روايه تحفه 1 الفصول من الرابع عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
سيارته متجها الى منزل صديقه ..
دلفت ميرا الى منزلها بخطوات غاضبة مرتقية درجات
السلم متجاهلة اختها الكبرى التي لحقت بها على الفور قبل ان تتوقف في مكانها وهي تستمع الى حديث والدها الصارم
فهميها انوا اللي عملته ده انا مش هعديه بالساهل .. ورحمة امك وامها لا اربيها من اول وجديد .. من النهاردة فيه معاملة جديدة عشان واضح اني تساهلت ومعاها وراعيتها بزيادة .. وعرفيها انها لو فضلت كده فأنا هعمل حاجة مش هتستحملها ..
يا بابا راعي انها صغيرة وخسړت امها ..
صاح بها متهكما
كلنا خسرنا ديانا يا رولا .. وكلنا بنعاني .. بس مش للدرجة دي .. مش لدرجة انها تدمر نفسها وتدمرنا معاها ..
قالت رولا بهدوء رغم ألمها الشديد وحسرتها على خسارة والدتها
اللي مرت بيه مش سهل وانت عارف انا بتكلم عن ايه..
اطلعيلها دلوقتي واتكلمي معاها ..
أومأت رولا برأسها وهي تركض مسرعة نحو الطابق العلوي لتفتح باب غرفة ميرا فتجدها تقف امام النافذة تنظر الى الخارج بملامح شاردة عاقدة ذراعيها امام صدرها ..
ولجت الى الداخل واغلقت الباب خلفها لتسمع ميرا تقول بصوت بارد خالي من الحياة
ردت رولا بصوت حزين
وانا امتى عملت كده يا ميرا عشان اعملها دلوقتي ..! انا عمري ما حاسبتك ولا هزئتك ولا دايقتك بالكلام ..
ابتلعت ميرا غصتها داخل حلقها بينما سارت رولا نحوها حتى وقفت خلفها ووضعت كفها فوق كتفها لتشعر بإهتزاز جسدها لا اراديا ..
ميرا ..
فيأتيها صوت ميرا المتحشرج
ماما وحشتني اوي ..
ابتلعت رولا ريقها وهي تشعر بغصة قوية ټضرب قلبها وتجعله يأن بقوة شديدة بينما علت شهقات ميرا داخل حضنها ..
هطلت دموع رولا وهي تفكر انها المرة الاولى التي تقول بها ميرا لوالدتها كلمه ماما بعدما قررت أن تناديها بخالتي وهو الأمر الذي ظل يحز في نفس ديانا حتى ۏفاتها ..
جلست رولا على السرير وهي ما زالت تحتضن ميرا التي تبكي دون توقف ..
بعد مرور ربع ساعة شعرت رولا بتوقفها اخيرا عن البكاء فظنت انها نامت بين احضانها ..
ايه رأيك تقومي تاخدي شاور ..!
هزت ميرا رأسها بضعف دون رد لتنهض رولا بعدما أبعدتها عنها وتتجه نحو خزانة ملابسها الضخمة حيث اخرجت لها بيجامة زهرية برسومات شخصية باربي التي تعشقها ميرا ومعها منشفة ضخمة ..
وضعت البيجامة والمنشفة على السرير ثم اتجهت الى الحمام كي تجعله جاهزا لإستقبالها ..
انتهت من تجهيز الحمام لها حيث ملأت البانيو بالمياه الدافئة وخرجت تمسكها من يدها وتوقفها وتتجه بها الى الحمام ..
اعطتها منشفتها وقالت
جهزتلك كل حاجة .. المية دافيه وهتريح اعصابك ..
ثم اغلقت الباب خلفها لتنظر ميرا الى البانيو المعبأ بالمياه الدافئة المختلط به السائل المعطر برائحة الياسمين التي تعشقها پجنون ..
وقفت امام المرأة لتخلع عدساتها اللاصقة فتظهر عينيها بلونيها الازرق الصافي ..
بدأت تزيل مكياجها لتظهر ملامح وجهها بوضوح فعادت البراءة والنعومة تسيطران عليها ..
خلعت ملابسها ثم جلست في البانيو فشعرت بالمياه الدافئه تغمرها بالكامل ورائحة الياسمين المنعشة تتغلغل داخل أنفها فتغمض عينيها مستمتعه بهذه الاجواء المميزة ..
