رواية لميس الجزء الثالث
الحلقة الثالثة عشر
انقبض قلب أدهم داخل صدره وهو يرى حالة من الهرج والمرج خارج المطعم وتجمع لعدد من الناس ېصرخون بضرورة الاتصال بالاسعاف ووسط كل هذا اختفت ياسمين من أمامه صدم لثواني لكن سرعان ما عاد عقله للعمل واندفع وسط التجمع ليرى المصاپ ويحاول انقاذه فصدم بابنة روحه وياسمينة قلبه كما كان يلقبها هي الملقاة في الطريق أمام أحد السيارات والتي كان ېصرخ صاحبها انه لا ذنب له وانه حاول التوقف قبل ان يصل اليها بكل قوة وسيارته لم ټلمسها حتى ثواني قليلة كان عقل أدهم يحلل الموقف حتى خرج من جموده واندفع اليها صارخا باسمها وكأن صرخته تخرج من أعماق قلبه الملهوفقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب عليها فلم يصله رد فنزل سريعا على ركبتيه جانبها وبقليل من الكشوفات الاولية عرف ان حالتها هي المستمرة معها دوما عند انفعالها مجرد الضغط اللعېن فسارع بحملها بين يديه وتوجه بها لسيارته ومنها للمستشفى التي كان يعمل بها ليتلقفه منها مروان الطبيب المشرف على حالتها
_متقلقش يا أدهم انت عارف ياسمين ومشكلة الضغط اللي بينزل وقتي مع أي توتر او قلق زيادة
أدهم بزفرة ارتياح
_الحمد لله ....متشكر يا مروان
مروان بتأثر
_مفيش شكر بينا ...انت اخويا قبل ما تكون صاحبي الوحيد ....ابقى اتصل بيا يا أدهم انت بتوحشني قوي
أدهم مبتسما بارهاق وهو يربت على كتفه
_ربنا يديم الاخوة بينا ....حاضر يا مروان ...بس اديك شايف الظروف
فودعه مروان وانطلق أدهم لغرفة ياسمين وجلس على مقعد قريب من فراشهاوهو يشعر بالتعب والارهاق تملك من جسده ولم تمر سوى عدة دقائق وبدأت ياسمين تهذي بكلمات غير مفهومة دليل على بداية تبه عقلها وصحوتها فاقترب أدهم منها ليفهم كلماته الغير مترابطة وكما توقع كانت كلها على من شغلها لشهور حتى وان كانت تضع قناع البرود أمام الجميع
_ليه ...يوسف ...أنا ...لالالالا
أدهم بهمس رابتا على يدها بحنية
_ياسمين ..اهدي حبيبتي ..أنا جنبك آهو ...سمعاني ياسمين
ياسمين بتوهان ونصف وعي
_أنا فين ...ايه اللي حصل
أدهم بمرح
_ولا حاجة ياستي قلتي شوية كلام أهبل كدة وبعدين قلتي تشوفي غلاوتك عندي اد ايه فحبيتي تخضيني عليكي وتوقعي قلبي في رجليا بالشكل ده
_انا أسفة يا أدهم ...حقك عليا أنا عارفة انك راجع من السفر تعبان ومرتاحتش ....بس خلاص انا بقيت كويسة خلينا نروح
واتبعت كلماتها بان حاولت القيام من الفراش ولكن يد أدهم وحزمه كان الاسبق اليها
_بقولك ايه ...هي كلمة واحدة مش هتقومي من هنا دلوقتي لحد ما أطمن ان ضغطك اتظبط ومش عاوز مناهدة
_حاضر
أدهم بابتسامة وهدوء
_أيوا كدة أحبك وانت مطيعة ..بس أنا عاوز أقولك حاجة ....يوسف مظلوم
ياسمين وقد تغيرت معالم وجهها للضيق
_ممكن منتكلمش في الموضوع ده دلوقتي
أدهم
_زي ما تحبي ..بس بردو بأكد ان يوسف مظلوم يا ياسمين ...اسمعيه مش هتخسري حاجة وحكمي عقلك عشان مترجعيش ټندمي بعد فوات الأوان
_السلام عليكم ...أيوة يا بابا
إبراهيم
_وعليكم السلام ورحمة الله...انت فين يا أدهم ...احنا في البيت من مدة هات ياسمين وتعالى يالا
أدهم بتوتر
_حاضر ...بس ...بس
إبراهيم بقلق
_بس ايه ياسمين مالها ...اتكلم يا أدهم
أدهم بهدوء
_متقلقش يا بابا ..هي بس ضغطها نزل شوية ..ما انت عارف مشكلة الضغط دي ...ان شاء الله ساعة كمان وهجيبها واجي
