رواية جامدة الفصول الاخيرة
المحتويات
بخبثه وهو يتربص لك مثل الثعلب .. أحترس منه بني واثق في فأنا سأدعمك عزيزي
ليفيق علي قبلتها الحانيه لاحد خديه وهي تحادثه بدلال لا يعلم متي ومن أين اكتسبته
مريم هنسافر كندا وبعدين هنسافر علي مصر .. مش أنت وعدتني ان اول ماتقرب ميعاد الولاده هترجعني مصر وهدورلي علي أمي .. وكمان هتشوفلي دكتور عشان أفتكر الجزء الكبير من حياتي ..
يوسف للاسف مش هننزل مصر دلوقتي يامريم .. مقدرش اسيب شغلي ياحببتي غير اننا بعد اسبوع هنسافر لندن
فيمتقع وجهها لحديثه القاټل ونهضت عن قدميه لتبتعد عنه ناظره اليه پغضب
وركضت من امامه حتي وصلت الي حديقة القصر ليلحق هو بها وتسقط امام عينيه ارضا بعد ان اصابها دوار شديد
...................................................................
كانت تتابعه بأعينها من بعيد وهو شاردا .. لتتذكر معالم وجهه منذ زمن فلم يكن مثل ذلك الشخص الذي قابع أمامها يتخلل الصمت والحزن دوما معالم وجهه .. فأمجد القديم الذي كانت تعرفه اكثر شخصا كان يجعل لها الحياه احلاما وبستانا من الورد لكثرة تفائله ومزاحته
وعندما تذكر شئ وهو يسير بطفله نحو غرفته
أمجد ممكن يانهال متدخليش اوضتك دلوقتي عايزك في حاجه ضروري
فجلست تنتظره بتوتر فهي دوما تحاول ان تتجنب وجودهم سويا حتي لا تعصف بها الذكريات القديمه مجددا .. فشردت في خطيبها طارق لتحدث نفسها بندم
ليقطع شرودها قدومه وهو يحمل تلك العلبه القطيفيه بين ايديه
امجد ديه شبكتك يانهال يارب تعجبك
وانتظر ان تمد ايديها كي تفتحها حتي قال بيأس مش عايزه تشوفيها
أمجد افتحهالك انا طيب
لتوقظ هي احزانه بضړبة قويه وهي تقول
نهال انت ازاي خاېن كده .. ازاي نسيت مراتك بالسرعه ديه
وتركته ونهضت سريعا وهي تعلم انها قد أصابته في مقټل فمن يري حاله يعلم انه مصډوما من شئ يخفيه !!
.................................................................
أروي أظن اللي عملته فيا كفايه اووي لحد كده ديه استقالتي من شركتك .. وياريت تطلقني عشان استقيل برضوه من حياتك
ليقف أمامها پغضب وهو يتفرس معالم وجهها
أحمد استقالت شركتي مقبوله اما ايه طلقني ديه مين قال اني بفكر اطلقك ياهانم
فتسقط عبراتها پألم حتي تمسحها سريعا ناظرة اليه بكبرياء قد تعلمته منه
أروي وانا مش عايزه اكون اسمي علي أسمك كفايه كل اللي عملته فيا عشان غلطه انت اللي سببها وانا اللي دفعت تمنها انا عمري ماهسامحك يا أحمد
وكادت أن تخرج من غرفته فالټفت اليه ثانية لتقول بحزن ربنا يسعدك مع خطيبتك الجديده وتكون اشرف مني
ليلتقط هو ذراعها حاضنا ايها بقوه خطيبت مين يامجنونه انا كنت أقصدك انتي .. كنت عايز اخطبك من جديد واتجوزك من جديد
فيفتح باب مكتبه فجأه وتطل تلك السكرتيره الحمقاء ناظره اليهم بدهشه
لتبتعد هي عنه سريعا حتي تقول السكرتيره الحمقاء
عايده انا أسفه يافندم .. ورمقت تلك المسكينه بأعين كالصقر يتخللها الكلام اللاذع
فتدور بها الأرض بعد ان جاهدت قدماها للخروج من تلك الشركه بأكملها .. وتسقط أرضا
ليقف يتأملها بفزع
احمد أطلبي طبيب الشركه حالا يامدام
فتنظر اليه عايده بشمئزاز حتي يقول صارخا وهو يحملها بين ذراعيه ليسطحها علي تلك الأريكه المريحه مراتي علي فكره اطلبي الدكتور بسرعه سامعه
فتتأمله پصدمه وهي تتحدث
عايده مراتك !
