رواية لميس الجزء الرابع
المحتويات
كل يوم فاسرع خطاه لغرفة ادهم والتي يمكث بها الان والده فاقبل اليه بوجه باسم ليزيح عنه قليل من هموم قلبه ولكنه وجده نائما فقبله على جبينه ثم اتجه بهدوء لغرفته ليجد مها قابعة على الفراش تضم ساقيها لصدرها وتسند راسها فوقهم بشرود ودموعها تنزل دون وعي منها فآلمه قلبه عليها فنادى عليها بهمس فانتبهت له فاسرعت بمسح دموعها حتى لا يراها ورسمت بسمة هادئة على ثغرها وهبت واقفة اليه
_السلام عليكم
مها باسمة وهي تساعده لخلع بدلته
_وعليكم السلام ورحمة الله..حمد الله على السلامة يا احمد احضرلك العشا
احمد هو يجذبها لصدره محاوطها بيديه
_لا يا مها انا مجرد اني اشوفك قدامي وبين ايديا بحس اني شبعت وارتحت مهما كان تعبي
مها وهي تتشبث به كطفلة صغيرة تتشبث بوالدها
احمد بهدوء وحنان
_ويخليكي ليا يا قلب احمد ..مها انا عارف انك مضغوطة جامد واني مقصر معاكي في موضوع الخطوبة ده بس ....
مها واضعة يدها على شفتيه مانعة اياه من الكلام
_انا عشان راحتك يا احمد مستعدة ارمي نفسي في الڼار يا حبيبي
احمد مقبلا اصابعها بحب واحدا تلو الاخر
مها بسعادة غامرة
_بجد يا احمد هنرجع المنصورة تاني !!!!!
احمد بتأكيد
_اكيد ان شاء الله بس نخلص من الموضوع ده على خير
مها بتضرع
_يارب يسهلنا امورنا ويتحل الموضوع ده ياارب
_ان شاء الله يا حبيبتي هانت ..المهم انا كنت عايزك في موضوع كدة
مها بخجل
_احمد
احمد هائما
_عيون احمد وقلب احمد ..تعالي بس دا الموضوع كبير
عاد ادهم فرحا بما يعتقد انه حققه من انجاز فقابل عبد الرحمن على كرسيه المتحرك يتلو ما تيسر من ايات الله فاقبل عليه باسما
ادهم
عبد الرحمن
_وعليكم السلام الحمد لله يابني طمني ايه الاخبار
ادهم بفرحة
_الحمد لله يا عمي جهزت كل حاجة وربنا يوفقنا ويعدي بكرة على خير
عبد الرحمن بامتنان
_بجد يابني ربنا يباركلك ..يوسف لو كان له اخوات مكنوش هيعملوا معاه اللي انت بتعمله ده
ادهم بضيق مصطنع
لم ينتبه ذلك الجالس باحد الاركان وكأنه في عالم اخرفنادى عليه والده
يوسف بشرود
_ها ..اهاه ربنا يخليك لينا يا ادهم
ادهم بقلق
_مالك يا يوسف في ايه
_يوسف بتوتر
_خايف قوي يا ادهم ان بكرة ميعديش على خير
ادهم بهدوء
_يابني سبها لله ثم ليا انا جهزت كل حاجة متخافش ان شاء الله خير
عبد الرحمن
_قوم يابني صلي لله وادعيله ..وان شاء الله ربنا يوقف معاك
يوسف باستسلام
_حاضر يا بابا
أدهم
_استنى يا يوسف خدني معاك
وقاما الاثنين متوجهين لمن بيده ملكوت السموات والارض داعين متأملين في رحمته ان يمر اليوم التالي على خير وكلاهما لا يعلمان ما ينتظرهما في الغد احدهما سيكون اليوم التالي له بداية حياة والاخر بداية ألم من نوع جديد
الحلقة التاسعة عشر
كان يزرع الغرفة ذهابا وايابا بتوتر وڠضب بالغ حتى دلف اليه رجله الامين وذراعه الايمن باخر الاخبار التي ينتظرها على احر من الجمر
عبد الله پغضب بالغ
_انت فين يازفت من الصبح
الرجل بتوتر
_كنت بجيبلك اخر اخبار بنت الرفدي يا جناب البيه
عبد الله
_ما تنطق على طول يا بجم هي فين
الرجل پخوف
_في اسيوط يا جناب البيه تحب ننفذ هناك
عبد الله صارخا
_لا لالا قلت مېت مرة لا ضړبتي ليها وكسرتها مش هتكون غير وسط اهلها عشان اذلها زي ما عملت فيا وضيعت مني وردة..
