رواية فاطمة الفصول من 4-10
المحتويات
الطائرة عن الموعد المحدد كانت تتأفف بضجر بسبب ذلك التأخير فاليوم زفاف شقيقتها وتريد أن تتواجد معها من بداية اليوم ولكن هي الآن عاجزة فيبعد بينهم الاف الاميال ..
مر عليها الوقت بضيق وهي جالسة شاردة تفكر بشقيقتها الآن تريد مشاركتها فرحتها إلى أن صدح مكبر الصوت داخل المطار معلن عن اقلاع الطائرة المتوجهة إلى القاهرة .
فى ذلك الوقت كانت تتألق بثوبها الأبيض ذا الحمالة الرفيعة وتضع تاجها الفضي أعلى شعرها كانت تطل بطلتها الرائعة بجمالها الرقيق الهادئ وتتزين ببعض مساحيق التجميل لتظهر جمالها الفاتن الذي خطڤ ابصاره وقف أمام قاعة الزفاف ينتظر قدومها اقتربت منه بخطوات هادئة وهي تتبطئ بذراع والدها الحبيب تقدم صالح من نبيل صافحه بحب وربت
عانق إبنته بقوة وودعها بابتسامته الحانية لا يريد لدموعه العنان في الوقت الحالي وتمنى لها السعاده ثم طبع قبلة حانية أعلى جبينها ثم ابتعد ليقف يستقبل المدعوين ..
ابتسم له برقه وأنا كمان بحبك
اقتربت والدتها تضمها بقوة وهي تذفر الدموع لترفع رهام أناملها الرقيقة تمحي دموع والدتها
ابتسمت والدتها بحب ومسدت على خصلاتها بحنو
مش هعيط يا قلبي ده يوم المنى أن شيفاكي بالفستان الأبيض ربنا يسعدك ويفرحك بحياتك الجديدة يارب
همست بصوت هادئ
يارب لسه روزه ماجاتش
هزت رأسها بالنفي
ماتزعليش من اختك الطيارة هي اللي اتاخرت بس هتلحق الفرح باذن الله أنتي خليكي مبتسمة كده عشان نبيل مايخدش باله
حبه جنه
فى ذلك الوقت كانت تغادر مطار القاهرة لتستقل أول سيارة أجرة لتقلها إلى المنزل على وجه السرعة لتبدل ثيابها وتلحق بعائلتها إلى حيث يقام العرس ..
بعد مرور نصف ساعة كانت تترجل من السيارة مسرعة ثم ولجت لداخل القاعة وهي تبحث بعينيها العسليتين عن وجود شقيقتها لتشاهدها باحضان زوجها علت الإبتسامة وجهها لتجد أحضان والدتها تستقبلها بحب وسوف لهفة السنين ضمتها فيروز بقوة تستنشق رائحتها التي اشتاقت لها وظلت تعانقها لعدة ثواني
نظرت فيروز لشقيقتها التي تتمايل امامها وشعرت بالخجل
هشوف بابا الأول روما مش فضيالي دلوقتي
لتنتهي الرقصة الخاصة بالعروسين وتتلاقى العيون بعناق قوي
ركضت كل منهما تعانق الأخرى وتسمر نبيل مكانه عاجزا عن الحركة بعدما وجد فيروز أمامه
ابتعدت عن شقيقتها وهي مازالت محتفظة بابتسامتها وفرحتها بسعادة شقيقتها لتنتقل حدقتيها تنظر لزوج شقيقتها وهي تمد يدها تصافحه بود لتجحظ عيناها پصدمة اختفت ابتسامتها من هول ما رأت كتمت أنفاسها وارغمت عيناها على الثبات ولكن لم يغفل قلبها عن ازدياد عدد
مبروك يا عريس
سارت قشعريرة داخل أوصالها عندما لمست يديها بيده وكأنها صعقټ بالكهرباء ابتعدت عنهم بهدوء وعيناها حائرة تائهة ضائعة ما زالت تحت تأثير الصدمة
الفصل السادس
عانقت والدها عناقا طويلا استشعر والدها مدا حزنها ظن أنها حزينة على فراق شقيقتها وابتعادها عنها وأنها سوف تأسس حياة جديدة وتتركها وحيدة ربت على ظهرها بحنان ثم ابعدها برفق لينظر لوجهها الذي اشتاق إليه ورفع أنامله يمسح دموعها المنسابة على وجنتيها ثم همس لها بحنان
روح قلب بابا واحشاني أوي أوي الدموع الغالية دي ماتنزلش دلوقتي شاركي اختك فرحتها وبلاش حزن ربنا ما يفرقكم أبدا يا حبيبتي
هزت رأسها بالايجاب ولاحت شبح أبتسامة جانبية أعلى ثغرها
تنحنح نديم الذي كان يقف بجانب والدها ولم تشعر بوجوده .
