رواية بقلم حنان اسماعيل
المحتويات
وسارت بخطوات ثقيله تسبقها اصوات دقات قلبها المتلهفه والغاضبة لرؤيته فتحت الباب فوجدته امامها
اغلقت الباب ورائها وعيناه تنظران اليه اقتربت منه بخطوات بطيئة مدت يدها اليه قائله بمشاعر مضطربه
صافى حمدلله على سلامتك والبقاء لله
ه بيوم
ركبا سيارتها بعدما اصر على ان يقود هو رغم الارهاق البادى على وجهه اشار اليها ان تذهب لفندق شهير فخم ففعلت نزلا فأمسك بيدها ودخل بها مر بالاستقبال يسأل عن اى شخص قد يكون سأل عنه فاجابوه بالنفى كادر ان يغادر هو وهى للاعلى فناداه موظف الاستقبال فى حرج كى يسأله عن صله القرابة باسلوب مهذب
قبل شعرها قائلا بهدوء معلشى ياحبيبتى مكانشى ينفع عشان الولاد
صافى طب حتى مكالمه
صافى عامة مش مهم المهم انك جيت وهتفضل معايا ولو حتى مجرد كام يوم
نهض معتدلا قائلا بحرج لا ياحبيبتى انا للاسف مسافر النهاردة الفجر
سألته بحزن يعنى انت جاى تشوفنى كام ساعه بس
اجابته ساخرة فى فنادق برضه وتضطر تغمز الموظف عشان يعدينى
اجابها اه عندك حق انا لازم اشترى لك بيت معلشى فاتت عليا دى
اجابته بإقتضاب طب مش لما تشترى دبله الاول تثبت انى متجوزة
سارى طب مش تقولى كده خدى الشيك ده
تقطعه وتضعه على المنضدة امامها نزلت باكية للاسفل وجدت موظف الفندق ينظر اليها نظرات ذات مغزى فهمتها خاصة عندما همس لاحد زملائه لينظرا اليها وهى تشد قدمها بصعوبة للخارج
اتصل بها عدة مرات لعدة ايام بعد سفره الا انها لم تجب بعث لها برساله على الهاتف كتب فيها
مر اسبوعان لم تسمع منه شئ استدعاها عبدالحميد لمكتبه ذات يوم فذهبت اليه نهض من خلف مكتبه قائلا لها بعدما رحب بها
اجابته بعفوية لاء يااستاذ عبدالحميد اكييد مشغول الفترة دى
رفع حاجبيه قائلا مشغول ايه !!! ده هنا فى الغردقه هو والولاد ومراته
صعقټ قائله مراته !!استاذ عبد الحميد حضرتك مستوعب بتقول ايه زوجه سارى الله يرحمها
ضحك قائلا لا ماانا عارف ده اكييد انا قصدى زوجته الجديدة مدام هيفاء اخت زوحته الراحله ايه هو مقالكيش ولا ايه
الجزء السادس
عشر
اهتزت من المفاجأة الا انها تماسكت لمحت نظرة الشماته فى عينيه وهى تستأذن منصرفه جرت نحو الحمام اغلقت الباب ورائها واڼهارت باكية پقهر لم تدرى كم مر من الوقت عليها قبل ان تخرج بعينان متورمتان من اثر البكاء خطفت حقيبتها وخرجت من الجريدة قادت سيارتها كثيرا حتى وصلت لمكان امام كورنيش النيل نزلت ووقفت امامه تتطلع لتلك المياه الراكده امامها قبل ان تأخذ نفسا قويا عدلت من منظر شعرها بيدها واستدارات عائدة للجريدة انكبت على عملها فى الايام الثلاثه الاخيرة بحماس محاوله اخراجه من رأسها وجدت رقمه يرن عليها فأجابت ببرود اخبرها بوجوده فى القاهرة وانه سينتظرها فى الفندق الاخير الذى التقا فيه المرة الاخيرة وافقت بعدما طلبت منه ان ينتظرها حتى تنهى عمل هام معها
مرت ساعات كثيرة وهو يطلبها على الهاتف الا انها لم تجبه تجاهلت مكالماته ورسائله فى برود
