رواية جامدة الفصول الاخيرة
المحتويات
رحمه مش بيحبه غير الفلوس
جدي كان مفهمني ديما ان بابا اتجوز امي لانها غنيه ولما هو اتبري منها وعرف انه مش هيساعده بشئ .. طردها
جدي متخلاش عني ولا عن امي اما هو اتخلي عن امي وعني
كنت بين صراع بين مين احسن الدين اللي نشئ منه راجل احتوي بنته وطفلها لما رجعت ليه وطلبت السماح
ولا الراجل اللي باع كل شئ من غير رحمه عشان شوية فلوس
ماټت وهي كانت لسا موجوعه منه كنت طفل مش فاهم حاجه بس جدي فهمني كل شئ وعرف ازاي يكرهني في اهلي وقدر يعوضني بالفلوس والعز والجاه .. كبرت واتعلمت منه ازاي نتفضل علي المسلمين بأموالنا ونحسسكم بأحسانا
وبكي بحرقه وهو يتابع يعني كافر يامريم انا كنت كافر مكنتش بتبع ولا الدين المسيحي ولا ديني كمسلم
فنظر لها فوجدها سابحه في افكارها حتي قال
يوسف ايوه أنتي .. انتي نوع من الستات عجبني .. انا كنت اعرفك يامريم وانا الشخص اللي كان السبب في الحاډثه مش اللي لاقاكي علي الطريق وساعدك
فجحظت عيناها من هول تلك الصدمات التي اسقطها علي مسمعها
فتأمل دموعها الصامته بس يوسف الأناني ابو قلب حجر الحقود العاصي .. اتغير علي أيدك
ډخلتي حياتي وفهمت ان رب العباد واحد وان قلوبنا بأيده وحده ومش كل القلوب زي بعض وان الدين ليه هو بس في النهايه القرب منه لازم يكون علي الحق .. شوفت أزاي أنا كنت فاقد الأيمان شوفت دين عمره ماقلل من شأن نبي او أنسان فقير او غني .. كل كلمه سمعتها معاكي في القراءن حسيت بيها .. وفيها ان ربنا بيخاطبني فهمت كلمة امجد ليا الحمدلله علي نعمة الأسلام
وصمت طويلا حتي قال بتنهد انا متجوزتكيش عشان بشفق عليكي يامريم انا أتجوزتك وانا كل ذره في كياني بتحركني انها عايزاكي
وأقترب منها كي يأخذها بين أحضانه .. فأبتعدت عنه پألم وصدته بيديها
مريم بأعين باكيه ارجوك نزلني مصر !
...................................................................
اصبح وجودها في حياته هي السعاده الضائعه التي لم يكن يشعر بضياعها الا عندما أدخلها القدر في حياته
نظر اليها وهي تطمع طفله تارة وتبتسم له بحنان تارة أخري حتي قال باسما
أمجد طب وابو ياسين يانهال ايه مالهوش اي حاجه من الدلع ده
ليرد الصغير قائلا ياسين بس .. ياسين بس
فضحكت نهال ورفعت ايدي الصغير قائله بمشاغبه ايوه ياسين بس ياسين بس
فحاول هو أن يتصنع الحزن حتي قال
أمجد طب خلاص انسوا الفسحه اللي كنت عاملها ليكم
ونهض من امامهم وهو يقول انا خارج خلاص لوحدي
فنهضت خلفه سريعا وهي تحمل الصغير بين ذراعيها
نهال يلا يا ياسو قول بابا وبس بابا وبس
فهز الصغير ايديه بسعاده وهو يقول بابا بس .. بابا بس
فضحك امجد علي صغيره وانحني بجسده نحوهما ليقبل صغيره ويأخذه منها ليحمله ومال علي أذنيها
امجد بهمس عايز اسمع أمجد بس امجد بس منك انتي كمان
فأرتجف جسدها من قربه هذا حتي قالت بأضطراب
نهال ها
فتعالت ضحكاته علي رد فعلها
امجد بهمس بحبك
..................................................................
