رواية ميرا الفصول من سبعة عشر لتسعة عشر

موقع أيام نيوز


حضر حسن لتوه وظل يدور حول نفسه كالثور الهائج
ليجيبه هو بانفعال  
أنا ازاي كنت مغفل كده...دي خططت ونفذت وأنا شبه الأهبل مخونتهاش
يا اخي اهدى بقى خيلت امي فيها ايه يعني لما خدت شوية فلوس من حسابك
_أنت هتقولي فيها ايه بقولك الهانم سرقتني وسحبت كل فلوسي ده غير أن بنت عمها مقويها ومخلياها عايزة تتطلق
تناول يامن نفس عميق وقال باستغراب شديد 

انا مش مصدق أنك بتتكلم عن رهف!
ليتهكم حسن بعدما صدر من فمه ذلك الصوت الساخر المعتاد 
لأ صدقرهف الطيبة المنكسرة اللي كلكم كنتوا بتيجو عليا علشانها طلعت خبيثة وسرقتني لأ وكمان سابت البيت وبتقولي مستحيل ارجع اعيش مع واحد زيك...
زفر يامن بقوة وقال بفطنة وبنبرة ماكرة 
بقولك ايه متلفش وتدور عليا أنا حافظك كويس ...هات من الأخر وقولي عملت أيه وصلها لكده!
زاغت عين حسن بتوتر ومرر يده بخصلاته الفحمية وهو يتيقن أن لا مفر من إخباره بالحقيقة كاملة ولذلك تحاشى النظر له وقال بنبرة مهتزة بعض الشيء 

ما أجرمتش ...انا عملت زي ما شرع ربنا قال واتجوزت...
جعديامن حاجبيه وكرر بعدم استيعاب 
اتجوزت ...
أكد حسن باقتناع تام 
ايوة اتجوزت ده حقي وبعدين هي اللي كانت مقصرة معايا و اضطرتني لكده
ضړب يامن كف على آخر وتمتم بعدم رضا موبخا اياه 
مقصرة ايه يا ضلالي دي مراتك قايدة صوابعها العشرة شمع علشانك...بطل بقى ترمي عليها واتقي الله واعترف أنك أنت اللي دني وميملاش عينك غير التراب
لوح حسن بيده وقال وشيطانه يغشى على عينه وهو يشعل أحد سجائره كي ينفث بها غضبه 
انا مش دني انا حبيت منار وبعدين مبسوط معاها ورهف ڠصب عنها لازم تتقبل الوضع برضاها او ڠصب عنها خلاص اللي حصل حصل مفروض تعيش وترضى وتربي عيالها
تأفف يامن من طريقة تفكير ابنة خالته العقيمة وقال بجدية شديدة 
أنت قررت تتجوز وتستغل اللي الشرع حلله ليك بس هي كمان من حقها تختار يا تقبل او متقبلش وصدقني في الحالتين انت اللي خسران لأن لو قبلت هتفضل تنغص عليك عيشتك و عمرها ما هتنسى أنك كسرتها واتجوزت عليها ولو مقبلتش وصممت على الطلاق يبقى شتت عيالك و خربت بيتك وضيعت الست الأصيلة اللي طول عمرها مستحملاك رغم طباعك الزفت

فارت الډماء برأسه من حديثه ليجد نفسه ېصرخ بهياج شديد بعد أن خيل الأمر برأسه 
مش هيحصل ...ولادي هاخدهم منها ڠصب عن عينها وهجبرها ترجع بيتها وترضى بالأمر الواقع بس طبعا بعد ما رجلي وتعتذرلي وترجعلي كل قرش خدته
زفر يامن بقوة من تجبر ابن خالته وهدر قائلا بحدة 
أنت باين عليك اټجننت عايز تغصبها وتلوي دراعها بالعيال علشان تتقبل جوازك ده إيه الجبروت اللي أنت فيه ده يا اخي! وبعدين ما الفلوس بتاعتها وكل اللي انت وصلتله ده كان بفضلها ولا أنت نسيت
لم يعجبه الحديث وانفعل قائلا بحمئة غبية 
يوووه بقولك ايه انا غلطان اني جتلك وأنا عارف أنك عمرك ما هتفهمني ولا هتقف في صفي...ليصدر من فمه ذلك الصوت المتهكم ذاته ويقول بفظاظة أثارت اعصابيامن على الأخير 
وبعدين محموق اوي وعامل فيها حامي الحمى واللي يشوف كده ميقولش أن العز اللي أنت فيه ده مش من فلوس مراتك اللي اتجوزتها وهي مڠصوبة عليك ومبتقبلكش ورغم كده لسة عندك أمل تبصلك نظرة رضا واحدة علشان تترمي تحت رجليها
شعر أن بركان نيرانه مستعرة تنهش به بعد حديثه وزمجر بطريقة تدل على أنه يحاول كظم غيظه حين قال وهو يرفع سبابته أمام وجهه بتحذير 
كلمة كمان يا حسن وقسم بالله مهيحصلك طيب
صدر ذلك الصوت المستخف من فم حسنوقال وهو يجذب الأخر من حاشية ملابسه بطريقة مستفزة 
متعرفش تعمل حاجة و ده أخرك
وبعدين متعملش عليا راجل وروح اتشطر على اللي أنت مش قادر تحكمها الأول
لكمة عاتية كانت رد يامن الرادع له بعد حديثه المقيت الذي أصاب صميم كبريائه ببراعة وتلاها صراخه به بنبرة حادة منفعلة للغاية 
أنا راجل ڠصب عنك على الأقل انا عمري ما هقبل على نفسي ولا على كرامتي أخد قرش واحد من فلوسها وحقها هرجعه على داير مليم لكن الدور والباقي عليك اللي أخدت فلوسها وروحت اتجوزت عليها بيهم... ولأ كمان مش عاجبك وبتبجح وعمال ټجرح يمين وشمال ومش عامل حساب لأي حاجة...يا جبروتك يا اخي
كان حسن مشدوها من ردة فعله غافل أن بحديثة ذلك كشف الستار عن بواطن الألم بقلب يامن وعزز سبب شقائه.
ليقول بتأهب وهو يدلك فكه ويحركه يمينا ويسارا كي يخفف من وطأة الألم الذي احتله أثر لکمته 
هي حصلت تمد ايدك عليا طب واللي خلقك لقطعهالك يا
سبه بلفظ نابي جعل يامن يستشيط ڠضبا ولكن الأخر لم يكتفي بذلك بل اندفع
كي يهجم عليه ليتمسك كل منهم بملابس الأخر وإن كاد الشجار يحتد أكثر بينهم صړخت ثريا واندفعت تحيل
 

تم نسخ الرابط