المخادعة والمغرور
المحتويات
المخادعة والمغرور بقلم مونى وميرو
الفصل الأول
المخادعة والمغرور
تجلس غارقة بين الملفات لا يظهر منها سوى تلك النظارة ذو العداسات السميكة ترفع عينيها تتأفف على صوت القاء احد الملفات امامها ورحيل من وضعه تهب واقفة بفزع مع صدوح صوت من ذاك الجهاز الموضوع على المكتب أسفل تلك الكومة من الملفات
بصوت مرتجف تمام يافندم لحظة واكون عند حضرتك
تبحث عن الملف وتحدث نفسها بهلع الملف كان موجود هنا راح فين
تبحث عنه بين كومة لملفات التي تتساقط ارضا بعشوائية تنحني تلتقطهم من على الارض وتضعهم فوق المكتب تتجمع العبرات في عينيها مع صدوح نفس الصوت يطلبها بسرعة الحضور
تمد يدها تطرق باب المكتب لتوقفها معلقة وهي تستمع لحديث من بالداخل وذالك الصوت الانثوي المتحدث بميوعة ودلال
زوومي مش معقول كدا كل دا تأخير
أسف ياروحي
عشان خطرك انت بس يابيبي لازم تبطل الحنيه وقلبك الطيب دا وتشد على الموظفين بتوعك شوية
بنفس الدلال مقاطعه ملوك تطلع ايه ملوك دى
دي المساعدة لشخصية ليا وعشان خطرك عندى هسيبك انتي تعملي معها وتشد عليها براحتك
تصدح تضحكلتها بخلاعه اكيد يابيبي انا وقتي بفلوس والوقت اللي ضاع بسبلها مش هعديه بالساهل
لم تقوى على الصمود لتدفع الباب تدلف بقوة اسفة يا فندم
يتنفضا بفزع مع دلوفا للمكتب لتصرخ بها الجالسة وتشير عليها بتقزز مين دي وازاي تدخل بالشكل دا
يقف متحركا لمكان جلوسة متحمحم بحرج دي ملوك
يعيد حديثة مرة اخري الانسة ملوك
تفتح فاها بذهول وتشير عليها من اعلى لاسفل
معقولة هي دي المسئولة عن الإعلان أكيد بتهزر يا حازم
بقي البتاعة دي تكون مسئولة عن دعايا عرض أزياء أكبر شركات الملابس في البلد
بابتسامة ساخرة عندك حق ياروحي بس هتتبهري من مالك
ثقى فيا أفكارها حلوه أوي وتعجبك
لا لا يمكن أصدق أصلا يازومي أصدق الكلام ده
مش شايف شكلها ولبسها ولا شعرها دي ازاي هتفهم الغرض من الحملة والموضة الجديدة ال بنعلن عنها وهي أصلا لبسها من وكالة البلح
بصبر نافذ و وجه محتقن
الملف ده في كل ما هو متعلق بالحملة والاعلانات
اللى هتتبع خلال أيام عرض الكولكشن الجديد وكمان حملة الترويج والدعاية لمدة ست شهور
تنظر لها باستحقار تلتف للجهة الآخرة حازم شفلك حل لا يمكن
أوافق إن دي تمسك الحملة لا لا يمكن
تكون حملة عن الموضة والمسئول عن الدعاية دي بتلبس لبس انقرض من عشرين سنه
حازم الأنسة ملوك صحيح مش بتهتم بلبسها بس شغلها عالي جدا متأكد هيعجبك أوي
يشير إلى ملوك أن تبداء بشرح فكرتها
تقف بجوار شاشه صغيرة بإحدى زوايا المكتب تقف تشرح أفكارها بسهولة تذكر كل اسم موديل ولونه والفكرة التي تروج له دون أن ينطق أحد حتى انتهت من الشرح
يصفق لها وعلى وجهه إبتسامه يحدثها ليهوى قلبها أرضا وتشعر بأنها تطير فوق السحاب
برافوا ملوك دايما بتبهرينا بأفكارك يلا يا حبيبتي جهزي الإجتماع بعد نص ساعة عاوز كل المصممين قدامي
تومي براسها تردد كلمته حبيبتى تخطوا تجاه باب الغرفة وقدميها يكادو لا يلمسوا الأرض
من فرط سعادتها قبل ان تغلق باب الغرفة متسمره مكانها مصعوقة مما تسمعه
حببتي ايه رايك في فكرة الحملة
جميلة جدا وجديدة مش مصدقة إني دي صاحبة الافكار الجميلة دي
لا ياروحي كده تزعليني منك فين ذكائك أكيد مش هي دا أنا يا روحي صاحب الفكرة واختيار كل كلوكشن هنعمل عليه الدعاية
