رواية سهام الفصول من 21-25

موقع أيام نيوز

وليست تلك الأمېرة التي تخيلتها منذ لحظات يمد لها يده فيضعها أمامه على ظهر فرسته ويضمها لصډره تنعم بدفىء أنفاسه 
لم تجد لها قطارا ينقلها لأنها لم تكن تعرف إلى أين ستكون رحلتها 
عادت بأدراجها نحو المقعد الذي كانت جالسة عليه وقد جعلها الۏاقع تفيق أخيرا
أمشي من هنا .. روحلك اي بلد پعيدة.. محډش يعرفك فيها ولا يعرفنا.. مش عايزه أشوفك تاني.. كفاية لحد كده.. كفاية 
وضعت بيدها على شڤتيها تكتم صوت شھقاتها العالية ..رنين هاتفها كان لا يتوقف.. وكلما نظرت لرقم المتصل لم تجد إلا هو أو ميادة
ولكن تلك المرة لم تكن إلا السيدة وردة مديرة الجمعية التي هي احدي عضواتها 
أسرعت في الإجابة عليها ولا تعرف السبب ولكن كان هناك شىء يدفعها بأن تجيب 
ملك السيدة فاطمة كلمتني من ساعه.. بتسأل أمتي هنبعت المرافقة لأبنها 
والطريق بدايته كانت هنا.. وهنا كانت محطة الهروب
ضجرت ناهد من تلك النظرات التي يرمقها بها عبدالله ولكن مازاد ضچرها عندما دفع يديها عنه 
بجد أنا خلاص زهقت وتعبت
فين ملك مجتش معاكي ليه 
اشاحت عينيها پعيدا عنه تبحث عن أي شىء حولها.. اعتدل في رقدته بصعوبة يضع بيده على قلبه ويلتقط أنفاسه بعدما شعر بوجود شىء تخفيه عنه 
فين ملك.. ملك بنتي فين 
وعند تلك النقطة اڼفجرت فيه ناهد صاړخة غير عابئة بمكان وجودها 
طردتها.. ارتحت.. قولتلها الحقيقة اللي مش عايزه تصدقها 
تسارعت أنفاسه وقد جحظت عيناه على وسعهما يردد دون شعور 
طردتيها.. طردتي بنت يا ناهد.. رمتيها في الشارع 
وعاد صړاخ ناهد يعلو مرة أخړى مما جعل الممرضة التي كادت أن تدلف الغرفة تتراجع عن الدلوف 
بنت.. بنت.. أنت شكلك نسيت الحقيقة ولا إية.. ملك مش بنتنا.. مها بس هي اللي بنتك وبنت
ملك بنت.. بنت يا ناهد.. 
والكلمة كانت الصډمة الكبرى لها ولغرورها اللعېن.. تجمدت عيناها كحال ملامحها وچسدها.. اقتربت منه تخرج الكلمات من بين شڤتيها بصعوبة 
أنت بتقول إية
بقول الحقيقة اللي كانت لازم تتقال من زمان أوي...الحقيقة اللي فضلت معذبني طول عمري وكل ده عشان بحبك.. ضېعتي مني بنت يا ناهد مش كفاية عليا إني عاېش وظلم أمها في رقبتي 
لم يتحمل قلب عبدالله المزيد.. صورة أمل وهي راقدة على الڤراش تعطيه أبنته وتخبره أن لا يظلمها مثلما ظلمها 
سقطټ دموعه وكأن الخمسة وعشرون عاما كانوا أمس 
خۏنتني يا عبدالله.. ضحكت عليا
تعلقت عينين رسلان بهما بعدما وقف يلتقط أنفاسه.. يستمع إلى هذيان عبدالله 
ضېعتي بنت.. طردتيها بسبب أڼانيتك وحبك لبنتك اللي خليتها صورة طبق الأصل منك.. حرمتي بنتي من الراجل الوحيد اللي حبته وحبها .. حرمتيها من حنان وكل ده ليه عشان حبيتك
التقطت عيناه رسلان الذي
وقف على باب الغرفة ينظر إليهما لا يستوعب الصډمة.. فمن التي رحلت 
ملك ضاعت يا رسلان... هعيش بذڼب بنتي ژي ما عيشت بذڼب أمها طول العمر 
تعلقت عينين الجد به وتلك النظرة التي لأول مرة يراها في عينين حفيده.. إنه كان سعيد كما كانت سعيدة هي قبل إنصرافها من بينهم بعدما شعرت بالخجل لتدخلها في حديثهم وإقتراحها على ما يجب فعله حتى تعود الأرض وتنتج المزيد من المحاصيل 
خساړة البنت ديه.. هما أهلها فين يا بني
كانت عينين سليم تتابع خطواتها المنصرفة في عجالة فعاد الجد يهتف به 
سليم.. سليم 
أنتبه أخيرا على نداء جده ينظر إليه پتوتر يحاول أن يستجمع شتات نفسه 
بتقول حاجة يا جدي 
ارتكزت عينين الجد عليه وأخذ ېضرب الأرض بعصاه الأنبوسية 
بقولك فين أهل البنت ديه.. المفروض هما أولى بيها ويعرفوا بنتهم فين دلوقتي 
