رواية لميس الجزء الثالث
المحتويات
عنها اكثر من شهرين ولكن رغم حبه الشديد لها الا انه يخشى ظهورها يعلم تمام العلم انها لن ترحمهم وخاصة اليتيمة مها والتي لن يسمح ابدا بخروجها من تحت جناحه انها أمانه اخيه الراحل والتي ابدا لن يفرط فيها حتى لو على حساب قلبه وعشقه لها
عاد من شروده على اندفاع رقية لحضنه تحتضنه بقوة ولهاث وكأنها كانت تجري من فرط انفعالها الذي غلبها وغلب برودها الذي تحتمي به منه حتى لا تظهر بالضعيفة أمامه يكفيها ما فعل بها ضعفها أمام والدته منذ سنين وما نالته من اهانة اجبرتها ان ټدفن قلبها تحت طائل من الجليد متسلحة به امام مشاعره الفياضة والتي لم يبخل عليها بها يوما
_حمد الله على السلامة يا ابراهيم...وحشتني قوي ايه الغيبة دي كلها
ابراهيم وهو يضمها بين ذراعيه
_الله يسلمك يا رقية انت كمان وحشتيني قوي ...طمنيني عنك
رقية بابتسامة بعد ان ابتعدت عنه وتمالكت انفاسها
_انا الحمد لله بخير ...احم امال فين أحمد ...ده وحشني قوي وانا عملاله مفاجأة هتفرحه قوي
_أحمد ....إيه ...هو أصل ....يعني
رقية بسعادة
_اكيد في اوضته ..انا هروح اشوفه وافرحه بنفسي
صاح بها ابراهيم محاولا جذب اتنباهها
_استني يارقية ...اسمعيني بس
ولكنها لم تنتظر بل اندفعت تجاه غرفة ولدها وطرقت الباب طرقتين ثم سارعت بفتحه لتفاجأ بما جمد الډماء في عروقها وجعلها تشهق پعنف وهي ترجع للخلف پصدمة واضعة يدها على فمها كاتمة صړخة كادت تخرج منها .
انتفضت مها من غفوتها على صوت الطرقات التي اعقبها فتح الباب لتجذب الغطاء اليها وهي تنتفض رهبة وړعب محاولة التبرير وهي تتلعثم
_أنا ....أنا ....كنت
رقية صاړخة بقوة وڠضب
فقاطعها ظهور أحمد الذي خرج مندفعا من حمامه على اثر الصړاخ لا يرتدي الا بنطال منامته وصدره عاري تماما وشعره يقطر ماء
_ماما ....مها مراتي
شعرت رقية بالغدر كيف يتزوج ابنها دون علمها وبتلك الطريقة كيف يحدث ذلك دون رأيها وهي التي ظلت طوال شهرين متكاملين ترتب له زيجة ترفعه لاعلى مستوى كيف الجميع يتخطاها بذلك الشكل المهين وكأنها لا تفرق معهم لكن لا لن تكون رقية اذا لم ترجع كل شيء لوضعه كما كانت تخطط بالظبط
_انت بتكذب اكيد ...ازاي ده يحصل من غير ما اعرف وامتى حصل
أحمد محاولا تهدئتها
_اهدي يا ماما بالله عليكي وانا هفهمك كل حاجة
مها بعد ان ارتدت عباءتها السوداء وحجابها وبدموع
_والله يا طنط ...
فقاطعتها رقية بشراسة
_انت تخرسي خالص ...كفاية انك ضحكتي على ابني وخدتيه ....طب اعملي حساب لابوكي اللي لسة مكملش سنة مېت ...ايه ما صدقتي ..ولا كنت عاوزاه يداري على مصيبتك يا ...
_رقيييية ....ولا كلمة زيادة انتهينا اتفضلي قدامي
رقية بتحدي وصړاخ جذب أدهم
_لا يا ابراهيم مها هي اللي هتخرج من بيتي ودلوقتي حالا
أدهم محاولا تهدئتها
_يا ماما اهدي مينفعش اللي بتعمليه ده
التفتت اليه رقية پغضب كان كالغشاوة على عينيها وقلبها وحواسها
_انت بالذات متتكلمش خالص ....انت مش بعدت ونسيت ان ليك أهل ...خلاص ارجع من مطرح ماجيت
أدهم بذهول مخلوط بالألم
_انت بتطرديني يا ماما
ابراهيم باندفاع
_اعقل يا أدهم امك متقصدش ..وانت يا رقية اهدي بقى وخلي يومك يعدي على خير والا والله ما هيحصل طيب
مها پقهر
_لا يا عمي انا هخرج من هنا حالا
أحمد بضيق
_انت اټجننتي يا مها تخرجي تروحي فين
ابراهيم بانفعال
_محدش هيخرج من هنا وانا كبير العيلة دي واللي اقوله يمشي على رقبة الكل
رقية بتحدي
_واذا قلتلك ياكبير العيلة يا أنا يا مها في البيت ده هتعمل ايه
ابراهيم ناظرا اليها بتحدي هو الاخر واسوأكوابيسه يتحقق امامه ولكن لا مفر
_يبقى ....
