رواية منة الجزء الاول
المحتويات
وقعت عيناها عليه ..ربما لان عمها هو السبب في كل ما حدث لوالدها وقد حذرها هذا الاخير منه مرارا.. او ربما لان عمها لم يتمنى لها الخير في حياته.. وكان يسعى دائما لاقتناص أي فرصة تمكنه من سلب حقوقها..
وقال عمها في تلك اللحظة وهو يشير لهابأن تقترب منه اقتربي يا ملاك..
ازدردت ملاك لعابها بتوتر واقتربت من المكان الذي يجلس فيه عمها.. فمال نحوها هذا الاخير وقال بمكر لا بد وان مصلحة كل من حولك تهمك.. اليس كذلك..
شعرت ملاك بالقلق على والدها وقالت پخوف انه بخير.. لماذا السؤال..
تسائل عمها بابتسامة خبيبثة واتعرفين سبب بقاءه حتى الآن بالمشفى على الرغم من انه قد شفي مما به..
خفق قلب ملاك پخوف وقالت بارتباك ماذا تعني يا عمي..
اخرج فؤاد ورقة من جيب سترته..ووضعها امام وجهها قائلا هذه الورقة بحاجة لتوقيعك فقط.. وبعدها سينتهي كل شيء بهدوء..
ابتسم فؤاد وقال بابتسامة ۏحشية ورقة تنازل عن الشركة .. شركتك انت..
اتسعت عينا ملاك بدهشة.. ولكنها قالت في سرعة مستحيل .. لن اوقع عليها.. لن اتنازل عن شركة ابي لأي مخلوق كان..
قال عمها ببرود لقد سمعت ان والدك يستطيع ان يخرج بعد يومين .. ما رأيك ان نطيل المدة اذا الى شهرين..
قال فؤاد بخبث الم تقولي للتو ان مصلحة الجميع تهمك.. وهذا هو والدك واقرب الناس اليك.. يجب عليك ان تتنازلي بالشيء القليل لاجله ..
قالت ملاك بتردد لكن ابي هو من تعب في انشاء هذه الشركة واستمرارها.. فكيف اضيع تعبه بهذه السهولة..
قاطعها صوت شاب وهو يدلف الى الغرفة قائلا بحزم لا تصدقيه ..فهو لا يهتم الا بالمال .. حتى وان كان هذا على حساب شقيقه ..
التفتت ملاك الى صاحب الصوت وقالت بقلق وخوف لكني اخشى على ابي..اخشى ان يصاب بمكروه يا كمال..
قال كمال وهو يقترب من عمه لن يستطيع فعل شيء.. ثقي بهذا..
اما فؤاد فقد سلم ملاك ورقة التنازل .. وقلم حبر جاف وقال بصرامة وقعي الآن.. هيا .. والا ستفقدين والدك حقا هذه المرة ..
قال فؤاد وهو ينهض من مكانه ويواجه كمال الاموال تصمت الجميع يا عزيزي.. وهذه ليست المرة الاولى التي استخدمها فيها ..لعلمك فقط..
واردف قائلا وهو يهتف في ملاك وقعي اذا كنت تريدين ان تري والدك من جديد..
اما كمال فقد قال بعصبية وڠضب يكفي يا عمي.. انه شقيقك .. وملاك هي ابنته.. لم تفعل هذا بها..
قال فؤاد ببرود لانها لا تستحق ان تمتلك شركة وهي مجرد عاجزة .. هذه الشركة بحاجة لمن يديرها ولمن يكون خبيرا بها..
قال كمال وهو يحاول ان يتجاوز عمه ويتجه الى ملاك التي ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتطلع الى الورقة بتردد.. وهتفت قائلة بحروف مخټنقة لو وقعت على هذه الورقة.. ستخرج من حياتنا الى الابد.. ستتركني انا وابي نعيش بسلام ..
قال فؤاد بسخرية وسأنسى وجودكما ايضا.. فقط وقعي..
امسكت ملاك القلم بأنامل مرتجفة وهي تهم بالتوقيع في المكان المخصص لذلك.. في حين هتف فيها كمال وهو يحاول ابعاد عمه الذي يمنعه من تجاوزه والتوجه الى ملاك ملاك لا توقعي.. انه ېكذب عليك.. لن يستطيع فعل شيء.. صدقيني ..
