رواية سهام الجزء الثاني
المحتويات
تدل على وضعه الاجتماعي المرموق.. حرك شريف رأسه ولم يكن بحاجه لتعريف سالم له فهو قد أصبح يعلم بهويته
انا سالم خطيب ماجدة..
ثم هتف بترحيب
تعالا ياباشا نورت المنطقه
وقاده نحو البنايه العتيقه الي ان وصلوا للشقه التي كان بابها مفتوحا
فور دلوفهم تقدمت ماجدة مرحبه بصوت عالي
اهلا ياحضرت الظابط
اهلا بيكي يا ماجده هانم
ضحكت ماجدة كما ضحك سالم
هانم ايه الله يعزك ياباشا
لم يكن يوما من محبين تلك المظاهر الفارغه
مدام مش هتتقبلي مني كلمه هانم... يبقى بلاش باشا ديه
شعرت ماجده بالزهو من حديثه ونظرت ل سالم الذي لم يكن بتوقع ذلك الرابط القوي بينهم...لم تخبره انه تعرف على شقيقتها أثناء جلوسهم إنما هو من احد اقاربهم وقد اجتمع الشمل بالمصادفه
هتف بها سالم الذي لطم كتفه بخفه... فألتف نحوه شريف وهو يشعر بالمقت اتجاهه
تقدمت ماجده نحو غرفه الجلوس مشيره لشريف
تعالا اتفضل انت مبقتش غريب ياشريف
واردفت تهتف على شقيقتها
مها انتي فين تعالي
خرجت مها من غرفتها تتحسس طريقها الذي تعرفه
ايوه ياماجده
.. واعين شريف جاحظه نحوها پغضب ساحق من الثوب اللعېن الذي ترديه رغم طوله وتقفيلته الا انه أجاد رسم منحنيات جسدها جعلته للحظه يتخيل ما وراء ذلك الثوب
قبض على كفه ثم اشاح عيناه عنها.. لتبتسم ماجده وهي تتقدم نحو شقيقتها ثم افلتت المشبك من شعرها الطويل لينساب على كتفها.. عاد شريف بعيناه مجددا نحوها
اختلست ماجدة النظر نحو نظرات شريف لشقيقتها فشعرت بالزهو من أثر خطتها... ولم تنتبه لنظرات سالم العابثه نحو شقيقتها
...................................
خرج فؤاد من المشفى لبيت شقيقه... اجتمعت عائله شقيقه وعائلته حوله في الغرفه التي اعدتها سلوى زوجه شقيقه له
بما اننا متجمعين وانا مبسوط بوجودنا مع بعض كعيلة واحده
ساد الصمت حتى أن ناديه تركت الحديث مع سلوى وانتبهت له بتوجس
انا بطلب ايد هناء رسمي منك يامهاب لمراد ابني
خرجت هناء من الغرفه خافضه عيناها خجلا فأتبعتها تقي
ولا انت ايه رأيك يامهاب انت وسلوي
.....................................
نظر الي ساعته ثم للطريق وهو يخشى عدم قدومها... ألتقطتها عيناه وهي قادمه اتجاهه فأبتسم كما ابتسمت هي عندما وجدته يقف بجانب سيارته منتظرا قدومها
تأخير خمس دقايق
ابتسمت بخجل من أثر مزيحه معها
هما تلت دقايق بس
فنظر لساعه يده نافيا
ده انا كمان كرمك... ده الساعه بتقول تأخير سبع دقايق
ضحكت وهي لا تعلم كيف تبادله المزاح... فهم ما تفكر به فمال عليها رغم بعده عنها لا ان ذبذب جسدها
احنا دلوقتي مش في الشغل يا ياقوت.. تقدري تبادليني المزاح وتقولي حمزة كمان عادي!
