رواية سهام الجزء الاخير
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها
طلع لطيف تصدقي.
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت
يعني دلوقتي فوقتي.. توبه اروح معاكي مشوار تاني
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها
اسنديني وخلي عندك ذوق
ولم تجد ياقوت الا الصمت الي ان اوصلتها غرفتها ثم دفعتها نحو الفراش بقوه
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح.. فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه
تستاهلي ياسماح.. عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله
ورسمت على ملامحها الحزن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر
وعلي فكره انا زعلانه منك
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح .. فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
واردفت بحسرة
جواز شرعي بس في السر.. زي اللي عاملين عامله وخايفين منها
دلف مراد لمكتب والده هائجا
هدايا بتتبعت لبنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه
ضاقت عين مراد بكبت
افتكر ان انت اللي بټخدعها... قلبي ماټ مع مراتي.. يعني بنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بنت عمك
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر.. بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه... يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ... ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غضبه فيه
ايوه ياهناء
مسحت هناء دموعها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها مع حالها.. فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه
هوي بجسده فوق الفراش مجيبا
اسألي ياهناء
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها... خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدما جففت بقايا دموعها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي.. وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان... ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدموع الفرح.. ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها
هقول لماما ونشوف يامراد
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف
فين التليفون ده يا بابا
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي
معرفش... شكله في الكنبه اللي ورا
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور.. لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه
محدش بيرد ياسماح.. هو لحق يضيع
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما
الو
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع من صاحبتي
وعندما علمت سماح بصاحب الصوت تمتمت بخجل
معلش يا فندم ازعاجناك علي الصبح.. اه تمام الحمدلله.. شكرا على وقوفك معانا امبارح
كانت مريم جالسه تضم حقيبتها المدرسيه بين ذراعيها تستمع للمكالمه بتوجس.. وعندما انتهى حديثه مع المتصل تسألت
مين سماح ديه يابابا
أوقف سيارته امام مدرستها وطالعها بحنان
وصلنا يا فضوليه... يلا علي مدرستك
ابتسمت مريم وخرجت من السياره بعدما بعثت له قبله في الهواء
ضحك علي فعله صغيرته التي لن يراها تكبر مهما مرت السنون... فستظل هي الابنه التي جرب معها شعور الأبوة
حدق بالهاتف الذي علم بهوية صاحبته وقد نست تسأله سماح كيف ستأخذه منه.. ليجد الهاتف يدق ثانية فضحك
نسيتي تسألي هتاخدي تليفونك ازاي
همهمت ياقوت بحرج بعدما انغمست سماح في الضحك على الضياع الذي أصبحوا
فيه في بداية الصباح
سماح نسيت تسألك
تمتم بصوته العذب الذي يتخلله الخشونه
في اجتماع النهاردة واكيد هتيجي مع شهاب يا ياقوت.. هدهولك هناك ولا تحبي نتقابل
اتسعت عيناها عند اخر عباراته فتمتمت
لا خلاص لما اجي الشركه اخده
واغلقت الهاتف دون أن تنتظر رد اخر منه
ضم شهاب وجهها بين كفيه مبتسما بعدما استيقظ اليوم علي دلال اغدقته به
كل ده عشان وافقت تشتغلي في المدرسه
فأبتمست ندي وشبت على أطراف اقدامها
لا ياحبيبي ده اسمه عطاء
ضحك وهو يسمع عبارتها
بقيتي عميقة ندي
تدللت عليه بأنوثه
ما انا قولتلك لو مدعلتش عليك هدلع على مين
ضاقت عيناه وهو يرمقها
ادلعي ياحببتي بس بلاش تستغلي اوي الدلع... شوفتي انا اه بسمعك ازاي وبأحترم أحلامك
ابتسمت رغم الآلم الذي اجتاز قلبها.. أرادت ان تصرخ به كي تخبره انها لا تريد منه إلا الحب وليس التكفير عن ذنبه ومحاولة ارضائها حتى تنسى ما سمعته وكانت نقطه فاصله في علاقتهما
هتيجي معايا المقابله
مال نحوها يقبل قمة انفها
وكمان اجي معاكي..طيب ايه المقابل
هتف عبارته بوقاحه.. ف دفعته
وقح ياحبيبي
ضحك بقوه وضمھا اليه ثم رفع وجهها نحوه وتعمق في النظر إليها ليلثم ثغرها
شوفتي ان التقدير والاحترام ينفعوا ازاي من غير حب
بهتت ملامحها وكادت ان تنفض نفسها الا انها تماسكت
عندك حق
وداخلها تقسم انها يوما ستخبره بتلك الجمله وسيتمني حينها ان تخبره بحبها له
في إحدى المصالح الحكومية كانت ماجده تجلس قابعه خلف مكتبها تنهي بعض أعمالها المكتبيه لا تركز في الحديث الدائر بين سعاد وفوقيه فقد اعتادت على حكايتهم الدائمه بين القيل والقال
شوفتي ياسعاد اللي حصل لفاتن جارتي.. مش جوزها خاڼها مع اختها
اتسعت عين المدعوة سعاد ثم شهقت مصدومه لمعرفتها ب جارة فوقية
ايه اللي حصلها.. يامصيبتي اختها
ورفعت سعاد مسبحتها تحرك عقدها
أيه اللي حصل في الدنيا ېخونها مع اختها اللي ربتها واوتها في بيتها... استغفر الله استغفر الله .. لا انا مش قادرة أصدق
تجمدت ملامح ماجدة بعدما اخترق الحديث اذنيها
فلوت فوقية شفتيه مستنكره
الدنيا معدش فيها حاجه متتصدقش
رفعت ماجده عيناها نحوهم تسألهم
بلاش كلام في عرض الناس
امتعضت سعاد من حديثها ورمت بكلمتها التي فتحت داخلها باب الشك
ابقى خدي بالك بقى ياماجدة
..