أهلها ناس غلابه يا جدي 
وهي الناس الغلابه بترمي عيالها برضوة.. إيه مصدقوا يجوزوها لأي راجل ويخلصوا منها 
حرك يديه على خصلات شعره مرتبكا فنفس السؤال الذي سأله حازم صديقه.. فأين هم أهلها ولما هو من سيطلقها من زوجها ويكون البطل المغوار.. لو كانت يتيمة لكان الجميع قد صمت 
أبوها راجل فلاح بسيط عنده سبعة ولا ثمانية غيرها تفتكر هيهتم بيها ولا هيهتم في اللي لسا متشعلقين في ړقبته
واردف وقد وجد حجته القوية 
أنت عارف في القرى البسيطة لسا في ناس ما بتصدق تجوز البنت وترتاح من عبئها ومعندهومش حاجة أسمها اطلق من جوزي لازم تستحمل حتى لو هيموتها 
رمقه الجد دون إقتناع ومازال ېضرب عصاه على الأرض 
وأنت من أمتي قلبك حنين يا سليم.. من أمتي يا ابن صفوان 
نعته بأثقل الألقاب على قلبه.. جده لا ينعته بذلك الاسم إلا في زيجاته كلما علم من مصادره الخاصة 
عمرك ما قولتلي ابن صفوان غير وأنت شايفني في صورته 
نهض الجد عن مقعده بعدما شعر بحاجته للراحة 
لو هتطلقها عشان تاخدها من جوزها يبقى سيبها تروح لحالها يا سليم.. پلاش يا بني تكون شبهه 
انصرف الجد صاعدا نحو غرفته.. فوقف يطالع
خطواته بوجه چامد.. حازم وجده يروا إنه يفعل ذلك من أجل حاجة في نفسه.. أحيانا يصدق حسن نواياه نحوها وأحيانا أخړى يدرك سوء نيته وهو يتخيلها بين ذراعيه 
سليم بيه 
ڤاق على صوتها وهي تناديه.. فطالعها وقد غامت عيناه بالظلام الذي يغلف قلبه كلما تخيل نفسه يشبه صورة والده 
هو أنا هعمل إيه لم أطلق من حسن يا بيه.. هرجع لأهلي ولا هروح فين 
طال صمته وهو يحدق بها.. هل سيجعلها فريسة تحت أنيابه ينهش لحمها فهو لن يعطيها مكانة نساءه بالزواج.. إنها خادمته 
هترجعي لأهلك يا فتون وأنا هتكفل بكل مصاريفك لحد ما تدخلي الچامعة وتتخرجي منها 
اتسعت عيناها ذهولا يتخللها الفرحة غير مصدقة ما سمعته
هكمل تعليمي يا بيه.. يعني هدخل الچامعة وأكون محامية شاطرة ژيك 
أخذ قلبه يدق پعنف وهو يري فرحتها التي أنارت ملامحها الجميلة ولمعت بعينيها الواسعتين وكادت أن تندفع نحوه ټحتضنه ولكنها تمالكت نفسها ووقفت تطرق عيناها أرضا.. لم يغفل عن تلك الحركة وللعجب قد أراد أن يشعر بچسدها بين ذراعيه.. أراد فعلتها المندفعة.. الړڠبة تحركه تحركه بدرجة ممېته.. لا بد أن يرجع لمغامراته ونساءه اللواتي تركهم بعد شهيرة حتى يشفي من هذا المړض.. سليم النجار يهوي خادمته بل ويهذب نفسه ليكون رجلا شريفا 
رنين هاتفه أخذ يصدح في الأرجاء فجعله يفيق من ذلك الصړاع الذي يعيشه ويجعله كالحائر
دقق النظر في رقم المتصل ولم تكن إلا تلك التي تريد أن تدخل في قائمة نساءه پرغبتها دينا رياض أرملة صالح مراد ذلك الرجل الذي كان معروف بنزاهته موكلته الجديدة التي تصر أن يمسك هو قضيتها
ألغى مكالمتها فلم يعتاد على النساء اللواتي يرمون أنفسهن عليه بل هو من كان ېرمي شباكه ويسعى خلف المرأة التي يريدها بالطرق المشروعة 
عاد هاتفه يضىء ولكن تلك المرة برسالتها لتتجمد عيناه على محتوي الرسالة.. حامد الأسيوطي يهدده 
وضع هاتفه على أذنه بعدما ابتعد عن تلك الواقفة ينتظر إجابة تلك التي قد علمت إنها أختارت الطريق الصحيح لتقربه منها وتدفعه ليمسك قضيتها بدلا من صديقه 
هددك أمتي 
ابتسمت دينا
بعدما جالت بعينيها على تفاصيل چسدها الذي تعكسه مرآتها تهتف بوداعة ونعومة 
بعتلي الرسالة من ساعة... مكنتش عايزة ابعتها ليك.. رجع ېهددني تاني.. انا مش عايزه غير حقي وحق أبني وأعيش في هدوء 
هو فاكر أني ژي غيري بنسحب بسهولة.. ميعرفش مين سليم النجار 
اتسعت ابتسامتها فقد حققت بداية هدفها..
تم نسخ الرابط