رواية لميس الجزء الرابع

موقع أيام نيوز

بدأ يعود لوضعه الطبيعي بسماع مريضهم لصوت ابنه الغالي وضميره المتيقظ دوما ادهم 
عندما اطمأن ادهم على وضعه وبدأ الاطباء في نقلة لغرفة عادية ساعدهم ومن ثم ارسل ليطمئن الجميع على وضعه وما هي سوى لحظات كانت غرفة ابراهيم مملوءة بهم كلهم ياسمين ومها منكبتين عليه كل واحدة من جهه تقبل يده بدموعها ورقية جلست على احد المقاعد باخر الغرفة يوسف واحمد وادهم يقفون عند الباب منتظرين هدوء الفتاتين ليتحدثوا اليه وعندما طالت المدة جذب كل واحد منهم من تخصه لاخر الغرفة حتى لا يتعب اكثر 
اما ابراهيم تحدث هامسا مع الجميع ولكن نظره كان معلق على اثنين الاولى عتاب والم لرفيقه دربه والاخرى حب واشتياق للغالي حتى همس 
_ادهم 
فاسرع اليه ادهم رابتا على يده بحنان 
_انا معاك يا بابا متتكلمش ارتاح عشان خاطري
فهمس ابراهيم بما لا يسمعه احد 
_حقك عليا يا بني ...مقدرتش ادافع عنك واجيبلك حقك بس ...
فقاطعه ادهم هامسا هو الاخر 
_بابا انت عارف انك قوتي وحمايتي يكفيني وجودك في حياتي ....عشان خاطري يا بابا خلي بالك من صحتك علشانا كلنا .....انا هروح دلوقتي وهجيلك بكرة الصبح باذن الله
فشدد ابراهيم على يده اكثر هامسا بتعب 
_لا متسبنيش يا بني انت عارف ان انت ضميري ...انا مش عايزك تبعد تاني علشان خاطري
فربت ادهم على يده مهدئا اياه 
_بابا انت محتاج ترتاح ....نام دلوقتي والصبح باذن الله هكون عندك ونتكلم براحتنا
اضطر ابراهيم للموافقة على كلامه بعدما بدأ سريان الادوية المهدئة في عروقه فدفعته للنوم واستغل ادهم تلك الفرصة ليخرج من المستشفى سريعا فهو لا يريد المواجهه مع احد 
لكنه تفاجأ بمن يجذبه من ذراعه فالټفت ليجد يوسف امامه 
_انت رايح فين 
ادهم بهدوء 
_هروح ارتاح في أي فندق وهكون هنا الصبح ان شاء الله
فشدد يوسف على يده قائلا 
_لا مفيش فنادق ...انت هتيجي معايا تبات عندي والصبح هنيجي سوى 
أدهم بتعب 
_يا يوسف ....
يوسف مقاطعا بقوة 
_مفيش يوسف قدامي من سكات 
فابتسم ادهم من تصرفات هذا العنيد الذي يشبه كثيرا عنيدته الصغيرة واضطر ان يستسلم له ولكن لم يخطو خطوتين حتى نادى عليهما احمد ليقفا له 
احمد 
_ادهم استنى انا عايزك 
يوسف 
_انا هسبق على العربية وهستناك فيها يا ادهم ...بعد اذنكم
ادهم 
_نعم 
احمد 
_انت زعلان مني يا ادهم 
ادهم ببرود 
_لا ابدا وهزعل من سيادتك ليه 
احمد پغضب 
_في ايه ما تتكلم عدل
ادهم پغضب 
_عايزني اتكلم اقول ايه اقول اضربت واطردت من البيت واخويا الكبير واقف يتفرج عليا ومتحركش من مكانه
احمد محاولا تمالك
اعصابه 
_والله انا خرجت وراك انا وياسمين بس ماما ...
فقاطعه ادهم بحدة 
_هي دي ..ماما كلكم خايفين منها حتى لو على حسابي وايه يعني ما انا طول عمري كبش الفدا ليكم كلكم 
احمد بذهول 
_انت بتقول ايه ..انت اټجننت 
أدهم 
_لا متجننتش بس بقولك على اللي انا حاسس بيه منكم كلكم 
احمد بهدوء 
_ادهم ارجوك اسمعني وبعدين اعمل اللي انت عايزه...10 دقائق بس علشان خاطري 
تردد ادهم قليلا ولكنه سرعان ما انصاع لرغبة اخيه واتجه معه لكافتيريا المستشفى 
وبدا احمد في سرد تفاصيل ما حدث يوم مأساته وما حدث لرقية بعد خروجه فاندفع سائلا بقلق 
_ازاي ماما تصاب بذبحة صدرية ومحدش يبلغني طب هي حالتها ايه طمني يا احمد ارجوك 
احمد بهدوء 
_اطمن الحمد لله عدت على خير..وصحتها اتحسنت ما انت لسة شايفها فوق وده اللي اخرني اني الحققك يومها
صمت قليلا ثم اردف 
_المشكلة مش في كدة فيه کاړثة جديدة ومش عارف اتصرف فيها لوحدي 
ادهم بشك 
_والكارثة دي هي سبب حالة بابا مش كدة ولا انا غلطان 
احمد 
_لا مش غلطان فعلا هي السبب 
فزفر ادهم بضيق 
_خير في ايه تاني 
فسرد له احمد تفاصيل اخر مشاحنة حدثت مع الجميع والتي كانت احدى نتائجها مرض ابراهيم 
ادهم ساخرا 
_والله كويس ان ابوك فاق من الغيبوبة دا طلع جبل ما شاء الله انه استحمل كل ده 
احمد پغضب 
_انت بتهزر يا ادهم واحنا في المصېبة دي 
ادهم پغضب 
_والله حل المصېبة دي في ايدك ..اعتقد ان العصمة في ايدك مش في ايد الست والدتك يعني مش هي اللي هتطلق مها وبالنسبة لياسمين ملكش دعوة بيها انا هتصرف 
احمد 
_يعني ايه هتتصرف 
ادهم 
_يعني هتصرف واحلها زي ما بحل كل حاجة دايما ايه جديدة يعني
احمد 
_طب ....وانا يا ادهم اعمل ايه 
ادهم 
_انت راجل يا احمد ولازم تختار يا هايدي وامك يا مها وابنك 
احمد 
_امك مش حمل زعلة تانية دي ممكن تروح فيها 
ادهم 
_بالعقل والسياسة ممكن نحلها ..انا ممكن ....
