السمراء الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

دى تتم
قال المأمور 
تفتكر المعلومات اللى جتلنا عن علاقة جمال ب صباح بنت الحاج عبد الرحمن صوح
قال الظابط 
لازمن ناخد اذن من النيابة وناخد بصماتها .. مش بعيد تكون هى اللى طخته عشان تنتجم منيه .. ده لو المعلومات اللى وصلتنا فعلا صوح وفي حاجه بيناتهم
قال المأمور وهو يرفع سماعة الهاتف 
النهاردة اذن النيابة هيكون عنديك .. الجضية دى لازمن تنتهى فى أجرب وجت جبل ما العيلتين يجعوا فى بعض
جلست مريم على احدى الصخور أمام البحر تتطلع اليه بإستمتاع حينما اقتربت منها سارة قائله 
أعد معاكى ولا هتضايقي
التفتت اليها مريم قائله بسرعة 
لا طبعا يا حبيتبى اعدى
جلست سارة بجوارها وهى تتطلع الى البحر هى الأخرى .. ظلت الفتاتان فى حالة شرود .. قالت مريم 
المكان هنا حلو أوى
ابتسمت سارة قائله 
فعلا ياخد العقل
قالت مريم وهى تتطلع الى البحر فى هيام 
عارفه نفسي فى ايه
ايه 
نفسي أخد مركب وأمشى بيها فى البحر ومرجعش للشط أبدا
ابتسمت سارة ووكزتها فى كتفها قائله بخبث 
و مراد معاكى طبعا
أخرجتها كلمات سارة من حالة الإستمتاع التى كانت تشعر بها .. نظرت مرة أخرى الى البحر صامته
واجمة .. قالت سارة وهى تتطلع الى البحر بدورها 
أنا كمان نفسي آخد مركب وأمشى بيها فى البحر ومرجعتش للشط أبدا
قالت مريم بخبث 
لوحدك 
ابتسمت سارة بحزن .. تأملتها مريم قائله 
شكلك كدة بيقول مش لوحدك
قالت سارة بوجوم 
لا لوحدى .. هيكون مع مين يعني
استمرت
مريم فى النظر اليها وقالت 
طيب عيني فى عينك كده
قالت سارة 
سيبك .. كبرى
ثم تركتها وأخذت تتمشى على الشط
اقتربت نرمين من مراد الجالس على أحد الكراسي أمام البحر .. رفع مراد رأسه لينظر اليها ثم يعود ليتطلع الى البحر مرة أخرى .. جلست نرمين على المقعد المجاور له .. بدا عليها التوتر .. ثم حسمت أمرها قائله دون أن تنظر اليه 
عارفة انى غلطت .. غلطت أوى .. أنا آسفه أوى يا أبيه
ظل يتطلع الى البحر .. فأجهشت فى البكاء وهى تقول 
أنا عارفه انى صغرت فى نظرك أوى .. بس والله العظيم أنا محترمة .. أنا مش عارفه ازاى عملت كدة
تطلع اليها مراد لفترة ثم قال 
كنتى بتحبيه ولا كان تسليه ولا كان ايه بالظبط 
شعرت بالخجل .. فقالت بصوت خاڤت 
أنا كنت حسه انه انسان كويس وكان الموضوع بالنسبة لى جد يعني مش تسليه .. بس بعد كدة فكرت بعقلى وقولت لو كان كويس كان جه كلمك على طول ومكنش عمل حاجه من وراك .. عشان كدة قولتله مش هرد عليك تانى ومتتصلش بيا تانى وعندك أخويا كلمه .. ساعتها هددنى بالصور
ثم نظرت اليه وهى تبكى قائله 
والله قابلته مرة واحدة بس واعدت معاه عشر دقايق .. أنا مش بقول ان ده صح .. بس بقولك
عشان تعرف ان ده بس اللى أنا عملته ومعملتش أكتر من كده .. حتى طلب يتكلم معايا على النت وأفتحله الكام وأنا رفضت
قام مراد
وجذبها من يدها أوقفها أمامه وهى تنظر الى الأرض باكية وقال 
مش عايزك تخبي عنى أى حاجة تانى يا نرمين .. أنا أخوكى الكبير وأنا أكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وبيخاف عليكي
قالت نرمين 
عارفه يا أبيه .. أنا أسفه أوى .. عشان خاطرى سامحنى
.. فأجهشت مرة أخرى فى البكاء وتعالت شهقاتها .. مسح على رأسها قائلا 
خلاص يا نرمين أنا هنسى الحكاية دى كأنها محصلتش .. بس توعديني انك متخبيش عنى حاجه تانى ولو أى حد كلمك تعرفيني
رفعت نرمين رأسها قائله بحماس 
أوعدك يا أبيه .. أوعدك
ابتسم لها قائله 
طيب يلا امسحى دموعك دى وناديلهم خلينا نروح نتغدى ونشوف مكان تانى نتفسح فيه مش هنفضل مقضينها اعاد على البحر
ابتسمت نرمين ومشت فى اتجاه أمها وأختها و مريم .
