روايه تحفه 1 الفصول من الرابع عشر ل الخامس عشر بقلم الكاتبة الجليله
المحتويات
جومانة وجودها بقى مزعج .. وان الاوان نخلص منها ..
هتف جمال بهدوء
قلتلك هنخلص منها بس لما يجي الوقت المناسب ..
ردت عليه بعناد
وانا قلت دلوقتي ..
ثم اكملت بضيق
ابعتلي الرقم بقى ..
قال جمال
يا ماريا افهمي .. مش عاوزين غلط .. ساعتها ممكن نروح فداهية ..
ردت ماريا بثقة
لا داهية ولا حاجة .. بالعكس .. انا هعمل اللي كان لازم يحصل من زمان ..
ردت بملل
عادي .. كده كده هو مش ليا ..
حل الصمت المطبق بينهما ليهتف اخوها
يعني اقتنعتي اخيرا فكلامي وانوا كده كده باسل مش طايقك وعمره مهيكون ليك ..
ردت بغيظ
اقتنعت .. وعشان كده هو كمان هيدخل القايمة السوده زي ما كنت عاوز
ملكيش امان يا ميمي ..
هتفت ماريا بملل
ابعت الرقم بقى .. وجهز نفسك .. الليلة البيت كله هيولع ..
ماشي ..
قالها وهو يبتسم بسخرية قبل ان يرسل لها رقم ذلك المدعو عامر فتحفظه جيدا ثم تتصل به بسرعة فهي حقا لم تعد تطيق الانتظار ..
خرجت ميرنا من المطار بعدما انتهت من جميع الاجرائات اخيرا ..
سحبت نفسا عميقا عدة مرات وقد تناست في تلك اللحظة ما ينتظرها ..
تناست مواجهتها المنتظرة مع اهلها .. تناست كل شيء وفكرت فقط بأنها عادت .. عادت من حيث رحلت .. بنفس المكان قبل اكثر من سبعة اعوام كانت تسير معه وهي تبكي بحزن على عائلتها التي تركتها رغما عنها لكن في داخلها شعور ان كل شيء سوف يصبح افضل طالما هي مع من تحب وطالما والدها من تخلى عنها اولا رافضا حب حياتها بقسۏة ..
ظلت في مكانها عند البوابة كما اخبرها حيث من المفترض ان تأتي بنفسها اليها بعدما اخذت صورتها ..
وبالفعل بعد لحظات شعرت بإحداهن تتقدم منها ..
كانت فتاة جميلة ذات بشړة ناصعة البياض وشعر لونه يتدرج ما بين البني الفاتح والاصفر .. عينيها تلمعان بشكل جذاب وابتسامة رائعة تزين شفتيها ..
قالتها الفتاة بنبرة مرحبة لتبتسم ميرنا وهي تجيبها
كويسة ..
ردت الفتاة معرفة عن نفسها وهي تمد يدها نحوها
انا شيري .. صديقة فؤاد ..
ابتسمت ميرنا وهي تلتقط يديها وتتذكر كيف طلبت مساعدة فؤاد بعدما عادت الى شقة باسل خائرة القوى بسبب حديث روبي المؤلم لتتفاجئ بفؤاد امامها حيث يبدو انه اتى لزيارة باسل بعدما لم يرد الاخير على اتصاله فظن انه نائما وبالتأكيد نائما في شقته ..
افاقت من شرودها على صوت شيري تسألها
ها نتحرك ..!
أومأت ميرنا برأسها دون رد لتهتف شيري وهي تسحب حقيبة ميرنا بنبرة منطلقة
طب يلا .. انا حجزتلك فأوتيل راقي .. هيعجبك انا متأكدة ..
قاطعتها ميرنا بهدوء
لازم اروح الاول اشوف عيلتي ..
ابتسمت شيري وردت
زي ما تحبي .. خلينا نركب وعرفيني العنوان ..
سارت ميرنا خلفها وهي تدعو ربها وترجوه ان يكون استقبالهم لها افضل مما تتوقع ..
..
كانت نادية والدة ميرنا تجلس امام التلفاز تتابع احدى مسلسلاتها المفضلة بينما ملاذ ابنتها الصغرى تضع سماعة هاتفها داخل اذنها تستمع الى احدى اغنياتها المفضلة ..