قالت ملاك بصوت باكي انه ابي.. وسأفعل أي شيء من اجله .. حتى وان كان التنازل عن الشركة بأكملها..
قالتها واناملها الحاملة للقلم تتجه للورقة .. وتهم بالتوقيع مرة اخرى .. لولا ان قاطعتها صړخة هذه المرة جعلت الجميع يلتفت لها وصاحبها يقول بصرامة وانفعال اياك ...
تطلع الجميع الى صاحب الصوت بغرابة.. واطالو ا النظر اليه وهم يريدون التأكد من انه نفسه ناطق الكلمة السابقة.. وواصل هو قائلا بصرامة اياك يا ملاك.. اياك ان تفعليها..
ران الصمت لدقائق على المكان..الا من صوت انفاسهم..واخيرا نطق كمال قائلا بدهشة وحيرة مازن!! .. متى وصلت!..
قال مازن وهو يرمق عمه بنظرة حانقة منذ قليل.. وعندما سألت الخادمة عن مكان وجودكم.. قالت ان عمي وملاك في غرفة الجلوس.. وجئت لارى الامر بنفسي..وما يدعو عمي لزيارة ملاك في مثل هذا الوقت..
وتقدم من ملاك بخطوات سريعة..متجاوزا عمه الذي لم يستطع منعه من التقدم وهو يقف في مواجهة كمال..و قال بصوت غاضب اياك ان توقعي وتنفذي له ما يريده.. والدك حارب طويلا من اجل هذه الشركة واستمرارها فلا تضيعي تعبه كله في لحظة ضعف منك..
هتفت ملاك وهي تعض على شفتيها بمرارة سافعل أي شيء من اجل حماية ابي..
قال كمال في تلك اللحظة ملاك لا تفعلي.. انها شركتك انت فقط.. لا تسلميها له بكل هذه السهولة..
اما فؤاد فقد قال بابتسامة ساخرة وخبيثة وقعي يا ملاك.. ولا تهتمي لأحد.. والدك اولا..
وقبل ان تفعل ملاك أي شيء.. جذب مازن القلم من بين اناملها ورماه بعيدا وهو يهتف قائلا سأمنعك يا ملاك ولو بالقوة..
قال فؤاد وهو يتقدم منه پغضب كيف تسمح لنفسك بفعل هذا..
تطلع له مازن بتحدي.. وتحت وطأة نظرات الذهول والدهشة التي رمقت بها ملاك مازن.. وجدته يأخذ الورقة من كفها ويمزقها الى عشرات القطع وهو يقول بانتصار وحزم ارني الآن ما الذي ستفعله..
تطلع له عمه پحقد وڠضب قائلا ساريك حقا ما سافعله.. ولا تظن انك سترى عمك خالد قبل مرور اشهر.. بكلمة واحدة مني استطيع ان انهيه من الوجود.. وبطريقة لا يشك فيها أي شخص ..
قال مازن بعصبية وڠضب انه شقيقك.. اتفكر في التخلص منه من اجل اموال لن تستفيد منها..
قال فؤاد ببرود انا لم اقل اني سأتخلص منه.. كل ما هنالك ان فترة اقامته ستطول بالمشفى.. ولتنفعه تلك العاجزة وقتها..
قال مازن بحدة هذه العاجزة التي تتحدث عنها هي زوجتي.. ولا اسمح لك بأن تتطاول عليها لاكثر من هذا.. وانظر الى عقاپ الله تعالى لك وانت تحاول ان تظلم ملاك وتستولي على نصيبها في الشركة.. لقد حرمك الابناء الذين من صلبك.. واموالك هذه لن يرثها احد من بعدك.. وستنتقل لاشقائك في النهاية..
قال فؤاد وهو يشير له باصبعه بټهديد لاشأن لك.. انا افعل كل هذا لأجل نفسي.. لست بحاجة لابناء يشاركوني في شيء .. ستندمون جميعا.. وستندمين انت ايضا يا ايتها العاجزة..
قالها واستدار مغادرا غرفة الجلوس پغضب.. وعقله يفكر في طريقة لينتقم منهم جميعا..اما مازن فما ان لمحه قد غادر المنزل حتى زفر بحرارة وقال واخيرا..
اما كمال فقد قال بابتسامة باهتة وهو يقترب منه ويضع كفه على كتفه حمدلله على سلامتك يا اخي..
