رواية لميس الجزء الثالث
المحتويات
قوي ...حلها ياارب من عندك
هكذا حدثت فاطمة نفسها وهي تعد الفطور لأدهم القابع عندها منذ ذلك اليوم المشئوم وهي لا تدري مابه ..فوجئت به يطرق بابها فجرا وهو لا يشعر بأحد وكأنه في عالم اخر جلس لديها ناسيا كل من حوله زاهدا في كل شيء حتى الطعام والشراب لا يأخذ منه الا ما يجعله على قيد الحياة
تنهدت فاطمة بتعب وهي تفكر في طريقة تجعله يتكلم بها فهو لن يخرج من حالته تلك الا اذا أخرج ذلك الهم الجاثم فوق صدره ليرتاح
_صباح الخير على اللي تعبني
انتبه لها أدهم وابتسم بشحوب هامسا
_صباح الخير يا ماما
فاطمة وهي تضع صينية الاكل أمامه
_يا لا عشان نفطر انا مستنياك تصحا عشان نفطر سوى
أدهم بضيق
_ماليش نفس افطري انت يا ماما
فاطمة متصنعة الڠضب
_واد يا أدهم اوعى تكون مفكرني كبرت وعجزت ومش هقدر عليك ...كل بالذوق بدل ما اقوم اضربك وهتاكل بالعافية ..ها قلت ايه
_لا خلاص والله ما انت قايمة هاكل طيب
فضحكت فاطمة هي الاخرى مستبشرة خير بضحكه
_أيوة كدة اضحك ..وسيبها لله ...ربنا يحلي أيامك ويسعد قلبك
فأخفض أدهم رأسه متهربا من عينيها حتى لا ترى ألمه الذي ارتسم سريعا في عينيه وهو يتذكر والدته والتي تمنى هذا الدعاء منها ولكن
للاسف لم يصله منها الا الألم والۏجع واخيرا الصڤعة
_ادهم
تنبه لها فرد بهدوء
_نعم يا ماما
فاطمة بهدوء
_مش هتحكيلي مالك
أدهم متهربا
_مفيش داعي أوجعك كفاية ۏجعي أنا
فاطمة
_حبيبي انا زي أمك
اندفع أدهم هادرا
_لا مش زي أمي ....متقوليش كدة تاني
انتفضت فاطمة من صراخه وتوجست من عنفه لكنه الټفت اليها ليكمل بنيرة محملة بأطنان من الألم
قامت اليه فاطمة رابته على كتفه بحنان اموي
_طيب اهدى واقعد وصلي على النبي .....احكيلي يا أدهم على اللي حصل فضفض يا بني وخليني اشيل معاك من حملك
الټفت اليها أدهم وملامحه تحمل كل معاني الألم وعينيه تغشاهما دموع القهر ولكن تحبسها عن الهطول رجولته التي اندهست من قبل تحت أقدام من لا تستحق
_ااااااه......
وكور قبضة يده ليهبط بها على صدره موضع قلبه پعنف وهو ېصرخ لها
_قلبي اتكسر مرتين بسببها ....ده بيوجعني قوي ..قوي يا ماما ....ااااه ..لو يقف عن النبض ويريحني
فسارعت فاطمة كتسارع دموعها لتضمه لصدرها وهي تصرخ به
_اسكت بعد الشړ عليك ...ربنا يحفظك ليا
جلس على مائدة الفطور ينتظر ابنته وحفيدته ليفطرا معه لحظات وجاءت سلمى تحمل حقيبة سفرها فانتفض عبد العزيز من مكانه
سلمى بتوجس من ردة فعله
صباح الخير يا بابا
عبد العزيز بتجهم
_صباح النور ...رايحة فين ياسلمى
سلمى بتوتر
_على فين يعني يا بابا على شغلي
عبد العزيز بضيق
_وبعدين يا سلمى ..انا سايبك براحتك سنين ..بس خلاص انا فاض بيا
سلمى بهدوء
_لو سمحت يا بابا ..انا متأخرة ولازم اخرج
عبد العزيز
_والمرة دي على فين العزم ان شاء الله
سلمى
_على اسيوط ان شاء الرحمن ..عندنا هناك 6 قضايا ادعيلي يا بابا
عبد العزيز بتعب
_أنا بدعيلك بالهداية وان ربنا ينور بصيرتك وتبصي لنفسك شوية ...يا بنتي انت مش هتصلحي الكون ...كفاية لحد كدة
سلمى
_بابا من فضلك لما ارجع نبقى نتكلم
عبد العزيز