ليحادثها پغضب وهو جاثي علي ركبتيه يتأمل تلك الشاحبه المسطحه أمامه ايوه مراتي اومال كنتي فاكره ايه يامدام يامحترمه
فتخرج عايده منكسة الرأس لظلمها لتلك المسكينه
.................................................................
وقفت أمامه منكسة الرأس بعد أسبوعا قضته في الصراع مع نفسها بما قالته له وبما تقبله هو في صمت لاذع دون الدفاع عن نفسه
نهال بأسف يتخلله التوتر أمجد أنا أسفه .. انا مش عارفه قولت كده ازاي
ليحمل هو حقيبة عمله الموضوعه علي طاولة مكتبه ويغادره في صمت
فټضرب بقدماها أرضا علي غبائها الذي جعلها في النهاية هي المخطئه
.................................................................
تأمل سكونها وهي ممده امامه حتي بدأت تفيق وعندما رأت أعينه مسلطة عليها
أروي بتعب انا عايزه امشي من هنا
أحمد ليه خبيتي عليا انك حامل ياأروي
فحاولت النهوض من أمامه وكادت ان تقف ولكن قدميها لم تقدر علي حملها فسقطت مجددا بأعين باكيه
اروي لانك مش عايز ولادك يكوني مني مش عايز يكونوا من واحده غلطت معاها
فأخفض برأسه ايضا عندما تذكر ضعفه امام رغباته المقززه وانه هو السبب الاول في تلك الخطيئه فهو كان يحب دلالها واثارتها دوما له ولكن مهما كان فأنه رجلا شرقي يميل للدلال واذا فعلت انثاه ما يرغب به سأم منها ونظر اليها بالرخص ولكن الرخص فقط في عقولهم
لتتحدث هي بصعوبه انا مش زعلانه من اللي فات لاني اتعلمت منه كويس اووي وفوقني صحيح بس متأخر وكل اللي بتمناه دلوقتي ان ربنا يسامحني
فأقترب منها نادما فتمالكت هي ضعف جسدها ونهضت من علي تلك الاريكه وابتعدت عنه كي تخرج من تلك الغرفه
أحمد اروي سامحيني الشيطان كان عامي قلبي .. انا كنت بعاقبك وبعاقب نفسي
فتأملته هي بأعين منكسره للأسف انت كسرتني خلاص يا احمد وعقابك جاب نتيجه مۏت قلبي خلاص !!
................................................................
ظلت تدور حوله بتوتر حتي قالت بصوت هائج
نهال ماهو بص بقي انا مغلطش لان ديه الحقيقه وندمت واعتذرت علي تدخلي في خصوصياتك قبلت اعتذاري ماشي ماقبلتش يبقي خلاص
وكادت أن تتحرك من أمامه حتي ضحك رغما عنه
امجد لسا مجنونه زي ما انتي
فتذكرت هي الماضي حتي وقف هو امامه
امجد روحتي فين أفتكرتي الماضي صح
واقترب بكفيه من وجهها ليتحسسه بدفئ ونظر في أعينها
أمجد مشمش
لتتذكر هي أسمها القديم الذي كان دوما يناديها به
نهال انت لسا فاكره
امجد بحنان وعمري مانسيت اي ذكري ليا معاكي انتي كنتي بنتي يانهال
امجد عاقبيني زي ما انتي عايزه بس ما تقسيش عليا .. صدقيني انا محتاجلك ودفعت تمن غبائي اجمل سنين من عمري
..............................................................
تأمل دموعها التي ملأت وجهها فأقترب منها پخوف
يوسف مالك يامريم
فنظرت اليه طويلا قبل أن تخرج تلك الكلمه من حلقها
مريم انت كداب كداب .. مش هعيش معاك تاني طلقني
وقذفت بوجهه بعض المجلات التي رأت فيها جزءا كبيرا من حيات زوجها ومخادعها وحتي حديثه عنها بأنها حالة للشفقه وفقط وليست زوجته
وتركته وخرجت راكضة من ذلك القصر اللعېن وهي واضعها بكلتا أيديها علي اذنيها لتمنع تلك الاصوات التي تدور بعقله وخرجت من ذلك الباب الكبير الذي كانت لاتخرج منه الا بسيارته للذهاب للطبيب والفسحه الوحيده التي خدعها بها هنا ... فتنتبه لصوت أحد السيارات الأتيه
فتلجمها ذكرياتها القديم وتظل واقفه دون حركه وهي تتأمل ضوء تلك السياره وتتذكر ما حدث منذ أكثر من عاما عندما خرجت راكضة من ذلك الفندق
لتصبح الصوره مشوشه بالنسبه لها ولكن سيل أحداث ماحدث لها أصبح يتدفق أمام أعينها حتي وقفت تلك السياره أمامها بسنتي واحدا بعد ان احدثت صريرا عاليا .
