رواية سهام الجزء الاول

موقع أيام نيوز


الغرفه بعدما نظرت لابنتها بنظره متفحصه وتدقيق على وجهها وملابسها 
فتعلقت عين ياقوت عليها وهي تغادر ثم حررت أنفاسها براحه.. فلو ظلت زوجه ابيها اكثر من ذلك لاسمعتها من الكلام ما يجثم على الروح 
اوعي تزعلي من ماما يا ياقوت
نظرات شقيقتها الدافئه جعلتها تنسى نظرات سناء العدائيه وتعود شقيقتها متسائله 

فرحانه يا ياسمين... ياسمين انتي لسا مخلصتيش مدرستك 
لترتبك ياسمين من سؤال شقيقتها ولكنها كانت سعيده بخطبتها حتى لو لم يتجاوز عمرها السابعه عشر 
وعندما وجدت ياقوت صمت شقيقتها علمت انها بالفعل مقتنعه ولم يعد لسؤالها نفع او كما ستظن زوجة ابيها انها حاقدة على ابنتها التي ستتزوج في عمر صغير اما هي قد أصبحت في الرابعه والعشرون ولم ترتدي دبلة أحدهم في اصبعها بعد
...............................
دلفت سناء المطبخ وهي تنظر لصنية الضيافه التي جهزتها ياقوت بل وأخذت تعد قطع الجاتوه ثم هتفت 
اوعي تكوني مديتي ايدك على حاجه يا بنت صباح 
فنظرت ياقوت للقطع واشاحت عيناها بآلم 
انا مش محرومه من حاجه عشان أمد ايدي
لتطالعها سناء بنبرة مستنكره 
ارسمي يابت الأدب وعزة النفس عليا.. ماشي ياختي نضفي بقى المطبخ وانتي واقفه وحذاري المحك قبل ما كل حاجه تتم على خير ونقرا الفاتحه 
وتابعت بغل وهي تحمل ما جهزته 
حاكم انا بتشأم منك... احفظنا يارب من عيون الناس 
وخرجت سناء تتمتم بعض الآيات القرآنية كى لا يصيبها الحسد لتنظر ياقوت نحوها بحسرة فهى تعلم مقصدها تماما ولكن ماعليها الا الصمت حتى لا تجلب المشاكل لوالدها..فأقامتها مع عمتها لم تأتي من عدم... فقد وضعتها سناء بينها وبين طلاقها وفي النهايه كانت هي من تخرج من تلك المقارنه 
وزفرت أنفاسها بندم لمجيئها فقد حذرتها عمتها قبل ان تأتي متمتمه
انا بتشأم منها ومن عينها ثم لطمت فخذيها 
كان عقلك فين ياخويا وانت بتتجوزها 
................................. 
وقفت سوسن أمام الدرج تنظر لابنتها المتعلقة بذراع حمزة وتخبره بحماس عن خطتها في قضاء يوم العطله 
نفسي اعرف البنت ديه بتعرف ازاي تأثر عليك 
ليضحك حمزة غامزا لطفلته فمهما كبرت مريم ستظل تلك الصغيره التي حين تزوج والدتها كانت كعقلة الإصبع تسير خلفه متعلقه بساقيه.. ومرت السنين وزاد تعلقها به هي لا تراه الا والدها رغم أنها تعلم الحقيقه التي صډمتها حين بدأت تقارن اسم حمزة مع اسم والدها لتعلم ماهي إلا ابنة رجلا اخر 
ماما شكلها غيرانه يا مريومه ولا انتي ايه رأيك 
لتحرك مريم حاجبيها وتداعب ذقنها بأصبعها بتفكير 
شكلها كده يا بابا... ايه رأيك ناخدها معانا حرام نسيبها لوحدها 
فأتسعت عين سوسن ورمقت ابنتها وهي تعقد ساعديها 
والله ماشي انتوا الاتنين 
فصوب حمزة نظراته نحو صغيرته.. لتقفز مريم عليها ضاحكه 
بنهزر معاكي.. الفسحه المرادي ليكي انتي ياسوسو انا بس هكون عزول بينكم 
فرقتهم سوسن بحنق فمنذ الصباح يتحدثون عن جولتهم ومن حين لاخر يلقوا بعض الكلمات انهم سيستمتعون بمفردهم وما هي الا طفله صغيره تسعد من قبله على وجنتها يقدمها لها حمزة مثلما يفعل مع صغيرتها 
حمزة الذي يصغرها بعشرة أعوام هي تراه وكأنه والدها 
ومريم تقف أمامها تهتف برجاء 
يلا ياماما وافقي ومتزعليش
فأرتخت ملامحها المحتدة بعبوس مصطنع 
اتحيلوا عليا شويه طيب
لتدب مريم أقدامها أرضا ثم انصرفت من أمامهم 
لا حايل انت بقى يا بابا 
ليضحك حمزة علي فعله صغيرته 
يلا ياسوسن ولا تحبي اخليكي توافقي بمعرفتي 
وقبل ان ينحني عليها يقبلها اندفعت سوسن من راكضه ببطئ يناسب سنها.. فتعالت ضحكاته وهو يهتف بعلو 
بسرعه ياسوسن
لتدلف للغرفه وهي تضع يدها على قلبها من أثر تلك المشاعر التي تعيشها معه وتعيدها للشباب..وازدادت وخزات قلبها لتلتقط دوائها سريعا تسأل نفسها 
هتفضل لحد امتى مش شايف عمرك اللي بيجري ياحمزة 
.................................
نظرت لها عمتها بنظرات متوجسة 
مرجعتيش حتى بحتتين جاتوه.. انا قولت مدام باتت عندهم هترجع محمله 
