رواية لميس الجزء الاول

موقع أيام نيوز

موافقة
أدهم بفرحة اول مرة تزور عيناه من شهور طويلة
_بجد يابابا !
فأومأ ابراهيم براسه صعودا وهبوطا ليندفع أدهم منكبا على يد والده ليقبلها بفرحة عارمة وما كان من ابراهيم الا ان تلقفه في حضنه رابتا على ظهره وهو يحمد الله في سره على ظهور بوادر تلك الفرحة الضائعة منذ شهور
أحمد هاتفا بمرح 
_الله ..الله يعني بتحبوا في بعض قدامي كدة عادي ..مفيش اعتبار لوجودي بينكم
فقهقة ابراهيم بملء صوته بينما اكتفى ادهم بالابتسامة واندفع كل منهم لسيارته ليذهب الى عمله
في احدى المستشفيات الخاصة الكبرى في البلد والتي يمتلك بها ابراهيم الرفاعي اسهم تعادل النصف فكانت من حق ابنائه العمل بها فالكبير طبيب امړاض نفسية وعصبية اما الاخر فهو طبيب جراح ولكنه لم يكتفي بتلك الشهادة بل سعى لنيل الماجستير وقد تحقق هدفه وناله من احدى الدول العربية والتي ساعده على نيلها وتطبيق ابحاثه صديقه الدكتور طارق الفيومي والذي سنطرق له لاحقا.
دلف الدكتور رؤوف الى مكتبه وخلفه مساعدته تخبره بجدول عملياته اليوم واخر تطورات الحالات التي يتابعها في المستشفى
رؤوف بعمليه 
_ايات ...شوفيلي الدكتور ادهم الرفاعي حالا ..وجهزيلي اوراق نقله عشان امضيها
ايات بجديه
_الدكتور ادهم في العمليات يا فندم واوراقه انا كنت جهزتها لحضرتك على المكتب
رؤوف 
_طيب تمام اول مايخرج من العمليات يجيلي
أيات 
_حاضر يافندم ..تؤمر بحاجة تانية 
رؤوف 
_لا متشكر اتفضلي انت
خرجت ايات من المكتب وعاد رؤوف بظهره ليستند الى ظهر الكرسي وهو يتذكر مكالمة ابراهيم له قبل خروجه من منزله يحثه على تنفيذ طلب ادهم ونقله لفرع المستشفى في احدى المحافظات القريبة ليطمئن عليه من حين لاخر
رؤوف محدثا نفسه
_ياترى هتوافق يا ابراهيم على سفر ابنك ل....
قاطع افكاره طرق على باب المكتب اعقبه دخول ادهم بملامح هادئة متعبة
_صباح الخير يا دكتور رؤوف ..حضرتك كنت عايزني!
رؤوف بنبرة ودودة 
_صباح الخير يا ادهم تعالى اقعد
جلس ادهم بهدوء دون كلام فاسترسل رؤوف
_انا كان بلغني انك عايز تتنقل ..وانا وافقت بس ..
وصمت قليلا فنظر اليه ادهم پخوف وقلق من فكرة انه يمكن لغى قرار نقله فواصل رؤوف كلامه موضحا
_شوف يا ادهم انت زي ابني وربنا عالم انا كنت اتمنى احقق رغبتك في السفر لمكان قريب لكن للاسف ظروف فرعنا في المنيا محتاج دكاترة جراحين فا انا ....
زفر ادهم براحة وقاطع كلامه بابتسامة هائة
_معلش اعذرني اني ب قاطع حضرتك يادكتور رؤوف لكن انا فعلا محتاج السفر للمنيا وانا موافق جدا ومرحب كمان
اعتلى وجه رؤوف الفرحة لترحيب ادهم بالسفر وقام واقفا مصافحا اياه بنبرة ابويه 
_خلاص تمام ربنا يوفقك يابني انا مضيت قرار سفرك وان
شاء الله تقدر تستلم شغلك من بكرة لو تحب ..ولو احتاجت أي حاجة كلمني على طول اشوف وشك بخير
فصافحه ادهم مرددا 
_متشكر قوى يا دكتور رؤوف ..بعد اذن حضرتك
وخرج ادهم وهو سعيد بسفره والذي قرر انه سيقوم به الان لن ينتظر اكثر يشعر وكأنها رحلة العمر
لحظات صمت رهيب قطعها صوت نحيب أخذ يقترب ويقترب
رقية پبكاء وشهقات متتاليه 
_انت مبسوط كدة يا ابراهيم بسفر ابنك لاخر الدنيا
ابراهيم بضيق 
_احنا قولنا ايه مش قلنا نسيبه براحته
أحمد وقد رق قلبه لحالها
_يا ماما اهدي بالله عليكي ..انت مفكرة المنيا دي ايه !!!...دي متطورة اكتر من هنا
رقيه پبكاء
_انا ماليش دعوة... انا مش عايزة ابني يبعد عني
فعاد الصمت يخيم على الجميع مرة اخرى لا يقطعه الا نحيب رقية المتواصل حتى جاء ادهم حاملا حقيبة سفره فوقف الجميع لوداعه
ابراهيم پألم 
_خلاص يا بني مسافر
تقدم اليه ادهم وانحنى ليقبل يد والده وراسه ثم استقر في حضڼ والده والذي ضمھ هو الاخر بقوة
