رواية لميس الجزء الاول

موقع أيام نيوز

بقلب اب قلق على وردته ان يحميها الله ويزيل عنها قشرتها الصامدة تلك لتعود زهرته لسابق عهدها
وفي صباح احد الايام انطلق رنين الهاتف مزعجا الجميع ليهرولوا من نومهم جزعين خائفين على الابن البعيد وسارع ابراهيم للرد
ابراهيم بقلق 
_السلام عليكم مين معايا 
اتاه صوت بكاء وحشرجة من الطرف الاخر لم يفهم منها شيء فانفعل على محدثته 
_انت مين يا بنتي وطالبانا الميعاد ده ليه 
الفتاة باكيه 
_انا مها ياعمي ...
فانقبض قلبه وتحدث فزعا 
_مها !..في ايه مالك بټعيطي ليه ابوكي فين هو كويس ردي عليا يا بنتي قلبي هيقف
ولكن ليس قلب ابراهيم فقط من كاد يتوقف فهناك عاشق على بعد انشات منه تصارعت نبضات قلبه لمجرد ذكر اسمها وتوقف به الزمان وهو ينطق اسمها متلذذا به بين شفتيه ولكنه عاد من شروده على انفعال والده وصراخه على حبيبته فاراد تناول سماعة الهاتف من والده ولكن ابراهيم اوقفه بنظرة صارمةقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب جمدته فاعاد يديه لجانبه بينما حاول ابراهيم تهدئة نفسه ليستطيع فهم مها فالصړاخ لن يزيدها سوى بكاء
مها بشهقات باكية 
_بابا تعبان ياعمي احنا في المستشفى من امبارح ومش عارفة اتصرف لوحدي
فصړخ بها منفعلا 
_ومتصلتيش بيا ليه من امبارح عموما اديني العنوان ومسافة السكة وهكون عندك مټخافيش
اغلق الهاتف وفي قلبه دعاء صامت ان يكون اخيه الوحيد شريف بخير ....لا ليس اخيه بل ابنه البكري ولكنه افاق من شروده على يد احمد تربت على كتفه هاتفا 
_بابا مالك بقالي مدة بكلمك وانت مش معايا خالص في ايه عمي شريف ماله 
ابراهيم بعد ان استعاد جزء من رشده 
_عمك تعبان وفي المستشفى من امبارح .... بسرعة يا بني غير هدومك عشان نلحق نروح لهم ...يا لا يا رقية
رقية بلا مبالاة 
_لا معلش انا مش جاية معاكم ....البيت اللي اتهانت واطردت منه مش هرجعه تاني
ابراهيم پغضب 
_مش وقته الكلام ده اخويا تعبان ولازم كلنا نكون جنبه ده اخويا الوحيد يا رقية
رقية بهدوء 
_ولو... بردوا مش هروح
وقبل ان ينفعل عليها غاضبا تحدثت ياسمين بهدوء هي الاخرى 
_ولا انا يا بابا ينفع اجي معاكم ..فيه صفقات المفروض هنمضيها الاسبوع ده غير باقي الشغل هيتعطل
فنظر اليها ذاهلا اتلك صغيرته الرقيقة صارت كقطعة من القطب الشمالي ولكنه تنبه لاحمد الذي كان قد غادرهم وابدل ملابسه سريعا وهو يستحثه على الاسراع هاتفا 
_بابا سيب ياسمين تتابع الشركة واهي ماما معاها هنا ولو احتاجت حاجة في الشغل تبقى تكلمك وخلينا احنا نلحق طريقنا
فلم يكن له من اختيار فاوما براسه واسرع لغرفته ليبدل ملابسه هو الاخر ويلحق بابنه الذي اسرع ليخرج سيارته من جراج الفيلا وهو يتمتم مع نفسه هامسا 
_والله يا ماما
احسن حاجة عملتيها انك مش هتيجي ...مها اكيد نفسيتها تعبانة ومش حمل كلامك
ولكنه عاد من شروده على ركوب والده بجانبه وانطلقا الاثنان الى محافظة المنصورة 
جالس على احد المقاعد امام غرفة العناية المركزة ولكن نظره وعقله لم يكن بمن يرقد خلف باب تلك الغرفة وانما بمن تجلس بجواره وهي تبكي بحرقه وقد تحولت ملامحها للذبول والشحوب الشديد فانخلع قلبه عليها فليست تلك هي مها تلك الشقية التي كانت تفقده عقله بضحكاتها الرنانة ولا مزاحها اللطيف معه 
مايراها امامه الان مجرد صورة باهتة لفاتنة قلبه اخفض بصره عنها يتلاعب باصابعه وهو يتذكر لحظة وصولهم اليها واندفاعها لتلقي بنفسها بين يدي والده وهو يضمها بحنو مربتا على ظهرها ليبث بها الامان وهي تحكي عن حالة والدها الحرجة واحتياجه الشديد لجراحة عاجلة في القلب ولكنه يرفض اجرائها الا بعد التحدث الى اخيه الكبير ابراهيم لذلك سارعت بالاتصال بعمها عله يستطيع اقناعه
زفر احمد بضيق وهو يتذكر لحظة رؤيتها وكيف هوى قلبه اليها ولكن سرعان ما تبدلت مشاعره للڠضب الاسود ووالده يحتضنها فكاد يفقد عقله وينتزعها من بين يدي والده ليسجنها بين ضلوعه فهذا مكانها الوحيد وليس لها مكان غيره ولكنه لملم شتات نفسه وحاول اغماض عينيه ثواني قليلة مع العد لعشرة في عقله ليستعيد هدوءه ولا مبالاته المعروف بها 
وها هو يقبع بجانبها لاكثر من نصف ساعة ولم تنبس بحرف وهو ايضا يبدو كمن فقد النطق كلما حاول اخراج أي حرف خالفته الحروف ليتلعثم فيسارع بغلق شفتيه مجبرا وزافرا بضيق
اما ابراهيم فقد اسرع لغرفة اخيه مندفعا اليه ضاما له بين يديه برغم الاجهزة الموصلة بجسده والتي تصدر صوتا مزعجا رتيبا قبض قلبه
ابراهيم بشوق 
_شريف ...شريف مالك يا اخويا طمني عليك ..
