رواية ميرا الفصول من حداشر لثلاثة عشر

موقع أيام نيوز


الخير يا حسن
ابتلع ريقه بحلق جاف ثم أجابها بتلعثم 
صباح.... النور
بااابي
صړخ بها أطفاله وهم يركضون إليه لينحنى لمستوى كل منهم ويحتضنهم قائلا بحنو 
قلب بابي وحشتوني
لترد شيري پغضب طفولي 
أنت كمان يا بابي بس أنا زعلانة منك علشان مشغول علطول ومش بتخرجنا ولا بتلعب معانا
سايرها حسنوهو ينظر ل رهف كي تلاحق الموقف معه وتدافع عنه أمام اطفاله كما تفعل دائما ولكنها تجاهلت نظراته وظلت على ثباتها المستفز بالنسبة له تدعي انشغالها بتناول الطعام 

حاضر اوعدك هنخرج وهنعمل كل اللي انتوا عايزينه
ليعقب شريف 
أسكت أنت ......علشان انا هقول لبابي حاجة مهمة
اشرأب حسن برأسه ليهمس شريف بإذنه 
جبتلي اللعبة اللي وعدتني بيها يا بابي
اغمض حسن عينه بأسف وقال معتذرا 
نسيت...معلش اوعدك او ما افضى هجبهالك علطول
يبقى عمرك ما هتجبها
قالهاشريفبنزق وهو يمط فمه و بينما شيري اكتفت بنظرة مستاءة له جعلت وجهه يشحب و يتناوب النظرات بينهم ويعجز عن الرد لثوان قبل أن تهتف هي 
يلا يا ولاد هنتأخر على bus المدرسة
وقبل أن ينصاعوا لها ويحملون حقائبهم ويتبعوها قال شريف وهو يطرق رأسه بأسف 
أنت مش بتحبنا يا بابي
شعر بغصة تتكون بحلقه وهو ينظر لأثرهم وحقا شعر بالخزي من نفسه.
وحين عادت هي بعد بضع دقائق وجدته يجلس شارد على أحد مقاعد طاولة الطعام دون أن يمسس شيء من طبقه تحاشت النظر له وتعمدت أنها تظل على ثباتها وهي تضب المائدة دون أن تعطي عدم تناوله لفطوره أي أهمية على غير عادتها مما استفزه أكثر وجعله يضرب الطاولة بقبضة يده وېصرخ بهياج 
انا عارف أنت بتحاولي تعملي ايه
انت ازاي خبيثة كده...تقومي الولاد عليا علشان تحسسيني بالتأثير وأرجع في كلامي
هزت رأسها بنفي قاطع وصړخت بوجهه بشراسة لم يعتادها منها 
انا مش عايزاك ترجع في قرارك بس من هنا ورايح أنت مجبر تتحمل نتيجة افعالك لوحدك...
لتتركه وتدخل غرفتهاوتغلق بابها بوجهه ليزئر هو پغضب ويزيح الأطباق التي أمامه بيده محدث ضجيج أجفلها من موضعها ثم يغادر منزله وهو يصطحب معه مزاجه العكر

داعب انفها رائحة عطره الممزوجة برائحة القهوة الشهية التي يعدها خصيصا لها كل صباح لترمش عدة مرات لتجده يجلس بالمقعد المجاور لفراشها يتأملها كعادته لتقول هي بمشاكسة ممزوجة ببعض الغرور 
خدت عليا وعلى أوضتي اوي حضرتك
أبتسم وأجابها وهو يجلس بجانبها و يزيح خصلاتها المبعثرة عن وجهها 
هتوحشيني
رفعت عيناها له وتسألت بترقب وهي تعتدل وتجلس تستند على جذع الفراش 
مسافر
أومأ لها بقلة حيلة وأخبرها وهو يناولها كوب القهوة الممزوجة بالحليب خاصتها 
كلموني الصبح في توريدات جديدة ولازم أبقى موجود واستلمها بنفسي...
ليتنهد بعمق ويقول ببحة صوته المميزة التي تشتتها وجعلتها تكاد تغص برشفتها 
خلي بالك من نفسك يا مغلباني
احتمال اتأخر المرة دي ومش هعرف هرجع أمتى
سعلت بخفة ثم وضعت الكوب أعلى الكمود وتعلقت عيناها به وتلك النبضة العاصية بقلبها يزيد وجيبها لتجد ذاتها دون أي تفكير مسبق وعلى غير عادتها تجذب يده بين راحتها وتقول بصدق لا تعلم كيف صدر منها 
هتوحشني 
تهللت أساريره وهو ينظر ليدها وهمس بعدم تصديق 
بجد هوحشك
هزت رأسها وهي تتحاشى النظر له 
بحبك يا نادين ... بحبك يا روح روحي ولو عليا نفسي ما فرقكيش لأخر يوم في عمري
تلك المرة الأولى التي يقولها صريحة لذلك الحد فسابقا كان يلمح أو يذكر تشبيه مجازي لمشاعره ولكن الآن قال تلك الكلمة التي استقرت بأعماقها وزعزعت كافة قناعتها وجعلت مقاومتها تتلاشى وقبل أن ېصرخ عقلها سبقه قلبها
إياك! أن تطلب مني الصمود أيها العقل فتلك النبضات العاصية تورق سكينتي ولم أعد أحتمل ضجيجها حتى حصوني التي شيدتها كي أأذرك بها أصبحت أنقاض بالية لا نفع منها أمام هيمنته الطاغية عليها فحابا بالله توارى خلفي لمرة واحدة وارأف بي وكف عن صخبك الغير محتمل . 
وعند تلك النقطة تخلت عن مقاومتها وأغمضت عيناها وشددت على أكثر بينما هو كان يتنفس أريجها المميز باستمتاع تام وكأنه يريد أن يختزنه برئته لأطول وقت ممكن.
.. استشعر ندمها ليقول بنبرة وهو يلحق بها ويطرق باب المرحاض 
نادين افتحي خلينا نتكلم... انا عمري ما قصدت أفرض عليك مشاعري...بس ڠصب عني أنا راجل 
لم يأتيه ردها بل فقط صوت أنفاسها المتعالية ليزفر بقوة وهويمرر يده على وجه وكأنه على حافة الجنون ولكونه يعلمها ويعلم طريقة تفكيرها قال بنفاذ صبر وبنبرة مغلفة بعزة النفس متغاضي عن أنين قلبه 
عارف انك ندمانة بس متقلقيش... مش هتعشم وعارف ان اللي حصل ده مش هيغير حاجة 
ذلك أخر ما تفوه به قبل أن يغادر بخطوات غاضبة يتأكلها الڠضب أما هي لا تصدق أنها سمحت له بفعل ذلك لتزفر بقوة وهي تمرر يدها بخصلاتها و تجلس على سور حوض الاستحمام بإنهزام ثم دون مقدمات أخرى كانت
 

تم نسخ الرابط