رواية جامدة الفصول من 1-7

موقع أيام نيوز

بالقلم علي الورق .. فنكب علي مكتبه الصغير وكتب اول خطاب لوالده وذهب سريعا الي جده قائلا أنا كتبت جواب ياجدو لبابا شايف ياجدو انا شاطر ازاي وبقيت بعرف أكتب .. ويخطوا سريعا من أمام جده الذي تتبعه نظراته بجمود .. فيقف أمام ذلك الصندوق البريدي الصغير بجانب قصرهم ويضع اول جوابا له أستطاع ان يكتبه الي أباه البعيد عنه 
لتتكرر فعلته هذه كل يوما ولكن لا يوجد رد .. فيتأمل صندوق البريد بحسره وهو فارغ من أي جواب قد بعث اليه من مصر من والده .. حتي مر خمسة اعوام علي ذلك فتصيبه خيبة الامل ويجلس يوما امام ذلك الصندوق بفرحه عندما رأي أحد الرسائل فتأملها بسعاده وهو يركض بالداخل مهللا جدو بابا بعتلي جواب وقال انه جاي عشان يشوفني .. وياخدني معاه أنت أكيد مش هتزعل يا جدو 
فيحتضنه جده وهو يتأمل صورة أبنتها القابعه علي مكتبه الوثيربحسره عايز تسيب جدو يايوسف 
علطول وانت كمان هتجيلي .. انا رايح اقول الخبر ده لمعلمتي ماري عشان تساعدني ان اشتري هديه لبابا 
فيفيق من شروده بعد أن اتعبه كثرة هذا الركض المهلك ويجلس علي احد المقاعد ناظرا الي المياه التي امامه متذكرا خيبته الاخري عندما ظل شهرا بل سنة
ينتظر قدوم والده ... الي ان وقف امام جده ذات يوم وهو
ېمزق صور والده انا اكره والدي ياجدي ولم اعد احبه .....
لتظهر أبتسامه مخفيه علي وجه ذلك الجد العجوز وهو يحتضنه قائلا مدام هذه رغبتك يابني فافعل ما شأت 

 لأعلي بسعاده قبل تقذف بعض الحبوب عاليا لتتناثر حولها بعشوائيه فيطير الحمام ويرفرف بجناحيه حتي يسقط علي الأرض ويلتقط الحبوب 
فتلتف بأعينها كي تري عين تلك الصغيره التي تتبعها بفرح 
فتنظر اليها الطفله بفرح بعدما فهمت حديثها ممسكه بأحدي الوردات كهديه لها فتقربها مريم اليها قائله الورده الحلوه ديه تستاهل تكون هديه لاحلي بنوته .. وتشير بأصبعها نحوها اللي هي أنتي 

لتتابعها نظرات ذلك الشخص الذي يجلس عن بعد يتأمل هذه الفتاه العجيبه .. حتي سقط بأعينه ليراها تخرج بعض النقود وتتأملها ثم تتقاسمها مع الصغيره ..كما قسمت معها تلك الكعكه فأبتسم وهو يتأملهم رغما عنه 
حتي أشاح بوجهه بعيدا عنهما وظل يتابع شريط ذكرياتها حتي قطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليتحدث مع المتصل وقتا طويلاا 
ليصل صوت نحيبها العالي وصړاخها اليه بقوة قد جعتله يتحرك اليها وهو لا يعلم هل ما سيفعله دليلا بأن اصله الشرقي مازال في عروقه ام ماذا
لفصل الخامس 
وقفت مريم تبكي وتصرخ وهي تراهم يقتربون منها بسكرا شديد لتسمع احدهما وهو يقول كم انتي جميله ايتها الفتاه المسلمه اريد ان اخلع ذلك الحجاب عن شعرك لأراكي كاملة ايتها الحوريه 
فيضحك الاخر وهو يقذف بداخل جوفه ذلك الحساء الكريهه قائلا هيا ياميكل افعل بها ما شأت انت اولا وسنلحقك.. 