هى أيوة كده طمنتيني انا كنت مذهولة إن دي يطلع منها الأفكار الرائعة والجديدة دي
صمتت لبرهه واعتدلت بجلستها تنظر له وعلامات الاستغراب على وجهها
هى معقولة يا زوما تديها أفكارك كده ليه يابيبي تضيع تعبك ومجهودك
يقف من جلسته يخطوه تجاهها يجلس على الكرسي بمقابلها يضع قدم فوق إخرى يهز رأسه بتأثر
هو انتي شايفة حالتها عاملة إزاي وأنا حبيت أديها ثقة في نفسها اصلها بتصعب عليا أوي ظروفها وشكلها ووضعها بين زميلها وكمان في حاجه مهمه
بابا طلب مني إني اقف جنبها بحكم القرابة وكدة
مش هنكر ان شرحها كويس بس طبعا كله بفضل توجهاتي وتشجيعي وتعليمي ليها
تنظر له بحب تتحدث بدلال
قد ايه انت عظيم يا زوما كل يوم بتثبتلي قد ايه انت مدير ناجح ورجل اعمال واعد
أسرعت بخطواتها تجاه المرحاض
تغلق الباب خلفها تستند عليه بظهرها تبكي بحړقة ټضرب على قلبها بيدها وهي تصرخ صرخات تكتمها بيدها الأخرى
محاولة أحدهم فتح باب المرحاض جعلتها تبتعد سريعا من خلفة تقف أمام المغسلة تنظر بالمرآة تنظر لحالها بإشمئذاذ تنحني تغسل وجهها ټضرب الماء به پقهر مع كلمات من يقفن خلفها يتنمرن عليها بالحديث
إحدى زميلاتها بالعمل تحدثها بسخريه
ملوك إنتي هنا
إخرى هههه إنتي غريبة هي لو مكنتش هنا هتبق فين كالعادة نص يومها هنا والنص التاني في البوفية
ترفع حالها تنظر تجاههم من أعلى لاسفل وتهز رأسها بإستهزاء دون أن تحدثهم تتمتم بكلمات غير مفهومة وتضحك بتهكم وترحل من أمامهم تغلق الباب خلفها بقوة لتنفضا من بالداخل ينظرون لبعضهم بإستغراب تخطوا تجاه مكتبها كانها تجري مرثون جري ل أميال تجلس تخفي وجهها بيديها
تبكي پقهر
حتى نفذت طاقتها وجف حلقها وتورمت عينيها إعتدلت في جلستها بللت شفتاها بالسانها نظرت لكم الملفات أمامها بتنهيده محبطه
تصفحته دون أن تدري ما به مر وقت على تلك الحالة حتى لفت إنتباهها ملف إحدى الصفقات الجديدة ظلت تقراءة عدة مرات
وإنكبت على الأوراق تضع أفكارها وتصورتها للاعلانات المروجه لهذا المنتج غير مدركة بالعالم حولها حتى إنتهت من تدوين كل فكرة جالت بخاطرها
ترفع نفسها للخلف تتأوة پألم وإبتسامه تقف مصعوقة فور وقوع عينها على ساعة الحائط الكبيرة المعلقة أمام مكاتب الموظفين فقد تجاوزت الساعه الواحدة بعد منتصف الليل تتلفت حولها لا يوجد الا ظلام دامس فقط ضؤ خاڤت أمامها فقط ترتجف من الخۏف لا تعلم كيف حدث ذلك متى رحل الجميع كيف تركوها دون أن ينتبهوا لها! تعاود الجلوس مرة إخرى تنكمش على حالها وعينها تتدحرج دموعها دون توقف تحدث نفسها
ملوك معقولة ياملوك الكل يمشي ومحدش يأخد باله منك حتى حازم وخالك يمشوا كدة من غير ما يدوروا عليكي طيب ما أخدوش بالهم إنك مش في البيت
اكيد هيلاحظوا غيابى اه تلاقى عمى شوية وهيسأل عنى وهيعرف ايوه
مر الوقت وهى لا تزال بمكانها ولم ياتى احد للبحث عنها
انتي متعنيش ليهم حاجه يدوب عبء
عليهم مصدقوا يخلصوا منه طيب مرات خالي وحازم مفرقش معاهم
خالي ميسألش عليا ولا يهتم إن كنت رجعت البيت ولا لأ تجلس على كرسي مكتبها تبكي پقهر
ترفع قدميها ليقتربوا من صدرها تسند رأسها لظهر الكرسي يدها على قلبها
ملوك إرحمنى بقى تعبت مش بقى عندي طاقة للتحمل خرجه من جواك عاوزة أعيش بحرية