مها مقاطعة له
_يبقى حضرتك يا طنط عن اذنكم
اندفعت مها من الممر لتهبط السلم الداخلى للفيلا بسرعة رهيبة وكأن شياطين الأرض تطاردها وكادت تصل لباب الفيلا ولكنها وجدت أدهم يسد عليها الطريق بجسده في الوقت الذي اسرع فيه أحمد لغرفته ليأخذ من دولابه ما تطاله يده ويرتديه على عجلة ليلحق بها
أدهم
_استني يا مها مينفعش انك تمشي من البيت كدة
مها پبكاء
_ومش هينفع طنط رقية تخرج من بيتها يا أدهم
أدهم محاولا تهدئتها
_طب اهدي و....
قاطعه أحمد وهو يجذبها من ذراعها لتستقر داخل حضنه
_ده بيتك يا مچنونة ...طول ما انا موجود انت معايا فين ما اكون ...انت لوسبتيني اموت يا مها ....
مها مقاطعة بنوبات شهقات عالية
_بعد الشړ عليك ...عشان خاطري معنتش تقول كدة يا أحمد ....أنا كل .....
_رب ضرة نافعة يا دكتور
أحمد بقلق
_طمني يا أدهم الله يكرمك ...اوديها المستشفى
أدهم
_اهدى يابني ...هو فيه اب اعصابه فلته كدة
أحمد بتعجب وكأنه يتذوق الكلمة
_أب ....أب ...أنا ....ادهم انت بتتكلم بجد
أدهم
_اه والله شوفت خلاص هبقى عم
ياسمين التي جاءت على هرجلة احمد ومها وادهم ولم تسمع من السابق أي شيء
_في ايه مالها مها
ادهم ضاحكا
_انت لسة فاكرة ...ولا
حاجة ياستي هتبقي عمتو يامفعوصة
ياسمين بسعادة وهي تنطلق للسلم
_اللله ...هتبقى اب يا أحمد ..الحمد لله ..ده بابا وماما هيفرحوا قوي
لحظات وبدأت مها في فتح عيونها ببطء مشوشة الرؤية والعقل
أحمد بلهفة
_حمد الله على السلامة حبيبتي
مها وهي تحاول حجب الضوء عن عينيها
_ايه اللي حصل
أحمد بحب
_هتبقي ماما يا مها ..انت حامل ...لسة بردوا عاوزة تسبيني
دون تردد كانت مها تحاوط بطنها بيديها وكأنها تريد حماية جنينها وهي تشهق بالبكاء
_غصب عني يا احمد
أدهم متدخلا بمرح
_لا بقول ايه ...مينفعش كدة...انا مش عاوز ابن اخويا نكدي ...لا والله هضربكوا انتوا الاتنين
فابتسمت مها رغم دموعها لذلك الاخ الذي انعم الله به عليها في حين ضحك أحمد وهو يحمد الله على نعمة الاخ والسند ونعمة الابن والولد
في الوقت الذي مازال ابراهيم مع رقية في الممر يحاول التفاهم معها برغم اعصابه الثائرة من غضبه الجامح من تصرفاتها التي خرجت عن الحد والمنطق
ابراهيم
_انت عاوزة ايه يا رقية
رقية پغضب
_عاوزة ابني ...ازاي تجوزوا من غير ما تقولي ...هو انا مش امه
ابراهيم محاولا التمسك باخر ذرات هدوءه
_ابنك بيحبها انا ما غصبتش عليه
رقية
_ولو بردوا هيطلقها وهيجوز اللي انا اخترتها
ابراهيم بتحدي
_مش هيحصل يا رقية واعلى ما في خيلك اركبيه
قاطعت ردها عليه انطلاق ياسمين نحوهم تهتف بمرح وسعادة
_بابا ...ماما ....مها حامل هتبقوا جدوا وتيته
ابراهيم بارتياح
_يافرج الله ...اللهم لك الحمد
رقية پصدمة
_ايه ازاي ...دي مصېبة ...هو اتجوز امتى
تركها ابراهيم ولم يكلف نفسه عناء الرد عليها واتجه لابنائه في الدور الارضي
ابراهيم
_مبروك يا أحمد مبروك يا مها ...ربنا يكملك على خير يا بنتي
رقية پغضب
_مش هيحصل يا ابراهيم ...الحمل ده مش من أحمد ....تروح تشوف مين ابو ابنها
ذهول وصدمة جمدت الجميع ماعدا واحد انفلت غضبه الذي كان يحاول السيطرة عليه من عقاله وتحكمت به ذكرياته فانطلق بكلماته كالسهم الخارق لصدر رقية
_كفاااااية ....كفاااية بقى .....حرام عليكي انت ايه ....ډمرتي حياتي زمان وكرهتيني في الدنيا كلها ودلوقتي جه الدور على احمد ومها يشوفو قسوتك ....انت لا يمكن تكوني امنا ابدا