لتصرخ به مريم قائلا ابعد عني يا حيوان 
فينظر هو الي اصدقائه الاثنان قائلا اشعر انها تسبني هذه الفتاه اللعينه 
فألجم فمها بقوه كي يسكت صوت صړاخها لتغمض مريم عيناها وتسبح بعقلها بدعاء سيدنا يونس لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين .... وظلت تردده طويلا حتي هبطت دمعة 
فتسمع صوت صړاخا وضجيجا يسير حولها وامتدت يد احدهما الي ذلك السكير الاخر الذي قد اطرحها ارضا فتتطلع الي كل ما يحدث حولها حتي اغلقت عيناها وسبحت في دموعها 
فتحرك رأسها بأرهاق واعتدلت قائلة پخوف انا فين وايه اللي حصل 
فيشير الطبيب بأصبعه
علي ذلك الشخص الواقف بعيدا يتحدث في هاتفه لتتأمله للحظات فتري
ليأتي يوسف علي صوتها بعدما أنهي حديثه في الهاتف انتي كويسه 
فترفع مريم برأسها الذي أخفضته أرضا عندما تذكرت كل ماحدث فيفهم هو ما يفكر فيه عقلها 
يوسف مټخافيش محصلش ليكي حاجه 
فتنظر اليه بأعين ترقرقت بها الدموع أنا مش عارفه أشكرك أزاي 
ليضحك يوسف قائلا والله انا مش عارف مين اللي يشكر مين ويظل يتفحصها بأعجاب ليقول ثانية تحبي اوصلك 
فتتطلع اليه مريم قليلا ..وكادت أن ترفض ولكن هزت برأسها تعبيرا عن موافقتها عندما تذكرت كل ماحدث لها ... وسارت من أمامه بخطي بسيطه حتي خرجوا من ذلك المستصف الصغير للطوارئ 
فيقترب منها يوسف حتي سار بجانبها انتي مصريه 
فأبتسمت وهي تحن الي بلدها وتكره تلك الغربه التي عرضتها لكل هذا ايوه 
فيداعب هو ذلك الچرح الذي اخذ موضعا بجانب احد حاجبيه عايشه هنا لوحدك 
فيقف يوسف بدوره لتقول هي أنا مش عارفه اشكرك ازاي 
فيبتسم يوسف علي طريقة حديثها الذي اول مره يستشعره في انثي انتي بتعملي ايه هنا يا.... 
فتصمت مريم للحظات قائله وهي تكمل سيرها اسمي مريم . اما انا هنا ليه عشان اشتغل 
فيعود يوسف لسيره مرة اخري وهو يضع بكلتا أيديه في جيوب بنطاله الرياضي فتنظر هي الي تلك الحافله القادمه قائله بأمتنان انا هنا هقدر اكمل طريقي شكرا استاذ 
فيبتسم يوسف ابتسامة بسيطه وهو يتطلع اليها مودعا ايها يوسف 
في داخل موطنا الحبيب بعيدا عن تلك الغربه !! 
