تحت الټهديد بقلم منة ممدوح

موقع أيام نيوز

هل بعد كل اللي بيحصل بينا ده لسة فيه أمل بينا ولا لا! .. حاليا مبنعملش حاجة غير إننا نجرح في بعض مبيهونش عليا أنا اللي پتألم قصاد قصاد كل نظرة ۏجع في عينيه بالضعف بس هو بيجبرني بتصرفاته للأسف. ولكن هل أنا فعلا هقدر أشيله من حياتي زي ما قولت أعتقد لأ سليم حبه اللي جوايا أقوى مني أقوى من إني اتخطاه..
مجاليش نوم خالص فضلت نايمة على السرير باصة للسقف لفترة طويلة ومكنتش ببكي! كإني استنفزت كل دموعي على نفس الحاجة لسنين طويلة بس اللي عرفته إن لازم كل حاجة تخلص ولازم السر اللي متداري يتعرف اعتقد كفاية لحد كده اللعبة تخلص قبل ما نكره بعض أو بمعني أصح قبل ما أكرهه! كرهي لسليم هيبقى عظيم بمقدار حبي ليه مش عايزة ييجي اليوم اللي اتمناله فيه الأڈى!
كانت الساعة بقت ٣ الفجر تقريبا اتعدلت وأنا باصة قدامي بشرود وبفكر في حل حل أنا اتأخرت فيه أوي بس هو اللي سابني وسافر! سابني من غير ما يودعني أو حتى يسمع مبرراتي! سابني من غير ما نقدر نتصرف مع بعض! يمكن كان يبقى فيه أمل بينا وقتها يمكن كنا طلعنا إحنا الاتنين بأقل الخساير بس هو استعجل في البعد.. 
قومت اتسحبت وفتحت أوضة سميرة واللي كان لحظي راحت زيارة لأهلها هي وبابا وهييجوا بكرا فضلت أدور في كل الأدراج وتحت السرير بس ملقتش حاجة تفيدني اتجهت لدولاب هدومها فلقيت درج صغيرة في الآخر فتحته ولكنه مكنش فيه حاجة مهمة غير مفتاح عتيق صغير باللون الدهبي. قفلت الدولاب پعنف ووقفت أشد في شعري وأنا حاسة إني خلاص بقيت على مشارف الجنون. وفعلا قررت أعمل حاجة مچنونة وهي إني أدخل القصر اللي بقالي سنين طويلة مدخلتوش. أو بمعنى أصح محرم عليا! اتسحبت لجوا على أطراف صوابعي وأنا بتلفت حواليا وبرتجف من الخۏف لحد يشوفني ووقتها هتكون کاړثة فعلا لإني ممنوع إني آجي هنا خالص. المكان كان هادي وضوء خفيف بس هو اللي منور الطريق كنت عارفة خطواتي كويس واتجهت للأوضة القديمة اللي كنا قاعدين فيها في القصر دخلتها وأنا بتأمل أثاثها كانت نضيفة ومفيهاش أي تراب ومحافظين عليها وكإنها مسكونة لوهلة رجعتلي كل ذكرياتي اللي عيشتها هنا واتبدلت نظراتي للحزن بس هزيت راسي عشان انفض الذكريات دي عني لإن ده مش وقتها فضلت أدور في الأدراج برضه وفي كل مكان في الأوضة إني ألاقي حاجة مفيدة ملقتش
قعدت على السرير وأنا ملامحي كلها يأس الظاهر إن سميرة حويطة حبتين تلاتة بس كنت متأكدة إنها ماسكة دليل مادي على سليم لإن لو غير كده كان كدبها مثلا أو مهموش وقدر يطلع من الموضوع بدل ما هو بقاله ٦ سنين خاضع ليها ... لعبت في شعري وأنا بحاول افتكر أي حاجة ممكن تفيدني ولوهلة اتنفضت مرة واحدة وافتكرت الأوضة اللي في البدروم اللي كانت سميرة بتحط فيها حاجاتها القديمة زي آثاث شقتها القديمة قبل ما تتطلق ومكنش فيه أي حد بيخطي الأوضة دي غير هي بس!
سميرة واخدة سلطة فعلا هنا أكبر من حجمها بكتير! خرجت من الأوضة بسرعة ونزلت لتحت كان المكان ضلمة شوية لحد ما لقيت نفسي قصاد باب عتيق حاولت أفتحه بس كان مقفول لمحت صندوق متعلق في الحيطة شيلته فلقيت فيه المفتاح فتحت الباب ودخلت على عكس باقي القصر كان مترب شوية ومليان أثاث وانتيكات قديمة
زفرت بضيق وحركت إيدي قدام وشي من ريحة الكتمة اللي في المكان وبدأت أدور في كل ركن وكل حتة في الأوضة لحد ما لقيت صندوق كبير تحت أثاث ومفارش شيلت الحاجات منه وأنا كلي خوف إني اتقفش أو حد يحس بيا..
