رواية لميس الجزء الاول
المحتويات
ياسمين
ارتبكت ياسمين وتلون وجهها بحمرة الخجل وردت متلعثمة
_ما..
ما هو ...عش ...عشان اخر سنة وكدة يا احمد
احمد ضاحكا
_خلاص يا بنتي اهدي وارتاحي بقى
يا سمين بجدية
_بابا بعد اذنك ان عايزة اروح النادي مع اصحابي النهاردة هنقضي اليوم كله هناك
احمد وتغير وجهه
_ليه يا ياسمين مش قلنا هنرتاح النهاردة
_اطمن يا احمد كلنا بنات مع بعض ومش هنتاخر صدقني
احمد وقد صدق عينيها
_ماشي يا ياسمين بس من غير تاخير
ابراهيم مبتسما
_خلاص يابنتي روحي بس متتاخريش
ياسمين وهو تقفز في مرح طفولي لتطبع قبلة على وجنة ابراهيم ثم رقية
_وااو ربنا يخليك ليا يا بابا وانت يا ماما
_يا سلام وانا ايه ان شاء الله خيال مآته
ياسمين بمرح وهي تحتضنه
_لا لا لا دا انت الخير والبركة يا ابو حميد مقدرش على زعلك ابدا
وهنا تيقن ابراهيم من مدى قرب ياسمين من احمد وشعر ان مسئولية ياسمين الان صارت في عنق احمد وعلى عاتقه وهو جدير بها فارتاح واطمان قلبه
جلس منكمشا على نفسه يقضم اظافره خوفا وتوترا
_انا خاېف قوي يا ادهم
ادهم بهدوء
_متخفش يابني ان شاء خير
مدحت بتوتر
_انا متوتر قوي حاسس ان العزومة دي وراها حاجة
ادهم بهدوء
_متقلقش بقى وبعدين هي اول مرة نتعزم عند ماما فاطمة
مدحت
_لا بس دي اول مرة يكون عم نجلاء الحاج عبد العزيز موجود ويكون هو اللي طالبنا كمان
ادهم مقاطعا
فاطمة بابتسامة
_بتقولوا ايه يا ولاد ..احكوا متخافوش مش هقول لحد
ادهم بابتسامة مماثلة
_مفيش يا ماما بس كنت بسال مدحت هو صحيح عم نجلاء جاي
فاطمة بجدية
_ايوة يابني الحاج عبد العزيز جاي ...قالي انه عايز يتكلم مع مدحت شوية
مدحت وهو يبلع ريقه بصعوبة
_يارب خير
فاطمة ضاحكة
ادهم بحرج
_طب انا لازم امشي بقى اصل القاعدة كدة عائلية وانا ماليش لازمة فيها
مدحت باندفاع
_لا ابوس ايدك ما تسبني لوحدي
فاطمة ضاحكة
_ههههههه ايه يا مدحت انا حاسة انك عامل زي الولد الصغير اللي اول مرة يروح المدرسة ومش راضي يسيب ابوه
فضحك ادهم مكملا
فضحكت فاطمة حتى ادمعت عيناها
_ههههههههه .... خلاص بقى يا ولاد وانت اقعد يا ادهم انا كمان عايزة اعرفك على الحاج عبد العزيز دا هيفيدك كتير يابني دا من اكابر البلد
ادهم بحرج
_بس يا ماما الموضوع عائلي وانا .....
فاطمة مقاطعة
_وانت اخوهم يابني انت ناسي ان شغل مدحت ونجلاء كان بترتيبك ولا ايه ....وبعدين لازم تقعد لحسن انا حاسة ان مدحت كمان شوية هيعيط
فضحك مدحت بتوتر
_انتي بتقولي فيها
يا ماما والله على وشك اعملها
فقهقة ادهم حتى ادمعت عيناه وما عاد استطاع التوقف
مدحت بغيظ
_انت بتضحك على ايه !...طبعا ما انت متعرفش الحاج عبد العزيز ...دلوقتي تشوفه يا اخويا وابقى وريني هتضحك كدة لحد امتى
وهنا دق جرس الباب لينتفض مدحت من مكانه بينما اسرعت الحاجة فاطمة لتفتح الباب وترحب بالحاج عبد العزيز
رجل كبير في اواخر العقد السادس من عمره ضخم البنية واضح عليه الوقار والقوة ذات صوت جهوري حاد وعيون صقر جارح تنفذ لروح من يقابلها لتسبر اغواره بسهولة ويسر له من الهيبة مايزلزل قلوب اعتى الرجال
عندما نظر اليه ادهم والحاجة فاطمة تعرفهما ببعض اخفق قلبه بين ضلوعه بل وعذر مدحت على توتره من ذلك الرجل الضخم متجهم الملامح
فاطمة بابتسامة
_اتفضل يا حاج عبد العزيز البيت نور والله
عبد العزيز بهدوء
_منور باهله يا حاجة فاطمة ازيك يا دكتور مدحت عامل ايه يابني
مدحت وقد جف حلقه
_الحمد لله ياعمي ازي صحة حضرتك ...يارب تكون بخير
عبد العزيز
