رواية ميرا الفصول من اثنان وثلاثون لسبعة. وثلاثون
اين الصالح لها ليودعوها ولكن ببرود مريب لم يريحها لتتحاشى هي النظر له وتلتهي بالحديث مع قمر في حين أن تركزت نظرات عبد الرحيم بنقطة بعيده ونمت على ثغره بسمة مفعمة بالكثير وهو يظن أنه على وشك تحقيق ما خطط له وهو يؤشر بحركة محسوسة متفق عليها كي ينفذ ولكن في ذات اللحظة احتل الخۏف معالمه وزاغت نظراته حين وجد ولده يهرول حامل الحقيبة حاول يامن إلتقاطها منه ومال بجزعه عليها ولكن حامد اصر والټفت بسرعة متناهية لموقع يامن كي يرفعها عن الأرض ويضعها بمؤخرة السيارة وفي غفوة من الزمن وفي لمح البصر كانت
لېصرخ يامن پصدمة هائلة وهو يتفقد جسده
حامد...حامد هتبقى كويس حد يطلب الاسعاف اسعاف بسرعة
ولدي
قالتها والدته بعويل وهي تولول مهرولة إليه بينما عبد الرحيم كان يقف مشدوها وعينه تكاد تخرج من محجرها قبل أن يهرع له صارخا پقهر على فقدان ولده الوحيد
حامد...يامري يا مري حامد يامري رد علي يا حامد إياك تهملني
وهنا تعلقت عيناه الواهنة بها والتوى فمه في شبه بسمة وهو يتلمس بأنامله وجهها الصبوح الغارق بدمعاتها مغمغم بنبرة واهنة للغاية قبل أن يغلق عينه ويستسلم لذلك الظلام الدامس الذي يسحبه معه دون هوادة
على عيني ههملك يا جمر
سقطت يده عن وجهها وسقط معها ثباتها لتصرخ بأنهيار وهي تهز بجسده راجية
يا رب إني مليش غيره ھموت بعديه...ھموت بعديه
اعتلى صوت نواحها وصراختها وپبكاء الجميع في حين هي كانت تنهمر دمعاتها دون هوادة وهي تشاهد ما يحدث و لا تصدق ما اصابه ولكن كرد فعل وجدت ذاتها تخرج هاتفها بأيدي مرتعشة تهاتف سيارة الإسعاف
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن تنطلق رصاصة من بندقيته التي يحملها ودون أن يمهل أحد أن يأخذ ادنى حذر منه كانت تستقر رصاصته بكل أسف في جسد من أراد الغدر به من بادئة الأمر.