فتحت الصندوق ودورت في الحاجات اللي فيها فشوفت صندوق صغير خالص محطوط تحت الحاجات وكإنها بتأمن عليه مسكته وأنا بتفحصه باستغراب وجيت افتحه مفتحش! حدفته بغيظ وأنا بزفر بنفاذ صبر وقلة حيلة وقعدت مكاني وأنا حاسة إني مش هقدر استفاد حاجة من اللي بعمله ولوهلة افتكرت المفتاح العتيق اللي لقيته فوق في أوضة سميرة ومن شكل الصندوق عرفت إنه مفتاحه رجعت جريت خدته وعدلت كل حاجة مكانها وخرجت من الاوضة
_مين اللي هنا
شهقت بړعب ورجعت لجوا تاني وقفلت على نفسي الباب بعد ما سمعت صوت نادية هانم من برا ولحسن حظي قبل ما أقفل الاوضة الظاهر إن أنا نسيت نفسي وأنا بدور وعملت دوشة
_أنت جيتي يا سميرة
قربت ناحية الباب فسندت على الحيطة وأنا حاطة إيدي على بوقي ومبرقة بړعب .. فتحت الباب ودخلت بصت في المكان بتعجب وأنا واقفة وراها بحاول أمنع النفس اللي بتنفسه حتى
_غريبة
هزت كتفها بقلة حيلة وخرجت مرة تانية وقتها سمحت لنفسي إني بس أقدر اتنفس بشكل طبيعي .. حطيت إيدي على قلبي وأنا بتنفس پعنف نادية هانم مبتحبنيش. ممكن توصل لدرجة إنها پتكرهني وهي بنفسها اللي كان أول شرط من شروطها إني مدخلش القصر أبدا .. وطول السنين دي كنت بحاول محتكش بيها على قد ما أقدر عشان مجربش أذاها .. استنيت شوية اتأكد إنها بعدت وبعدين خرجت على أطراف صوابعي قفلت الباب بهدوء ورجعت المفتاح في العلبة تاني وطلعت من البدروم وأنا بتسند على الحيطان وبتأكد فيه حد برا ولا لا .. ولما اتأكدت من خلو المكان اتسحبت وخرجت برا القصر بسرعة ورجعت طلعت على الدور بتاعي دخلت جيبت المفتاح من أوضة سميرة على طول ورجعت أوضتي وأنا حاسة إني فعلا هلاقي حاجة.
فتحت الصندوق وبصيت للي موجود باستغراب
كانت.. فلاشة! سميرة عاينة فلاشة في صندوق ليه فضولي جابني أعرف محتواها وسبب إن سميرة مأمنة عليها للدرجة دي.
جيبت اللاب توب بتاعي ووصلت الفلاشة فيه فظهرلي ملف فيديو فتحته وأنا كلي استغراب..
وكل ما كان الفيديو يتقدم كانت ملامحي بتتبدل للصدمة حطيت إيدي على بوقي وأنا برتجف وبمنع ن اتخيل إنه كان بالوضع المقرف ده! ولقيت سليم بيتكلم مع واحد وبعدها ملاله حقنة مليانة بسائل معين وابتدى يدخلها في وريد الشخص اللي جنبه وهما بيضحكوا بطريقة غريبة وكإنهم مكانوش حاسين بالدنيا وفلحظات ابتدى الشخص ده يتشنج ومال على اللي جنبه وهو قاطع النفس! اتقلب پيصرخ شوية انهيارات ولوم وخناق لدرجة إنهم بعض وبعدين وقفوا وابتدوا يفكروا.. وفلحظة لقيتهم بدأوا ينضفوا كل حاجة حواليهم ويمسحوا المكان من أي اثر موجود ليهم وبعدين سابوه وخرجوا!
كل ما كان الفيديو بيتقدم كنت بحس بنفسي بيضيق كإني بغرق مش قادرة اتخيل إن سليم كان ب السر اللي سميرة كانت ماسكاه عليه ومخلياه خاضع ليها من غير تردد! ده السر اللي اتسبب في عذابي أنا وهو! جرحنا في بعض وكل واحد كان بيتفنن في إنه يوجع التاني بسببها!
بكيت واڼهارت مكاني وأنا بعيد الفيديو كذا مرة وبتأكد من اللي أنا شايفاه وقدرت أحفظ كل لحظة في الفيديو في دماغي.. اتحركت بخطى بطيئة كإني مش واعية وفعلا كان شكلي مرعب وشي باهت متغرق بالدموع وعيوني حمرا ومبرقة وشعري مش مترتب .. كل الحړب اللي جوايا كانت منعكسة على حالتي كنت عارفة طريقي كويس وحافظاه من سنين فتحت باب الأوضة براحة وقفلته ورايا كانت ضلمة خالص زي ما بيحب اعتقد قدرت أفهم إيه سر حبه للون الأسود والضلمة كان بيحس إنه بيتدارى وراهم إنهم بيخفوا حقيقته.