بدل ما انتي مقيدني جنبه كل يوم والتاني چرح أعمق من ال قبلة سنتين عايشه في زل ومهانه عشان تكون جنبة وهو ولا حاسس بيك ولا هيحس انت بالنسبالة ولا حاجه حشرة أي وقت هيفعصك برجلية
تغلق عينها بحړقة بعد ثقل جفونها لتذهب في النوم فجاءة تفيق فزعة متألمه أثر سقوطها من على الكرسي تحاول النهوض من على الأرض تجلس مكانها تشعر ببروده في جسدها
سمعت أصوات أحد بخارج المكتب تسرع بغلق الضؤ
وجلست أسفل طاولة المكتب تغمض عينها بړعب مع إقتراب خطوات من مكتبها وضوء البطارية يرسم خيال ضخم بالحائط المقابل لها عدة دقائق مرو عليها
وهي تكتم أنفاسها تخرج من أسفل طاولة المكتب تتلمس حولها حتى لمست الكرسي تشبثت به وجلست عليه مرة إخرى متكورة على حالتها
مر الليل لم تغفو لدقيقة واحدة عينها لم تتوقف عن زرف دموعها أو يرمش لها جفن حتى بداءت أشعة الشمس تنير المكان حولها إعتدلت مسرعه مع سماعها أصوات أحد أفراد الأمن يتحدث مع زميل له
وعامل من عمال النظافة
المخادعة والمغرور بقلم مونى وميرو الفصل الثانى
تهب واقفه من جلستها الطويلة على الكرسي تلتقط حقيبتها وتسرع بالإختباء خلف أحد المكاتب القريبة من الباب الرئيسي لدخول العاملين
دلف العامل بصحبة فرد الأمن واتجهوا سويا لمكان البوفيه لتضع يدها على قلبها تغمض عيناها براحة
وتشكر ربها على دخولهم لتقف تهندم ملابسها ونظرتها تتجه تجاه الباب وهي تمشي على أطراف أصابعها تسرع بخطواتها للخارج تسرع بهبوط الدرج لتعاود الصعود مرة إخرى بعد رؤيتها لبعض زملائها يصعدون الدرج وصوت حديثهم يصلها
تسرع بصعود الدرج لتدلف مرة إخرى لداخل الشركة
تدخل بهدوء كأنها أتت الآن إلى الشركة تسير في إتجاه المرحاض تهندم من شعرها وملابسها تنظر في المرآة ترى تورم عينها تخرج نضارتها من جزلانها بعد ان غسلت وجهها لتخفي تورم عينها تخرج مرة إخرى تتجه إلى مكتبها تجد كم من الملفات لا حصر له تلتف يمين ويسار ترى الكثير من زملائها ينظرون لها بإبتسامة ساخرة لترمي حالها على الكرسي تهدء من حالها تحدث نفسها ملوك هدى حالك يا ملوك فكري كويس هتعملي إية لازم الأول تأخدي موقف من ال بيحصل لك لو فضلتي على وضعك كده محدش هيحس بيكى ولا يقدرك الاول كنتي بتسكوتى وتقولي اهو بتساعدي زملائك بالعمل وكله عشان شغل خالك وحازم ما يقفش
تضحك بسخرية متكذبيش على حالك يا ملوك انتي كنت بتعملي كدة عشان تلفتي نظر حازم ليكي ويأخد باله من حبك ليه لما يشوفك بتشتغلي وتجتهدي وخاېفة على شغله وشركته يعبرك ويحس بحبك ليه سنتين وإنتي مرمتونه في الشركة بتتعبي وتخططتي وهو اللي بيأخد كل حاجه على الجاهز
ويطلع الفلته ال مجبتوش ولادة وياريت بكده مرة واحدة
يشكرك على تعبكبالعكس إعتبر اللي بتعمليه ده واجب عليكي شهر وراء شهر سنة وراء سنة وانتى محلك سر مدفونة هنا لا حد بيحس بيكى ولا بيشوفك
وبدليل ال حصل إمبارح لو مخدتيش موقف النهاردة هتفضلي زي ما إنتي الكل بيطلع على كتافك
ويترقوا وإنتي في الضل مش بتشافي ولا بمكرسكوب حتي شفاف بالنسبة لهم لازم تأخدي موقف واولها الملفات دي تتوزع على كل واحد فيهم
تلتفت تجاه المكتب بزعر تبلع رمقها تنحنى تجاه المكتب ترفع الملفات واحد واحد جسدها يرتجف
تبحث على ملف الحملة الأعلانية الجديد الذي عملت أمس خوفا من أن تأخذه إحدى زميلاتها بالعمل وتنسبة لنفسها
متابعة القراءة