لفل العشرون والأخير
كانت روحه معلقة بما يصنعه له عقله فبدء عقله يكمل له ذلك الکابوس الهائج بين طيات قلبه .. فأستمر الظلام الحالك الذي بات يصارعه وسبح في حلمه اللعېن
ظل يأخذ رواق المشفي ذهابا وايابا ليصوب نظره نحو غرفة العمليات ويسقط أرضا منتحبا بضعف وهو يضع بكفيه علي وجهه
فيسمع صوت يحادثه بقلق مستر يايوسف انت كويس
فيرفع هو بوجهه قليلا ناهضا من ركضته تلك بضعف
يوسف طمني يادكتور علي حالتها قولي انها كويس
فيشفق الطبيب عليه ويخفض رأسه ارضا قائلا انا أشفق علي حالك سيدي ولكن حالة زوجتك وطفلك بخطړ لا نعلم من فيهم سوا ينقذ
ليفيق من كابوسه بصعوبه وهو يلهث وكأنه كان يصارع شئ ما فأغمض عينيه بتنهد وهو يتصبب عرقا... ليتذكر تلك النائمه بجواره فأنتفض بفزع لكي يراها وهو يتمني ان يكون كل هذا حقا كابوس .. فلامس بأيديه جسدها ونظر الي بطنها بأعين نادمه حتي قال وهو يضع وجهه بين راحتي كفيه پألم
يوسف لازم تعرفي كل حاجه يامريم انا مش هستني أنك تضيعي مني مش هستني ..
فلمسها بحنان بالغ .. لتنتفض هي من نومتها قائله
مريم في ايه يايوسف لتتذكر حديثه اللاذع معها ورفضه في العوده الي وطنها فقالت بأمل
مريم انت مصحيني عشان تقولي اننا هنرجع بلادنا تاني وهشوف اهلي .. ومش هتسبني أبدا
فأبتسم يوسف پخوف وامسك بكف أيديها ليقبلها
يوسف حاضر يامريم والله هعملك كل اللي انتي عايزاه
وأبتلع ريقه بصعوبه وهو يتأمل وجهها بحنان بس في حاجات كتير لازم تعرفيها بس قبل ما تعرفيها اوعديني انك هتديني فرصه تانيه .. فرصه واحده بس وصدقيني عمري ما هخذلك تاني
وأحتضنها بقوة وبكي بين ذراعيها بضعف انا تايهه اووي يامريم اوعي تسيبي أيدي يمكن انتي القشه اللي ربنا بعتهالي عشان تنجدني من نفسي
فأشفقت علي حاله ومسدت علي ظهره بحنان يصاحبه القلق مريم اوعدك اني مش هسيبك وابتسمت بعفويه ما انت لسا مفرحني ورجعت تاني يوسف اللي ديما بشوفه بطلي وسندي في دنيتي
فأبتعد عن حضنها ونظر اليها بأعين نادمه
يوسف انا مش مسلم يامريم
فأنظرت اليه بأعين منصدمه .. حتي قال
يوسف مسلم بأسم والدي بس يوسف عبدالله بس انا في الحقيقه وحياتي اللي عيشتها اني مسيحي .. أتربيت علي الأنجيل ممكن اجاوبك عن حاجات كتير في الانجيل اما القراءن للاسف معرفش منه حاجه كل حاجه اتعلمتها منك انتي يامريم
فتتذكر هي يوم أن طلبت منه ان يصلي بها .. ليتحجج قائلا
ها ونظر الي ساعته قائلا انا لازم اخرج دلوقتي يامريم ڠصب عني معلش
فتعود اليه بأعين شارده محركة رأسها دون فهم .. حتي أمسك أيديها بين أيديه
يوسف والدي السبب هو وجدي .. لو كان متخلاش عن امي وامي مهربتش بيا كانت حياتي بقيت غير كده انا أتعلمت من جدي ان المسلمين قلوب بلا
متابعة القراءة