ان كان ما فات كان صدمة وذهول فالان توقف الجميع عن التنفس وبردت اطرافهم وتوقفت عقولهم عن التفكير وهذا بالطبع بعد ردة فعل رقية على ادهم والتي لم يتوقعها أحد
حيث خرج ڠضبها هي الاخرى عن حدوده فهوت بيدها على وجه ادهم بصڤعة مدوية ارجعته خطوة للخلف فتعثر باحدى التحف ليسقط ارضا وهو ينظر اليها وكأن الزمن توقف به كليا وتوقف معه عقله عن العمل أتلك أمه نبض قلبه وروحه التي كان يعشقها ونال بسبب عشقه لها ما نال كاد يفقد حياته بسببها ولم يذكرها يوما انها السبب في ضياعه
ان كان ماشعر به ادهم في تلك اللحظة هو الالم فان رقية شعرت بالمۏت يتسرب بين حنايا قلبها وهي تكمل معزوفة مۏتها بان همت بجذبه من قبة قميصة بقوة لا تدري كيف امتلكتها ليطاوعها ادهم وهو يقف على قدميه لتجذبه معها حتى بابا المنزل وتفتحه وتلقي به في الخارج صاړخة به
_طالما انا مش امك يبقى مشوفش وشك هنا تاني برااااا
واغلقت الباب خلفه بقوة وصدرها يعلو ويهبط من قسۏة مامرت به ولم تفق من غشاوتها الاعلى صوت ابراهيم صارخا بها
_انت اټجننتي
فنظرت له كمن سلب عقلها ثم اتسعت عينيها فجأة وضړبتها الحقيقة في الصميم لتصرخ بكلمة كانت الناهية لها
_أدهممممممممم
مجرد ان اغلقت الباب خلفه خرج احمد من جموده وانطلق على اثره ليحاول اللحاق به كما اندفعت معه ياسمين هي الاخرى وهي تبكي بمرارة ولكنه اختفى اخذ احمد سيارته وحاول اللحاق به لكن لم تمر لحظات حتى دق هاتفه برقم مها فسارع بالرد ليصله بكائها هي الاخر تستنجد به فلقد سقطت رقية فاقدة للوعي عقب صړختها باسم ادهم والذي علمت وقتها انها حقا فقدته فلم يتحمل قلبها وانهار حاولت مها مع ابراهيم نجدتها ولكن لم يستطيعا فتصلت به مها
فغير احمد سريعا وجهته فامه تحتاجه الان اكثر من ادهم واتصل بالمستشفى لترسل له سيارة اسعاف مجهزة لاسعاف امه
أما أدهم فكان ...............
الحلقة الخامسة عشر
مر اسبوع وحياة الجميع من سيء لأسوء رقية لازمت غرفة العناية المركزة لسوء حالتها والتي قاربت فيها على المۏت بعد اصابتها بذبحة صدرية كادت تودي بحياتها
أما إبراهيم فكان ألمه مضاعف رغم ثباته أمام الجميع الا انه كان يتألم ويكاد صدره ېحترق ألما على ابنه وضميره أدهم كما كان يلقبه وكذلك رفيقه دربه وحبيبة عمره رقية يعلم انها مخطئة ولكنها ليست الوحيدة فهناك جانب من الخطأ يقع عليه لخذلانه لها سابقا وسلبيته أمام تسلط أمه ما جعلها تغيرت لتلك الصورة البشعة من التسلط والتحكم
وهناك يقبع الثنائي أصحاب المشكلة الأساسيين والتي لا يعلمان حتى الان ما مصيرهما أحمد يحاول التماسك لمساندة الجميع وخاصة مها وهو من يحتاج للدعم والمساندة الان ..لكم يتمنى الان وجود أدهم معه ليسانده ويحمل معه هذا الحمل الثقيل .
وعلى الجانب الاخر كانت مها التي اصبحت شاردة طوال الوقت تحاول التوصل لحل يرضي الجميع قبل ان تقذف بها رقية الى الشارع لتواجه اسوأكوابيسها والتي حذرها منها والدها ..وياليته كان هنا .
وهناك كان الثنائي الحالم برغم الۏجع في بعد الغالي ومرض الام الا ان يوسف كان نعم السند والعوض لياسمين الذي لم يتخلى عنها دقيقة واحدة منذ هذا الحاډث الأليم .
_اعمل ايه بس اتصرف ازاي بقاله اسبوع لا بياكل ولا بيشرب غير بالعافية ومش راضي انه يتكلم ولاحتى يخليني اعرف حد انه عندي طب اعمل ايه قلبي وجعني عليه
متابعة القراءة