كانت سهى جالسه بين ذراعي سامر على ظهر اللانش .. كانت شاردة واجمة نظرت الى هاتفه الذى يمسكه بيده ويتصفح النت من خلاله فقالت بتبرم 
انت على طول كده نت مبتفصلش
قال سامر 
شيفانى بشيت يعني
قالت سهى 
مش وقت جيم .. دى كلها ساعة وماشية
قال لها 
متخليكي بايته معايا النهاردة
قالت سهى بضيق 
مش هينفع المرة اللى فاتت نفدت منهم بصعوبة .. ده غير الكلام اللى بابا سمعهولى
قال سامر وهى يمط شفتيه 
برحتك
رفعت سهى رأسها وقالت بضيق 
سامر هى الظروف اللى عندكوا فى البيت هتطول يعني
أغلق سامر هاتفه وصاح غاضبا 
انتى يا بنتى غاوية عكننه .. مزاج عندك أول ما تشوفينى مبسوط تروحى فاتحه أم الموضوع ده
قالت سهى بحنق 
سامر انت ليه مش حاسس بيا ومش مقدر مشاعرى
قام سامر من مكانه ونظر اليها قائلا پحده 
بصى يا بنت الناس .. لو جبتى تانى سيرة الجواز أنا من سكة وانتى من سكة أنا مش ناقص خنقة
دخل الكبينه وتركها والدموع فى عينيها وفى داخلها ندم كبير .. لن تتمكن من تجاهله أبدا.
انتهت مريم من فرش أسنانها وخرجت لتجد مراد نائما على فراشه ملتفا بلحافه وينظر الى سقف الغرفة .. توجهت الى فراشها وأخذت أحد الكتب وأضاءت المصباح بجوارها وشرعت فى القراءة .. شعرت بنظراته مصوبة تجاهها فالتفتت تنظر اليه قائله 
لو النور مضايقك أطفيه
هز رأسه نفيا فعادت الى كتابها .. سألها قائلا 
أجاثا كريستى برده 
ابتسمت قائله 
لأ
اتكأ على مرفقه ومد يده الأخرى اليها .. نظرت الي يده الممدوده ثم أغلقت الكتاب ومدت يدها به اليه .. تفحص الغلاف و المقدمة ثم قال 
استمتع بحياتك !
قالت مريم 
بحبه أوى ما بملش من قرائته أبدا
قال مراد وهى يفر صفحات الكتاب 
قرأت كتير لدكتور محمد العريفي بس الكتاب ده مقرأتوش
قالت بحماس 
لو قراته مرة هتدمنه الكتاب فعلا روعة
نظر اليها قائلا 
خلصيه وهاتيهولى أقراه
قالت له 
مفيش مشكله اقراه .. انا اصلا قراته كتير قبل كده .. وبعدين معايا كتب تانية ممكن اقراها
نظر اليها مراد متفحصا 
شكلك بتحبي تقرى كتير
قالت مبتسمة وهى تنظر أمامها 
بابا الله يرحمه كان بيحب يقرأ كتير .. وعودنى على كده
ابتسم مراد قائلا 
أنا كمان خدت العادة دى من والدى الله يرحمه
حملت مريم أحد الكتب بجوارها وشرعت فى قرائته .. الى أن غلبها النعاس فوضعته على الكمودينو وأغلقت المصباح وأولت مراد ظهرها ونامت .. ظل مراد ساهرا يستمتع بقراءه الكتاب الذى شعر بأنه
يستحق القراءة بالفعل .. أثناء قراءته عندما أوشك على تقليب احدى الصفحات وجد ورقة تسقط من الكتاب .. أمسك الورقة ونظر الى مريم النائمة .. ثم نظر الى الورقة المطوية فى تردد .. لكن فضوله غلبه ..