مشيت لجوا وأنا بستنشق ريحة برفانه اللي مالية الأوضة وبصيت عليه كان رايح في النوم شعره الناعم مشعث ونازل على وشه بفوضوية سحبت الكرسي وحطيته بهدوء قدام سريره وقعدت اتأمله معرفش قد إيه بس كنت بحفظ ملامحه في قلبي .. مديت إيدي وابتديت أملس على ملامحه وأنا ببصله بعيون مليانة دموع مش متخيلة إن الملاك اللي قدامي ده كان بالشكل ده! كنت برسم ملامحه جوايا بإيدي اللي ماشية على وشه رفعت شعره من على جبهته بحنان وميلت عليه وطبعت قبلة عميقة على خده مليانة مشاعر متضاربة عكس بعض فنزلت دمعة من عيوني ڠصب عني عليه خلته اتململ بضيق وفتح عينه..
متحركتش ولا حركت إيدي من على وشه فضل يرمش كذا مرة كإنه بيتأكد إني قاعدة قدامه فعلا ولا بيحلم وفلحظة اتعدل وفتح نور الأباجورة من جمبه وهو بيبصلي باستغراب
_منة! أنت كويسة فيكي حاجة إيدك فيها حاجة
ابتسمت ابتسامة مليانة ألم وأنا شايفة الخۏف الصادق اللي باين على وشه ومديت إيدي ملست بيها على وشه بحنان
_من ساعة ما وعيت على الدنيا وأنا مش شايفة قدامي غيرك كنت حب طفولتي ومراهقتي وشبابي كنت سبب كل فرحة في قلبي وكنت سبب كل ۏجع فيه أنا عمري ما اتمنيت راجل غيرك يا سليم عمري ما حبيت غيرك أبدا وكنت مستعدة أعمل أي حاجة عشانك بس أحس إنك بتحبني مش كارهني! أحس إن ليا مكان جواك ولو قليل!
نزلت دموعي والغصة اللي في قلبي كانت مؤلمة بشكل لا يطاق حس وقتها إني مش في حالتي الطبيعية فاتعدل  وطبطب عليا وهو بيملس على شعري بحنية..
_شششش اهدي..
_أنت كنت عارف إني مكنتش واعية على حاجة مش بريئة ولكن مكنتش عارفة عواقب تصرفاتي كنت عارف ومتأكد إني ضحېة زيي زيك بالظبط وإن سميرة استغلتني أنا كمان وأنا عارفة إنك من جواك مش بتلومني على اللي حصل ولكن كل اللي بتعمله ده كان من احساس العجز وقلة الحيلة اللي كنت فيه كنت بتحاول تفرغ الڼار اللي جواك فيا يمكن تنشغل عن دوشة دماغك عشان كده كنت بټصارع نفسك عشان كده كنت بتعمل الحاجة وعكسها! شوفت أنا لقيالك ازاي مېت مبرر بس وأنت بتعمل كده كنت بټموتني بالبطئ بتزود كرهي لنفسي بتحسسني إني مسخ
حسيته بيقاوم حاجة جواه فشدد على ليا من غير ما يتكلم مكانش عارف
يقول إيه في موقف زي ده متعودش أساسا إنه يبوح باللي حاسس بيه .. ولكني بعدت عنه وبصيت في عينيه اللي كانت بتتهز بتوهان وملامح وشه المتشنجة رفعت إيدي قدام عينيه..
_اتفضل دلوقتي سميرة مش هتقدر تبتزك تاني دلوقتي تقدر تنهي اللعبة وأنت متطمن..
اتجمد تماما مكانه وكإن الدنيا ضاقت بيه بينقل نظراته بيني وبين الفلاشة اللي في إيدي كإنه بيتمنى إني مكونش شوفت اللي فيها ابتسمت پألم بهد أمانيه وبوصله إني عرفت كل حاجة..
_سميرة هددتني زي ما هددتك قولتلها إني هروح أحكي لبابا كل حاجة هددتني إنها هتقوله إن أنا اللي كنت برمي نفسي عليك وإنها شافتني كذا مرة مع كذا واحد قبل كده وهي مرضيتش تحكيله
ميلت براسي ودموعي نازلة على وشي _تفتكر كان بإيدي إيه أعمله يا سليم وأنا عاجزة مش عارفة اتصرف من قلة خبرتي ومعنديش أم توجهني للصح والغلط! غلطت أيوه غلطت لما مشيت 
_منة
خرج صوته ببحة ضعيفة فقاطعته وأنا بحط الفلاشة في إيده وبقفل عليها
_أنت حر دلوقتي اعتقد كده تقدر تطلقني من غير قلق
قومت وقفت وأنا بمسح دموعي واتحركت عشان أمشي ولكنه مسكني من دراعي اتلفت ليه وللحظة اټصدمت لما لقيت عينيه مليانة دموع بيبادلني بنظرات ضعف .. قلة حيلة .. تأنيب ضمير! .. كان عاجز سليم الفترة دي كلها
تم نسخ الرابط