تنهدت سماح بمقت وهي تغادر مكتب رئيس الجريدة بعد أن أخبرها ان تجهز حالها فرحلتها لمدينه الاقصر بعد اسبوع من الان... ويجب ان تذهب قبل قدوم اللاعب بأيام
فقد علم من مصادره انه أتى لمصر كي يريح اعصابه بعيدا عن فضول الصحافه ولم يخبر أحدا باليوم المحدد في الشهر الذي اقترب بدايته
ومن اجل العمل وارضاء رئيس الجريده...لابد أن تذهب وتنتظر لاعب الكوره المشهور
تهجم وجهها وتمتمت وهي تدلف غرفة مكتبها المشتركه مع زميلان وزميله
انا كان مالي ومال الصحافه
وسقطت عيناها علي باقة الازهار متسائله
لمين الورد ده يا سميه
فرمقتها سميه ثم عادت ترتب الصور التي أمامها
مش على مكتبك يبقى ليكي ياسماح
فأقتربت سماح من مكتبها لتلتقط الباقه وكما توقعت لم يكن غيره ماهر لتلقط الباقه ثم قذفتها من النافذة التي تحتلها الغرفه
فشهقت سميه من فعلتها
يامجنونه حد يجيلوا ورد ويرميه
فزفرت سماح أنفاسها بحنق يمزجه الڠضب
ايوه انا
استنكرت سميه فعلتها وغادرت الغرفه... لتنظر سماح للحاسوب المفتوح امامها على اخبار لاعب الكوره
سهيل نايف متمتمه بتبرم
اما اشوف آخرة المقال ده ايه
خرج شريف من المرحاض في الغرفه المستقل بها هو وصديقه سيف في مبنى مخصص لهم
جلس على الفراش ينفض الماء من خصلات شعره
فلاحت صورتها أمام عينيه... فألتقط الهاتف مقررا اعاده الخط لهاتفه ولكنه تركه متمتما
لا لازم اكمل اللي بدأته.. وابعد عنها كفايه لحد كده
وتذكر ابنه اللواء الذي يحبه كأبنه وقد عرفه على عائلته في ضيافه قبل المهمه... لم ټخطف ابنة رئيسه انظاره ولكنها كانت اختيار امثل وضعه العقل أمامه
انتهى الاجتماع الذي كانت تركز في كل كلمه تلقي فيه.. اغلقت دفترها وغادر الحضور فنهضت بعدما نهض شهاب
ياقوت انا مش راجع الشركه ورايا مشوار مهم.. ابقى اطبعي الأوراق اللي طلبتها منك تمام
اماءت له برأسها احتراما.. فغادر تحت نظراتها اما حمزة كان مندمج بالحديث مع محامي الشركه
وقفت متوتره بالغرفه الي ان انصرف المحامي
التليفون بتاعي يافندم
رفع حمزة عيناه نحوها بعدما وضع الأوراق الملقاه بأهمال على سطح الطاوله في الملف المخصص
تليفون ايه
اجابها بتلاعب
تليفوني يافندم.. اللي نسيته في عربيتك
فتمتم مصطنعا نسيانه
اه التليفون
وسار أمامها فأتبعته لغرفة مكتبه... دلف لغرفته وهي تتبعه فأتبعهم سكرتيره يأخذ منه الأوراق مستمعا
انت أكيد عارف شغلك ياعصام
فأماء له عصام برأسه وغادر الغرفه... لتبقى معه واقفه تهز ساقيها منتظره ان تنتصرف كي تلحق باقي أعمالها المكلفه بها
اقعدي يا ياقوت واقفه ليه
هتف بها بعدما رمقها
انا كويسه كده يافندم
فأتجه نحو مكتبه دون ان يعلق وفتح احد الادراج لتقف يده على مقبض الدرج قاطب حاجبيه
التليفون نسيته في مكتبي في شركة الحراسات قبل ما اجي هنا
طالعته تنقل عيناها بين موضع يده وملامحه.. فأبتسم وكأن لم يضره شئ في الذهاب لشركته الأخرى
مضطره تيجي معايا مكتبي هناك
وخطته الأخرى التي ارادها تنفذ بحرفيه
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني