رواية شيماء. 2 كاملة

موقع أيام نيوز

منه عادت بخطوات بطيئة للفراش مجددا ثم أخذت الشريط منه مردفة بتردد و عيون لمعت بالدموع 
_ معنى الشريط ده إنك مش عايز تخلف مني صح!...
حرك رأسه بنفي ثم وضع أحد أصابعه تحت ذقنها يرفع وجهها إليه مردفا بهدوء 
_ غلط يا سمارة بالعكس عايز منك بدل الطفل عشرة لكن مش دلوقتي في وقتنا الحالي مينفعش ييجي طفل للدنيا أنت ذكية جدا و قوية كمان فاهمة إن دلوقتي مينفعش..
أشاحت بوجهها بعيدا عنه و عقلها شارد بنقطة واحدة هي ترغب بشدة بطفل صغير تحمله ببطنها و يكبر يوم بعد يوم تشعر بحركاته يفرح معها و يحزن معها يكن هذا الونس و السند الذي طالما حلمت به حركت رأسها عدة مرات نافية قبل أن تقول 
_ أنا مش فارق معايا كل ده أنا عايزة طفل دلوقتي مهما كانت الظروف إيه هي أنا و أنت محتاجين حاجة زي دي في حياتنا نعيش عشانها و بعدين أنت فكرت و قررت من غير ما تأخد رأيي..
غرز أصابعه بين خصلاته و لم تتغير نظراته الباردة حتى مشاعرها الفاضية لم و لن تصل إليه هو مكتفي بحسابات عقله و لا يحبذ المزيد من المناقشات بهذا الموضوع رد عليها بنبرته الجامدة 
_ أنا مش محتاج لا رأيك و لا أفكارك في الموضوع ده بالذات لأن القرار فيه يخصني لوحدي يا حضرة المحامية...
حركت رأسها برفض بعدما قامت من على الفراش قائلة بنبرة صوت بدأت تعلو و تخرج عن السيطرة 
_ لأ مش من حقك تأخد قرار زي ده من غيري مش من حقك تجبرني على تفكيرك اللي واقف عند نقطة معينة و رافض يخرج منها...
قام هو الآخر مشيرا إليها بتحذير
_ صوتك يا محترمة..
اڼفجرت به و تخلت عن برودها و مرحها أمامه لأول مرة من الواضح أنه اعتاد عليها بالشكل الخطأ تقدمت منه لتشير إليه بنفس التحذير و بصوت أعلى من ذي قبل 
_ أنا محترمة ڠصب عن أي حد حتى لو الحد ده أنت و بالنسبة لقرارك أنا مستحيل أنفذه لو حابب تاخد موانع أبقى خدها بعيد عني سامع و الا لأ أقولك على حاجة في حل أفضل بكتير...
ابتسم ابتسامة ليس لها
أي علاقة بالمرح قائلا 
_ إيه هو حلك التاني و الأفضل!..
ردت عليه بابتسامة ساخرة
_ مش هتقرب مني طول الفترة اللي شايف حضرتك إننا مينفعش نخلف فيها و لما تحس إنك قد مسؤولية زواج و أطفال هكون تحت أمرك غير كدة متحلمش تلمس شعرة واحدة من شعري...
كيف قالتها و كيف سيفعلها بعدما تعلق بها بهذا الشكل!.. هذا مستحيل هو لا يقدر على البعد خصوصا بعدما ذاق النعيم بين الناعمة بحلاوة لا توصف كبريائه جعله يرد عليها بسخرية ذبحت قلبها
_ دلوقتي مش عايزة ألمس شعرة واحدة منك مش أنت اللي كنتي بتجري ورايا من الأول و قولتلك بدل المرة ألف مش عايز بلاش...
قدر على تحطيم قلبها بكل جدارة دون أن يفعل أي حساب لمشاعر إمرأة تحولت لرماد بكل بساطة أخذها من يدها معه لسابع سماء و بعدها قڈفها على الأرض و رنين ضحكاته المنتصرة ټحرق أذنيها تحكمت بدموعها بقوة سمارة لم و لن تكن ضعيفة أو مهزومة بيوم ابتسمت ابتسامة مرتجفة ثم قالت بندم 
_ للأسف كنت غبية و فوقت مش مهم فوقت أمتا أو إزاي يا دكتور المهم إني صحيت من حلم سندريلا فكر في كلامي كويس لأني مش ناوية أغيره..
رد عليها ببرود 
_ و أنا
كمان مش هغير رأيي و عارف إنك هتيجي بنفسك أنا خارج..
تقدمت من الفراش ثم ألقت بجسدها الذي يؤلمها بقوة غير قادرة على تحملها ثم غطت نفسها بالشرشف جيدا رفعت رأسها لتجده يحمل أغراضه و يستعد بالفعل للرحيل لتقول بهدوء 
_ ترجع بالسلامة بس أنا مش عايزة أفضل هنا..
لم يرفع عينيه لها بداخله نيران لو أخرجها لن ټحرق أحد إلا هي منذ متى و يوجد امرأة قادرة على التحكم فيما يريد صالح الحداد!.. يبدو أنه دللها أكثر من اللازم و لابد من التحكم برغبته بها حتى لا يفضح أمره أمامها أكثر من ذلك حمل المفاتيح و الهاتف قائلا ببساطة 
_ حضري نفسك هنرجع البيت أول ما أخلص المشوار ده...
______ شيماء سعيد ______
بمنزل شعيب الحداد بغرفته.
اتسعت عيناه مع طلبها الصريح للطلاق لم يتوقع أبدا أن تأتي النهاية بتلك السرعة جزء صغير بداخله أردف بقوة هذا ما كنت تريده فر و أتركها بعيدا عنك و الجزء الأكبر و صاحب الرأي الأقوى طلب منه صفعها بقوة حتى لا تتجرأ و تطلب طلب مثل هذا مرة أخرى...
أخفت عينيها بعيدا عنه منتظرة پخوف و توتر كلمة لا تريد سماعها على الإطلاق لن تتحمل حمل لقب مثل هذا بسنها الصغير لا يكفي عليها شعور اليتم و نظرات الشفقة من الناس لسنوات ليأتي شعيب و يزيد الأمر سوءا...
ترقرقت الدموع بمقلتيها إلا أنها رفضت و بشدة إظهار
تم نسخ الرابط