رواية سهام الجزء الاول

موقع أيام نيوز


تمر من ذلك الطريق كل يوم.. ليجد إحدى العاملات تخرج بها من المدرسه وتسير بها نحو الطريق العمومي واخبرتها ان تسير فالسيارات واقفه.. 
وكالعاده تخطو بخطوات معدوده نحو المقعد الخشبي الذي اعتادت الجلوس عليه 
احتار في امرها وقبل ان تأخذه قدماه إليها... اعلن هاتفه عن رنينه لينظر للرقم وأجاب بأحترام ثم ألقى نظرة خاطفه على تلك الجالسه التي تتحسس المقعد جانبها 

نص ساعه واكون عندك يافندم
........................................ 
كان هذا هو اليوم الثالث لها بالعمل... كل شئ جديد عليها ولكنها ستسعي جاهده ان تستمر في وظيفتها مهما حل بها من متاعب ف الراتب يستحق التعب والتحمل وتستطيع بعث المال منه لوالدها ودفع اجار الغرفه واحتياجاتها ولو استطاعت ان تجد عملا اخر ستعمل حتى يصبح لها منزل مستقل تعيش به 
خطط كثيره رسمتها في عقلها وهي تحلم بالغد 
ولم تشعر بدلوف حمزة بعنجهته ونظراته الجامده... شخصيه يتقن رسمها أمام العالم فقديما كان شخصا شفافا مرحا محبا ولكن الآلم علمه ان يكون ما هو عليه الآن 
تقدم بخطواته نحو مكتب شقيقه وألقى بنظره عابره نحو تلك المنهمكه بين الملفات وكأنها في ساحه حرب..وسقط الملف منها فأنحنت لاسفل تلتقطه
فسلط حمزة عيناه عليها بعدم رضي وصدح صوته بخشونه
شهاب في مكتبه
وبمجرد ان اجابته اكمل خطواته نحو غرفه شقيقه
فأنتفضت من فوق مقعدها راكضه نحوه
لازم أبلغه الأول بوجودك يافندم واشوف لو كان في ميعاد سابق
أخبرته بعمليه كما حفظت... ليرمقها حمزه ببطئ واضعا احدي يداه في جيب سرواله.. وابتعد مشيرا لها
اتفضلي
لتشعر ياقوت بالتوتر من نظراته الحاده 
أبلغه مين
فرفع حمزه حاجبه الأيسر وأخذ يطالعها من علو ثم هتف ساخرا 
حمزة الزهدي 
فأتسعت عيناها وهي لا تصدق هي امام من فهتفت دون وعي مكرره سؤالها 
مين
الفصل الثامن
قهقه شهاب وهو مازال يتذكر مشهد ياقوت أمام شقيقه.. لم تكف عن تكرار معرفة هويته ولولا خروج شهاب من غرفه مكتبه ذلك الوقت لكان اڼفجر شقيقه بها
ديه كتله من الغباء... انت ازاي توافق على توظيفها
هتف حمزة عباراته حانقا من غباء ياقوت وضحكات شقيقه
عادت ضحكات شهاب تتصاعد وهو يسمعه
حصل خير ياحمزة خلاص... وكمان ديه متوصي عليها من ناديه وسلوي 
فأرتسمت السخريه على شفتي حمزة وجلس بفخامه 
كمان جايه بواسطه... خد بالك احنا مبنفرقش بين الموظفين اي غلطه منها انت عارف ايه اللي هيحصل طرد علطول 
لتتعالا ضحكات شهاب مجددا 
متقلقش البنت شكلها بتاعت شغل وعايزه تشتغل
لا يعلم لما أثارت غضبه ولكن حظها جعلها تلتقي به في الوقت الخطئ فيكفيه انحدار مريم بمستواها الدراسي وحديث أخصائية المدرسه عنها 
ايه الموضوع اللي كنت عايزني فيه وضروري 
فصمت شهاب للحظات وهو لا يعلم كيف يخبره 
اللي بتبعت ليك الرسايل هي صفا ياحمزة 
فأحتدت عيناه بكره لم يعرفه الا معها... الحبيبه الخائڼه هي صاحبة الرسائل المجهوله
وتعلقت عيناه بأعين شقيقه وكأن الماضي أمامه من جديد والكلمه عادت تخترق أذنيه 
انت مرفود ياحضرت الظابط 
وشعر بالاختناق فنهض مشيرا لشقيقه بالصمت.. وتحرك بخطي جامده ولحظها العسر اليوم معه فتح الباب في نفس اللحظه التي كانت ستطرقه وتدلف 
فأرتطمت بصدره الصلب لتسكب قطرات من القهوة التي كانت على قميصه 
فسقطت عيناه على فعلتها صارخا بها وقد اعماه الڠضب 
أنتي غبيه 
صراخه افزعها وجعلها تتراجع للخلف بخطوات خائفه 
انا اسفه.. مكنش قصدي 
خرجت الكلمات من شفتيها بصعوبه وعيناها انخفضت لاسفل 
وظهر الخۏف على ملامحها ليندفع كالاعصار مغادرا المكان 
كان شهاب واقفا يتابع المشهد بصمت  معتذرا بلباقه 
متزعليش يا ياقوت حمزة كان خارج ڠضبان من مكتبي
فلم تتمالك دموعها اكثر من ذلك فكل شئ أصبح يجثم على روحها.. زوجه ابيها هاتفتها امس تسألها عن كم ستتقاضي من راتبها ووالدتها اليوم هاتفتها تخبرها عن عدم رضي زوجها بأمر عملها 
دموعها اخذت تتدفق بغزاره وهي لا تشعر بحالها.. فتقدم منها شهاب لا يعرف ماذا يفعل لها 
ياقوت خلاص الحكايه عدت... لو عايزه تاخدي نص يوم تروحي تمام مافيش مشكله 
فهتفت بنبرة باكيه كالاطفال 
انا معملتش حاجه والله يا
 

تم نسخ الرابط