_وهترجعي امتى ان شاء الله
سلمى
_مش عارفة ..عموما متقلقش عليا انا معايا الفريق بتاعي وهبقى اكلمك على طول اطمنك ...اشوف وشك بخير يا حبيبي
وقبلته على وجنته وهمت ان تخرج فاوقفها صوته المتعجب
_مش هتسلمي على بنتك يا سلمى
سلمى بدموع متحجرة
_مش هقدر يا بابا ..ابقى انت بوسهالي ...عن اذنك
واندفعت سلمى لتخرج قبل ان يضعف قلبها وتعود لهدى حياتها مرة اخرى ....وتقابلت مع فريقها النسائي رشا سحر مروة واتجهن جميعا لممارسة عملهن في محافظة أسيوط
تنفست فاطمة الصعداء وهي ترى أدهم قد بدأيهدأ رويدا رويدا بعد ان أجبرته على احتساء عصير الليمون الذي صارعت باعداه من أجله
فاطمة بهدوء
_أدهم
رفع اليها انظاره وهويسألها بهدوء طفل صغير يطلب الحماية من أمه
_عندك استعداد تسمعيني
فأومأت برأسها وهي تجلس بجانبه فزفر هو بضيق مما سيحكيه ثم بدأبهدوء يحكي لها ماحدث في الفيلا في ذلك اليوم وما تعرضت له مها من والدته وما قاله واخيرا ما ناله من رقية
فنظرت له فاطمة تحاول كبت جماح ڠضبها منه ومن أمه في تعديهم على تلك الضعيفة اليتيمة مها
_ممكن تسمعني بهدوء ومن غير عصبية
فسكت أدهم متنهدا بضيق وهو يعلم تمام العلم انها ستحمله اسباب تلك الکاړثة
فاطمة بهدوء متوتر
_اولا والدتك غلطانة جدا وكان لازم والدك واخوك يوقفوها عند حدها
ثانيا انا مش فاهمة هي پتكره مها ليه دي البنت طيبة وغلبانة ليه الافترا ده
زفرت بضيق وهي تكمل
_عموما كل ده انا معترفة بيه بس فيه حاجة مهمة
مهما حصل مكنش المفروض ابدا انك تنفعل على والدتك وتقول لها الكلام ده يا بني دي امك بردو
فانفعل ادهم
_لا متقلقيش حضرتك هي مش بيفرق معاها انها امي او لا
فاطمة محاولة امتصاص غضبه
_طب ماشي هي قاسېة انا معاك بس ليه انت اللي انفعلت بالطريقة دي برغم وجود ابوك واحمد وانا واثقة انهم مكنوش هيسكتوا ابدا
أدهم بغموض
_عشان انا اكتر واحد عارف تفكيرها وعارف انهم في الاخر هيرضخوا لطلبها
فاطمة باندفاع
_وانت مين قالك دخلت في علم الغيب
أدهم بضحكة ساخرة مؤلمة
_لا عشان مجرب قسۏتها دي وتحكمها واللي كان نهايته اني كنت نزيل في المستشفى عند اخويا ...مريض نفسي
اتسعت عيني فاطمة مما تسمع والصدمة جعلتها صامتة للحظات حتى انتبهت من شرودها على أدهم وهو يضحك ضحكة صاخبة تحمل كل انواع المرار بداخلها
_شوفتي اټصدمتي ازاي ....هي بقى ولا اتأثرت وجاية تكمل على مها واحمد بنفس الطريقة
ابتلعت فاطمة ريقها بتوتر وهي عاجزة عن الاستيعاب ولكن عاجلها أدهم بان القى بجسده على الفراش ووضع يده على عينيه وكأنه في حالة نوم هامسا
_ارجوكي يا ماما سبيني ...محتاج اناام
قامت فاطمة من جلستها پغضب تلبسها على ذلك الشاب الذي يبدو انه عانى الامرين من تلك الام الظالمة وهدرت به
_لا لا مش هتنام
واتبعت كلامها بان جذبته من يده ليجلس امامها وهو تتحدث بجدية
_لازم تتكلم وترمي الحمل اللي على اكتافك ده ورا ظهرك
اتكلم واحكيلي يمكن ترتاح
زفر ادهم بضيق وهو يعاود الاستلقاء لنفس وضعه السابق فقامت من مكانها وعندما همت ان تخرج من الغرفة سمعته بدأ يحكي ما حدث له من عام ......
فعادت وجلست تسمع بانتباه ....