يتبع بأذن الله
الفصل السابع عشر
عيناها تعلقت به بقلب مرتجف... لم تكن نظرتها اليه الا نظرة قلق وخوف فعباراته لا معنى لها غير أنه يريدها للتسليه قليلا.. لم تطربها كلماته بل اوضحت لها مكانتها ونظرته نحوها
اطرقت عيناها بحياء
مقدرش ارفع الالقاب يافندم... ومقدرش أتجاوز حدودي مع حد مهما كان
وعادت ترفع عيناها نحوه لتجده مثبت عيناه عليها يرمقها في صمت.. ظنت لوهله ان حديثها لم يعجبه فتمتمت
حضرتك مش اي حد طبعا.. بس الحلال والحرام والصح والغلط مش بيتجزئوا علي مكانه الأشخاص
ابتسم وهو يسمعها ولكن صفحة الماضي كانت تعمى بصيرته لم يزيده كلامها الا انها بالفعل ستكون زوجه مناسبه لنيل اسمه لا أكثر... لا حب رأها تستحقه ولا ندم انه أخطأ حين اختارها في لعبته
ضحك وهو يحرر ساعديه من عقدتهما ثم وضع كفيه في جيبي سرواله
ياقوت انتي فهمتيني غلط.. انا بس مش عايزك تبقى خاېفه مني وتتعاملي معايا ببساطه
واردف بنبرة ودودة يحمل لطفها نغمات رصدت قلبها المعتطش
مش عايز احس وانا معاكي ان في فرق بينا.. وصدقيني انا مش مع أي حد برفع الكلفه وبتعامل بالود ده.. بس انتي مش اي حد يا ياقوت انتي مميزه
رمقته بتردد ولكن أجاد تصويب كلماته
وقبل ما تفهمي غلط.. اللي اقصده انك بنت محترمه ومكافحه.. وانا بحترم وبقدر ديما الشباب سواء بنت او شاب بيتحدوا ظروفهم وحياتهم
انقلبت مشاعرها نحو ما اراده... عيناها تلك المره تعلقت به بتقدير وشكر ولمعه افشتها عيناها ذو اللون الاسود
خبرته جعلته يدرك ان لعبته تسير نحو خطوات متقدمه
شعور الزهو اخترق قلبه.. وهو يرى مدى تأثيره عليها بمجرد عبارات ودعوه لمعرض رسوم هو من الأساس يكره تلك الدعوات فماذا لو اغدق عليها ببعض الهدايا القيمه... انتبه
لاشاره يدها نحو الوافدين للمعرض
احنا مش هندخل
قالتها بخجل.. ليبتسم وهو يطالع المكان
اكيد طبعا.. يلا
سارت جانبه بتوتر تخفض عيناها نحو خطواتها... كانت تعلم أن لا ثوبها الطويل داكن اللون ذو الورود المنقوشه يناسب ذلك المكان ولا هيئتها بالمجمل ولكن اصرفت ذهنها عن تلك الأفكار
فلما تفكر بهذا الأمر ولكل منهم حياه... وهي راضيه سعيده بحياتها مدام تطعم نفسها وتعيش بمال هي من تكافح من أجل نيله
انتبهت على ترحيب أحدهم بحمزة وكان بجانبه امرأة أنيقه ومازادها أناقة حجابها الملفوف على خصلات شعرها
مش معقول حمزة الزهدي شرفنا بذات نفسه... انا قولت كالعاده هتكون مش فاضي أو معندكش وقت للتفاهات ديه
هتف بها مروان صديقه الذي كان من دفعته في كليه الشرطه.. لتلطم زوجته ذراعه
ماشي يامروان انا رسوماتي القيمه تفاهه
واردفت متسائله بعبوس مصطنع
يرضيك يقول على فني تفاهه ياحمزة
ضحك حمزة كما ضحكت ياقوت رغما عنها
لا طبعا ياهند.. بس انتي عارفه مروان دبش في كلامه حبتين
ضحك الصديقان لتتعلق عين هند ب ياقوت
مين الحلوه ديه
تعلقت عين مروان وزوجته ب ياقوت منتظرين تعريف حمزة لهم عنها
ياقوت قريبه فؤاد جوز ناديه اختي... بتحب الرسم فقولت فرصه تحضر المعرض وتتعرف عليكي
منها هند وصافحتها
حيث كده اخد ياقوت بقى واشوف رؤيتها الفنيه... اصل الفنانين بيفهموا بعض
ألقت هند عبارتها الاخيره ضاحكه وانصرفت وهي تجر ياقوت خلفها.. فضحك حمزة مخاطبا صديقه
مجنونه مراتك ديه امتى هتعقل
تنهد مروان وهو يطالع زوجته بعشق
عمري ما هلاقي زيها ياحمزة.. عشر سنين جواز ومفكرتش في يوم تسبني ورضيت تعيش مع واحد عقيم
حزن حمزة وهو يرى انطفاء صديقه.. فهم لا يلتقوا الا اذا سمحت لهم الفرص
ان شاء الله ربنا هيكرمك يامروان... بس افتكر لو جبت ولد هتسميه حمزة فاكر
عاد مروان لوجهه البشوش الضحك
يااا ياحمزة انت لسا فاكر... اه من ساعه ما اختارنا اسامي العيال من 14 سنه وهما مش عايزين يجوا
دمعت عين حمزة من أثر الضحك كما كان هذا حال مروان... لتتعلق عين حمزة ب ياقوت التي كانت من حين لآخر تبحث عنه بعيناها كأنها طفله صغيره تبحث عن والدها
ايه النظام
رمق حمزة.. مروان دون فهم
قصدك ايه
وعندما أدرك مقصده من غمزة عيناه.. ربت على كتفه مبتسما
