رواية سهام الجزء الثاني
المحتويات
الأمر
للأسف وقتك المحدد انتهى ياأنسه ياقوت... وده بقى البيزنس الصح
صدمها حديثه وبهتت ملامحها من الحرج.. فنهضت من فوق مقعدها بتوتر
بس لسا في أسئله فاضله... ممكن بس وقت إضافي
طالعها بهدوء ثم تحرك نحوها.. لتدلف الخادمه تلك اللحظه
العشا جاهز يافندم
شعرت بالحرج وهي تستمع لعبارات الخادمه
هتفت بأعتراض فأشار للخادمه بأن تنصرف
ده واجب الضيافه
ثم اردف بعمليه
نكمل الاسئله في وقت تاني واتمنى تيجي في وقتك
غادر الغرفه لتقف متعجبه.. لم تعد تستطع فهمه لا تعرف اهو رجلا قاسې ام كريما ام لطيفا ام لا يعرف للذوق معنى
راجل غريب بكل أطباعه
اللي عيشته كوم في حياتي ودلوقتي كوم تاني
..................................
أعادت سماح سماع التسجيل للمره الثلاثه ثم زفرت أنفاسها
ايه الرخامة ديه..ماكان كمل اجابه باقي الاسئله
ثم اردفت ساخرة
وقتهم ثمين اوي رجال الاعمال.. يحسسوا الواحد ان احنا وقتنا اللي فاضي
نفس الكلام بقالك ساعه بتعديه... ياريت تسكتي خالص انتي ومقالك ده
وتابعت وهي تتذكر لحظة انهاءه الحوار بصفاقه
أنتي مشوفتيش منظري وهو بيقولي وقتك انتهى.. كأني ادلق عليا جردل مايه ساقعه
ضحكت سماح وأخذت منها كأس الشاي بالإكراه وأخذت ترتشفه بتلذذ
شردت في لحظه العشاء التي اجتمعت بها معه ومع مريم التي لم تشعر قط انها ابنه زوجته فالتعامل بينهم كأي اب وابنته
عقلها وقف على صوره مريم بجانبه وكيف يعاملها تمنت لو حظت يوما من والديها بذلك ولكن حياتها ما كانت الا التنقل بين والدين منفصلين
مالك يا ياقوت انا قولت حاجه تزعلك
انتبهت لحالة الشرود التي انتابتها وربتت على كتف سماح
لا ابدا ياسماح بس افتكرت اهلي اصلهم وحشوني
سماح اليها وهي تشعر مثلها بالشوق لوالديها المټوفيان والبغض نحو عمها
في اجازتك روحي زوريهم
هزت رأسها بشوق فمهما كان او حدث سيظلوا أهلها حتى لو لم تحظى بأهتمام منهم حتى لو انشغلوا بحياتهم عنها
تقلبت فوق الفراش الوثير الناعم الذي قد نست كيف يكون الشعور عليه... انقضى نهار اليوم وجاء الليل ومازالت لا تصدق انها حره
اعتدلت في رقدتها متأففه وبسطت كفيها تمسح على شرشف الفراش
اظاهر جسمك مبقاش متعود ياصفا
على الحاجات ديه
واعتلت ملامحها ابتسامه ساخره وهي تتذكر اليوم الأول لها بالسجن كيف كانت تبكي وترثي حالها بين جدران زنزانتها كيف صړخت بعلو صوتها وهي لا تطيق الهواء الذي تتنفسه شهر كامل مضته پبكاء ونواح الي ان اجبرتها الحياه على الاعتياد فلا يوجد مفر
وهاهي خرجت ونسيت حياه الرغد تشعر وكأنها ليست لها وكأنها مختلفه عنها
فاقت من شرودها على رنين الهاتف الذي أعطاه لها عزيز بعد أن اوصلها تلك الشقه الفاخمه
نظرت للرقم الوحيد المدون به ثم فتحت الخط
ايوه ياعزيز في حاجه
سمع صوتها الناعم وشعوره بالرغبه ېقتله نحوها.. ابتلع ريقه وألتف حوله يطالع مكتبه المظلم
قولت اطمن عليكي بس ياست الهوانم
هتفت بأستنكار لتلك الكلمه التي باتت تكرهها.. فهى خريجه سجون وليس هانم كما كانت فزمن الهوانم قد مضى وانتهى آوانه
مابلاش الكلمه ديه ياعزيز.. انا صفا وبس
واردفت بثقل وآلم احتل نبرة صوتها
صفا خريجه السجون.. مش صفا بنت الباشا بتاعك
قالها ثم أغلق المكالمه سريعا بعدما شعر خطوات من غرفه مكتبه.. لتفتح الباب امرأة ذو جسد ممتلئ
انت لسا صاحي ياعزيز
............................