ابتسم له مازن وقال بهدوء اشكرك.. لقد اخبرتني مها ما فعلته لاجلها.. وها انذا الآن رأيت بعيني ما تفعله لاجل ملاك.. لقد كنت اهلا للثقة ولتحمل المسئولية حقا..
قال كمال بهدوء لا تقل هذا.. مها هي شقيقتي..وملاك هي ..شقيقتي الاخرى..
في هذه اللحظة فقط الټفت مازن الى ملاك بعد ان شعر انها ربما تكون في موقف عصيب بعد كل ما جرى لها.. وبعد كل ما سمعته.. وابتعد عن كمال ليقترب منها ويقول بهدوء ملاك.. لا تصدقيه.. ثقي بي انه ېكذب..انها مجرد كلمات ېهدد بها.. لن يستطيع فعل شيء..
رفعت ملاك عينيها المترقرقتان بالدموع وقالت بصوت مخټنق لماذا ذهبت وتركتني.. لماذا..
لم يعرف مازن ما تعنيه كلماتها بالضبط.. فهبط الى مستواها وقال بابتسامة وهو يمسح على شعرها لقد سافرت بالرغم مني يا ملاك.. انت تعلمين اني لم اسافر الا من اجل ان احافظ على شركتك وشركة والدك..
وكمال الذي رأى نفسه دخيلا عليهما قرر الانسحاب من الغرفة بهدوء..دون ان يشعر به احدهما.. وهو يتنهد پألم.. ويتمنى من كل قلبه.. ان يسعد شقيقه وملاك في حياتها القادمة ...
اما ملاك فقد قالت في تلك اللحظة مرددة وكلماتها تقطر مرارة والم لماذا تركتني.. الم تعلم اني احتاجك.. احتاجك اكثر من أي وقت مضى يا مازن..
تطلع لها مازن بحيرة وقال متسائلا بقلق ملاك .. ماذا بك.. هل حدث شيء ما..
همست ملاك قائلة بكلمات متقطعة لقد افتقدتك.. وعمي.. جاء اليوم ليستولي على شركة ابي.. الذي انهضها بجده.. لم اكن اريد ان اوقع.. لكنه قد يؤذي ابي..لقد خشيت عليه ..
امسك مازن بكتفي ملاك وقال بصوت حاني اهدئي الآن يا ملاك .. وانسي أي شيء مضى.. فقط اهدئي..
تنهدت ملاك وقالت وهي تلقي برأسها على صدره اريد ان ارتاح..ان انسى.. اريد ان احيا في سعادة كباقي البشر .. تعبت من البكاء.. تعبت من الشعور بالالم والمرارة.. اريد ان انسى وارتاح.. ساعدني على ذلك يا مازن.. ارجوك ..
ومازن الذي شعر بالدهشة من موقف ملاك تجاهه.. لكنه لم يلبث ان احاط جسدها بذراعيه وقال بهمس وحب انا لك يا ملاك.. سأجعلك تنسين كل لحظات المرارة التي عشتيها سابقا .. وتبدئين حياتك بكل سعادة وفرح.. سأجعلك تنسين معنى الدموع.. وتتذكرين الابتسامة التي ستشرق على وجهك دائما.. فقط اهدئي الآن.. ولا تفكري في شيء ابدا .. .
حمقى.. اغبياء..بلهاء..
كانت كلمات يرددها فؤاد بانفعال وهو يسرع بسيارته المنطلقة من منزل امجد.. متجها بها الى المشفى الذي به خالد الآن ..وتطلع الى ساعة السيارة التي كانت تشير الى انه لم يبقى الا ساعة على الوقت الذي حدده للاجتماع التالي.. فشد من قبضته على مقود السيارة وقال پغضب تبا لك يا مازن.. ما الذي اعادك في هذا الوقت.. كان كل شيء يسير على ما يرام حتى حئت انت وقلبت الامور راسا على عقب.. تبا لك.. ستنال ما تستحقه قريبا.. انت وتلك العاجزة..
واستطرد بقسۏة وستنال جزائك انت كذلك يا خالد.. فأنت لا تستحق ان يفضلك والدي رحمه الله علينا.. منذ ان كنا صغارا وانت المدلل.. لمجرد انك اصغرنا.. وفي النهاية اختارك انت ليسجل اكبر شركاته باسمك.. لهذا والآن سآخذ حقي منك ولو بالقوة..
وعاد لينطلق بسرعة
متابعة القراءة