السمراء الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

مراد .. جلست على الأريكة وهى تستغفر الله عز وجل والدموع فى عينيها وتتمتم لنفسها 
يا ربي أول ما بدأت أحس انى فى حد حنين عليا تتقلب الدنيا كده
تنهدت مريم بعمق وهى تحاول
أن تتخيل معاملة ناهد لها بعدما علمت بمن تكون .. كان تلاقى من مراد الأمرين .. شعرت بأن أعصابها لن تتحمل ضغوطا أخرى .. جلست تستغفر الله عز وجل عله يفرج كربها .. دقائق ورأت مراد يدخل الغرفة بعدما طرق الباب .. أغلق الباب خلفه فهبت واقفة وقالت 
لو سمحت .. أنا عايزة أروح أعد فى شقتى
نظر اليها مراد صامتا .. ثم قال 
ليه 
قالت دون أن تنظر اليها 
أنا ڠصب عنى سمعت جزء من كلام طنط ناهد .. مكنش قصدى أسمع .. وأنا شايفه ان معدش ينفع أستنى هنا
اقترب منها مراد فرفعت وجهها وابتعدت للخلف .. كان ينظر اليها پحده وقال بجديه بالغة 
طول ما فى ورقة جواز بينا مش هسمحلك تسيبي البيت ده
علمت من نظراته ونبرة صوته أن الموضوع منتهى بالنسبة له .. قالت بحنق 
طيب أنا كدة كدة لازم أروح هناك لانى محتاجة حاجات ليا فهروح بكرة ان شاء الله
قال مراد ببرود
مفيش مشكلة هروح معاكى
نظرت اليه قائله 
لا مفيش مشكلة هروح لوحدى
قال بإصرار 
قولت هروح معاكى .. جهزى نفسك على الضهر هرجع من المكتب أخدك
فى الصباح حاولت مريم تجنب ملاقاة ناهد الى أن حضر مراد بسيارته وانطلقا معا الى بيتها .. صعد مراد خلفها الدرجات المتهالكة .. توقفت أحد الأبواب التى يبدو عليها القدم .. دلفا معا الى الداخل .. شعرت مريم بالتوتر الشديد لوجود مراد معها فى هذا المكان الخاص .. الذى يحوى ذكرياتها مع أسرتها .. أغلقت مريم الباب وقالت بتوتر 
هخلص بسرعة
توجهت الى غرفتها و اخذت حقيبة من تحت الفراش وأخذت فى جمع ما أرادته .. فوجئت ب مراد واقفا أمام باب الغرفة المفتوح .. شعرت بالإضطراب .. نفس الإضطراب الذى يراودها كلما نظرت اليه .. أخذت عينا مراد تدوران فى الغرفة كعين الصقر .. يتفحص كل ما فيها .. وقع نظرة على الفراشين المتجاورين .. فنظر الى مريم قائلا 
انتى عندك اخوات
مرت سحابة حزن أمام عينيها قالت وهى تكمل حزم أشيائها 
أيوة .. بس مټوفية
لانت ملامح مراد قليلا وهو ينظر اليها .. صمت قليلا ثم قال 
هى مامتك فى الصعيد مع أهل باباكى ولا عايشة هنا فى القاهرة 
بلعت مريم ريقها بصعوبة .. تبا لذلك لماذا يذكرها بكل ما فقدت .. قالت بصوت مرتجف دون أن تنظر اليه 
اټوفت
قال مراد وهو يمعن النظر اليها 
مامتك كمان متوفيه
أومأت برأسها فنظر اليها متفرسا 
وانتى كنتى عايشة هنا ولا فى الصعيد 
هنا
قال مراد بإستغراب 
انتى كنتى عايشة هنا لوحدك
التفتت تنظر اليه وقالت بنفاذ صبر 
أيوة أهلى كلهم ماتوا فى حاډثة وأنا كنت عايشة لوحدى .. طبعا زمانك دلوقتى بتفكر ان أكيد كل الحاجات اللى سمعتها عنى صح وانى عملت اسوأ منها كمان .. ما هو مفيش واحدة عايشة لوحدها تبقى محترمة وعارفة ربنا
قالت ذلك ثم التفتت مرة أخرى توضب أغراضها .. ظلت نظرات مراد معلقة بها وشعور غريب يراوده .. أنهت ما
تقوم به ثم الټفت اليه قائله ببرود 
خلصت
سبقها الى الخارج .. أثناء نزولهما فتحت احدى الجارات الباب وقالت 
ايه ده مش
معقول مريم .. فينك يا بنتى قلقتيني عليكى
اقتربت مريم من المرأة وقبلتها قائله 
ازيك يا طنط وحشانى أوى
قالت المرأة بطيبة 