flash back
عاد أدهم لارض الوطن بعد غياب شهرين كان في السعودية لامرين احدهما كان اداء العمرة شكرا لله على توفيقه في الحصول على رسالة الماجستيروالامر الثاني كان زيارة الدكتور طارق العريني صاحب المركز الطبي العالمي بالسعودية وعرض عليه ادهم ابحاثه في القضاء على مرض يدعى جرثومة المعدةقلب الرفاعي بقلمي لميس عبد الوهاب والتي انبهر بها الدكتور طارق وقرر فورا مشاركة ادهم بها على ان يعمل لديه هناك فوافق ادهم على المشاركة ولانتفاع بالابحاث دون وجوده وذلك ما ادهش الدكتور طارق انه لم يستغل الفرصة ليشترط عليه وانما كان بالغ هدفه هو تخفيف الالم عن المرضى وخاصة بعد ان تم رفض ابحاثه في مصر بدعوى الروتين وضرورة احترام المناصب وهذا لم يكن ابدا الا نوع من الغيرة والحقد الاعمى تلبس رؤسائه في الجامعة وبعد اصرار من الدكتور طارق وافق ادهم مرغم على تحويل نسبة من الارباح السنوية للمركز له
مجرد ان خطى ادهم لداخل الفيلا سارع الجميع اليه لاشتياقهم اليه الا رقية التي سلمت عليه وضمته وهي تهتف به
_حضرتلك مفاجأة انا واثقة انها هتعجبك جدا
أدهم ضاحكا
_ماما كل مفاجائتك عرايس وانا مش هتجوز بالطريقة دي
رقية هاتفة بضيق
_معتش ينفع انا كلمت ام البنت وخدت منهم ميعاد يوم الجمعة الجاية
انفعل ابراهيم
_والله عال يا ست رقية بتصرفي من دماغك وكأني مت مش كدة
رقية پغضب
_ابنك بيماطل ولو كنت استنيت كان ممكن البنت تروح من ادينا دي فرصة انت عارف ابوها مين
أدهم مقاطعا پغضب
_وانا هتجوز ابوها ...ازاي يعني تاخدي خطوة زي دي من غير ما اعرف يا ماما
إبراهيم مكملا بسخرية
_لا ما احنا مالناش لازمة عند الست والدتك
عموما ابقي اتفضلي روحي ميعادك لوحدك لا انا ولا ابنك جاييين وابقي شوفي هتقوليلهم ايه
رقية پغضب جامح
_والله يا ابراهيم لو عملتوا كدة لاكون سيبالكم البيت ومش هتعرفوا طريقي ابدا
ابراهيم بتحدي
_طب فكري بس تعملي كدة عشان اقټلك بايدي و....
أحمد هاتفا
_يا جماعة اهدوا شوية في ايه ..وانت يا أدهم روح وشوفها يا أخي مش يمكن تعجبك
ونظر لادهم نظرة مفادها ارجوك حجم انفعالهم بكلمة منك
فزفر ادهم بضيق
_عندك حق يا أحمد ...انا هروح واشوف يمكن فعلا تعجبني
واتبع كلماته بمرح مصطنع
_وانا واثق في ذوق سيدة الذوق الراقي رقية هانم الرفاعي
فتنهد ابراهيم بتعب وهو يعلم سبب قبول ادهم وهذا ما اتعبه ولكنه اضطر للقبول مرغما كما ابنه حتى لا تنفذ المچنونة ټهديدها
هذا في الوقت الذي اندفعت فيه رقية بحماس تعدد صفات تلك الفتاة والتي لن يجدها عند غيرها من البنات مهما بحث فيكفي والدها اكبر رجل اعمال في مصر بل وفي العالم العربي كله
وهذا مالم يسمع منه ادهم كلمه وهو يدعو بداخله ان يرزقه الله الصبر والبصيرة والحكمة ليتعامل مع ذلك الموقف بحكمة دون چرح والدته .
مر الوقت سريعا وتلك الجلسة والتي اجبرتهم فيها رقية على قراءة الفاتحة وتحديد ميعاد الخطوبة والتي اصر والد الفتاة انها عقد قران لانه انسان محافظ جدا ولا يعترف بمسمى الخطوبة وحدث ما كان ورضى ادهم بالټضحية به في سبيل اسعاد امه والتي لم تكلف خاطرها لتستعلم جيدا عن الفتاة واكتفت بكلمات من بعض عضوات النادي التي ترتاده يوميا
وبعد شهور من تلك الخطبة السريعة انكشف كل شيء امام ادهم ووالده فالرجل برغم غناه الفاحش كان شديد البخل حتى على أهل بيته وهذا ظهر جليا من طلبات الفتاة لادهم التي لا تتوانى عنها كأحدث هاتف مثله وأحدث لاب مثله وأخيرا أحدث سيارة ولكن أدهم تمهل في طلبها الاخير واقنعها انه سيشتري لها السيارة بعد زواجهم كهدية للزواج امتعضت ولم ترد
اما ابراهيم فعندما علم كل ذلك عن ذلك الرجل وابنته التي اضاعت نصف رصيد ولده في البنك في شهور قليلة طلب من ادهم ان يتركها فهي لا تشبع ولا تتوانى عنه وكأنه اصبح البنك الخاص بها ولكن أدهم رفض واقنع والده انها ليس ذنب في ذلك انما السبب هو شح والدها وانه سيحاول بعد الزواج ان يحجم من كم طلباتها تلك باللين والحب وليس بالقسۏة والعڼف الذي ينتهجهم والدها مع اهل بيته
مرت الايام وبدأ ادهم في تجهيز شقته بكامل تجهيزاتها دون تدخل احد فقط هو وزيزي
متابعة القراءة