وقف في شرفه غرفته ينفث دخان سيجارته بشرود.. عقله لم يرحمه من تخيل مشهدها وهي ينتظرها ذلك الرجل الذي لم ينساه قط والان أصبح صاحب معارض سيارات ذي سيط وسمعه ولكنه يعلم مصدر تلك الأموال
ضړب على سور الشرفه بيداه بعدما دهس عقب سيجارته
لسا بتفكر فيها ازاي
تذكر حسرة والدته عليها بعد رفده من الداخليه
كان اپشع شئ يدمر رجلا مثله
الحب كلمه من حرفان ډمرت كيانه ومازال الذي بين اضلعه يحن
اغمض عيناه بقوه.. مازالت جميله رغم هزلانها وشحوب بشرتها
صوت أنفاسه اخذت تتعالا وفكرة لم يتخيل نفسه يوما انه سيفعلها وما كانت الفكره الا التلاعب بقلب احداهن ولم تكن الا ياقوت من وقع عليها الاختيار
...............................
لم يتبقى على انتهاء اجازتهم الا يومان... وهم مازالوا بنفس النقطه طيله اليوم تستمتع هي بأجواء احد الجزر اليونانية وبالليل لا يكون منها الا الهروب او المشادة بالحديث
تأمل انبساطها وهي تأكل المثلجات وتقف امام السور المحاوط للمطعم المطل على مياه البحر
كان الهواء يداعب وجنتيها التي توردت تلقائيا بفعل الهواء.. قلبه أصبح عجيبا الان بدء يشتهيها ويرغبها بطريقه مهلكه
ترك فنجان قهوته وتحرك نحوها بخطي تضج بالرجوله..عين احداهن ألتقطته فرفعت نظارتها تغمز له ولكن عيناه هو كانت نحو اخري نحو زوجته
الاجازه بتخلص اتمنى انك تكوني اتبسطي
هتف بمغزي فرأي تعبيرات وجهها تغيرت للسعاده
مبسوطه طبعا ياشهاب
فأحتقن وجهه من عدم شعورها بما يعتريه... واسند ساعديه على السور الذي أمامه واحاطها بجسده
يعني انا بس اللي مش مبسوط
رمقت الفتاه التي لم تتخلى عن التحديق به فأرادت ان تتلاعب قليلا
ليه بس مش مبسوط... اليونان طلعت تحفه عقبال كل عيد جواز ياحبيبي
ضاقت عيناه من تلاعبها فرد بصفاقة ليست جديده عليه
عيد جواز مين هو انا شوفت جواز اولاني عشان نقول عيد جواز
ضحكت من قلبها على انفعاله.. تعشقه لأبعد حد ولكنه هو من علمها كيف تصبح بخيلة بمشاعرها
عيب ياشهاب.. تخيل كده لو بنت اللي عينها هتطلع عليك سمعتك وانت بتقول كده... هتغير وجهت نظارها علطول
واردفت وهي تداعب انفه بأصبعها
يامعشوق النساء
معشوق النساء عايز مراته تحن عليه... وهي قمر وحلوه كده
كان متلاعب لأبعد حد بحديثه ولكنه كان بالفعل يراها تزداد جمالا وقبل ان يكمل عباراته الناعمه التي تفقدها صوابها
غمست معلقتها بكأس المثلجات خاصتها ثم دفعت بالمعلقه الممتلئه داخل فمه هاتفه بمكر
آيس كريم جميل.. اللى ياكل لوحده يزور ياحبيبي
..................................
ولكن سعادتها لم تدم وهي تستمع لحديث والدتها المعترض على ذهابهم لبيت شقيقه يوم وصوله
هو مين المفروض اللي يروح لمين يامهاب.. انا وانت عارفين ليه فؤاد عايزانا نتجمع عشان يعلن الخطوبه رسمي
هتفت سلوى حانقه من بدايه الحكايه التي لم تسلتطفها الي الان
فرت هناء هاربه وهي ترى والدتها تنهض من فوق مقعدها بعدما حسمت الحديث لينظر مهاب في اثرها ولم يتقبل حديثها الا لأقتناعه انها على حق
...............................
اغلقت غرفتها عليها وألتقطت هاتفها تبحث عن رقم ياقوت التي كانت عائده من عملها منهكه..صدح رنين هاتفها الذي اخرجته للتو من حقيبتها
ارتسمت السعاده على
شفتيها وهي تجد رقم هناء يضئ على شاشته
مراد راجع بعد اسبوع من الصين يا ياقوت
كانت السعاده جالية على صوتها لتهتف ياقوت ضاحكه
مش ده مراد اللي كنتي بتقوليلي امبارح انك هتقولي لعمو مهاب مش عايزه ترتبطي بي
ضحكت هناء على حديثها
بصي هو قدامه فرصه واحده معايا لايجي يخطبني رسمي لكل واحد يروح لحاله
جلست ياقوت على فراشها تضحك على كذبه صديقتها
هناء انتي متأكده من كلامك ده
اماءت هناء رأسها بثقه وكأن الأخرى أمامها ترى حركت وجهها ثم اردفت بثقه زالت سريعا عن صاحبتها
هحاول يا ياقوت... ادعيلي إنتي بس اتجوز مراد
وسرحت بحالها ترتدي له ثوب الزفاف
بحبه اوي يا ياقوت... لما هتحبي هتعرفي ازاي الحب بيخلي الواحد اهبل في نفسه
هتفت هناء عباراتها الاخيره حانقة من حالها... لتتقبل ياقوت كلمتها بقلب لم يعرف الحب إلا لشخص اختار صديقتها الهائمه ب ابن عمها الوسيم صاحب الأعين الرماديه التي ورثها عن والدته المتوفاه
..................................