وانتى كمان يا بنتى وحشتينى أوى انتى قولتى هتتصلى تطمنينى عليكي ولا اتصلتى ولا حاجه
قالت مريم بأسف 
معلش يا طنط والله حصلت ظروف واتلبخت
ألقت المرأة نظرة على مراد الواقف خلف مريم .. ثم قالت ل مريم 
مين الأستاذ 
اضطربت مريم وشعرت بالتوتر .. لم يطاوعها لسانها على قول زوجى حاولت النطق بها لكنها لم تستطع .. تمتمت بصوت خاڤت 
قريبي
ابتسمت له المرأة قائله 
اتفضل يا ابنى تعالوا ادخلوا شوية
قالت مريم بسرعة 
معلش يا طنط عشان مستعجلين هاجى لحضرتك تانى ان شاء الله
قالت المرأة بطيبة 
طيب يا حبيبتى ربنا يوفقك .. زى ما قولتلك لو مش هتحتاجى الشقة عرفيني وأنا عندى اللى ياخدها
قالت مريم بهدوء 
لا يا طنط محتجهاها أنا هرجع تانى بعد فترة ان شاء الله
قالت المرأة بحزن 
ليه يا بنتى مرتحتيش مع أهل أبوكى ولا ايه
قالت مريم بأسى 
يعني حصلت ظروف وهضطر أرجع تانى .. بس شوية كدة
ثم قبلت المرأة وعانقتها قائله 
ان شاء الله هتصل أطمن عليكي .. مع السلامة
ودعتها جارتها قائله 
مع السلامة يا حبيبتى خلى بالك من نفسك .. مع السلامة يا أستاذ
أومأ مراد برأسه وهو ينزل الدرجات خلف مريم .. انطلق مراد بسيارته ساد الصمت لدقائق الى أن قطعه قائلا 
كانت جوزى هتكون أفضل من قريبي خاصة وهى شيفانا نزلين مع بعض من شقتك
اضطربت مريم وخفق قلبها بشدة .. فتمتمت بصوت مضطرب 
كدة أحسن عشان لما أرجع مضطرش أشرحلها ليه اتجوزت وليه اطلقت
ألقى نظرة عليها ثم عاود النظر الى أمامه مرة أخرى .. أوصلها مراد الى البيت ثم عاد الى مكتبه مرة أخرى
.
دخلت مريم الفيلا وهمت بالصعود الى غرفتها عندما استوقفتها ناهد قائله 
مريم عايزاكى لو سمحتى
توترت مريم وسارت خلفها حتى التفتت اليها ناهد قائله 
بصى يا
بنتى انتى دخلتى البيت ده وأنا مكنتش أعرف انتى مين يمكن لو كنت عرفت من الأول كان هيبقى رد فعلى معاكى مختلف .. بس أنا عرفتك وحبيتك يا مريم .. وبجد لما بقولك انى مش بفرقك عن نرمين و سارة فتأكدى انى بقول الحيقة
اغرورقت عينا مريم بالعبرات وحمدت الله فى سرها فأكملت ناهد مبتسمه 
معلش اعذريني امبارح كنت منفعله واللى زود انفعالى انكوا خبيتوا عليا .. يعني كنت مضايقة جدا لان مراة سباعى عرفتنى انتى مين وأنا اللى عايشة معاكى فى بيت واحد معرفش
قالت مريم بسرعة 
معاكى حق يا طنط انك تزعلى وتضايقى
ابتسم ناهد وربتت على ذراعها قائله 
أنا أهم حاجه عندى سعادة مراد وأنا شايفاكى بنت مؤدية ومحترمة وطيبة ومش هلاقى ل مراد أحسن منك
اتسعت ابتسامت مريم ومسحت العبرات التى تساقطت من عينيها رغما عنها .. شعرت ناهد بالتاثر لمرآى عبراتها فعانقتها .. أغمضت مريم عينيها ودموعها تنهمر كالشلال .. كانت تخشى أن تعاملها ناهد بقسۏة بعدما عرفت من تكون .. رفعت ناهد رأسها وقد اغرورقت عيناها قائله 
بقولك ايه أنا مبحبش العياط ماشى
ابتسمت مريم وهى تمسح عبراتها قائله 
ماشى
ربتت على ظهرها قائله 
يلا يا حبيبتى اطلعى غيري هدومى عشان تاكلى انتى خرجتى من غير ما تفطرى
أومأت مريم برأسها وصعدت الى غرفتها وعينا ناهد تتابعانها فى حنو.
هتروح الجاليري بتاع سامر
تفوه طارق بهذه العبارة وهو فى مكتب مراد الذى قال 
أيوة هروح عشان ميزعلش شدد عليا أوى
قال طارق متكاسلا 
مع انى مليش فى الرسم والمعارض بس مضطر أنا كمان أروح
نظر اليه مراد قائلا 
أيوة ضرورى تيجي ده أول معرض له وشدد علينا فعلا
طيب خلاص نتقابل هناك
أومأ مراد برأسه وعاد الى عمله .