قاطع كلامه عندما رأى والدته متجهة اليهم فانتفض واقفا واخذ هاتفه ومفاتيحه واسرع بالخروج حاولت ان تنادي عليه الا انه لم يلتفت بل اسرع بالخروج فنزلت دمعة حارة من عينها تعكس الڼار المشټعلة بقلبها على ولدها والذي دفعت كبريائها جانبا وحاولت ان تتحدث اليه لكنه لم يعطيها الفرصة فسارعت بمسح دموعها واتجهت لاحمد وجلست معه غاضبة 
_شايف اخوك العاق 
احمد بضيق 
_يا ماما ادهم مش عاق ..ادهم مجروح من اللي حصل ارجوكي اديلو شوية وقت لحد ما يهدى وينسى 
رقية بسخرية 
_حاضر يا بية أي اوامر تانية 
احمد بضيق بالغ 
_في ايه بس يا ماما ليه بتكلميني كدة
رقية پغضب 
_لاني حاسة اني مخلفتش رجالة ..خلفت شوية عيال 
احمد پغضب 
_ايه لزمة الكلام ده بس ياماما حرام عليكي انا فيا اللي مكفيني 
رقية بوضوح 
_اسمع يا احمد انا اتفقت مع الناس على كل حاجة ومش هرجع في كلامي فاهم ولا لاء 
احمد پغضب بالغ 
_يعني ايه هو بالڠصب يعني انا بحب مراتي ومش هسيبها 
رقية بهدوء 
_تمام وهما موافقين على ان مها تفضل على ذمتك مع هايدي 
احمد بتذكر 
_ايوة ...هو ده بالظبط اللي انا عايز افهمه ...ليه وافقوا على ان مها تفضل مراتي مع بنتهم 
رقية بتوتر 
_اصل ....اصل بصراحة انا قولتلهم انك اتجوزتها علشان ....تتستر عليها..بعد ....... 
احمد پصدمة وذهول 
بسسسسسس ...كفاية مش عايز اسمع انت ازاي تعملي كدة انت عندك بنت مش خاېفة كلامك ده يترد عليها
رقية پغضب 
_اخرس ...اياك تجيب سيرة اختك بنص كلمة اختك دي اشرف من الشرف 
فهب احمد واقفا هادرا بها 
_ومها مراتي واللي في بطنها ابني من لحمي ودمي وقسما بربي اللي هيجيب سيرتها بنص كلمة لاكون دفنه حي ايا كان هو مين
وتركها وغادر لوالده وهو يشعر ببركان من الچحيم يتفجر بداخله قادر على احراق هايدي وكل عائلتها ان همس احدهم بحرف على شق روحه مها اما رقية فظلت مكانها تفكر كيف يمكنها التخلص من مها ويوسف في ضړبة واحدة ليهنأ ابنائها ولا تعلم انها الخاسر الوحيد
الحلقة الثامنة عشر
يراه راقدا على الفراش ينظر لسقف الغرفة بشرود لساعات دون ان يتحرك حركة واحدة فاستقام من رقوده ملتفتا له محاولا التخفيف عنه ولو قليل
يوسف بهدوء
_وبعدين يا أدهم هتفضل ساكت كدة مش عمي ابراهيم كويس الحمد لله 
ادهم دون ان يتحرك من موضعه 
_اه الحمد لله يا يوسف 
يوسف بتوجس من ردة فعله 
_طب انت مش ناوي ترجع بقى هنا 
ادهم بابتسامة ساخرة ملتفتا له 
_ارجع فين يا يوسف 
يوسف 
_ترجع بيتك لاهلك وشغلك 
ادهم 
_لا معلش انا مرتاح كدة ...المهم خلينا فيك انت 
يوسف زافرا بضيق 
_اكيد عرفت اللي حصل 
ادهم بجدية 
_عرفت ومش عايزك تقلق انا بس عايز اتاكد منك ..انت لسة متمسك بياسمين 
يوسف پغضب 
_انت لسة بتسال يا أدهم انا ممكن احارب الدنيا بحالها عشانها 
ادهم ببتسامة 
_طيب خلاص من غير انفعال بس اهدى ومتقلقش انا هتصرف وياسمين
مش
تم نسخ الرابط