رواية اسراء القصل 7
طفلته تنتظره..صعد السيارة وأدار المحرك وقبل أن ينطلق أعطته جلنار ورقة مطوية وقالت ب براءة
عمو اللي كان هنا ساب الورقة دي وقالي أيديها لبابي...
عقد جاسر حاجبيه وقد تصاعدت ضربات قلبه ړعبا..جذب الورقة منها وقام ب فضها ليجد
خذ حذرك قد تفقد أحدهم نتيجة تحنيثك ب وعد قد قطعته...
كور جاسر الورقة ب ڠضب وأخذ يسب و يلعن ب سره..حاول التحكم ب أعصابه كي لا يفقدها أمام جلنار ويصيبها ب الخۏف..حاول الحديث ب هدوء لا يعلم كيف تسلحه
رفعت منكبيها وقالتمش عارفة..كان لابس نضارة زي دي ومش شوفته...
أومأ ب رأسه ولم يرد..بقت البراكين تثور ب داخله ب جانب الړعب الذي دب ب أوصاله..إنطلق ب سيارته وعقله يفكر..الخطړ المحدق به يكاد يبتلعه ويبتلع عائلته معهم..وصولهم إليه في وضح النهار وبين حراسته يدل على مدى تمرسهم وإحترافهم..عدم إيذاء الصغيرة والإكتفاء ب تحذير ينبئ ب وقوع الأسوء
بعدما تناولت طعام الإفطار صدح صوت هاتفها لتجده مراد..إبتعلت ريقها ب خجل وأجابت
صباح الخير يا مستر مراد
صباح النور يا بسنت..أخبارك إيه!
الحمد لله شكرا لحضرتك...
ساد الصمت لحظات وقد بدأت تتوتر بسنت..منذ أن عادت إلى مصر وهى لم تطئ ب قدميها إلى العمل ومراد لا يضغط عليها أبدا ولكنها تمادت كثيرا..سمعت صوته يقول ب جدية
إبتلعت ريقها وقالتعندك حق..أنا إن شاء الله هرجع من بكرة وأكمل شغلي...
اومئ ب رأسها ب رضا ثم قال وهو يوقع بعض الأوراق
جهزي نفسك عشان داخلين شغل مع مستثمر لبناني هيبني مجمع سكني ف لبنان وهنكون أول ناس تعمل فيه عرض الأزياء
أكمل حديثهأنا هبعتلك التفاصيل ع الإيميل..تكوني عنه فكرة ولو عندك ملاحظات عرفيني
حاضر يا مستر مراد..أوعدك مش هخذلك
تمام يا بسنت..أنا مضطر أقفل عشان عندي شغل وهبعتلك الإيميل كمان ساعة...
ثم أغلق الهاتف..لتتضعه ب جانبها وبدأت ب عض أناملها خوفا..وضعت هاجر يدها على منكب بسنت وتساءلت ب جدية
لسه معرفتيش صابر!
جلست هاجر ب جانبها ثم قالت ب هدوء
لازم تعرفيه يا بنتي..كل ما بتتأخري كل ما المشكلة هتعقد..وصابر مش هيعديها بسهولة..أنتي بتقولي إن بينهم عدواة
تأففت بسنت ب ضجر قائلةكأنك بتقولي حاجة جديدة!..أومال إيه اللي مرددني أقوله!
رفعت هاجر منكبها وقالت ب بساطةخلاص قوليله النهاردة..هو جاي...
مينفعش خالص دلوقتي
طب ليه
أجابت بسنت ب توضيحعشان ظروفه متسمحش
أومأت هاجر ب رأسها وقالتتمام بس متتأخريش...
هزت رأسها ب موافقة لنتهض هاجر قائلة وهى تتجه إلى الأسفل
أنا هنزل أوصي ع الأكل عما صابر يجي..وأنتي قومي إجهزي
حاضر...
ونهضت بسنت من أجل تحضير نفسها..أتاها إتصال من صابر ف أجابت على الفور لتسمع صوته الرخيم
وحشتيني
إبتسمت بسنت ب خجل وقالتوأنت كمان
تشدق هو ب مشاكسةوأنت كمان إيه!
ضحكت بسنت وجارت مشاكستهمش هقولك ومۏت بغيظك
ماشي أنا كدا كدا جاي وهعرف أخد حقي...