فى المساء توجه مراد الى منزله وصعد الى غرفته وارتدى حلة أنيقة لحضور الجاليري .. أثناء نزوله توجه الى غرفة المعيشة .. فقالت سارة بمرح 
ايه الشياكه دى يا أبيه
التفتت مريم بدون قصد الى حيث تنظر سارة فالتقت نظراتها بنظرات مراد فأشاحت بوجهها بسرعة .. قالت ناهد بدهشة 
رايح فين يا مراد 
قال مراد بهدوء 
فى واحد شريكى بيفتتح الجاليري بتاعه النهاردة و عزمنى عليه .. يلا مع السلامة
الټفت ليغادر فأوقفته ناهد قائله 
مراد
الټفت ينظر اليها فاكملت بحزم 
ومراتك يعنى ملهاش نفس تخرج
شعرت مريم بالحرج فأسرعت تقول 
لا يا طنط أنا حبه أعد معاكوا
لم تلتفت اليها ناهد بل أكملت وهى تنظر الى مراد 
استناها لحد ما تلبس وخدها معاك
قال مراد بضيق 
أنا مستعجل يا ماما
قالت مريم بحرج شديد 
أنا فعلا مش عايزه أروح يا طنط أصلا معرفش حد هناك
قالت ناهد 
تتعرفى لو متعرفيش حد تتعرفى وكفاية انك راحه مع جوزك مينفعش مناسبة زى دى يروح لوحده .. يلا قومى البسى
ثم التفتت الى مراد قائله 
استناها مفيهاش حاجه لو اتاخرت شوية
الټفت مراد الى مريم وقال بهدوء 
يلا وحاولى متتأخريش
شعرت مريم بالضيق لوقوعها فى هذا المأذق .. نهضت متثاقله وارتدت ملابسها .. نزلت لتجد مراد ينتظرها فى البهو فقالت
له بصوت خاڤت 
أنا أسفة
لم يجيبها مراد ركبت بجواره وهى تشعر بالحنق والضيق الشديد لأن ناهد دون أن تدرى فرضتها عليه فرضا .
أخذ
سامر يرحب بضيوفه خاصة أولئك الذى أشادوا بلوحاته .. فجأة وجد يدا تربت على كتفه من الخلف الټفت مبتسما ثم تلاشت ابتسامته عندما وجد سهى أمامه .. قالت مبتسمه 
مبروك يا سامر
قال ببرود 
الله يبارك فيكي
قالت بعتاب 
ليه مبتردش عليا بتصل بيك كتير يا سامر
قال ببرود وهو يتحاشى النظر اليها 
كنت مشغول
يعني مشغول لدرجة انك متردش عليا ولا حتى تتصل بيا .. دى مش عادتك يا سامر
التقت اليها قائلا بغلظة 
اتعودى على كدة من هنا ورايح .. مش انت معتبرانى واحد غريب عنك .. خلاص خلينا أغراب كده
قال ذلك ثم تركها وتوجه الى احدى الفتيات و وأخذ يهمس لها شيئا بأذنها فاڼفجرت الفتاة ضاحكة .. ألقى سامر نظرة خبيثة على سهى التى وقفت تنظر اليهما وعلامات الاسى على وجهها .. اقترت منهما فى عصبية وقالت ل سامر 
لو سمحت يا سامر عايزه أتكلم معاك شوية
ترك سامر الفتاة متلكئا ثم وقف أما سهى ينظر اليها دون أن يتحدث فقالت بحزن 
ليه بتعمل فيا كده
قال سامر 
انتى اللى عايزه كده .. مش انتى عايزة ميكنش فى حاجة بينا الا لما أتقدملك رسمى وتعاملينى زى ما بتعاملى أى راجل غريب خلاص خلينا كدة بأه لحد ما الظروف تتحسن
قالت سهى بعتاب 
أنا ما قولتش نبعد عن بعض .. انا قولت نفضل مع بعض بس من غير الجواز ده
قال سامر پحده 
ما هو مش بمزاجك يا سهى .. يا نقرب يا نبعد معنديش حلول وسط
قالت سهى والدموع فى عينيها 
انت ليه بتعمل كده
عشان انتى لحد دلوقتى مش عارفه تحبيني يا سهى ولا عارفه تثقى فيا .. انا أدامى مليون بنت لكن اخترتك انتى وانتى مش مقدرة ده
قالت برجاء 
والله يا حبيبي مقدرة .. بس أنا...
بسط كفه أمامها وقاطعها قائلا 
كلمة واحدة .. عايزة تكونى معايا ولا لأ 
نظرت الى كفه الممدودة
ثم اليه .. صمتت فحثها قائلا 
كلمة واحدة عايزها منك .. آه ولا لأ
حسمت أمرها بعد حيرة ومدت كفها لتتشابك أيديهما قائله 
أه .. آه عايزة أكون معاك
ابتسم لها سامر مقبلا يدها .. فى تلك اللحظة لمح مراد وهو يدخل من الباب بصحبة مريم التى كانت تشعر بالحرج وهى تسير بجواره توجه سامر بصحبة سهى تجاه مراد لكنه توقف فجأة عندما رآى مريم بصحبته ونظر اليها بدهشة .. كانت دهشة مريم كبيرة عندما رأت سهى بصحبة سامر
تم نسخ الرابط