لطالما احبت فعل ذلك .. تملأ البانيو هكذا وتغطس فيه حيث تبقى لوقت لا تعرف مدته وهي بهذه الحالة شاردة متأملة مستمتعه ..
مرت عشر دقائق حينما وجدت نفسها تهبط برأسها اسفل المياه بعينين مغمضتين وانفاس ثابته ..
لحظات وخرجت بسرعة وهي تشهق پعنف وتتنفس بسرعة شديدة ..
التقطت انفاسها التي هدئت تدريجيا لتمسح وجهها بكفيها ثم تخرج من من مكانها وتسحب المنشقة وتلفها حول جسدها ..
خرجت من مكانها لتجد رولا تجلس على السرير تنتظرها وبجانبها صينية تحتوي على العديد من الاطعمة ..
فكرت بأن رولا تغيرت كثيرا للدرجة التي
ابتعدت ميرا عنها واتجهت نحو طاولة التجميل وبدأت تسرح شعرها ..
اقتربت رولا منها وهمست بجدية
تحبي اسرحلك شعرك ..!
تطلعت اليها ميرا بتردد فهي حقا لا تعرف كيف تسرح شعرها بالشكل الصحيح فديانا كانت دوما تفعل ذلك ..
ابتسمت رولا لها بتشجيع فشعرت ميرا انها تقسو عليها كثيرا وهي لا ذنب لها بأي شيء..
رولا كانت دوما تحبها وتدللها منذ ان ولدت وحتى الان ..
وبالرغم من شخصية رولا المغرورة بعض الشيء الا كانت تحبها كثيرا بل وتخاف عليها اكثر ومشاعرها تلك لم تتغير حتى بعدما عرفت حقيقتها ..
هزت ميرا رأسها بصمت لتحمل رولا المشط وتبدأ بتسريح شعرها الناعم الطويل بينما ميرا تتأملها بملامح يملؤها الحنين بسبب الشبه المخيف بينها وبين ديانا ..
حملت بعدها بيجامتها حيث اتجهت الى مكان تغيير الملابس وارتدتها لتخرج فتجد رولا تهتف بها
تعالي كلي يلا ..
ردت وهي تتجه نحو السرير وتتمدد عليه
مليش نفس ..
ثم اعتدلت في جلستها وقالت
ابوك جاب راشد معاه .. انا مش عارفه ليه مصر يدخله بكل حاجة تخصنا .. هو احنه مش هنخلص من عيلته دي ..
ردت رولا بجدية
مينفعش تتكلمي كده على عيلة ابوك ..
هتفت ميرا بملامح متجهمة وصوت بارد
مش عيلة ابويا .. بس حقك تزعلي لانهم عيلة ابوك طبعا .. يعني دمكم واحد بس انا لا ..
تجاهلت رولا حديثها وهي تحمل الصينية وتتجه نحوها لتتوقف في مكانها وهي تستمع الى حديث اختها
مع انوا يعني بعد اللي حصل واللي عملوه المفروض متبصيش فوشهم حتى ..
التزمت ميرا الصمت وهي تتحرك من مكانها وتضع الصينية امامها لتتابعها ميرا بعينيها وتهتف بها
ماتزعليش مني .. بس حقيقي انا بكرههم .. وده مش بسبب وضعي .. لا انا بكرههم بسببك .. بسبب اللي عملوه من سبع سنين ..
قالت رولا بضيق
خلاص يا ميرا ..
لتهتف ميرا بإصرار
لا مش خلاص .. اعترفي مرة واحدة انهم أذوك وجامد كمان .. مش كفايه اللي مراد بيه عمله لا هما كملوا عليك ..
نهضت رولا من مكانها متجهة الى الخارج لتسمع ميرا تهمس بصوت حزين
ممكن تنامي معايا ..
اغمضت رولا عينيها وهي تفكر انها تطلب منها ان تنام معها دون حتى ان تعتذر عن حديثها القاسې ..
تنهدت وهي تستدير نحوها وتقتربت منها حيث فوجئت بميرا تندس بين احضان تهتف بخفوت وضعف
شكرا يا رولا ..
ابتسمت رولا بحزن قبل ان تشدد من احتضانها وهي تفكر ان ميرا هي ما تبقى لها من هذه الدنيا بعدما تخلى الجميع عنها ..
.
اوقف
متابعة القراءة