جلس أحمد يتطلع في هاتفه بتأفف وهو جالس بسيارته امام بناية خطيبته فنظر الي ساعته بضيق ..حتي وجدها تردف الي داخل السياره بجانبه قائلة بدلع هتوديني فين بقي ياحبيبي 
فأبتسم
وسار بسيارته السوداء الفارهه التي قد حصل عليها قسطا من ذلك البنك الذي يعمل به .. فحل الصمت بينهم قليلا قبل ان يقول هو هي بنت خالك سافرت كندا 
فيمتقع وجه أروي عندما ذكرها بتلك البغيضه التي تكرهها يادي ست مريم ديه 
فيلتف اليها أحمد بطرف عينيه قائلا وهي عايشه مع مين هناك انا اللي اعرفه ان خالك محسن سافر أمريكا وصفا كل تعاملته ورأس ماله في كندا 
فتصرخ به أروي قائله ايه يا احمد ما تراعي احساسي مش معقول اكون معاك وتفتكرلي ست مريم .. ولا انت من ساعة ماشوفتها أعجبت بيها 
فأوقف أحمد سيارته جانبا في احد الاماكن الهادئه والمظلمه قائلا ياحببتي انتي عارفه ان سؤالي مقصدش بي حاجه مجرد سؤال ياستي اوعي تتعصبي وتضيقي بقي ... لاحسن مفجأتي هلغيها 
فتنهد أحمد قليلا قائلا اننا نعمل اي حاجه عايزين نعملها من غير ما نفكر في الناس ومجتمعنا
فيكمل أحمد بحديثه قائلا وفيها ايه يا اروي ما الاجانب بيكون بينهم علاقات كتير قبل الجواز وعادي بيتجوزوا بعض .. احنا بس اللي مجتمع متخلف .. وكمان ياحببتي انا مش عايز اضيع لحظه واحده من عمرنا سوا قبل الجواز او بعده .. لازم نعيش حياتنا من غير عقد او تخلف 
لتحرك هي برأسها له تأكيدا علي كلامه قائله عندك حق ياحبيبي .. وتتذكر أمر مفاجأته غير 
الهواء .. وتصبح للدنيا عالم خاص بهم يحللون فيها الحړام وكأنه هو الحلال ..
وينظرون للحلال وكأنه هو من يكبت حريتهم عن شهواتهم .. ولكن كما سنتفاوت في درجات الجنه بعقولنا المتيقنه بأن كل ما يمنعنا عنه الخالق هو من أجل جزائنا بجنته في النهايه سنتفاوت أيضا في درجات الڼار بعقولنا التي تبحث عن الحړام لكي
لترفع مريم بوجهها المدمع من بين قدميها انا عايزه أرجع مصر يا ريما 
فتتأملها ريما قليلا قائله هترجعي لمين لجوز امك اللي مش عايزك في بيته وامك ڠصب عنها مش قادره تقول حاجه عشان متخسرش حياتها وولادها التنين .. ولا لعمتك اللي طردتك عشان خاڤت هي وبنتها لتسرقي خطيب بنتها .. ولا عمك اللي كلمك مره وقالك هيبعتلك 
لتتطلع اليها مريم طويلا قائلة بضعف وخوف انا تعبانه اووي ياريما .. اول مره احس اني ضعيفه اوي قدام الدنيا طول عمري بقول لنفسي لازم اقف واقوم مهما حصل .. وافضل ديما الانسانه اللي عمرها مايأست من رحمة ربنا 
لتتأملها مريم بسعاده وهي تمسح دموعها ياا ياريما اخيرا .. ...عارفه دلوقتي بقي احنا بقينا نساعد بعض كل ما واحد فينا هيضعف التاني هيقويه 
فأبتسمت مريم علي حديث صديقتها المهم متسبيش كل الابواب بينك وبين ربك مقفوله افتحي باب يمكن في يوم يفتحلك كل الابواب ... هحكيلك حكاية اللص الصائم 
فتأملتها ريما وهي تتطلع اليها بأعين الدهشه لص وصائم ! 
فأبتسمت مريم قائله وهي تنظر الي فاه صديقتها المفتوح ببلاها احد الصحابا سهيل بن عمرو كان مسافر هو وزوجته .. 
وفي أثناء رحلتهم .. اعترضلهم قطاع الطرق .. 
وخدوا منهم كل اللي معاهم من مال وطعام .. كل شئ !! 
وبعدين قعدوا اللصوص يكلوا اللي حصلوا عليه من طعام وزاد .. 
فلاحظ سهيل بن عمرو .. أن قائد اللصوص مش بيشاركهم في الاكل ده 
فسأله .. أشمعنا انت مش بتاكل معاهم !! 
فرد عليه وقاله إني صائم .. 
فتعجب سهيل وقاله .. تسرق وتصوم !! 
رد عليه وقاله إني أترك بابا بيني وبين الله لعلي أن أدخل منه يوما ما .. 
وبعدها بعام أو عامين .. رأه سهيل في الحج وهو يتعلق بأستار الكعبة .4. 
وقد
تم نسخ الرابط