روايه ندى الفصول من الحادي عشر ل ثاني عشر

موقع أيام نيوز

الحلقة 11
كانت العاشرة صباحا بينما لايزال نائما ولكن الهاتف اصر علي ايقاظه تأفف وهو يلتقطه ثم نظر للاسم وعرف من المتصل تهللت اساريره واتسعت ابتسامته والتقطت هاتفه ليرد 
عصام بابتسامة صباح الخير 
صباح النور ناموسيتك كحلي انهاردة 
عصام امبارح كان يوم متعب ولما رجعت نمت علي طول 
طب مكلمتنيش ليه امبارح انا لا عرفت اكلمك في الفيلا ولا حتي وانت مروح 

عصام معلش ما هو مينفعش نتكلم في الفيلا خالص افرضي حازم حس بحاجة احنا عايزين نخلص خطيتنا علي خير 
ما انا عايزة اعرف انت وصلت معاه لحد فين 
عصام مفيش تتطورات تذكر انا يدوبك قولتله عايز اتجوز ندي بس كده 
وقالك ايه 
عصام لحد دلوقتي مش عارف انا بحاول استفزه لحد دلوقتي مش لاقي اي رد فعل اظاهر ان توقعاتك المرة دي مش في محلها 
بكرة تشوف انت دلوقتي متفتحوش في حاجة سيبه يغلي يومين كده وبعدين ننفذ اللي اتفقنا عليه سوا 
عصام انا خاېف يحط عينه علي نفيين 
وانت مالك ومال نفيين 
عصام مفيش حاجة انا بس خاېف علي خطتك تفشل 
لا انا متأكدة انها حتنجح 
عصام ماشي اظاهر عليا وقعت مع محسن ممتاز في خطط تانية ولا خلاص كده 
لا كفاية عليك كده
اتجهت لوجي لغرفة والدها لتوقظه 
لوجي بابي اصحي بقي يلا انهارده الجمعة 
افاق حازم وفتح عينه فوجد ابتسامة ابنته في وجهه ابتسامتها كانت كافيه ان يستيقظ مبتسما وهو يقول 
حازم صباح النور يا لوجي 
لوجي مش تقوم بقي يا بابي انت مش حتروح تصلي الجمعة انهارده 
حازم انتي ايه حكايتك يا لوجي انتي متوصية عليا ولا ايه 
لوجي ايوة ميس ندي مواصياني عليك 
الټفت حازم الذي كان قد نزل من سريره بينما لوجي لاتزال جالسة عليه فجلس بجوارها وسأل باهتمام 
حازم هي ميس ندي مواصياكي عليا بجد 
نظرت لوجي لوالدها وهي تراوغه في الاجابة امم مش عارفة 
حازم مش عارفة ايه 
لوجي بمراوغة واضحة مش عارفة 
حازم بقي كده طب انا حاعرفك 
جذبها من ذراعيها ثم بدأ يزغزغها بينما لوجي تصرخ وهي تضحك بقوة خلاص يا بابي حاعرف
أنه المۏت الذي قرر ان يطل برأسه علي منزل عماد عبد الدايم تلك الكلمة التي دائما ما نسمعها كل يوم ربما احيانا يملكنا التفكر فيها وربما احيانا اخري ننفضها من رأسنا فمتع الحياة دائما ما ټخطف ابصارنا وتنسينا ان يوما ما ستنتشلنا تلك الكلمة من بين استغرقنا في تخطيط ايامنا متي واين لا نعلم ولكن لو ان معني المۏت هو فراق الروح للجسد فكم من اجساد تمتلك اروحها تسير بيننا والامۏات احي منهم وكم من اموات فراقتنا اجسادهم وبقيت ارواحهم بيننا نستشعرها 
كان هذا هو احساس بيت عبد الدايم بابيهم فقط فارقهم جسده بينما بقي الكثير والكثير ستظل كلماته وتصرفاته وضحكاته ولماسته الحانية جزء لا يتجزء من قلب وعقل ندي ونفيين وشريفة حتي لو ان اعينهم اليوم تفيض بالدموع لانه لن ينام وسطهم لن يجلس الي جوارهم لن ينادي علي احد منهم ولن يعد لهم ذلك السند نعم فقد كان هو ذلك السند 
بعد صلاة الجمعة تقدم امام المسجد معلنا في المكرفون صلاة الچنازة ان شاء الله 
خلف الامام في الصف الاول كان نبيل الي جواره طارق ومدحت بل وحتي سيف الذي رغم انه لم بتزوج ابنته لكنه كان يكن له كل خير لم يخلو المسجد من موطأ قدم كل من عرف عماد عبد الدايم واهله تقدم للصلاة عليه والسير في جنازته
