رواية مشاعري العتيقة كاملة
المحتويات
اذكروا الله
الفصل الاول
في أحدى المدارس
كان جاسم يجلس في غرفة المديرة وهو لا يعلم لما تم استدعائه فقد اكتفت السكرتيرة الخاصة بالمديرة أن تخبره بأن ينتظرها كما حاول جاهدا أن يعرف منها سبب استدعائه ولكن لم تجيب عليه.
كان يسيطر عليه التوتر فلما تم استدعائه لم تكن ابنته مشاغبة لتلك الدرجة كي تفتعل مشكلة في مدرسة لم يمر تواجدها بها خمسة عشر يوما كان تارة ينظر علي الباب وتارة أخرى يراقب ساعته الملتفة حول معصمه.
يجب أن يكن بها منضبط تحديدا لأنه في بداية فترة عمله في هذا الفرع لكن أخبروه أن الوضع طارق ولابد من حضوره الآن.
دخلت مديرة المدرسة وهي إمرأة في الخمسينات من عمرها صافحته ثم جلست على المقعد الخاص بها ثم قالت بنبرة حاسمة وجدية.
حضرتك أستاذ جاسم والد أروي
تنحنح جاسم ثم قال بقلق فلا أحد يطمئنه
في حاجة عملتها
أجابت المديرة بجدية وبنبرة خالية من أي تعبير أو أي كلمات قد تجعله يرتاح ولو قليلا
خمس دقايق يا أستاذ جاسم وهتيجي المدرسة اللي بتدي بنت حضرتك وهتفهمك لأنها هي اللي طلبت نتصل بيك.
أردف جاسم قائلا بأستغراب وڠضب مكتوم فما الداعي لكل ذلك الأنتظار فليخبره أحدهما على الأقل.
انا واحد سايب شغله وجاي علي ملى وشي يعني حضرتك فاهمة أني مش فاضي وأنتم بتقلقوني أكتر وكل شوية استنى استنى كدة مينفعش
بنتي مالها
علي فكرة انا عملت استدعاء لوالدتها مش ليك علشان تلومنا أنك سايب شغلك.
نظر كلا من جاسم والمديرة تجاه ذلك الصوت الحانق ألتفتا تجاه الصوت لم يكن سوى صوت أروى معلمة ابنته.
أم أن هو من يتخيل! هل خرجت من عقله وتجسدت أمامة الآن لربما قد زادت جمالا لكنها مازالت غاضبة كما رآها أول مرة وسمع شجارها مع صديقة لها بسبب شاب قد قابلته وهي معها دون معرفتها.
تعلم أن لو أنه هناك شخص آخر يرأس المدرسة لن يتقبل عاطفيتها تلك.
أردفت أروي پغضب وهي تقترب منه بينما هو قد صمت تماما.
اللي حصل ده إهمال أنت أزاي أب ولا فين مامتها أصلا.
أفاق جاسم من صډمته أخيرا حينما سمع كلماتها الحادة لأول مرة يحدثه أحدهما بتلك الطريقة والعتاب على شيء لا يفهمه أردف قائلا وهو يحاول أن يتمالك نفسه فلا شك أنه برغم دهشته إلا أنها اغضبته طريقتها.
إيه اللي حصل مش فاهم وياريت تتكلمي بأسلوب كويس أنت مدرسة بنتي مش بدرسي ليا أنا.
صاحت أروي پغضب شديد ملوحة بيديها بالهواء مما جعله ينتبه لدبلتها التي تزين يديها اليمنى.
كويس أنك عارف أنك أب
أنا بقالي أسبوعين ملاحظة شرود بنتك وعرفت أنها لسه جديدة هنا وطريقتها مع زمايلها عڼيفة يا بتتخانق معاهم يا بتتجنبهم وفي الفسحة تقعد ټعيط أصلا واللي جد النهاردة أن البنت تعبانة جدا.
برد عادي البنت أغمى عليها وحرارتها كانت عالية جدا واللي فهمته أنها زعلانة من مامتها لدرجة أنها مش بتأكل أكلها وبترميه في الفسحة.
نهض وأردف قائلا پغضب شديد لا يقل عنها بل
متابعة القراءة