رواية لميس الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

أدهم اهدى عموما هي باين عليها ست طيبة
أدهم بحماس 
_جدا يا أحمد بصراحة أنا متفائل جدا من قعدتها دلوقتي مع مها ..اطمن إن شاء الله خير
وبعد ما يقارب الساعة انتفض أحمد وافقا پغضب 
_أنا عاوز أفهم هما بيعملوا إيه كل ده احنا بقالنا ساعة قاعدين ومش عارفين حاجة
أدهم 
_يابني اهدى بس ..لوكان حصل حاجة كنا عرفنا
أحمد باندفاع 
_لا أنا مش هستنى أكتر من كدة ...أنا مش مطمن ...أنا هدخل
أدهم محاولا منعه 
_استنى بس يا أحمد
ولكن أحمد اندفع ليفتح باب الغرفة ليدخل ويتفاجئ بفاطمة جالسة على السرير ظهرها له ومها نائمة بوداعة وهدوء اخذة وضعية الجنين في حضنها وفاطمة تداعب شعرها برقة وهي ترتل بصوت عذب رخيم بعض الآيات القرانية
اندهش أحمد قليلا من الوقت لكنه سرعان ما أدرك الموقف أمامه فانسحب من الغرفة دون إحداث أي صوت حتى لا يوقظ حبيبته الغافية .
في الوقت الذي استطاع عبد العزيز توطيد علاقته مع ابراهيم بمهارة ومكر شديدين فلم يكد يمر يوما دون لقاء يجمعهما ليتحدثا في كل أمور حياتهما سواء على الصعيد الإقتصادي ومدى نجاح أعمالهما أو على الصعيد العائلي وحياة أبنائهما كذلك ولكن مع هذا لم يتطرق إبراهيم لذكر مأساة أدهم كما لم يتطرق عبد العزيز كذلك لمأساة ابنته الوحيدة سلمى
تلك اللقاءات كانت لها من الآثار اللطيفة الشافية لۏجع إبراهيم بسبب فقده لأخيه أما عبد العزيز فكانت أثارها تتلخص في تشبثه بأفكاره ومخططاته أكثر وأكثر
فتح الباب وخرجت فاطمة من الغرفة فانتفض أحمد وأدهم واقفين وأسرعا نحوها
أدهم بقلق 
_خير يا ماما طمنيني
فاطمة بهدوء 
_خير يا بني اطمن متقلقش إن شاء الله هتكون بخير
أحمد بامتنان 
_أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاي
فاطمة بضيق مصطنع 
_إيه حضرتك دي أنا ماما فاطمة ولا انت ...
أدهم مقاطعا 
_لا يا ماما أحمد زي بالظبط ..ولا إيه يا أحمد
أحمد بابتسامة 
_طبعا ..طبعا أكيد يا ...
فاطمة 
_ها يا إيه 
أحمد بامتنان 
_يا ماما
فاطمة بارتياح 
_أيوة كدة ..دلوقتي أقدر أكلمك ..اسمع يا أحمد زي ما انت دلوقتي ابني مها كمان بنتي وعلى حسب مافهمت ما عدلهاش حد غيرك ...فا اتحملها وخدها بالراحة دي غلبانة قوي والله
أدهم بتعجب 
_ماما انت عرفتي الكلام ده منين 
فاطمة بصدق 
_من مها ياحبيبتي فتحتلي قلبها وشكتلي همها وحكتلي على كل حاجة
أحمد ناظرا لأدهم بذهول 
_مها ! مها اتكلمت !!!
فاطمة 
_اه والله ..هي بس واخدة على خاطرها منك عشان مديت ايدك عليها
أحمد 
_مها!!!
أدهم 
_ايه يا أحمد انت علقت فوووق بقى معانا ...عموما يا ماما هو كان قصده .....
فاطمة مقاطعة 
_عارفة ..كان عاوز يفوقها وأنا فهمتها كدة ...يا لا يابني ادخل لمراتك واتكلم معاها واعمل حسابك هي دلوقتي ليها أم لو زعلتها أنا اللي هقف لك ..فاهم
أحمد بابتسامة تملأ وجهه لأول مرة منذ ۏفاة عمه 
_عمري ..عمري ما هزعلها دي ....
فاطمة مقاطعة 
_عارفة هي حكتلي عشان كدة بقولك يالا أدخل لها يالا ..ربنا يهدي سركم يا ولاد
فا اندفع أحمد الى الغرفة ولكن قبل أن يفتح بابها عاد سريعا لفاطمة لينحني على يدها ليقبلها قائلا بامتنان 
_متشكر قوي يا ماما ربنا يخليكي لينا ياارب
ثم اندفع الى غرفته في حين ابتسم أدهم شاعرا أن أخيه قد وجد ضالته هو الأخر عند ماما فاطمة ففرح بذلك كثيرا ثم توجه بالحديث لفاطمة 
_طمنيني يا ماما على صحتك 
فاطمة 
_بخير يابني الحمد لله ...بس قلقانة على نجلاء قوي
أدهم بقلق 
_ليه مالها نجلاء في حاجة ولا ايه 
فاطمة بابتسامة مهدئة اياه 
_لا يا بني متقلقش ...انا قلقانة بس عشانها حامل وخاېفة عليها مش أكتر
أدهم بفرحة 
_بجد!!!! يعني مدحت هيبقى أب
واسرع باخراج الهاتف من جيبه ليضغط على عدد من الارقام وينتظر حتى جاءه الرد 
ادهم بفرحة 
_السلام عليكم ازيك يا أبو زغلول
مدحت بفرحة مماثلة 
_وعليكم السلام ...ازيك يا أدهم البقاء لله ...والله كنت عاوز اجيلك بس مش عارف اسيب نجلاء
أدهم 
_ولا يهمك يا مدحت المهم طمني أخبارها إيه أنا فرحت قوي عشانكم ربنا يقومها بالسلامة وتجيبلك زغلول أو زغلولة ان شاء الله
مدحت ضاحكا 
_تعرف لو نجلاء سمعتك بتقول كدة....مش بعيد تطلع لك من التليفون وتخنقك باديها....آل زغلول آل
فضحك أدهم وكذلك مدحت بشدة وأنهى أدهم المكالمة والټفت لفاطمة التي كانت تتابعهم وفي قلبها دعاء صامت الا يتفرق أبنائها وبالأخص الغالي أدهم .....وأخذها أدهم ليعيدها لمنزلها .