بلاش شغل الظباط يطلع عليا
ضحك مروان وهو يعدل من هندام قميصه
ماشي ياسيدي
واردف وهو يرمق هيئة ياقوت
اكيد بعد مدام سوسن الله يرحمها مش هتجيب مكانها اي واحده... وباين على البنت انها على قد حالها
طالعه حمزة صامتا ثم دار بعيناه نحو ياقوت التي وقفت بمفردها بعدما تركتها هند تأخذ حريتها بمعرضها
عن اذنك يامروان
اماء مروان له برأسه واتجاه نحو احد ضيوف زوجته
حمزة من ياقوت التي كانت تطالع أبعاد إحدى الرسومات
عجبك التابلوه
انتفضت ثم ألتفت نحوه فضحك على فزعها
معلش خضيتك... قوليلي التابلوه عجبك يا ياقوت
ابتسمت وهي تعود لمطالعه الرسمه التي تعكس هدوء وصفاء الطبيعه في لمحة فنيه
اه جدا.. رسمي ميجيش حاجه مع الحاجات الحلوه ديه
واردفت مازحة وهي تطالع اللوحات بنظرة خاطفه
بس انا كمتفرج مش اكتر.. مقدرش اشتري حاجه
ضحك وهو يرى انخفاض صوتها مع تلك العباره
وانا متفرج برضوه... قوليلي بقى نظرتك وسبب انبهارك للتابلوه ده بالخصوص
عادت تنظر للوحة بأعين لامعه
فيها هدوء وراحه عجيبه... بتاخدك لعالم مسالم
وقف يستمع إليها ومن حين لآخر ېختلس النظرات نحوها.. زفر أنفاسه بهدوء وهو تارك حاله يعيش معها تلك اللحظه
تعرف نفسي يبقى عندي كوخ زي ده اعيش في
نظر نحو الكوخ الخشبي الصغير الذي يحتل أطراف اللوحه
نفسك تعيشي في كوخ.. اتمنى طيب تعيشي في قصر
ضحكت بخفوت وآلم استوطن قلبها منذ تلك الليله التي سحبت زوجة ابيها من فوق جسدها الغطاء لتدفئ ابنتها وكأن هي لا حق لها أن تشعر بالدفئ وأرتكزت عيناها نحو اللوحه
بس يبقى عندي زيه وانا راضيه
................................
وقف بجانب سيارته يفتح لها بابها كدعوة لتوصيلها وقبل ان يهتف
مش هقدر اركب معاك
طالعها حمزة مرتبكا واسند يده على باب السياره
ما انا مقدرش اخليكي تروحي لوحدك
ونظر لساعه يده التي وقف عقربها عند العاشرة مساء
انا فاهم وجهت نظرك.. بس الظروف تحكم يا ياقوت
نفت برأسها عباراته
انا زي ما جيت هعرف هروح
وكادت ان تنصرف من أمامه.. فأوقفه صوته
خلاص استنى اوقفلك تاكسي
حركت رأسها معتذره
صدقني انا عارفه طريقي.. شكرا على الدعوة
لم يجد كلمه أخرى يصر بها عليها.. فمن نظرت عيناها الجادة علم انها لن تقبل اي من عروضه التي تتوجب عليه شهامته
سارت في الشارع الذي أتت منه بخطوات مستقيمه تعرف هدفها
لم تلاحظ سيره خلفها بسيارته الي ان وجدها أخيرا تقف بجانب احد الأرصفة ثم أشارت لإحدى وسائل المواصلات الماره في الطريق
اطمئن على صعودها لسيارة ممتلئه بالركاب... فأكمل قيادته ولكن تلك المره بالسرعه المعتاد عليها
زافرا أنفاسه بقوه مخاطبا حاله
لازم أنجز في التمثليه ديه...
مبقاش لايق عليا دور المراهق الحبيب
وضحك وهو يتذكر حاله في زمن مضى آوانه
اعذريني يا ياقوت الاختيار جيه عليكي انتي.. بس الحياه اللي هتدخليها حلم لأي ست مهما دفعت من تمنها
................................
دلفت لغرفتها بالسكن بعد أن أعطت التمام لقدومها للسيده سميره الحنونه
اضاءت نور غرفتها.. لتنتفض فزعا من وضع سماح ليدها على كتفها صائحه دون مراعاه
عملتي ايه
شهقت ياقوت بشهقات فزعه ثم رفعت حقيبتها تلطمها بها
ياشيخه حرام عليكي فزعتيني... ھموت بسببك
قهقهت سماح من هيئة ياقوت المذعورة ورفعت كفيها تقرص وجنتاها بداعبه
بتتخضي ياكميله.. لا اكبري كده
دفعتها ياقوت عنها ثم ابتسمت على مشاكستها
أنتي سيبك من الصحافه ياسماح.. واشتغلي حراميه احسن تنفعي صدقيني
صدحت ضحكات سماح فأتجهت ياقوت نحو فراشها تجلس عليه
ضحكتك تجيب بوليس الاداب
سماح تقاوم ضحكاتها من مشاكستها معها
قوليلي ومتغيريش الموضوع... ايه اخبار المعرض كان حلو.. استفدتي ولا طلعت حجه
هتفت سماح بعباراتها الاخيره رافعه إحدى حاجبيها منتظره الاجابه
لا متقلقيش المعرض كان هايل.. واتعرفت على مدام هند صاحبة المعرض وجوزها السيد مروان رائد شرطه وكان في ناس كده تحسي بيلمعوا من النضافه
مالازم يلمعوا يابنتي ديه ناس واصله... حمزة الزهدي عايزاه يروح معرض رسومات لحد عادي
متابعة القراءة