اما بيته فلم يختلف الوضع فيه كثيرا بالطبع كان الصمت مطبقا علي ندي ونفيين وشريفة فلم يتحدث اي منهم لاحد بينما من ان لاخر كان يسمع صوت احدي الموجودات تدعي او صوت اخر يقرأ القران من بينهم كانت تتحدث واحدة من الموجودات بالهاتف فبدي صوتها مسموعا لندي كانت تقول 
خلاص وصلتوا طب ربنا يتغمده برحمته 
رفعت ندي رأسها لتسأل خلاص اندفن 
فاجابت ايوة 
ذرفت دمعة حارة من عين ندي شعرت بثقل ما سمعت ووصفته امام عيناها الان ابي في قپره 
ظل اليوم طويلا حتي كان شادر الچنازة المنصوبة في شارعهم تأتي منه تلك الايات معلنا قرأها ان الچنازة قد انتهت
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين
في اليوم التالي اتجه عصام الي عمله وحازم ايضا كل منهم كان يعلم ان نفيين ستأتي الي الشركة بينما ندي ستأتي للوجي 
بينما ندي ونفيين وشريفة اجتمعوا حول مائدة الافطار تظاهروا وكأنهم يفطرون بينما لم يفطر احد ولم يتحدث احد 
حتي قررت شريفة ان تقطع الصمت 
شريفة يلا افطروا 
ندي انا مليش نفس 
نفيين و انا كمان 
شريفة انتو فاكرين ان كده بابكم حيكون مبسوط في قپره فين الرضا بقضاء الله وقدره 
لم تستطع ندي او نفيين كتم دمعاتهم وبدأت كل منهن تبكي ربطت امهم علي يد كل منهم 
ثم قالت لا كده انا مش شايفة قدامي ولاد عماد ايه يا بنات لو العياط هيرجع اللي راح كنت بكيت بدل الدموع ډم لكن مفيش حاجة حترجع وبعدين احنا عايزين نقرر حنعمل ايه لبابا انا كنت عايزة اعمله صدقة جارية وعايزاكم تساعدوني نفكر سوا 
قاطعهم صوت الباب كانت عمتهم احلام 
احلام كانت تحاول هي الاخري ان تخفف رغم المها الشديد حزن ندي ونفيين نظرت الي فطورهم 
احلام ايه يا بنات انتم مش ناويين تاكلوا ولا ايه ده انا قلت اطلع ابص عليكم ونفطر سوا 
قاطعهم صوت الهاتف كانت شركة رفعت الصاوي تسأل عن نفيين ولم تكن السكرتيرة هي من تسأل بل عصام نفسه هو من اتصل كان في مكتبه وبدأ يشعر بالقلق انها لم تأتي فاتصل بها وردت عليه عمتها 
عصام السلام عليكم 
احلام وعليكم السلام 
عصام اكلم انسة نفيين لو سمحتي 
احلام والله هي مش حتقدر تكلم حضرتك دلوقتي اقولها مين 
عصام هي مش حتيجي الشغل انهاردة 
نظرت احلام لتسألها فقامت نفيين بثقل 
نفيين ايوة سلام عليكم 
عصام خير يا انسة نفيين انتي مش حتيجي الشغل انهارده 
نفيين اسفة يا استاذ عصام يمكن مقدرش اجي الاسبوع ده 
عصام خير في حاجة حصلت 
نفيين بابا اټوفي امبارح 
انتفض عصام من مكانه وهو يشعر بالاسي ويقول البقية في حياتك لا حول ولا قوة الا بالله 
انهي عصام المكالمة واتجه لحازم الذي كان يتحدث الي دادا محاسن 
حازم خلاص يا دادا حاكلمها دلوقتي واحاول اشوف في ايه 
انهي المكالمة واتجه الي عصام 
حازم ندي مجتيش وموبايلها مقفول 
عصام ومش حتيجي انهاردة ولا هي ولا نفيين 
حازم ليه ايه اللي حصل 
عصام باباهم اټوفي امبارح
حازم ايه لا حول ولا قوة الا بالله طب واحنا حنعمل ايه دلوقتي 
عصام مش عارف نروحلهم ولا لا 
حازم دي دادا محاسن حتزعل اوي لما تعرف اسمع اقولها تيجي معانا اهو منروحلهمش لوحدنا 
عصام فكرة كويسة 
توجهوا الثلاثة الي منزل عماد عبد الدايم عصام حازم و دادا محاسن استقبلهم شريفة ونفيين واحلام والتي كانت تري ابن رفعت الصاوي امامها
تم نسخ الرابط