ثم لوت شفتيها بأمتعاض بعدما مضغت الطعام بفمها 
طول عمرها سناء بخيله الفار لو دخل
عندها يهرب جعان 
وعندما لاحظت خديجة شرودها هتفت بتسأل 
اوعي تقوليلي قالتلك كلمه تضايقك وسمت بدنك بكلامها 
وكادت ان تنهض خديجه من الأرض ياقوت 
مافيش حاجه ياعمتي حصلت 
لترمقها خديجه بتحديق 
يابت قولي بس عملتلك ايه.. انتي عارفه عمتك لسا بصحتها هجيبلك شعرها تحت رجلي 
فأتسعت ابتسامتها وهي تعلم حقيقه ما تخبرها به عمتها.. هي لا تحب زوجه ابيها وتعرف طباعها المتبجحه
قوليلي يا ياقوت عريس اختك حلو 
فعادت تتناول ياقوت طعامها ثم أجابت 
اكيد حلو في عينيها هي 
لتزم خديجة شفتيها بأستنكار ونظرة لها بأسي 
ياعيني عليكي يابنت اخويا... بقى بنت سناء تتخطب وانتي لسا مع انك حلوه مش عارفه محدش ليه من اللي بيتقدموا بيوافق عليكي 
وملئت معلقتها بالشربه وأخذت ترتشف منها بصوت مسموع
يكونش معمولك عمل موقف حالك 
فتنهدت ياقوت ف نفس الجمله التي تخبرها بها عمتها يوميا رغم أنها تعرف انها تتمنى ان تفرح بها الا ان الكلمه تسقط على قلبها كالسوط فهي متيقنه بأن نصيبها لن يأخذه غيرها ونهضت من فوق الأرض بعد أن حملت طبقها 
كل شئ قسمه ونصيب ياعمتي محدش بياخد اكتر من نصيبه.. الحمدلله 
كلمات راضيه اخرجتها واتجهت نحو المطبخ تضع طبقها بالحوض ترفع عيناها لأعلى داعيه 
يارب 
لتنظر خديجه في اثرها متعجبه ثم صاحت 
اعملينا الشاي وتعالي دلكيلي رجلي 
....................
وقفت في الشرفه تنتظر قدومه وتطالع هاتفها على أمل أن يجيب عليها ولكن الاجابه لا تكون الا رنين طويل ثم تنقطع المكالمه.. البروده  فرغم الحب الذي يجمعهم الا انها تعلم اسوء صفه في طباع شهاب ضعفه أمام النساء.. حبها القوي ومحاربتها هما من أتوا به اليها ولولا ذلك ماكانت حصلت عليه..واهتز هاتفها بين يديها لترفع الهاتف وعيناها تحدق بالصوره بشحوب 
شهاب يراقص احدي الفتيات التي تعرف هويتها تماما فماهي إلا ابنه احد رجال الأعمال 
وسقطت دموعها بعجز فقد أخبرها حمزة انها ستتحمل نتيجة حبها من شهاب ورغم انه شقيقه ولكن كان يتمنى لها رجلا اخر جدير بها وبطيبة قلبها 
وبعد دقائق كنت بوابة الفيلا تفتح ويدلف كل من شهاب وشريف بسياراتهم لتبعد قليلا عن الشرفه وتنظر إليهم وصوت ضحكاتهم تتعالا ويبدو انهم كانوا معا 
ازداد حنقها فهى تظل تنتظره بقلق وهو يعبث كعادته دون مراعاه شعورها 
لم تتحمل مكوثها في غرفتها فخرجت بخطوات سريعه تزفر أنفاسها پغضب... لتتعلق عين شريف بها وهي تقف اعلي الدرج ثم نظر خلفه لشهاب هاتفا 
استقبل ياسيدي 
واكمل شريف صعوده ليتخطي ندي هامسا 
علميه الأدب... عايزك ريا في نفسك كده واضربي وانا احبسهولك علطول 
لتتسع عين شهاب وهو يسبه داخله... فقد زاد الأمر صعوبا الان وندى بشكوكها الدائمه به لن تظن به الا السوء والسوء معه ماهو الا حقيقه 
ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي 
قالها وقد أصبح أمامها ومد كفه نحو وجنتها لتنفض يده بضيق 
كنت فين 
لتتعلق عين شهاب بها 
مالك ياندي هو احنا ميعديش يومين الا ونتخانق 
فرفعت هاتفها ووضعته أمام عيناه 
ممكن تفهمني ايه ده 
فنظر للصوره بلامبالاه 
كنت معزوم في حفله ورقصت فيها ايه 
فسقطت دموعها وهي تخاطبه 
پتخوني وتقولي فيها ايه.. ليه بتعمل كده ياشهاب ليه كل ما بحس انك بتحبني بكتشف اني غبيه 
فأغمض عيناه بقوه وهو لا يعرف الاجابه خطبته من ندى وعقد قرانه ماهما إلا اقناع من شقيقته ناديه حتى لا يدخل غريب بينهم ويأخذ ندي ويطالب بحقها في الاسهم التي تمتلكها 
لم تقصد ناديه ذلك الهدف وإنما أرادت ان تعطي شقيقها امرأة تحبه فقد صارحتها سوسن بمشاعر شقيقتها لشهاب وعلى اثره ابعد حمزة شهاب من المنزل عندما علم بتلك المشاعر وكي يعود للمنزل ويبقى ضمن العائله ماعليه الا ان يتوج ذلك الحب بأطار الحلال 
وفي لحظات كان متمتما 
اهدي ياندي
أيه رأيك نحدد ميعاد جوازنا... حاولي تقنعي حمزة 
فهتفت بصوت ضعيف وساخر
نقدم ميعاد جوازنا وانت
 

تم نسخ الرابط