_ايوة يا بابا ..متقلقش عليا خلي بالك انت بس من صحتك
ابراهيم 
_ربنا معاك يابني ابقى كلمني كل شوية عشان اطمن عليك
ادهم بهدوء
_حاضر يابابا متقلقش
ثم اتجه لأحمد الذي داعبه بلطف 
_اخيرا هخلص منك وابقى براحتي
لكزه ادهم في كتفه مازحا
_ولا تقدر تخلص مني نص ساعة و اكون فوق راسك
فجذبه احمد في عناق حار دام ثواني تخلله كلمات ادهم الهامسة لاخيه
_خلى بالك من بابا وماما وكلمني طمني عليهم باستمرار يا احمد
أحمد متاثرا بكلمات اخيه
_ايه يا ادهم هو انت مهاجر ولا ايه 
وتابع مازحا
_دي المنيا يدوب فركة كعب تكون هنا
ادهم مبتسما 
_على رايك في الشارع اللي ورانا
فضحكا الاثنين قليلا ثم توقفا عندما استدار ادهم ليسلم على والدته والتي اخذ منها البكاء ماخذه فا انحنى عليها بطوله الفارع ليقبل راسها ويدها ثم اخذها في حضنه بقوة 
_خلاص يا ماما.. بالله عليكي اهدي.. عشان خاطري
رقية پبكاء
_ مش قادرة اتخيل البيت من غيرك يا حبيبي
أدهم بهدوء 
_معلش كلها كام شهر وارجع ان شاء الله..يا لا اضحكي عشان خاطري
فا ابتسمت بدموع له فقال مودعا 
_استودعكم الله
الجميع پألم 
_مع السلامة ...في حفظ الله
وخرج ادهم من الفيلا وتحرك بسيارته في اتجاه المستقبل المجهول الذي يريد ان يلحق به ليهرب من اوجاع قلبه الذي تهاوى على يد من لا تستحق
لم يكن ادهم يعلم أي شيء عن المكان الذي سيذهب اليه ولكنه لايهم... أي مكان سيكون افضل من موضع ذكرياته الاليمة
بعد عدة ساعات وصل اليها لمحافظة المنيا والذي انبهر بجمالها ولكن ما لفت نظره حقولها الخضراء وهو المنظر الوحيد على الارض المحبب لنفسه فهو يعشق اللون الاخضر والذي يسخر منه دوما احمد قائلا له انه مايعشق الاخضر الا لانه يشبه لو عينيه ... فشعر براحة نفسية من تلك المنظر الخلابة لم تزوره من شهور وما كاد يصدق حينما وصل الى مكان عمله وعرف مكان اقامته الذي دبره له والده والذي يجعله يمر على تلك الحقول يوميا ذهابا وايابا فزاد حبه للمكان وزاد يقينه بصواب قرار السفر
ونعود سريعا لمدللة العائلة نعم ياسمين الشقيقة الصغرى لادهم والتي مازالت تدرس ادارة اعمال في الجامعة الامريكية ولكن بجانب ذلك فهي مدللة الجميع وبالخص رقية التي زادت من تدليلها لدرجة انها سحبتها بكل مايخص حياتها بعيدا عن والدها والذي اصبح مايعرف عنها أي شيء قلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب وكلما حاول التدخل ولو بالسؤال تقابله عاصفة عڼيفة من اللوم من زوجته والتي كانت تقف له بالمرصاد على اعتبار انه رفع يدها عن ادهم فرفعت يده عن ياسمين على اعتبار واحدة بواحدة والبادي اظلم
ياسمين بابتسامة
_صباح الخير يا ماما ياحبيبتي
رقيه بابتسامة مماثلة
_صباح الفل ياقلب ماما ها ..عاملة ايه في الجامعة
ياسمين بتنهيدة 
_الحمد لله يا ماما كله تمام ..بس فيه شوية ملازم وكدة محتاجاهم ومحتاجة فلوس يعني
ابراهيم مقاطعا عندما وصل وسمع لكلامهم 
_فلوس ايه با ياسمين انت مش لسة واخدة اول امبارح 500 جنيه
ياسمين بجديه
_صباح الخير يا بابا ..اه اصل انا كنت اشتريت كتب ومراجع وكدة انت عارف يا بابا معتش حاجة على الامتحانات
رقيه بابتسامة 
_وماله يا بنتي اللي انت عايزاه ...عايزة كام 
ياسمين
_500 جنيه يا ماما
رقيه 
_ خدي يابنتي ..ربنا يوفقك وينجحك ياارب
ياسمين بتعجل 
_ربنا يخليكي ليا يا ماما يارب ...يالا عن اذنكم بقى لحسن اتاخرت ...سلام
ابراهيم بضيق 
_مينفعش كدة يارقية.. انت كدة غلط
رقيه بلا مبالاة
_بقولك ايه ياابراهيم مش هنعيده تاني انت اتحكمت في موضوع ادهم ومش سمعتلي يبقى خلاص ملكش دعوة بياسمين
ابراهيم 
_بس دلعك ده غلط البنت كدة
تم نسخ الرابط