ترك الكتاب من يده وفتح الورقة ليجد فيها 
استيقظت مريم من نومها لتجد مراد غير موجود فى فراشه .. بعد نصف ساعة طرقت سارة الباب لتخبرها بأنهم سيتجمعون فى الأسفل لتناول الفطار .. حانت من مريم التفاته الى مراد الذى بدى واجما .. اخذت تتساءل عن السبب فلقد كان يبدو مرتاحا بالأمس .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها وما شانى ان كان مرتاحا أم متضايقا هذا أمر يخصه هو وأموره ليست من شأنى .. توجه الجميع الى البحر ومعهم مضارب الراكيت .. بدأت سارة و نرمين فى اللعب معا وأخذا يضحكان ويمزحان فقد كانتا كلتاهما سيئتان جدا فى ضړب الكره وفى صدها .. قالت سارة 
تعالى يا مريم .. نرمين دى عاهة مش عارفه ألعب معاها
صاحت نرمين بغيظ 
أنا عاهة أمال انتى ايه يا سارة مفيش مرة حدفتلك الكورة وعرفتى تصديها
قالت سارة 
ما انتى اللى مش عارفه تحدفيها
وقفت مريم وأعطتها نرمين المضرب وأخذت تلاعب سارة .. كانت ضربات مريم موفقه لولا خبرة سارة الضئيلة فى اللعب .. قالت سارة بعد فترة وهى تنهج 
تعبت
قالت مريم بحماس 
لا عشان خاطرى نكمل لعب
قالت سارة 
بتلعبي حلو اتعلمتيها فين 
قالت مريم 
كنت دايما بلعب أنا وأختى فى نادى قريب من البيت .. مش قادرة أقولك أنا بعشق الراكيت أد ايه
ثم صاحت بطريقة طفولية 
عشان خاطرى يا سارة العبي شوية كمان
قالت سارة 
لا يا ستى ايدي وجعتنى .. خلى مراد يلعب معاكى .. مراد .. مراد ..
تعالى العب مع مريم
شعرت مريم بالحرج وهمت بأن تترك المضرب .. لكن مراد نهض وأخذ المضرب من سارة ووقف أمام مريم .. نظرت مريم اليه لترى نظراته الحادة المصوبة تجاهها .. وبدأ اللعب .. كانت ضربات مراد قوية وكأنه ينتقم من الكره .. أمسكت مريم الكره ووقفت تنظر اليه بثبات وتقابل نظراته المتحدية بثقه .. ثم قالت فى نفسها .. حسنا تريدها تحدى فليكن .. كانت ضربات مريم قوية بقدر ما كانت ضربات مراد قوية بدا وكأنهما لا يلعبان بل يفرغان شحنة بداخل كل منهما .. كان كل منهما يضرب الكره وكأنه يضرب كل ما يغضبه ويضايقه .. كانت ضرباتهما قوية قاسېة واثقة تعرف وجهتها جيدا .. أخذت ناهد تتابع اللعب مع سارة و نرمين .. هتفت نرمين بدهشة 
ايه ده ملهم بيلعبوا پعنف كده
قالت سارة وهى تنقل نظرها مع الكره 
بس جامدين جدا فى اللعب هما الاتنين
أول من رفعت راية الإستسلام هى مريم التى شعرت پألم فى ذراعها .. رفعت كفها معلنة انتهاء اللعب .. فاقترب منها مراد قائلا
بتلعبي حلو
قالت وهى تنهج بقوة وحبات العرق تتصبب منها 
انت كمان بتلعب حلو
تلاقت نظراتهما للحظات .. ثم ترك مراد المضرب وتوجه الى حيث يجلس الجميع وعينا مريم تتابعانه.
أصر الجميع على مراد على أن يمد اقامتهم يومين آخرين .. فما استطاع تحت هذا الإلحاح من الجميع إلا أن يوافق.
فى المساء أخذت مريم قلم وبعض الأوراق وجلست على الأريكة تبدأ فى التخطيط والرسم الخاص بحملة مراد .. استغرقها الوقت حتى قال لها مراد .. الجالس على أحد المقاعد بجوارها يشاهد التلفاز 
كفاية كدة وقومى نامى
قالت دون أن تنظر اليه 
لا لسه شوية
قام من مكانه وأحضر الكتاب ووضعه أمامها على المنضده .. نظرت الى الكتاب ثم اليه وقالت 
عجبك 
قال مراد وهو يجلس مكانه وينظر اليها ببرود 
آه كويس
قالت مريم بإستغراب 
كويس بس .. افتكرته هيعجبك
الټفت اليها مراد وقال بنفس البرود 
أنا ما قولتش معجبنيش
قالت مريم 
شكلك بيقول انه معجبكش
قال مراد بتهكم وهو يتفرس فيها 
بتحسي بيا للدرجة دى
شعرت مريم بالخجل والضيق من كلماته الساخرة وعادت الى رسمها مرة أخرى .. قام مراد وغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه پحده .. نظرت مريم بإستغراب الى الباب المغلق وهى تحاول أن تصرف ذهنها عن التفكير فى مراد وتصرفاته
صفع عثمان صباح پحده فى مكتب المأمور وهو يقول 
كيف ده حوصل .. كيف يا بنت بوى كيف
أجهشت صباح فى البكاء وقد أيقنت هلاكها ..
قال المأمور 
فحصنا البصمات بتاعتك يا آنسه صباح وقارناها بالبصمات الموجودة على الطبنجة اللى انطخ بيها جمال .. وكان التطابق تام
قال عثمان وهو يغلى من الڠضب 
والله لجتلك يا جليلة الرباية والله لجتلك
أمر المأمور أحد الحرس بأن يأخذ عثمان للخارج ..وما هى الا
تم نسخ الرابط