رواية ميرا الفصول من الثامن للعاشر
المحتويات
بعيدا فهو قد حسم أمره وقرر أن لا يقحم ذاته بها أكثر هو فقط سائق لديها ويؤدي عمله ليس أكثر بينما هي كان الكثير من الضجيج برأسها فهنا أبيها الذي خذلها في الصباح أثر نظرة واحدة متسلطة من زوجته وهنا اصدقائها الذين يتهامسون عليها وهناك في زاوية بعيدة مظلمة يظهر هو يخبرها بكل فخر أنه فضل آخرى عليها أما الصوت الطاغي داخل رأسها هو صوت الإحتياج فماذا كانت تنتظر من كل هؤلاء غير الخذلان إذا كان والدتها التي أتت بها لتلك الحياة قد خذلتها وتخلت عنها وعند تلك الفكرة وجدت ذاتها تجهش بالبكاء وتضع كفوفها على رأسها وټضرب عليها عدة ضربات متلاحقة وكأنها تود كبح ذلك الضجيج الذي يجعلها تفقد السيطرة دائما وتخور ارادتها
آنسة ميرال مالك ...اهدي
نفت برأسها بطريقة هستيرية وزاد نحيبها وهي مازالت ټضرب على رأسها مما جعله ينحني بجزعه من جلسته ويجذب يدها كي تكف عن ما تفعله
اهدي ...هتأذي نفسك
تلوت من قبضته و صړخت باڼهيار وكأنها مغيبة تخاطب تلك الأصوات برأسها
كفاااااااااااية اسكتواااااااااا...تعبت ... تعبت
أهدي ... بقولك هتأذي نفسك رفق قوله بهرولته خارج السيارة وفتحه لبابها ثم أنحني بجزعه كي يصل لها ثم استطاع بجدارة ان يتفادى دفاعها ويقبض على رسغيها بين قبضته وهدر بنبرة صارمة نفضتها واعادتها شيء من وعيها
لثوان معدودة حاولت ان تتحكم بوتيرة أنفاسها وهي تطالع تلك النظرة الصارمة بعينه وقبضة يده التي تعتصر رسغها ثم اومأت له كي تسايره و قالت بنبرة مهزوزة بعدما ركزت نظراتها على حقيبتها بجوارها
ههدى بس عايزة ميا ...هاتلي ميا او عصير أي حاجة
التقط نظراتها واستنبط ما تود فعله ولذلك هز رأسه ليسايرها وترك رسغيها ثم انسحب من أمامها تارك بابها دون ان يغلقه بينما هي حتى لم تمهل ذاتها فرصة لكي تتأكد من ابتعاده واخذت تبحث بحقيبتها ولكن مع تلف أعصابها صړخت بنفاذ صبر وفضت محتوياتها كاملة على المقعد بعشوائية عارمة حتى أن ما تبحث عنه سقط بجانب قدمها بأرضية السيارة وحين همت بأن تلتقطه كانت يده القوية تسبقها إليه ونظراته المتخاذلة تكاد ټحرقها بموضعها مما جعلها تصرخ بإحتجاج وبأعصاب تالفة
نفى برأسه وهو يطالعها شذرا بعدما تيقن أن ما بيده هو سبب نكبتها
ليحتل الڠضب قسمات وجهه ويهدر من بين أسنانه
هي دي اللي بتعمل فيك كده
لتصرخ به بإنفعال شديد
ملكش دعوة وهات الحبوب
استفزه قولها لېصرخ بوجهها
بس انت وعدتيني مش هتأذي نفسك
نفت برأسها بهستيرية وصاحت مستنكرة بيأس وبعزيمة انعدمت لديها وهي تحاول أن تجذب يده لتستحوذ على ما بها
لأ ... مش هسيبك تضيعي نفسك وتحزني اهلك عليك
قالها بإصرار عجيب وهو يعتدل بجسده خارج السيارة ويفض ما بيده على الأرض ثم دهسها تحت قدمه حتى أصبحت هي وتراب الطريق سيان مما جعلها تشهق من جديد بخيبة أمل وتنزل من السيارة خارة على ركبتيها تتطلع تحت قدميه باكية وتستفيض بنبرة واهنة مټألمة زلزلت قاع قلبه ككل مرة
بتخليني انسى كل الكلام اللي اصحابي بيقوله ... بتخليني انسى أني وحشة و عمر ما حد حبني ولا اتمسك بيا... ليه عملت كده ....ليه حرام عليك
كان يستمع لها ومع كل كلمة يشعر ان قلبه ينتفض بين أضلعه حزنا عليها وتأثرا باڼهيارها حتى انه غامت عيناه وانخفض لمستواها قائلا بنبرة متعاطفة وهو يحاوط ذراعيها ببعض التحفظ
أنت مش وحشة ومحدش معصوم من الغلط ومش معنى ان كل اللي حواليك خذلوكي و مقدروش قيمتك يبقى تفرطي فيها وتعلقي أخطائك على شماعتهم افتكري ان في ربنا قادر يعوضك بالأحسن بلاش تيأسي وتستسلمي للقرف ده قاومي مش علشان حد علشان نفسك أنت
رفعت فيروزتاها الباكية له پضياع تحاول أن تستوعب حديثه التي شعرت انه خاطب نقطة كامنة بعقلها
لتتحجج بنظرات زائغة وهي ټضرب كفوفها على الأرض الترابية بيأس
حاولت كتير وفشلت
ليجيبها بإصرار وبنبرة واثقة كي يبث بها بعض التفاؤل المنعدم لديها
كلنا بنفشل بس بعد كل مرة لازم يبقى عندنا اسباب مش أعذار الفشل بيبقى فرصة تانية علشان نبدا من جديد بس بعزيمة اقوى
لتهمس هي بقلة حيلة وبإحتياج لا مثيل له
بس انا تعبت ومش عارفة أكمل لوحدي
أبتلع غصة بحلقه و وجد ذاته يصرح ضارب بقاموسه وتعقله عرض
متابعة القراءة