إبراهيم
_تيجي منين ....انتم في المستشفى
أدهم
_ايوة يا بابا
يوسف مندفعا بمجرد سماع كلمة مستشفى
_مستشفى ايه ياعمي ارجوك طمني
إبراهيم بقلق
_أدهم طمني على أختك يابني
أدهم
_اطمن يا بابا والله هي كويسة حتى خد كلمها اهي
التقطت ياسمين الهاتف من يد أدهم وفي داخلها شعور يجلدها لكلماتها المتهورة التي القت بها في وجه شقيقها ونصفها الاخر
ياسمين بمرح
_بابا حبيبي متخافش عليا أنا كويسة ...طب هو ينفع اتعب وليا اتنين اخوات دكاترة ده حتى تبقى عيبة في حقهم
أدهم پغضب مصطنع
_والله تبقى عيبة في حقنا ...طب ايه رايك بقى أنا هروح اكلم مروان يكتبلك علاجك كله حقن
ياسمين بطفولة محببة لقلبه
_لالالا قلبك ابيض يادكتور ...دا انا ياسو حبيبتك بردوا
فضحك أدهم وهو يجذب منها الهاتف
_ايوة كدة اتعدلي
ثم وجه كلامه لوالده
_متقلقش يا بابا زي ما قلتلك هي ساعة ان شاء الله وهنكون عندك
إبراهيم بمكر
_ابعتلك يوسف يا أدهم
أدهم بارتباك ناظرا لياسمين فأجاب بغموض
_ياريت يا بابا
إبراهيم متفهما
_تمام يا بني مع السلامة دلوقتي
اغلق ابراهيم الهاتف والټفت ليوسف الذي يجلس بجواره وكأنه يجلس على صفيح ساخن من قلقه قائلا بمكر
_أدهم محتاجك يايوسف معاه
فهب يوسف واقفا في حين رد أحمد
أنا هروح ليه يا بابا ...
فقاطعه يوسف
_لا معلش يا دكتور أحمد أنا اللي هروح ....ياسمين خطيبتي ومسؤلة مني ...عن اذنكم
وخرج يوسف سريعا ليذهب راكضا لمن خطفت قلبه بحبها وستفقده عقله بچنونها في حين رد أحمد
_طب انا كمان هروح ليهم
إبراهيم بجدية
_لا متروحش ..ياسمين كويسة انا قصدت ابعته ليهم عشان فهمت ان اخوك بيحاول يجمعهم ببعض
أحمد بارتياح
_طيب الحمد لله ان اطمنا عليها
إبراهيم
_قوم انت يا أحمد خد مراتك وروح على اوضتك ارتاحوا من السفر على ما اكلم الهانم والدتك اشوفها فين
فأومأ احمد براسه وهو يشير لمها الجالسة في جنب كفأر مزعور فقامت معه خجلة من وجودها هنا معهم ...همهمت بكلمات بسيطة مستئذنة من عمها ثم ذهبت مع أحمد الذي اطبق على يدها وكأنها كنزه الثمين الذي يخشى ضياعه منه بعد ان وجده أخيرا
أحمد ناظرا لعينيها بحب جارف
_حقك عليا يا مها ....ان شاء الله في اقرب وقت هغير كل حاجة في الاوضة دي عشان تليق بيكي
مها وهي تحيط وجنتيه بين يديها ناظرة لعينيه سلامها وبر أمانها
_لا يا أحمد متتأسفش ...أنا فرحانة جدا اني هشاركك ذكرياتك في اوضتك ده كان حلم بعييد قوي بالنسبة ليا ...والحمد لله ربنا اكرمني بتحقيقه
أحمد وهو يحيطها من خصرها بذراعيه ليقربها منه أكثر
_ياااه يا مها أد كدة بتحبيبني !!
مها بحب
_لا أكثر والله يا أحمد انت حلم عمري
أحمد بهيام سيطر على كل جسده
_وانت حياتي اللي فاتت واللي جاية يا قلب أحمد وروح أحمد و.....
فضحكت مها محاولة ان تبتعد عنه هامسة بخجل
_كفاية يا أحمد احسن حد يسمعنا
أحمد بجدية وهو يطبق بذراعيه عليه مانعا ابتعادها
_محدش له حاجة عندي ....واحد وبيحب في مراته حد شريكه !!
مها بهمس
_بجد يا أحمد بتحبني أد ما بحبك
أحمد بتأكيد
_انا معرفتش طعم الحب غير ليكي يا مها ..انت وبس حبيبتي وروحي ومالكة قلبي ...بقولك
صحيح ..
مها بانتباه
_خير يا أحمد قول
أحمد هامسا
_كنت عاوزك في موضوع مهم وسري للغاية
مها وقد تلون وجهها بحمرة الخجل التي تفقده عقله
_أحمد ....عيب كدة ...حد يجي ...
