رواية شيماء. 2 كاملة

موقع أيام نيوز

وقت...
بعد ساعتين فتحت عينيها بضجر من عدم معرفتها للنوم بشكل جيد فالمكان جديد عليها و هذا يأخذ وقت حتى تعتاد ظهر بعقلها فكرة خبيثة لتقوم من على الفراش على أطراف أصابعها ذاهبة لمحل نومه....
جلست على ركبتيها بجوار الأريكة على الأرض و أخذت تدقق بملامح وجهه جميل هذا الرجل لدرجة مستحيلة خشن صاحب سحر خاص لا يحمله إلا صالح الحداد قربت وجهها من عنقه تأخذ الكثير من رائحته فهذه الفرصة صعبة التكرار..
انتفض من مكانه مردفا بذهول
_ جرا ايه يا بت مالك!.. 
ابتلعت ريقها ببعض الحرج الذي اختفى فجأة مع جملته الأخيرة لتقول و هي ترفع حاجبها پغضب 
رفع رأسه بشموخ يفتخر بنفسه قبل أن يرد عليها بخبث 
_ قابلت من أشكالك كتير روحي نامي و خلي أم الليلة دي تعدي على خير...
جزت على أسنانها بغيظ قبل أن تقوم من مكانها صاړخة بوجهه 
_ أنت الخسران على فكرة و بعدين أنت صاحي من امتا!..
عاد ليريح رأسه على الوسادة مغلقا عينيه بهدوء مردفا 
_ صالح الحداد مش أى حد يقرب منه إلا بمزاجه
صړخت بدفاع عن نفسها و هي تعود للفراش
_ على فكرة بقى أنت جوزي..
همهم بسخرية قائلا 
_ أنا جوزك عارف يلا اتخمدي بقى...
بصباح يوم جديد أستيقظت سمارة على رنين هاتفها نظرت للمتصل ثم أغلقت الهاتف بالكامل دارت بوجهها تبحث عن صالح لترى طيفه بالشرفة تحركت ببطء مقتربة منه لتسمع نبرته القوية 
_ سيبك مني دلوقتي و ركز معايا كويس معادنا الليلة بعد الساعة واحدة هكون في المكان سلام...
أغلق الهاتف و نظر بطرف عينيه لمكانها على الفراش ثم ابتسم بسخرية أما هي اتسعت ابتسامتها براحة نفسية هامسة لنفسها
_ اللعبة شكلها بدأت تحلو يا حبيبي خليني أتعلم منك...
انتفضت فجأة على أثر خروجه من الشرفة إلا أنه لم يعطي لها أدنى إهتمام قائلا 
_ حضري نفسك هنفطر و نروح بيتي كفاية
شهر عسل لحد كدة...
_ هو أنت بتسمي الليلة دي شهر عسل إحنا نمنا و صحينا بس كدة على الأقل نخرج شوية...
رفع حاجبه بسخرية من هذه الفتاة أخذ بعض الملابس الموضوعة على الفراش ثم قال قبل أن يغلق عليه باب المرحاض
_ أنا معجب جدا بالاصرار و الطموح اللي عندك...
بمنزل شعيب...
تعلقت عينه على خصلاتها التي تخفي معظم ملامحها الرقيقة أسفلهم رفع يده ليأخذ جزء من تلك الخصلات يدور بها حول أحد أصابعه ثم قربها من أنفه يستنشق هذا العطر الممزوج بين الورد و يأتي من بعيد رائحة بسيطة لجوز الهند ظل على حاله يأخذ أكسجين رائع بلا ملل حتى دق جرس الانذار بعقله الذي صړخ
_ أنت بتعمل إيه يا شعيب اټجننت!.. دي طفلة يا شعيب
طفلة بصراحة لأ مش طفلة دي آنسة زي القمر بس النسبة ليا أنا عيلة صغيرة بضفاير...
أزال ساقها بصعوبة ثم مسك ذراعها و أبعده عن عنقه زفر بارتياح و حاول القيام لتفتح هي عينيها بضجر مثل من سحب من الجنة بلا سابق إنذار هامسة 
_ بعدت ليه أنا مرتاحة كدة!...
ابتلع ريقه قائلا ببعض الجدية
_ عندي شغل و اتأخرت جدا النهاردة أبعدي عشان ألحق اخد شور و أغير هدومي...
لم ترد عليه سحرت بعينيه المميزة لتعود لأرض الأحلام الوردية من جديد بطل راقي يغوص بعشق البطلة ليأخذها داخل عالمه المميز و من هنا تبدأ رحلة النعيم تنحنح مرددا بنبرة متحشرجة 
_ في ايه ابعدي مالك!..
همست بنبرتها الناعمة بدلال أنثى جميلة بل فاتنة
_ أنت شكلك حلو أوي كدة ليه طالع لمامتك و الا لباباك...
ماذا تقول و إلى أين تريد الوصول به.. تنحنح بحرج قائلا 
_ آخد من بابا الله يرحمه كتير يلا بلاش كسل أنا مش فاضي للدلع ده أخدتي من وقتي كتير...
أومأت إليه بابتسامة مشرقة مبتعدة عنه خطوة للخلف ترك الفراش و اتجه للمرحاض هاربا منها و ربما من نفسه زادت ابتسامتها اتساعا ثم حركت حاجبها بمرح مردفة 
_ يا جامدة يا بنت يا صافي أنت لسة شوفت حاجة يا شعيب بيه طول عمرك أنت كاتب الحكايات سيب ليا بقى الحكاية دي أكتبها على ذوقي...
ألقت الغطاء من على جسدها و خرجت من الغرفة تركض للمطبخ بنشاط أخرجت الجبن و بعض المأكولات الأخرى مع عصير التفاح و وضعت كل هذا على صينية طعام متوسطة أخذتها و عادت للغرفة لتجده خرج من المرحاض و ارتدى بذلة رمادية بسيطة ألقى عليها نظرة سريعة ثم قال 
_ الفطار ده لمين!..
وضعت الصينية على الفراش مجيبة بابتسامة
_ لينا إحنا الاتنين يلا بقى أنا جعانة جدا جدا جدا...
حرك رأسه برفض قائلا 
_ كلي أنت براحتك أنا مش فاضي محتاج أخلص كل الشغل اللي ورايا عندي سفر خلال الأسبوع ده..
مدت شفتيها للأمام على مشارف البكاء لحظة واحدة و اڼفجرت بالفعل فزع من حالتها التي تحولت فجأة مقتربا منها بلهفة قائلا
_ ايه لازمة الدموع دي بټعيطي ليه!...
رمشت بعينيها عدة مرات مردفة برجاء
_ أرجوك خدني معاك في أي مكان و أنا و الله مش هعمل أي حاجة تسبب لك
تم نسخ الرابط