حل المساء وهى ماتزال بالجريدة طلبها للمرة المائة تقريبا فأجابت فى النهاية بأنها لن تذهب الى الفندق وان يبعث لها بعنوان شقته القديمه استغربها ورفض الا انها اصرت فوافق على مضض بعث لها بعنوانها وبإسم حارس العقار الذى سيعطيها نسخه من المفتاح سبقنه الى هناك تأملت الشقه بإزدراء وهى تتنقل بين غرفها حتى وصلت لغرفه النوم نظرت للسرير المرتب وهى تتخيله مع نساء كثيرات عليه فتحت الدولاب فوجدت بعض من ملابسه وقطع داخليه صغيرة مرمية بإهمال داخله تبدو كما لو كانت قد نسيتهم بعص من سيداته وهم على عجله من امرهم
مالك
اجابته بسخرية مالى ولا حاجة ايه تحب البس لك حاجة من اللى حريمك سابوها فى الدولاب ولا تحب الموضوع يمشى ازاى
برزت عروقه من الڠضب قائلا فى ايه فهمينى متضايقه من اننا بنتقابل بالفندق انا عارف انى مقصر معاكى فى حاجات كتيرة زى البيت والمجوهرات و
صافى مستنكرة بيت ومجوهرات !!!هى دى قيمتى عندك !!! انا فين حقى عندك وحق كرامتى الل انت اهدرتها وبتهدرها كل يوم وانت متجاهل وجودى بالاسابيع ولما بتيجى سموك بنخلينا نتقابل فى اوتيل كأنى واحدة رخيصة مش مراتك يبقى فرق ايه الفندق عن شقه متعتك دى قيمتى اللى انت حددتها لى
امسك بذراعيها بحنان قائلا باسف انا عارف انى مقصر معاكى وانا وعد هعوضك انا هكلم المحامى يشوف لنا بيت فخم فى اى مكان تختاريه وهشترى لك خاتم جواز بفص الماظ من اغلى الالماظ فى العالم وهقعد معاكى المرة دى اسبوع كامل انا خلاص ضبطت احوالى و
استمتعت اليه بنظرات ثابته قبل ان تقول تمام طب ايه رأيك نسافر الغردقه وننزل فى افخم فندق فيها قولتى اسمه ايه
نظر اليها بشك قبل ان يسألها اشمعنى الغردقه
قاطعته پغضب يعنى فرصه اتعرف على الولاد والمدام مش اسمها هيفاء برضه
زم شفتيه فى ضيق فاكملت بهدوء انت اتجوزت فعلا
اجابها اه بس انتى متعرفيش الظروف اللى اضطرتنى اتجوزها مراتى لما ماټت طلعت كاتبه كل حاجة بإسم الولاد وسايبة توكيل رسمى بإدارة كل املاكها لاختها عشان ټنتقم منى وتفلسنى
عشان كنت بخونها من وجهه نظرها
صافى اه فإنت قررت تخونى انا كمان
قالتها بهدوء قبل ان ټنفجر فيه بصوت عالى
صافى بتتجوز عليا ياسارىبتخونى سايبنى بعيط كل يوم من قهرتى وانت بعيد عنى
صافى پغضب لانى مجرتشى وراك عشان اتجوزك ولا اخطفك منها انا اتجوزتك مضطرة ورضيت اكون زوجه تانية اقبل اهاناو نظرات موظف الفندق اللى انت رشيته عشان يسمح لى اطلع معاك فوق عشان تاخد حقك منى واسمع تلميحات زمايلى فى الشغل وهما بيقولوا هى متجوزاه فعلا ولا لاء طب عرفى ولا رسمى طب هو مش بيظهر ليه من ساعه جوازهم الاھانة انى اروح اشترى دبله البسها فى ايدى بنفسى عشان اخرس الكل
قالتها وهى تخرج دبله ذهبية من حقيبتها لتلقيها فى وجهه قبل ان تكمل
صافى الاھانة هى الكلام اللى ابوه مش بيقوله بس بشوفه فى عينيه كل يوم وهو شايفنى متجوزة ومش متجوزة الاهانه هى تعرض طارق ليا كل يوم تقريبا برسايل وكلام غزل عشان شايفنى وحيدة الاسم متجوزة عرفت يعنى ايه الاهانه