أحمد بجدية
_مها لازم تفهمي انك مراتي ...ملكي ...فاهمة يعني ايه
يعني محدش له حاجة عندنا
مها بهمس
_طيب خلاص اهدى حقك عليا
أحمد بجدية زائفة
_ايوة كدة ...تعالي بقى نتفاهم في موضوعنا
واغلق بابهم ليبدأا حياتهما والتي كان أحمد يعلم تمام العلم انها لن تكون سهلة ابدا وهذا ما كانت تعلمه مها علم اليقين دون ان يواجه احدهما الاخر بطبيعة علمهما داعين الله ان يخلف ظنهم وتمر ايام حياتهما معا على خير
ضغط إبراهيم على عدد من الارقام في هاتفه ثم انتظر الرد بملل وضيق واضح
_السلام عليكم ورحمة الله
رقية بسعادة
_وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...ازيك يا إبراهيم ..عامل ايه
إبراهيم بهدوء
_الحمد لله كويس انت فين يا رقية
رقية
_انا في النادي مع مدام سوسن زوجة اللواء جمال الرشيدي ...ليه فيه حاجة ولا ايه
إبراهيم بضيق
_فيه اني في البيت من الصبح يا ست رقية وانت ولا هنا
رقية هاتفة بسعادة كانت جليه في صوتها ووصلت بسرعة البرق لجمود قلبه فحطمته وأذابت شراينه باندفاع دمه بقوة كادت توقف قلبه عن النبض
_بجد يا إبراهيم ...انت رجعت خلاص ...حالا هكون عندك ...مع السلامة
فاغلق إبراهيم الهاتف وهو يغمض عينيه هاتفا بتضرع لله ان تعود اليه رقيه شريكة عمره التي عشقها في شبابه وكانت نعم العون له في مشوار حياته وليست تلك المسيطرة الآمرة التي ستدمر حياة ابنائها بتسلطها
زفر أدهم بارتياح وهو ينظر لجهاز الضغط هاتفا بارتياح
_الحمد لله الضغط اتظبط اخيرا
ياسمين بطفولة
_تمام ...ممكن بقى نروح ولا لسة حاجة انت عارف انا بكره المستشفيات ازاي
أدهم ضاحكا
_عيب يبقى اخواتك دكاترة وتقولي كدة ...امال الناس العادية تقول ايه
طرقات على الباب قاطعت ردها عليه ليأذن أدهم بالدخول للطارق فيفتح الباب ليظهر من ورائه رأس مدحت هاتفا بمرح كالعادة
_أنا قلت طالما البرنس أدهم هنا لازم اجي بنفسي اسلم عليه
أدهم وهو يحتضنه بقوة
_ازيك يا مدحت ....وحشتني قوي والله عامل ايه وازي نجلاء والبيبي
نجلاء هاتفة من خلفه
_نجلاء تمام الحمد لله ...بس البيبي بقى متعب جدا زي ابوه بالظبط
أدهم ضاحكا وهو يسلم عليها
_أكيد طبعا انت عاوزة ابن مدحت يجي عادي كدة زي باقي الاطفال
مدحت بمرح وغرور مصطنع وهو يعدل قبة قميصه
_يا جماعة نحن نختلف عن الاخرين
فضحكوا جميعا بمرح وحب وأخوة كانت اقوى الروابط التي زرعتها فيهم ماما فاطمة ...
وعرفهم أدهم على ياسمين التي بدأت تشاركهم الحديث بمرح هي الاخرى حتى توقف كل هذا بدخول يوسف عليهم الذي عرفه أدهم على مدحت ونجلاء على انه خطيب ياسمين وهذا ما أغضب ياسمين جدا جعلها تهتف به غاضبة
_أدهم !!
يوسف بقلق لم يسطع اخفاؤه
_عاملة ايه يا ياسمين طمنيني عليكي
لم ترد ياسمين واكتفت بنظرة غاضبة لو كانت ټحرق لاحرقته حيا فاستأذن مدحت ونجلاء وخرجا من الغرفة ومعهم أدهم الذي أراد ان يتحدث معها يوسف بنفسه ليشرح لها كل شيء
ياسمين بقلق
_أدهم انت رايح فين
أدهم
_متخافيش هروح اشوف مروان واجيبلك علاجك واجي
ياسمين بلهفة
_أدهم انا مش عاوزة حاجة خليك معايا انا بقيت كويسة
أدهم
_بلاش عند واهدي
وغمز لها ضاحكا وهو يكمل
_ومتخافيش هجيبلك اقراص بلاش حقن
فاحتقن وجهها ڠضبا في حين خرج أدهم ليلتفت لها يوسف هاتفا
_وحشتيني قوي يا ياسمين ...والله العظيم انا مظلوم ..أنا مريت بأسوأ أيام حياتي في الفترة اللي بعدت عنك فيها وربنا العالم بيا كانت حياتي عاملة ازاي
ياسمين بضيق
_مش عاوزة اعرف حاجة ...انا عاوزة امشي من هنا
واتبعت كلماتها بمحاولتها القيام من الفراش ليجلسها يوسف بقوة هاتفا بشراسة
_وبعدين بقى في عندك ده ...اسمعي الكلام مفيش خروج من هنا غير لما أدهم يجي وهتقعدي وهتسمعيني ڠصب عنك ايه رايك بقى
ياسمين برهبة حاولت مدارتها ولكن رعشة يدها كشفتها لعينين يوسف الفاحصة لها فأراد طمأنتها ولكنه علم انها لن تسمعه الا بتلك الطريقة فتحامل على قلبه