فتح شريف عينيه بضعف ليجد نفسه بين يدي أخيه فرفع يديه ببطء ليربت على ظهر أخيه محاولا طمأنته وضمھ بضعف 
شريف بابتسامة متعبة وصوت هامس
_إبراهيم......سامحني يا إبراهيم سامحني يا اخويا
إبراهيم بلهفة 
_متتعبش نفسك في الكلام يا شريف وانسى كل حاجة .....المهم صحتك وبس
شريف بضعف 
_سامحتني يا إبراهيم
إبراهيم بحب وشوق 
_مسامحك من زمان ....ياعبيط دا انت ابني يا شريف مش اخويا انا اللي مربيك على ايدي
شريف باكيا 
_ مها أمانة في رقبتك.... جوزها احمد يا إبراهيم هما بيحبوا بعض من زمان وأنا اللي وقفت في طريقهم بغبائي
إبراهيم دامع العينين 
_قوم يا شريف بالسلامة واعمل العملية وان شاء الله هنجوزهم احنا الاتنين مع بعض
شريف بأمل 
_يعني انت موافق 
إبراهيم بابتسامة باهتة 
_طبعا ...مها بنتي قبل ما تكون بنتك
شريف بلهفة مجهدة 
_هات المأذون يا إبراهيم عاوز أتوكل لمها قبل ما امو.....
إبراهيم مقاطعا 
_بعد الشړ عليك متقولش كدة ...حاضر ساعة زمن ويكون كل شيء جاهز...بس اوعدني انك تعمل العملية
فأومأ شريف برأسه فقد أجهده الكلام كثيرا فخرج إبراهيم من الغرفة لتندفع إليه مها بلهفة 
_أقنعته يا عمي انه يعمل العملية
إبراهيم بهدوء 
_اسمعي يا بنتي ..انت عارفة ابوكي عندي وراسه ناشفة ازاي ..هو وافق بس بشرط
مها بأمل 
_أي حاجة هو عاوزها نعملها المهم انه يقوم بالسلامة
إبراهيم بقلق 
_هو بيقول عاوز يبقى وكيلك قبل ما يعمل العملية
مها بعدم فهم وهو تمسح دموعها 
_مش فاهمة يا عمي ..يعني ايه 
إبراهيم بتوتر خوفا من رفضها 
_بصراحة يا بنتي هو عاوز يكتب كتابك دلوقتي على احمد ابني
وهنا نظرت له مها بذهول وتلعثمت في الكلام فلم تستطيع أن تنطق بحرف من المفاجأة محدثة نفسها معقول ...حلم عمري المستحيل يتحقق بالبساطة دي .....طب أنا المفروض افرح وأوافق وبابا تعبان كدة ...ولا ارفض ...ولو رفضت بابا هيوافق على رفضي ...واحمد ....وعند ذكره التفتت اليه لتجده يتلعثم في الكلام هو الآخر مع والده
احمد بتوتر 
_بابا ..انت بتقول ايه ازاي نكتب كتابنا في الظروف دي 
إبراهيم بتعب 
_علشان خاطري يا احمد وافق ده طلب عمك ...حقق له رغبته ...أنا عارف انك بتحب مها من زمان وبتتمنى ترتبط بيها ...كل أمنيتي انك توافق عمك على طلبه وتنزل تشوف مأذون حالا
نظر اليه احمد بتعجب أكان والده يعلم بحبه !!!ولكن مهلا أيترجاه أما يعلم انه يكاد يفقد عقله من شدة فرحته التي يحاول السيطرة عليها بكل قوة
احمد بلهفة 
_حالا يا بابا هيكون كل شيء جاهز
وانطلق احمد ينفذ رغبة عمه ووالده وحلم عمره الذي كان يظنه مستحيل ولكن قدرة الله فوق كل البشر فكان يلهث بالحمد والثناء لله لتحقيق أمنيته الوحيدة ...في الوقت الذي كانت فيه مها مشتتة أمعقول انه مازال يحبها
تم نسخ الرابط