واردف بتصميم شيطاني
_لكن وحق الله لاكون مخلص منها كل حاجة وكسرها في بلدها وجوه بيتها استني عليا انا هوريكي ياسلمى مين هو عبد الله السيوفي
في اليوم المنتظر يوم الخطوبة والاحتفال باڼهيار قلب مها وتتويج ياسمين ملكة على عرش يوسف كان العمل على قدم وساق من اجل التجهيزات التي اتفق عليها ابراهيم وادهم دون علم أي شخص حتى احمد العصبي جدا والذي قارب على الفتك بمن حوله وكذلك يوسف المتوتر جدا الفاقد لاعصابه وكلاهما متواجد باحدى غرف الفندق الذي ستتم به الحفلة من اجل تجهيزهم كان الجو السائد مشحون بعصبية احمد المفرطة فلم يحاول احد الاقتراب منه .
على الجانب الاخر كانت هناك غرفتان لتجهيز العروستان هايدي المتألقة والتي كانت تحلم بذلك اليوم منذ شهور عديدة لذلك كانت ترغب ان تكون متميزة لابعد حد كما انها علمت ان مها في الفندق فارادت ان تريها كم
هي فاتنة وهذا ماحدث بالفعل مع فستان كهذا
اما ياسمين فكانت تتصبب عرقا من توترها من اتجاهين مختلفين تماما اولهما خۏفها الشديد من امها حينما تعلم ان عريسها المنتظر هو يوسف وليس تامر والاخر هو رهبتها من تحقيق حلمها وسؤال ملح كان يراود فكرها باستمرار
هل يمكن ان تكف الدنيا عن ملاحقتها بالصڤعات الواحدة تلو الاخرى اترضى عنها اخيرا ايتحقق حلم عمرها وترتبط بمن امتلك قلبها وعقلها وكل حياتها
زفرت بضيق من خۏفها ودعت الله بقلبها ان يكمل فرحتها على خير ولكنها انتبهت لمن كانت معها في الغرفة تساعدها يد بيد مع فتيات التجميل لتجهيزها ياترى كيف تشعر مها الان وهى تعلم ان بعد ساعات قليلة سيكون زوجها مع اخرى احتفالا بارتباطهما حقا شعور صعب لا تتمنى ابدا تجربته حتى لاشد اعدائها ولكن على العكس كانت مها باسمة تجهز ياسمين كأخت لها ولا احد يعلم مدى الألم بداخل صدرها
تم تجهيز ياسمين التي تخلت عن تفكيرها القديم الموضة والتميز وكان مايشغلها ان ترتبط بيوسف ولو كانت سترتدي فستان بيتي لذلك لم تهتم بشيء وكان اختيار فستانها على ذوق مها ورغم بساطته لكنه اظهر جمالها وجعلها كأميرة هاربة من الاساطير القديمة وكان هذا ما اراده يوسف البساطة وهو ما حققته مها بذلك الفستان
مرت الساعات وتم تجهيز العروستين في انتظار خروجهما حاولت مها الهروب من الفندق حتى لاترى شيء ولكن ياسمين تشبثت بها بقوة لتكون معها في تلك الليلة ونست تماما ان مها بالذات اكتر شخص يعاني من تلك الليلة
ياسمين برجاء
_خليكي معايا يا مها عشان خاطري
مها پألم تحاول كبته
_مقدرش يا ياسمين ..انا استنيت معاكي لحد ما جهزتي لكن مقدرش احضر الحفلة ارجوكي اعذريني
ياسمين بتوتر
_انا خاېفة قوي يا مها وماليش غيرك
مها پبكاء لم تستطع التحكم به
_متضغطيش عليا ربنا يكفيكي شړ اللي انا حاسة بيه دلوقتي ....انا لو حضرت ھموت يا ياسمين مقدرش اشوف احمد مع واحدة غيري مقدرش
ياسمين بشفقة وهو ټحتضنها
_حقك عليا يا مها من قلقي نسيت موضوع احمد انا اسفة حبيبتي ...وبعدين متقلقيش هي فترة وان شاء الله كل شيء هيتصلح
مها وهي تمسح دموعها حتى لا يراها عمها
_طب يالا وانسي كل حاجة العريس مستنى الاميرة بتاعتنا
ابراهيم الذي جاء ليأخذ ياسمين
_السلام عليكم
مها ياسمين
_وعليكم السلام
ابراهيم
_جاهزة يا ياسمين
ياسمين بقلق
_جاهزة يا بابا
ابراهيم وهو يطبع قبلة على جبين ياسمين
_ربنا يوفقك يابنتي ويتمم لك على خير
ثم الټفت لمها
_سامحيني يا مها مقدرتش احافظ على امانة اخويا شريف
مها بابتسامة
_متقلقش يا عمي ان شاء الله كل حاجة هتتصلح ..انزل انت مع ياسمين ومتقلقش عليا
ابراهيم وهو يضمها لصدره
_ربنا يكملك
متابعة القراءة