أردفت معه دخل شقة والده بشرود وهي تتذكر حديث والدتها ووالدها عندما جاء اليهم ليأخذها
شهيره ايوه طبعا هتروحي مع جوزك خدها يا أحمد من هنا احنا اظاهر دلعناها كتير
لتفيق علي صوت والد زوجها السعيد بخبر حملها انا فرحان اووي ياولاد هتملوا عليا البيت احفاد عقبال نهال اختكم
فنحنت أروي بجسدها بضعف وقبلت أيديه بأعين تتلألئ بها الدموع عامل ايه ياعمو
عبدالله بسعاده عمك فرحان اووي انكم هتعيشوا معاه وهتجيبوله حفيد عقبال يوسف ام يرجع كمان ونعيش كلنا سوا
فأبتسم أحمد بسعاده لوالده وتأمل زوجته التي يعلم بأنها غصبت علي عودتها معه الي بيته
أحمد اروي هي اللي فكرت في الفكره ديه اننا نعيش كلنا هنا سوا يابابا
فنظر اليهم عبدالله بسعاده
عبدالله انا خليت ام محمد تجهزلوكم الاوضه بتاعتكم روحوا ارتاحوا ياولاد عقبال ما الغدا يجهز
ليسير وا سويا نحو غرفتهم ويغلق الباب خلفه فتفزع من وجودها معه في مكان واحد
أروي اوعي تفتكر اني سامحتك يا أحمد انا بكرهك سامع بكرهك .. زي ما بكرهه نفسي
..................................................................ظلت تنظر الي كل جزء في تلك البلده التي صممت أن تذهب اليها قبل عودتها الي وطنها
مريم بحيره وهي تنظر الي المطعم الذي كانت تعمل بيه أنا حاسه اني جيت هنا قبل كده بس مش فاكره
فتابعها بأعينه حتي أشاحت بوجهها عنه
مريم مافيش فايده خليني اروح اشوف نهال لو سامحت
فتأملها بندم وأرتد نظارته السوداء كي لا تري عيونه النادمه وضعفها وحرك رأسه بالموافقه وصار معها الي أخته وزوجها قبل أن يتركوا كندا
.............................................................
احداث كثيرا مرت وأيام قد ذهبت بحلوها ولكن مازال مرارها موجودا في حلق البعض
أحتضنت رضيعها الذي وضعته منذ شهران بحنان وبدأت تداعب أنامله بأصبعها حتي قالت
مريم تعرف ان انت السبب في اني لسا عايشه مع باباك انا عذراه بس في نفس الوقت مش قادره أسامحه علي لعبه بيا
واطفأت نور الأباجوره التي بجانبها في تلك الحجره التي تضمها سويا هي ورضيعها بعيدا عن أباه وتابعت حديثها
مريم انت أجمل حاجه بقيت في حياتي وابتسمت بسعاده
يوم ماولدتك أفتكرت كل ذكرياتي الحزينه ورجعلي الجزء المفقود من حياتي .. بس تصدق ياحبيب ماما اني نسيت كل شئ محزن مع اول ضمھ ليك في حضڼي انا مش عايزه حاجه من الدنيا ديه غيرك
لتنتبه لحركه جفون صغيرها فتقبله وهي تبتسم ولكن مرارة الكلام الذي أخرجته من حلقها جعلت دموعها تنساب علي وجهها دون شعور
مريم انا رضيت اعيش هنا عشان مظلمكش انت مالكش ذنب .. مش عايزه يحصلك زي باباك ولا زي .. انا جربت اليتم ياحبيبي ونفسي اعوضك واديك كل الحنان والدفئ وتعيش بيني وبين باباك عايزه لما أكبر اشوفك راجل قد الدنيا بار بيا وباباه .. زي ما باباك بيعمل مع باباه كده دلوقتي !
وتذكرت دفئ ذلك البيت الكبير الذي تعيش فيه مع اهل زوجها وابنة عمتها فلم تتوقع أن عائلتها الجديده ستضم أناسا تعرفهم فالحسنه الوحيده التي جعلتها تجلس في ذلك البيت هم اهله وايضا
لتشرد في حديث امها ...
