رواية لميس الجزء الثالث

موقع أيام نيوز

الذي يدفعه دفعا لاحتوائها وواصل في شراسته
ياسمين بتلعثم 
_انت ...
يوسف مقاطعا بقوة 
_هي كلمة ...هتسمعيني يعني هتسمعيني
فنظرت له بغيظ وحنق وصمتت لتترك له المجال ان يحكي مايريده عملا بنصيحة أدهم لها يريدها أن تسمعه حسنا ستسمع ولكنها أبدا لن تسامح 
مرت لحظات كان خلالها يوسف بدأ يشرح لها كل ظروفه وما حدث له ولوالده في تلك الفترة العصيبة من حياتهم 
لحظات واندفعت دموعها ټغرق وجنتيها وهي تحاول ان تتخيل كم المصائب التي كان يحاول مواجهتها وحده كانت تتمنى ان تكون معه تسانده وتقف بجانبه كما كانت تتمنى دوما
فهمست من بين دموعها 
_وما اتصلتش بيا ليه وحكيتلي كنت وقفت معاك
يوسف بشرود 
_ملحقتش كل حاجة مرت بسرعة يا ياسمين متخيلة سرح بالكبر ده مجموعة شركات عالمية ...تعب والدي لمدة 30 سنة ...كله اصبح دخان رماد اڼهيار اڼهيار الشركة واڼهيار والدي واڼهيار اختي واخيرا اڼهيار مشاعري ...انا كنت عامل زي التايه يا ياسمين تايه مش لاقي بر ولا عارف اتصرف
صمت قليلا ليعلو صدره ويهبط بانفاس متلاحقة وهو يكمل 
_واخيرا اضطراري لبيع شركتي حلمي من وانا طفل ...الحلم اللي عشت عمري كله بجهز له ولما اتنفذ على ارض الواقع اضطريت بايدي انهيه عشان والدي مش يتسجن
جلس يوسف على مقعد بالغرفة بعد ان كان يحكي لها وهو يتحرك في الغرفة بحركات عصبية وكأن نهاية ظروفه كانت باستنفاذ كل طاقته فما عاد يستطيع حتى الوقوف فجلس شاردا ولم ينتبه الا على صوت مالكته 
_أنا اسفة يايوسف ..مكنتش اعرف ان كل ده حصلك ...حقك عليا
يوسف بابتسامة مجهدة 
_الحمد لله يا ياسمين ان والدي لسة معايا وبخير وانت كمان
ياسمين بخجل 
_وانا كمان ايه 
يوسف بصدق 
_انا بحبك يا ياسمين ...ومش هسيبك تاني ...انا هسافر بكرة الصبح هجيب بابا ونرمين اختي من امريكا وهنرجع كلنا نستقر هنا
ياسمين بضيق 
_سفر تاني يا يوسف
يوسف 
_اوعدك المرة دي مش هتأخر هجيبهم بس ونرجع على طول متقلقيش
ياسمين 
_انا خاېفة يا يوسف
يوسف مقتربا منها 
_متخافيش يا حبيبتي ...طول ما انا معاكي مټخافيش من أي حاجة
أدهم الذي دخل الغرفة وسمع اخر جملة بهتف بجدية مصطنعة 
_لا هتخاف يا يوسف انا عارف ياسمين كويس
فالټفت له يوسف هاتفا بجدية 