قادها برفق نحو احدي الطاولات كي يجلسون لحين تنهي شقيقتها بعض مشواريها الهامه... أزاح لها المقعد ثم أجلسها عليه
مرتاحه كده
تحسست مها المقعد ثم وضعت يداها على الطاوله المستديرة
شكل المكان هنا هادي ومفيهوش دوشه
ثم اردفت بعادة احيانا تختنق منها ماجدة
ممكن توصفلي المكان ياشريف
ابتسم وسحب المقعد المقابل لها
بصي ياستي
ارتكزت جميع حواسها نحو صوته الذي بات يشعرها بالأمان واستمعت لوصفه... انتهى من وصفه الدقيق لتبتسم له ثم مدت كفيها نحو وجهه تسأله
ممكن ملامحك
................................
استمع للمكالمه بأنصات محركا رأسه بسخريه وهو يستمع لما يخبره به احد رجاله
عزيز أخذها لاحد شقاقه التي كان يقابل بها بعض العاھړات.. ويذهبها إليها ليلا متلصصا يحمل بعض الأكياس .. يومان مروا على خروجها علم فيهم انها لم تخرج من البناية التي اصطحبها لها عزيز
أنهى المكالمه واتكئ بظهره فوق مقعده بأسترخاء ثم طالع الوقت متذكرا قدوم ياقوت لاكمال اسئله صديقتها الصحفيه
فحرك رأسه بمقت مما هو يجهز حاله عليه
للأسف يا ياقوت انتي المناسبه للعبه ديه
................................
ابتسمت صفا بتعب لتلك السيده التي جلبها لها عزيز لخدمتها وضعت أمامها الحساء السخنه وقد عصرت عليها الليمون
شكرا ياست عليا... تقدري تمشي انتي
طالعتها السيدة عليا ثم حركة رأسها معترضه
عزيز بيه موصيني عليكي يابنتي ومقدرش امشي غير لما يقولي
وانصرفت لتتركها تنعم بحسائها الساخن.. نظرت صفا لطبقها ثم مالت برأسها للخلف تشعر بالشوق للقائه
قريب اوي هجيلك ياحمزة... هجيلك وهتسمعني وتسامحني
.......................................
خطت بقدماها داخل الشركه التي أتت لها مسبقا ولم تكن الا شركه الحراسات..جاءت قبل موعيدها بعشرة دقائق.. هتفت لحالها وهي من غرفة مكتبه
الحمدلله اني مكنتش صحفيه.. ربنا يسامحك ياسماح
خطوه وراء خطوة سارتها الي ان أصبحت أمام غرفه مكتبه المغلقه التي قضاها اليها مدير مكتبه
ف أصبحت تعلم أنه لا يفضل السكرتيرات بعمله
ووقفت بالغرفه تبحث عن بعيناها... لتتعلق عيناها بمكان خروجه.. يبدو وكأنه انعش وجهه وشعره ببعض الماء البارد
ازرار قميصه العلويه كانت مفتوحه وقد تخلي عن سترته.. الماء اخذ ينساب على طول
اتسعت حدقتيها پصدمه ممزوجه بأنبهار فطري وهي تجده يقف أمامها بتلك الهيئه العابثه.. قلبها اخذ يخفق پعنف
لعنت داخلها مقال سماح وقبولها بالشرط لتكون هي الوسيط بينهما
اطرقت عيناها أرضا تلوم نفسها على تحديقها به ولكنه كان اليوم غير اي يوم رأته فيه لا تعلم الفرق ولكنه أصبح مختلفا وايضا وسيم.. حضوره بعدما كان يرعبها بات يشتتها
جيتي في ميعادك بالظبط
خرج صوته اخيرا بعدما حدق بساعه يده يطالع الوقت.. فأخرجها من حاله الصمت المطبق
وتابع بتلاعب وابتسامه أصبحت تراها على وجهه
هتغيري نظرتي عنك ياأنسه ياقوت
أصابتها الدهشه فلطفه عجيبا عليها واردف بما زاد سرعة دقات قلبها
ولا اقولك يا ياقوت من غير ألقاب
يتبع بأذن الله
الخامس والسادس عشر
خفق قلبها مع كل خطوة كانت تخطوها لغرفة مكتبه..
متابعة القراءة