سمعت نادية صوت جرس الباب يرن فصاحت على ابنتها التي لم تسمعها بالطبع فهي مندمجة بتلك الاغنية لأبعد مدى ..
جذبت نادية كتاب صغير موضوع على الطاولة امامها ورمته عليها لتنتفض من مكانها فزعا قبل ان تخلع سماعتها وتقول بضيق
فيه ايه يا ماما ..! حرام عليك ..
ردت والدتها بسرعة
الجرس بيرن .. روحي افتحيه ..
انا مش عارفة الشغالة هترجع امتى .. دي اجازتها طولت اكتر من اجازتي ..
قالتها بملل لتهتف والدتها بصرامة
روحي يا ملاذ افتحي الباب ..
ضغطت على شفتيها بقوة وغيظ وهي تتجه نحو الباب وتفتحها لتتجمد في مكانها ما ان رأتها ..
صمت مطبق سيطر على اجواء المكان حيث ميرنا تنظر الى اختها بمشاعر مختلفة طغى عليها الشوق فهي تركتها وكانت وقتها في الرابعة عشر من عمرها وبالرغم من متابعتها لها من بعيد على مواقع التواصل الاجتماعي الا انها بدت مختلفة كليا على الواقع ..
تأملت جسدها النحيل وقامتها الطويلة كطول عارضات الازياء .. عينيها السوداء الواسعتين وشعرها الغجري الطويل ..كانت فاتنة بحق ..
ملاذ ..
قالتها ميرنا بصوت خاڤت يسيطر عليه التوتر ..
ابتلعت ملاذ ريقها وهي تشعر برغبة عميقة في احتضانها فهي لطالما انتظرت هذه اللحظة بل كانت واثقة من حدوثها ..
نظرتا الفتاتين خلفيهما بجزع وهما تسمعان صوت شهقة والدتهما ..
نظرت ميرنا الى والدتها بنظرة مليئة بالشوق واللهفة ..
لم ترد في تلك اللحظة شيئا سوى معانقتها .. تريد ان ترتمي داخل احضانها وتشكي لها حالها وما حل بها ..
لم تستوعب ميرنا ما يجري حولها ولم تعطي نفسها فرصة التفكير حتى حيث سارت بلا وعي نحو والدتها ووقفت أمامها تهتف بصوت مبحوح مترجي
خديني فحضنك شوية وبعدها اعملي فيا اللي تحبيه ..
وبالفعل جذبتها والدتها نحو احضانها تعانقها بلهفة لتهطل دموع ميرنا بغزارة تتبعها دموع والدتها بينما ملاذ تتابع الموقف بعينين تراكمت داخلهما الدموع اللتي رفضت ان تهطل و تريحها ..
ابتعدت ميرنا من بين احضان والدته وقبلتها عدة مرات بشوق شديد قبل ان تتجه نحو ملاذ وټحتضنها بلهفة دون ان تسألها حتى لتهطل دمعة واحدة يتيمة من عيني ملاذ مسحتها بسرعة ..
هبطت ميرا درجات السلم متجهة خارج الفيلا لتتوقف عند سماعها صوت والدها يهتف بها بصرامة
استني ..
زفرت انفاسها بضيق قبل ان تستدير نحوه وتهتف بإقتضاب
نعم ..
على فين ..!
سألها بهدوء لتجيبه بلا مبالاة
خارجة مع صحابي ..
قاطعها بسرعة
مفيش خروج .. ارجعي اوضتك يلا ..
مش راجعة ..
قالتها بعناد ليقول هو بحدة
ارجعي بالذوق يا ميرا بدل ما ارجعك بالعافية ..
اردف بعدها بوعيد
انا لسه محددتش عقاپ اللي عملتيه امبارح ..
صاحت به بملل
يوه بقى .. انت ملكش دعوة بيا .. انا حرة فحياتي .. واعمل اللي انا عاوزاه ..
صړخ بها بصوت جهوري غاضب
لا انت زودتيها اوي .. فيه ايه ..! هو محدش قادر عليك ..
ردت بتهكم
اه محدش .. عارف ليه ..! عشان مفيش حد من حقه اصلا يقدر عليا
متابعة القراءة