دخل أحمد بهدوء شديد للغرفة وجد مها غارقة في النوم الهادئ والذي يفسره ملامحها الهادئة فجلس بجانبها وهويتطلع الى ملامحها التي تشبة الملائكة في براءتها بوجهها الصغير الأبيض وملامحها الطفولية الجميلة .....
_مها ...مها ردي عليا ...أنا بحبك والله ....أنا اضطريت إني أضربك عشان ...
قاطعته مها من بين شهقاتها 
_عارفة ...عارفة يا أحمد ...أحمد بابا سابني لوحدي مش قادرة أصدق إني مش هشوفه تاني
أحمد بحنان ورفق وهو يربت على ظهرها ويداعب خصلاتها الحريرية وهو وتضع رأسها على قلبه فطبع قبلة حانية أعلى رأسها هامسا 
_ششششش.....حبيبتي احتسبي عند ربنا وقولي إنا لله وإنا إليه راجعون ...ربنا يرحمه ويغفرله
مها پبكاء 
_إنا لله وإنا إليه راجعون ....يااارب ارحمه واغفرله .....
أحمد معدش ليا حد غيرك إوعى تسيبني ..أنا من غيرك أموت يا أحمد .....
أحمد مقاطعا 
ششششش اسكتي يا مچنونة ...ازاي يعني اسيبك هو فيه حد يقدر يعيش من غير قلبه وروحه ...انت قلبي وروحي وحياتي كلها يا مها ...مقدرش اعيش من غيرك ....تعرفي أنا حاسس دلوقتي إني مكنتش عايش قبل كدة ...حاسس إنني اتولدت يوم ما بقيتي مراتي وعلى اسمي
مها ناظرة له بهيام 
_بحبك
أحمد هائما هو الاخر 
_بموت فيكي يا اغلى وأحلى حاجة في حياتي كلها
ثم أخرجها من حضنه وهويسمح بابهامه بقايا دموعها هاتفا بمرح 
_ها قوليلي بقى هتاكلي معايا
مها بتعجل 
_لا ماليش نفس ...بلاش أكل يا أحمد عشان خاطري
أحمد بضيق مصطنع 
_طيب أنا كمان مش هاكل وأنا بقالي أيام من غير أكل عشان أمو....
مها مقاطعة بسرعة وهو تضع يدها على شفتيه مانعة إياه من تكملة كلامه 
_لا يا أحمد عشان خاطري متقلش كدة تاني بعد الشړ عليك
فقبل أحمد يدها بحب هاتفا 
_خايفة عليا 
مها ناظرة إليه بحب 
_مفيش في قلبي حد غيرك أخاف عليه
أحمد هو يقبل باطن يدها 
_هناكل مع بعض لأول مرة وانت مراتي
فأومأت برأسها بالإيجاب ليندفع أحمد الى المطبخ محضرا
الأكل الذي أحضره أدهم من أحد المطاعم على صينية ودخل به لمها ليجلس أمامها على الفراش ويبدأ يطعمها بيده وهو يأكل معها
لحظات ودخل عليهم إبراهيم الذي فوجئ بهذا المنظر فقد خرج من الشقة صباحا ومها على حالها حتى إنه كان يشعر أنه سيفقدها كما فقد أخيه ولكنه الان يراها أمامه مثل سابق عهدها صحيح علامات الارهاق والشحوب مازالت تعتلي ملامحها ولكن يكفي أنها بدأت تشعر بمن حولها بل وأخيرا بدأت تأكل
إبراهيم بسعادة 
_حمد الله على سلامتك يا بنتي
مها بابتسامة خفيفة 
_الله يسلمك يا عمي
أحمد 
_كنت فين يا بابا من الصبح
إبراهيم بحماس 
_كنت عند الحاج عبد العزيز ... بجد يا أحمد الراجل ده انسان رائع راجل بصحيح وابن أصول ...أنا دلوقتي اطمنت على أدهم هنا
أحمد بجدية 
_بس إحنا طولنا هنا قوي لازم نرجع على القاهرة بقى
مها بفزع 
_لالالالالا انا هرجع على المنصورة مش هروح القاهرة
أحمد بحزم 
_مها انت مراتي لازم تبقي معايا فين ما كنت وانا شغلي في القاهرة
مها دامعة 
_مش هقدر يا احمد عشان خاطري
تم نسخ الرابط