امسكت بحقيبتها وكادت ان تنصرف فأمسك بذراعها قائلا
سارى بتأثر صافى خلينا نخرج من هنا ونتكلم فى كل حاجة عشان خاطرى ياحبيبتى
قائله للاسف مفيش كلام يتقال بعد كده ولا حتى فى مكان يجمعنا كزوجين ده لو كنت بتحترمنى كزوجه لك من اساسه
عادت للبيت حزينة وجدت والدها وامها يلاعبان كريم ابتسمت ابتسامه باهته تبددت فى لحظات قبل ان يطلب منها ابيها ان مع سارى انا تعبانه يابابا انا مبقتش عارفه انا صح ولا غلط اكمل ولا ابعد
ربت رفيق على شعرها بحنان قائلا لها انتى بتحبيه ياصافى ويمكن ده اللى تاعبك اجابة اسألتك عندك وانا واثق فى حكمك على الامور بس لو عاوز رأيى ادي نفسك فرصه واديله ولو الامور متغيرتش ابعدى عشان متندميش بعد كده
ابتسمت فى حنان بعدما قبلت يد ابيها فى حب وهى تؤمئ برأسها فى ايجاب
صافى انت بتعمل ايه هنا وازاى دخلت
اجابها ببرود خبطت الباب ومامتك فتحت ليا وسمحت لى ادخلك بإعتبارى جوزك يعنى لو مش فاكرة
سألته پغضب وعاوز ايه دلوقتى
اجابها وهو يحملها متحركا بعيدا عن السرير عاوزك تغيرة هدومك وحالا عشان هنروح مشوار انا وانتى
نظرت اليه وهو مايزال يحملها قائلة انا مش هروح معتك اى مكان نزلنى بقى
قالها وهو يتصنع العبث بملابسها فازاحت يده فى خجل قبل ان تبتعد قائلة بعناد
صافى انا هاجى معاك بس عشان خاطر الجماعه بره ميحسوش بحاجة بس اوعى تفتكر
ركبت بجواره فأشغل جهاز الاغانى بأغنية لمطربها المفضل
جاءت كلماتها
حبيبتي ليه تعاتبيني
وقولتي الحب حريه وشايفاني يانورعيني
في كل دقيقه شخصيه
وبتوتر وأنا زعلان وبتنطط وأنا فرحان
مش عارف في نور الصبح مش شايف
لكن شايفك وأنا مغمض ومش خاېف أقول آسف
أنا
بدايتك وأنا نهايتك وروحي بشوفها في مرايتك
أنا مچنون لكن عاشق وبعشق حتي تكشيرتك
لمستي مشاعري من جوه أنا هو ومش هو
وهتغير عشان خاطرك وحبك يديني القوة
اخذ يدندن مع الاغنية بينما ادارات هى وجهها ناحية الشباك اغتاظت من تعمده ان يغنى من الاغنية كى يسمعها
مدت يدها لتغلق الاغنية فمد يده كى يمنعها قائلا بعناد
سارى ايه هتقفليها ليه مش ده مطربك المفضل ولا الاغنية مش عجباك
اجابته ساخرة طبعا ما كلماتها جاية على هواك
اجابها ضاحكا جدا بصراحة خصوصا لما بيقول
انا بدايتك وانا نهايتك وروحى بشوفها فى مرايتك
انا مچنون لكن عاشق وبعشق حتى تكشيرتك
قالها وهو يمسك ذقنها بيده فابعدتها وهى تمنع ابتسامه على وجهها مما يفعله
صعد للمقطم حتى وصلا لنقطه عاليه اعلى الهضبة نظرت امامها فوجدت امامها فيلا كبيرة محاطه بحديقه كبيرة واشجار ضخمة تحيطها دخلا فوجدا رجال من الامن من الخشب العتيق بالوانه الطبيعية البسيطة
انبهرت بالبناء وبالديكورات وهى تتجول باسمه غير مصدقه فتح الشرفه امامها لتكشف عن اضواء القاهرة كلها من تحتها اتتها
نسمات الهواء الباردة لتطير شعرها المنسدل على كتفها لمح وجهها المشرققائلا وقبل ان ينحنى على الارض قائلا بحب
سارى حبيبتى تقبلى تتجوزينى
قالها وهو يلبسها خاتم به فص الماظ كبير رائع الجمال
متابعة القراءة