_بخير يابني الحمد لله ...ازيك يا دكتور ادهم يارب تكون بلدنا عجبتك....وارتاحت فيها الشهور اللي فاتت وتكون شقتك كمان مريحة
ادهم بتعجب
_هو حضرتك عارف عنواني
فجلس الحاج عبد العزيز بوقار ليملأ المقعد الضخم الذي يجلس عليه
_اه طبعا اعرفك واعرف عنوانك انت الدكتور ادهم الرفاعي جراح منقول عندنا من كام شهر بس ساكن في ....الدور الثاني شقة 4اعرف عنك كل حاجة ...مفيش حاجة بتحصل في البلد دي الا وعندي بيها خبر
ادهم باعجاب
_جميل جدا ...اتمنى ان اللي حضرتك عرفتوا عني يجعلني عند حسن ظنك
عبد العزيز ضاحكا بسخرية
_طبعا ....... انا لو كنت عرفت عنك حاجة معجبتنيش مكنتش لسة واقف قدامي دلوقتي ولا ايه
فاطمة بتوتر محاولة تلطيف الاجواء
_والله انا سعيدة جدا باللمة دي ....يالا ياجماعة اتفضلوا السفرة جاهزة اتفضل ياحاج يالا يا ادهم انت ومدحت
فتوجه الجميع الى طاولة الطعام وكل منهم يفكر بما يخصه فاطمة بدات تتوتر من تصاعد الحديث بين ادهم وعبد العزيز بينما مدحت ونجلاء بدا يساورهم هاجس برفض عمها لاقتراح ادهم وترتيبه اما ادهم فقد شغله شخصية عبد العزيز فهو لا يستطيع انكار اعجابه الشديد به وبقوته اما عبد العزيز فقد كان يوزع نظراته بينهم بهدوء ولكنه كان يركز النظر لادهم عله يستطيع ان يسبر اغوارهقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب وهذا حينما لعبت براسه فكره ما جعلته يحلق في الفضاء ولكن مهلا حتما سينفذها ولكن رويدا رويدا والايام بينا يا ادهم هكذا حدث نفسه وهو يترأس طاولة الطعام وفي مقابله كانت فاطمة والتي بدات تتوجس خيفه من هدوءه وصمته وعلى يمينه كان ادهم الذي يلاعب الاكل دون ادنى شهيه بسبب توتره وعلى يساره كان مدحت وبجانبه نجلاء واللذان كانا يتبادلان النظرات القلقة فيما بينهم
وبعد انتهاء الطعام الكارثي والذي كان يخيم عليه الصمت التام تنحنح مدحت ليجلي صوته متحدثا بتلعثم
_احم احم ..بعد اذنك يا عمي ..انا كنت عايز ...اااا..اوضح لحضرتك ...ان ان ..يعني .....
عبد العزيز مقاطعا بشبه ابتسامة
_انا موافق يابني
مدحت بلهفة وتعجب
_نعم! حضرتك قلت ايه
عبد العزيز
_اهدى كدة واسمعني ... انا مكنتش عارف انك بتحب نجلاء بنت اخويا كدة بس لما اتاكدت من كل شيء حتى من شغلكوا انتو الاتنين في فرع المستشفى في القاهرة اطمنت انك اد المسئولية ...بس خلى بالك اوعى في يوم تزعلها عشان ساعتها هزعل منك وانت عارف انا زعلي وحش
مدحت بابتسامة
_لا لا لا متقلقش حضرتك يا عمي والله نجلاء هتكون في عيني وقلبي
فاطمة
_خلاص يا ولاد على بركة الله الف مبروك يابنتي
نجلاء وهي تلقي بنفسها في حضڼ امها
_الله يبارك فيكي يا ماما
فوقف ادهم وسارع باحتضان مدحت مربتا على ظهره
_الف مبروك يا مدحت ربنا يتمم بخير ...مبروك يادكتورة
مدحت بامتنان
_ربنا يبارك فيك يا ادهم ..بجد مش عارف من غيرك كنت عملت ايه ..
ادهم بحب
_ايه الكلام ده يا مدحت ..احنا اخوات يابني ولا ايه يا ماما
فاطمة بدعاء
_اه طبعا ربنا يخليكوا لبعض ي بني
نجلاء وهي تنحني لتقبل يد عمها
_ربنا ما يحرمني منك ياعمي
عبد العزيز وهو يربت على راسها
_انت بنتي يا نجلاء زيك زي سلمى وربنا اللي عالم انا بحبك اد ايه ياريحة الغالي .......ربنا يوفقك يا حبيبتي ويسعدك
ثم واصل منهيا الحديث
_ان شاء الله الفرح الجمعة الجاية في بيتي
مدحت
_ربنا يخليك ياعمي انا متشكر لحضرتك جدا
عبد العزيز
_انت ابني يا مدحت ...وطبعا هتحضر يا دكتور ادهم
ادهم
_اكيد ان شاء الله
وتمت المهمة بنجاح وتم زفاف نجلاء ومدحت وسافرا معا لشق طريقهم في القاهرة في الفرع الرئيسي
متابعة القراءة