_لا مش هتخاف ..انا هبقى حمايتها وامانها
أدهم بابتسامة 
_كويس كدة بقى تاخدي الحقنة وانا مطمن انك مش هتخافي كالعادة
ياسمين پغضب 
_أدهم انت عارفني كويس ...مش هيحصل ...انسى
يوسف بعدم فهم 
_هو فيه ايه انا مش فاهم حاجة
ياسمين بارتباك 
_مفيش حاجة يايوسف تقدر تروح عشان ترتاح عشان سفر بكرة
أدهم ضاحكا 
_خلاص يايوسف روح انت ..اصلها مش عاوزاك تشوفها وهي طفلة پتخاف من الحقن
ياسمين پغضب 
_وبعدين يا أدهم
يوسف مهدئا 
_خلاص ياحبيبتي اهدي ...انا هخرج اهو ...بس هو انت فعلا پتخافي من الحقن
ياسمين بتوتر 
_مش بخاف منها ...انا بكرهها فيه فرق
أدهم 
_تصدقي صح فيه فرق
...طب يالا عشان تاخديها عشان نروح احنا كمان
ياسمين بحنق 
_ماليش دعوة انت قلت هتجيب اقراص
أدهم بغيظ 
_هو بمزاجي ..مروان الدكتور اللي بيتابعك هو اللي بيحدد مش انا
ياسمين ببرود 
_يبقى خليه ياخدها هو انا ماشية من هنا
يوسف وهو يقف امامها يسد عليها الطريق بجسده 
_لا مفيناش من كدة ...انا ممكن اسكت على أي حاجة واطاوعك في أي حاجة الا صحتك يا ياسمين
أدهم 
_متخافيش يا ياسمين انا اللي هدهالك
ياسمين بعند 
_لا يعني لا
وهمت ان تقوم من الفراش فنظر أدهم ليوسف نظرة ذات معنى التقطها يوسف وفهمها مباشرة واشرع في التنفيذ عندما جلس بجانبها هاتفا بجدية 
_اسمعيني يا ياسمين لوسمحتي
فاسترعى انتباهها فامسك بكلا يديها بهدوء في حين اقترب أدهم من الناحية الاخرى وما هي الا لحظات كانت ياسمين مکبلة من يوسف وتحت سيطرة أدهم الذي أسرع باعطائها دوائها ليحد من ألمها فلم يأخذ اكثر من ثواني فقط ولكنها كانت أكثر من كافية لتكون سبب في هطول دموعها من جديد ليس من الالم ولا كرهها للحقن ولكن خجلا من ذلك الموقف واحساسها بضعفها الذي تكرهه بشدة والذي ظهر واضحا جليا وهي تحت سيطرة الاثنين
الحلقة الرابعة عشر
لم تستطع ياسمين مقاومة دموعها وهي تشعر بالعجز تحت سيطرة أدهم ويوسف فنظرت لكلاهما نظرة ألجمت الاثنين للحظات كانت خلالهم قد ..وبعدين بلاش دلع ده أنا حتى ايدي خفيفة والله
ياسمين پغضب 
_ابعد عني يا أدهم انت وهو حالا
يوسف بمحايلة وكأنه يتحدث مع طفلة صغيرة وهذا ما أثار اعجاب أدهم انه استطاع فهمها لتلك الدرجة 
_يعني أسافر وانت مش بتكلميني وزعلانة مني افرضي حصلت حاډثة مثلا وانا م.....