شوفتي جوزك يابنتي بقي معيشنا في خير قد ايه ربنا يحفظه ..انا دلوقتي بقيت مطمنه عليكي معاه رغم اني زعلانه منه عشان كنت فاهمه انك فاقده النطق وحرمني من سماع صوتك وبعدك عني .. بس مدام يابنتي مريحك وبيخاف ربنا فيكي فأنا سامحته وياريت انتي كمان تنسي اللي فات ديه كدبه بسيطه يابنتي
لتبتسم بمراره وهي تعود لأرض الواقع ياريتها كدبه واحده بس يا أمي ..
..................................................................
جلس بأنهماك بين اوراق صفقته الجديده حتي جاء اليه أخاه
أحمد متقلقش يايوسف كله هيبقي تمام
ليزيل عن أعينه نظارته الطبيه بتعب يصاحبه الأرهاق
يوسف الصفقه ديه انا حاطط امل كبير فيها هي اللي هتعلينا
فيجلس احمد بتعب متذكرا الكثير من الاموال التي قد سلبت من اخاه فأخوات جده الراحل أدور باشا وعائلته أخذ منه معظم اموال جده .. ولم يلحق منها الا نصفها
أحمد ما أنت اللي وفقت تتنازل عن نص ثروتك ليهم
يوسف ده حقهم يا احمد وكفايه اللي أخدته من جدي .. ربنا يرحمه ويغفرله
وتذكر شئ ما
يوسف انتوا بدأتوا تبنوا المسجد
احمد العمال شغالين فيه وانا بتابع كل شئ مع المهندس .. متقلقش بكتير 6 شهور ونستلمه
فيبتسم يوسف بسعاده وهو يحادث نفسه ياريت اقدر اعمل كل شيء يرضيك يارب فأنا العبد العاصي الذي انجيته من هلاك نفسه
...................................................................
وقفت تلهو في مطبخها كالفراشه تطهو له الطعام فتتذوق طعم الحساء الذي تطهوه فتتلذذ بطعمه
فيأتي من خلفه ويضمها بشده ويتحسس بيدهه جنينهما القادم بسعاده وحشتيني
نهال بخضه كده تخضني يا امجد
فيبتسم أمجد بعشق
امجد بتنهد اه بعتلها الفلوس اللي محتاجها
فتبتسم بسعاده شاطر ياحبيبي ايوه كده هي ليها حق رعايتها علينا برضوه ديه مهما كان جدة ياسين وربنا يهديها علي نفسها
لينظر اليها أمجد ويتأمل الهدوء الذي يسكن البيت قائلا بهمس ياسين نايم صح
فتضحك علي طفولة زوجها ومشاغبته اه ياحبيبي أكلته ونيمته وقولت أعملك الأكل
فيبتسم اليها بسعاده
امجد قولي حبيبي كده تاني بحس اني اسعد راجل في الدنيا وانا بسمعها منك
فتضحك بدلال وتتمايل بين ذراعيه
نهال بحبك .. بحبك .. بحبك .. بحبك
كفايه كده
ليغلق هو الموقد المشتعل ويغلق لهيب قلبه واضعا بيدهه علي شفتيها .. حاملها بين ذراعيه وهو يقول بسعاده
أمجد بحبك اووي يانهال ربنا يديمك عليا نعمه
.............................................................
ظل يحادثه بسعاده وهو يقص عليه كل ماحدث في مناقصتهم وربحهم لها
احمد شوفت مش قولتلك ان شاء الله هنكسبها ثق في ربنا ثم فيا
ليحادثه يوسف عبر الهاتف مبتسما الحمدلله حاول تيجي بدري عشان نتجمع سوا النهارده علي العشا
احمد بفرحه ياا اخيرا يايوسف هتجتمع معانا علي سفره واحده
يوسف پألم ما انت عارف يا أحمد مبحبش اضايق مريم بوجودي كفايه انها
متابعة القراءة