها تتعاقب ومعاك بده .. بس ميرا لسه صغيرة جدا وكده مستقبلها هيضيع .. اللي حصل وتصرفها ده مش طبيعي .. هي والدتها ماټت من اسبوع وللاسف ده أثر عليها جامد .. بدل ما ټعيط بقت تتمرد وتتصرف كده .. هي لسه صغيرة وكانت مدلعة من والدتها و متعلقة بيها جامد عشان كده مش قادرة تستوعب خسارتها ليها .. عارف انوا ده بردوا ميلغيش حقيقة انها كانت هتكون سبب فمۏت شخص ملوش ذنب بس انا اتمنى فعلا انك تحط ده بعين الاعتبار .. ده رجاء شخصي من اب مش عاوز مستقبل بنته يتدمر ..
شعر راسل بالشفقة على ذلك الاب المسكين الذي يبدو مغلوبا على امره .. وبالرغم من كونه ما زال يراه مهملا وغاضب بشدة منه ومن اهماله الا انه لا ينكر انه أشفق عليه وعلى تلك الفتاة التي تمردت بهذا الشكل لخسارة والدتها .. نعم لقد أشفق قليلا عليها لكن هذا لا ينفي حقيقة انها مستهترة غبية تستحق ان تعاد تربيتها بالكامل بل وتحتاج الى عقۏبة قاسېة تجعلها تخشى من خيالها ولا تتجرأ حتى التفكير بالعودة الى تلك التصرفات الحمقاء الغبية ..
قال الضابط بجدية 
على فكرة يا فندم الاستاذ يبقى صديق المجني عليه .. هو جه عشان يشوف ايه اللي حصل .. لكن اللي هيحدد عقۏبة الانسة من عدمها هو المجني عليه نفسه طالما هو فصحة كويسة .. برأيي تروح تتكلم بنفسك معاه .. ولو هو وافق انوا يتنازل عن حقه احنه هننهي الموضوع من عندنا وده لإنها لسه طفلة ومش واعية لتصرفاتها ..
شدد الضابط على كلمته الاخيرة أن مراعاته لها بسبب صغر سنها وطيشها لا لسبب اخر ..
تنحنح عامر قائلا بحرج 
اكيد طبعا .. انا هروحله حالا .. طب و ميرا ..! 
رد الضابط بجدية 
هتفضل هنا طبعا ..
زفر عامر أنفاسه بيأس فهو لا يريد منها ان تبقى هنا لكن لا حل امامه لذا قرر ان يتعجل ويذهب بنفسه الى المشفى ..
تمام .. انا هروح المستشفى واتكلم معاه ..
اومأ الضابط برأسه ورد 
ده افضل حل ..
شكره عامر برسميه ثم خرج مع راسل ليجد ابنته تجلس على احد الكراسي خارج المكتب مستندة بظهرها على الحائط عاقدة ذراعيها امام صدرها وتتأفف بملل بينما الضابط الواقف بجانبها يرمقها بنظرات نافرة ..
انا هروح وارجعلك .. وانت هتفضلي هنا ..
قالها عامر وهو ينظر الى ملامح اللامبالية بغيظ ليكمل بعدها 
هقول لراشد يجيبلك حاجة تلبسيها فوق هدومك ..
احتدت نظراتها وهي تجيب 
مش عايزة .. اياك تقول لراشد..
هز رأسه بضيق وهو يبتعد عنها دون رد يتبعه راسل بينما يفكر ان راشد يعلم بكل شيء فهو قد ذهب الى المشفى قبله ..
كان مهند صديق راسل يقول بضيق وهو يرتدي ملابسه بعدما سمح له الطبيب بالخروج تحت اصراره فهو بصحة جيدة بالرغم من بعض الرضوض التي اصابته وكسر في ذراعه اليسرى ..
كان هناك ممرض يساعده بذلك والذي انتهى اخيرا منه ليهتف به 
كده تمام .. الدكتور كتبلك خروج والادوية اللي هتاخدها موجوده عندك .. التزم انت بيهه وهتبقى تمام ..
اومأ مهند برأسه متفهما ليسمع طرقات على الباب يتبعها دخول راسل وهو يقول بقلق 
حمد لله على سلامتك يا مهند.. طمني عليك .. 
ابتسم مهند بتهكم وقال 
متشلفط حبتين .. بس عدت على خير ..
تأمل راسل لاصقة الچروح التي تغطي جبينه واخرى جانب فمه .. ساعده المعلق على كتفه .. ورأسه المربوط بشاش يحيط به بالكامل ..
تنحنح قائلا 
والد البنت اللي خبطتك جاي عشان يشوفك ويتكلم معاك ..
تمام مفيش مشكله ..
قالها مهند ببساطة جعلت راسل بتعجب من تقبله الامر بسهولة ليسمع مهند يهتف 
مقلتش لحد من اهلي مش كده ..!
اومأ راسل برأسه ليقول مهند بجدية 
خير ما عملت .. مش عاوز اقلق امي واخواتي عالفاضي .. عشان كده اتصلت بيك ..
ابتسم راسل قائلا 
معاك حق .. انا هقول لأبو البنت يدخل ..
خرج راسل مخبرا عامر ان مهند موافق على ان يتحدث معه ليدخل عامر معه الى مهند بعد خروج الممرض فيشعر بالحرج الشديد مما سيقوله خاصة بعدما رأى ما أصابه بسبب الحاډث .
تنحنح عامر قائلا 
انا اولا بعتذر ليك نيابة عن بنتي .. حقيقي انا اسف جدا .. وكمان اتمنى انك تراعي سن بنتي الصغير .. ميرا حقيقي نفسيتها تعبانه ومش عارفة تتصرف ولا تستوعب اي حاجة بعد مۏت والدتها .. انا مش جاي ابرر ليها بس اتمنى تحط فإعتبارك انوا مستقبلها ھيتدمر .. فأتمنى انك تراعي ده ..
ابتسم مهند قائلا بهدوء 
مفيش داعي تعتذر .. انا متفهم كل ده .. ابن عمها شرحلي وضعها ونفسيتها المتأزمة وانا قدرت ده .. والحمد لله انوا مفيش اصاپة قوية .. 
يعني مش هتفتح محضر ليها ..!
سألت عامر بصوت متحشرج ليرد مهند بصدق 
لا طبعا .. دي بنت حرام يتدمر مستقبلها بسبب لحظة طيش .. 
رد عامر بتردد 
طب هي دلوقتي بالحجز ..
ليتفاجئ بمهند يقول 
اها عارف وانا خارج حالا ورايحلها اخرجها منا مش هستنى لحد بكره واسيبها تبات فالحجز ..
يا حنين ..
قالها راسل بتهكم بينه وبين نفسه
تم نسخ الرابط