أسرعت ياسمين تقاطعة بۏجع ظهر جليا في نبرات صوتها 
_لا أرجوك متكملش ...بعد الشړ عنك
يوسف بحب يفيض من عينيه قبل قلبه 
_خايفة عليا
أدهم متدخلا في الحوار مصطنع الجدية والڠضب 
_طب ما أجيبلكوا شجرة واتنين لمون احسن 
في ايه يا جماعة ما تعملوا حساب لوجودي ...دا أنا واقف في وسطكوا
يوسف متنحنحا بحرج 
_عندك حق ...انا اسف ...عموما انا اتأخرت ولازم أمشي الصبح باذن الله هسافر وكلها يومين وارجع مع والدي واختي
أدهم بابتسامة 
_تروح وترجع بالسلامة يا يوسف
ياسمين بخجل من أثار كلمات أدهم 
_مع السلامة يايوسف ...متتأخرش عليا ...وابقى كلمني طمني عليك
يوسف وهو يصافحهما 
_ان شاء الله ...لا اله الا الله
ياسمين وادهم 
_محمد رسول الله
وانطلق يوسف في طريقه بينما عاد أدهم مع ياسمين للفيلا وهما يتمازحان بعد ان عاد قلب ياسمين لمكانه في السيطرة على حياتها واذابة طبقة الجليد التي كانت تتعامل بها وهذا ما طمأن أدهم على ياسمين وجعله يركز بالغ عقله الان على مها ومصيرها فهي بالتأكيد اخته الأخرى التي أقسم وعد مع نفسه الا يتركها لهوى أمه
دخل الاثنان الي المنزل ليجدا إبراهيم الغارق في أفكاره هو الاخر فلم ينتبه لهما الا بعد فترة فأجابت 
_الحمد لله يا بابا متقلقش انا كويسة
إبراهيم بتوجس 
_امال فين يوسف 
ياسمين 
_روح يرتاح قبل سفره بكره عشان يجيب والده واخته من أمريكا ويستقر هنا
فنظر إبراهيم لأدهم نظرة متسائلة في غفلة من ياسمين فغمز له ادهم مع تحريك رأسه بإماءة خفيفة فهم منها إبراهيم ان ياسمين فهمت كل شيء وسامحت يوسف فا اطمأن قلبه
إبراهيم بهدوء 
_طيب روحوا ارتاحوا يا ولاد تصبحوا على خير
فرد كلاهما التحية وانطلقا كل الى غرفته ياسمين متقوقعة داخل أحلامها الوردية التي عادت لتنعش قلبها وحياتها من جديد أما أدهم فعاد بذاكرته لأسود يوم بحياته وانقلبت غرفته لمسرح الچريمة تعاد وتكرر مرارا أمام عينيهقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب حتى كاد ينهار وهو يدفن رأسه بين أصابعه يضغطها بشدة لعل الألم يهدأ ولكن ان هدأ ألم رأسه متى يتجاوز الحاډث ويهدأ ألم قلبه ولم تمر سوى لحظات حتى هبت العاصفة المدمرة التي ستأخذ في طريقها الأخضر واليابس في حياتهم جميعا .......
كان يجلس شاردا في أحوال بنته التي ما عادت تعجبه أو يرضى عنها كان في بادئ الأمر يساندها حتى تهدأوتخرج ألم محنتها في مساعدة المحتاجين ولكن الأمر تعدى المساعدة بل صار لها كما الهوس والوسواس ....
صارت ټدفن حياتها وحياة ابنتها في مشاكل وقضايا الجميع دون الالتفات لحياتها ولا عمرها الذي يتسرب من بين يديها دون ان تنتبه ...
ضړب على الارض بعصاه العاجية وهو يحدث نفسه 
_سكت كتير ياسلمى عشان ترجعي لحياتك وعقلك من نفسك مبترجعيش لكن خلاص كفاية قوي كدة وزي ما كنت سندك ومساعدك في كل حاجة انا اللي هقف في وشك واما اشوف انا ولا انت يا بنت عبد العزيز
أخرجه من شروده هتاف كاد يقتلع قلبه من مكانه وهو ينتفض واقفا متلقفا الحبيبة التي اندفعت لحضنه ...قطعة قلبه وروحه هدى
هدى 
_جدوووووو....انا جيت
عبد العزيز وهو يكاد يعتصرها بين يديه 
_يا روح جدو ...وحشتيني يا هدي ...وحشتيني قوي
سلمى بنبرة مفعمة بالاشتياق 