رفعت مقلتيها لتلتقي به إبتسم بهدوء وهو يطالع هيئتها الجذابة
حمدلله على سلامتك يا فيروزة
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
الله يسلمك مستر نديم
تعرفي مستر نديم يا روزه
نظرت لوالدها بجدية وقالت
مستر نديم الصيرفي يا بابا صاحب الشركة اللي بشتغل فيها وأكون مديرة أعماله يا بابا وكنت في دبي بتابع فرع الشركة والمصنع هناك
ابتسم نديم باحراج ونظر لوالدها باسف
أنا بجد آسف ماكنتش أعرف أن فيروزه اخت رهام وبسببي بعدتها عن فرح اختها أنا بجد آسف
ربت صالح على كتف نديم وقال بود
ماتقولش كده يا بني حصل خير أنا عارف ومقدر أن الشغل شغل
حدثت نفسها يا ريتني ماجيت ولا كنت حضرت وشوفت بنفسي اختي إللي قاعدة جنبه في نفس الكوشه معقول يكون لعب عليها هي كمان ياترى بيستغلها ولا بيحبها أعتقد اللي زيه كسرني
فاقت من شرودها على صوته الحاني فيروزه أنتي معايا
وجدت نفسها هي وهو فقط بالمكان وبحثت بعينها عن والدها لتشاهده يتحدث مع شخص اخر ومنشغل معه بالحديث عادت تنظر لنديم الذي يبتسم لها بود
عشان كده طلبتي تنزلي ضروري ليه ماقولتليش السبب الحقيقي أن فرح اختك أنا بجد متفاجئ أن رهام تبقى اختك
شردت قليلا وعيناها متعلقة بنبيل وحدثت نفسها قائلة
ويا ترى نبيل كمان ماكنش يعرف أنها اختي لا شكله مااتصدمش من وجودي وكانه متوقع ده يحصل
شعر بحزنها وأراد أن يخفف عنها
واضح أنك مش معايا خالص
انتبهت له ونظرت له بهدوء
لا مع حضرتك
تسأل بفضول
هو والدك ماكنش يعرف أنك بتشتغلي في شركة مين ولا ايه
تنهدت بضيق
في حاجات كتير بابا مايعرفهاش عني بابا طول الوقت مسافر ويمكن لو ماكنش فرح رهام ماكنش عرف بسفري اصلا
شعر بمدا حزنها عندما انتبهت لحديثها فقد كانت تظن أنها تتحدث داخلها ولكن أستمع لما تفوهت به وشعر بالاسى من اجلها
ابتلعت ريقها بصعوبة ثم فرت من أمامه لا تريد اظهار ضعفها
بعد اذن حضرتك هشوف ماما
سارت بخطوات سريعة إلى حيث الطاولة التي تجلس عليها والدتها لتبتسم إليها الاخيرة
تعالي يا حبيبتي أعرفك على جدتك عائشة جدة نبيل
ابتسمت لها فيروز بود وقبلتها برقة من وجنتيها لتمسد عائشة على ظهرها بحنان
بسم الله ما شاء الله بنتك الكبيرة دي
هزت دريه رأسها بالايجاب
أيوه يا حجه دي فيروز الكبيرة
ربنا يحفظها ويباركلك فيهم يارب
يارب تسلمي يارب ويباركلك في احفادك والله مكسوفه منك يا حجه وأنا بوصيكي على البنات
ربتت على كفها بحب
ماتقوليش كده يا حبيبتي إحنا بقينا أهل وبناتك زي احفادي وربنا يعلم
كانت تتابع الحوار بحزن ثم نظرت حولها تبحث عن شيء وعادت تنظر لوالدتها بتسأل
ماما هي خالتو مريم ماجتش
هزت رأسها بالنفي
لا يا حبيبتي عمك عبدالله تعبان وهي ماتقدرش تسيبه لوحده ربنا يشفيه
تحدثت بقلق
يارب ولا عامر كمان
ابتسمت بهدوء وهي تخبرها بانه لم ياتي بسبب عمله خارج القاهرة.
زفرت بضيق ولم تتحمل أكثر من ذلك نهضت عن مقعدها ونظرت لهم بابتسامتها المصطنعة
عن اذنكم هشوف رهام محتاجة حاجة
استمدت قواها وهي تسير إلى حيث الكوشه بكل ثبات تقترب منه ليبتلع ريقه بصعوبة اثر قدومها جف الكلام بحلقه وهو ينظر لها بترقب .
مبروك يا روما عرفتي تختاري
ضحكت رهام برقة وضمت شقيقتها إليها بحب
امال اختك وقعته من أول نظرو وحياتك
كان ينظر لهم بتوجس إلى أن ابتعدت فيروز ليهمس لزوجته بقلق
خليكي معايا أنا يا حبيبتي وسيبك من الناس
دي روزه ياقلبي مش أي حد
همس بصوت خاڤت
ما هي دي المصېبة ربنا يستر
كان بغرفته الخاصة منعزلا عن اصدقائه بهذا السكن الذي جمع بينهم من كل بلد فهو يعمل بالبحر الاحمر بشركة بترول وهذا السكن جمع بينه هو واصدقائه انتفض من فراشه على رنين هاتفه المزعج .
جحظت عيناه عندما را المتصل ليس إلا فيروز
اجابها على الفور وهو يعتدل في نومته
روزتي عامله
متابعة القراءة