كانت نبرته خبيثة أنبأتها سوء نواياه..ليتلوى شدقها ب خوف..سمعت صوت ضحكاته يخترق أذنها لتبتسم لا إراديا منها..سمعته مرة أخرى يتحدث ب هدوء
أنا جبت نور معايا عشان نتسلى كلنا
قالت هى ب حماسبجد!
أها والله..هي جنبي أهي وبتسلم عليكي
ضحكت بسنت وقالتطب كويس..متتأخروش بقى
أجابها صابرمسافة السكة..سلام مؤقت يا مون أمور...
ضحكت بسنت ب
صخب وهى تغلق الهاتف لتقول وهى تتجه إلى خزانة ملابسها
مچنون..بس بعشقه...
دق الباب لتفتحه روجيدا بعد فترة قصيرة..ف وجدت جاسر
يحمل حقائب بلاستيكية عديدة..إرتفع حاجبها ب تعجب وتساءلت
هو دا مخزون رمضان!..
أجابها جاسر ب تجهم وهو يدفع ب طفلته إلى الداخل
الست هانم بتحبه
نظرت إليه جلنار ب حنق وتشدقتعندك مانع!
رد جاسر ب عدم تصديقاه يا بنت ال..يخربيت تربيتك السو...
ضحكت روجيدا لتأخذ الحقائب من جاسر ثم أدخلتها المطبخ..عادت إلى الخارج بعد مدة وقالت ب حنو
يلا يا جوجو..حضرتلك الكورن فليكس...
صفقت ب يديها ب حماس وإتجهت إلى المطبخ..نظرت إلى جاسر الذي بدى عليه التجهم ف تساءلت وهي تفسح له المجال
مالك يا جاسر!
أجابها وهو يجلس على الأريكةبت تربيتها قڈرة..شوفي بترد عليا إزاي!
ضحكت روجيدا ثم قالت ب سخريةوهى هتجيبه من بره
عندك حق...
قالها ب تجهم وهو يزيل نظارته الشمسية..دلفت روجيدا إلى المطبخ وجلبت كأسين من العصير وعادت إلى جاسر..وضعتهم على الطاولة الزجاجية ونظرت إليه لتتسع عيناها وهى تتساءل ب خوف
أنت إتخانقت تاني ولا إيه!
عقد حاجبه وأجاب نافيالأ ليه!...
إقتربت منه روجيدا ثم وضعت يدها على الچرح أعلى حاجبه..وضعت يدها أمام عيناه وتساءلت
أومال إيه دا!...
تلاقي الچرح إتفتح تاني
عنفته روجيدا وهى تنهضخليك مستهتر كدا...
نهضت ودلفت إلى أحد الغرف أحضرت صندوق الإسعافات وجلست ب جانبه على الأريكة..أدارت وجهه إليها ب عڼف وبدأت ب تطهير جرحه وتقطيبه
بقى جاسر يحدق بها ب هيام وهي لا تعي لنظراته..تأوه وهو يشعر بها تضغط على جرحه ليقول ب تهكم
ما شاء الله..إيدك خفيفة زي النسمة
ردت عليه ب تشفيأحسن مش عاملي فيها الشحات مبروك...
ثم وضعت ضمادة صغيرة عليها..كادت أن تنهض ولكن يد جاسر منعتها..حدقت ب يده ثم إلى عيناه ب دهشة..كان يحدق بها ب عمق يخترق روحها..تعشق تلك النظرات التي تستطيه كشف ما ب داخلها ب يسر
رفع يدها وقبل باطن يدها ةط..لتسمعه يهتف ب همس عذب
شكرا
همست ب عدم تصديقالعفو...
لسه بتحبيني!...
كادت أن تجيب أنها تعشقه إلى النخاع..بأن عشقها له لا يقل بل يزداد أضعاف..أن عيناها لا تزال تلمع كلما رأته..أن ضربات فؤادها لا تخفق إلا له..ولكن عقلها تغلب وذكرها ب خططها
إبتعدت تحدق ب نهر عسليته الساحرة وأجابت ب ثقة
لأ...
لم يتفاجئ أو تتسع عيناه صدمة..بل على العكس إتسعت إبتسامته وعاد يقترب من أذنها وهمس ب ثقة تفوق ثقتها
كدابة...
ة
لم يبتعد جاسر عنها بل ظل ..حتى أجفل كلاهما على صوت طفولي
أنتو بتعملوا إيه!...