_وانا يا بابا موحشتكش
الټفت عبد العزيز لها ليضمها هي الاخرى في صدره مع هدي وكأن الاثنتين كنزه الغالي الذي لا يرغب في ابتعاد أحدهما عن مكانهما في قلبه 
_وحشتيني يا بنتي ...كدة بردو يا سلمى كل ده غياب وسيباني لوحدي كدة
سلمى 
_خلاص يا بابا اديني جيت اهو انا وهدي وهنقعد معاك كام يوم قبل رحلتنا الجديدة
عبد العزيز وهويضع هدى في الارض ببطء متجهم الوجه 
_نعم !!! كام يوم يعني ايه انت هتسافري تاني 
سلمى بتوتر فهي تعرف جيدا رفض والدها لمشروعها والحاحه الذي بدأيظهر جديد ويزيد تدريجيا في العودة لحياتها الطبيعية من جديد ولكنه لايعلم ان شغلها أصبح كل حياتها والبديل يعني المۏت لها فوجهت كلامها لهدى 
_هدهد يالا روحي حبيبتي على اوضتك غيري هدومك على ما اجهزلك العشا
هدى بطاعة 
_حاضر عن اذنك يا جدو
وانطلقت لتنفذ ما أمرتها به والدتها في حين التفتت سلمى لذلك الغاضب منها ومن تصرفاتها التي ماعادت تعجبه تحاول قدر استطاعتها احتواء غضبه الذي ان خرج من عقاله لن تنجى لا هي ولا فريقها ولا مشروعها بأكمله فتحدثت بهدوء ينافي طبيعتها الشرسة 
_بابا حضرتك عارف طبيعة شغلي ودي مش أول مرة أسافر
عبد العزيز بضيق بالغ 
_وبعدين يا سلمى وأخرة كدة ايه هتعيشي حياتك كدة على طول من غير استقرار
سلمى بهدوء وتعب 
_بابا انا كدة مرتاحة جدا وحياتي مستقرة والحمد لله ..من فضلك بلاش تفتح الموضوع اياه لاني مش قادرة للنقاش والمناهدة دلوقتي
عبد العزيز بهدوء غريب عليه 
_ماشي ياسلمى ...روحي ارتاحي وبعدين نتكلم
فأومأت برأسها وانطلقت لغرفتها وهي تعلم في قرارة نفسها أن طبيعة والدها التي لا تمت للهدوء بصلة وتتنافي مع هدوءه معها الان لا يعني الا أمر واحد فقط وهي أبدا لن تطيعه ولن تستحق لقب لبؤة المحاماة في محافظتها ان سمحت له بتنفيذه ....
في حين ردد عبد العزيز لنفسه 
_خلي
بالك اجازتك المرة دي يا سلمى غير كل مرة ويا انا يا انت يا بنت عبد العزيز
واسرع لهاتفه يطلب عدة ارقام ويستمع 
_السلام عليكم
فاطمة 
_وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يا حاج ..وازي سلمى وهدى
عبد العزيز 
_الحمد لله يا حاجة في فضل ونعمة ..اخبارك انت ايه 
فاطمة 
_رضا من عند ربنا الحمد لله
عبد العزيز 
_صحيح يا حاجة انا كنت رحت النهاردة ازور أدهم في بيته بس ملقتش حد هم الجماعة فين
فاطمة 
_سافروا القاهرة ياحاج...أدهم كلمني وقالي ان فيه مشاكل حصلت في شركتهم وكان لازم كلهم يرجعوا بسرعة على هناك
عبد العزيز بتعجب وضيق 
_سافروا من غير ما حد يقولي !!
فاطمة 
_اللي حسيته يا حاج ان فيه كفى الله الشړ مصېبة كبيرة كانت هتقع وكان لازم كلهم يسافروا فجأة كدة بس متقلقش أدهم قالي انه يومين ثلاثة بالكثير وهيرجع
عبد العزيز 
_خير يا حاجة فاطمة ربنا يهديله الحال والله انا حبيته زي ما يكون ابني
فاطمة بتصديق 
_عندك حق يا حاج والله الواد أدهم ده بيدخل القلب على طول ربنا ينجيه ويكتب له الخير
وانتهت المكالمة وعبد العزيز يكاد ينفجر من غضبه لسفر أدهم في الوقت الذي يحتاجه بشده
جلس شارد يدعو الله ويبتهل اليه ان تمر تلك الليلة على خير لا ينكر ابدا انه يشتاق اليها لقد مر على غيابه
تم نسخ الرابط