رواية تقي بارت 27

موقع أيام نيوز

العسل معاكي يا .. يا مهلبية !
لكزته لوزة في جانبه فتأوه هو من الآلم ثم حدجته بنظرات محذرة وهي تتوعد ب 
ما تتلم ياض ده أنا واقفة جمبك ولا عاوزني أوريك وشي التاني
أخفض فارس رأسه قليلا ثم داعب أرنبة أنفها بطرف إصبعه ثم تحدث بهمس قائلا 
إنت الأصل يا باشا بس أنا بأجبر بخاطر البنية بكلمتين كده
لا تجبر ولا تطيب إحنا خلاص مهمتنا خلصت لحد كده وبح ماشي 
أوامرك ..
أشارت له بطرف عينها ليتبعها قبل أن تنطق ب ..
طب يالا يا فارس
أوشك الاثنين على الخروج من الغرفة ولكن تراجع فارس للخلف خطوة ليخرج من جيب شورته الورقة المطوية ثم نظر إلى ليان بنظرات فارغة وقال لها .. 
بيتهيألي دي مالهاش أي لازمة 
وبكل قسۏة قام فارس پتمزيق الورقة إلى أجزاء صغيرة ثم وضعها في كف يده و نفخها فيها بهواء فمه في اتجاه ليان لتتناثر حولها ثم لوح لها بإصابعه وبنبرة استخفاف نطق ب.. 
باي يا ليووو ولا زي ما بيقولوا تشاو عليكي
تجمدت ليان في مكانها من الصدمة وشحب لون وجهها سريعا وهي غير مصدقة أنها قد صارت ضحېة لأكذوبة كبيرة خسړت فيها شرفها وعرضها بسبب أشياء لا تعرفها عن أخيها .. 
إنهارت ليان على الأرضية فساقيها لم تعد تقويان على حملها وبكت بحړقة وهي ممسكة ببقايا ورقة الزواج العرفي وبصوت مخټنق صړخت ب ..
لأ.. لأ حرام اللي بيحصل ده فيا حرام ...!!!!
في منزل عبد الحق بالزقاق 
لم تتوقف أبواق السيارات عن إزعاج جميع سكان تلك المنطقة الشعبية بصوتها الجهوري معلنة عن وصول أحدث عرسان الليلة .. 
ترجل عبد الحق من السيارة أولا ولوح لأقاربه وأصدقائه بيده ثم دار حول السيارة واتجه إلى الباب الخلفي وفتحه وانحنى بجذعه للأسفل ونظر إلى عروسه بنظرات جادة قبل أن ينطق بنبرة شبه فولاذية  
انزلي
لم تجبه بطة بل نظرت له پخوف وامتثلت لأوامره في صمت وكادت أن تتعثر في ذيل فستانها وهي تترجل من السيارة ولكن أسندها من ذراعها زوجها وهمس لها ب ..
جاهزة للي جاي 
هاه 
قالتها بطة وهي غير مستوعبة للغرض من تلميحاته المريبة تلك ..
اعتدلت بطة في وقفتها وسارت بخطوات متمهلة في اتجاه بوابة البناية القديمة التي ستسكن بها مع والدة زوجها وعائلته فأمها قد وافقت على أن تمكث إبنتها معهم بشرط إحضار غرفة نوم جديدة لها في مقابل تجهيزها بالمفروشات المناسبة من حيث السعر ..
ولجت بطة إلى داخل مدخل البناية ورفعت بصرها للأعلى قليلا لتتأمل المكان وفجأة أصبحت ساقيها معلقتين في الهواء وشخص ما يطوقها من خصرها فنظرت إلى الجانب بعينيها فوجدت عبد الحق يحملها بين ذراعيه ويبتسم لها إبتسامة لئيمة و..
المرادي بس هاشيلك لبيتك يا بطتي
اكتست وجنتيها سريعا بحمرة الخجل ولفت ذراعيها حول عنقه وأخفضت رأسها وعينيها للأسفل .. في حين تعالت الزغاريد والتهليلات من حولهما ..
صعد عبد الحق بزوجته إلى الطابق الثاني حيث يوجد منزل العائلة المتواضع والمكون من ثلاث غرف بسيطة في أثاثها القديم فيما عدا غرفته التي تم طلائها وتجهيزها قبل عدة أيام لتناسب تلك المناسبة السارة ..
دفع هو باب الغرفة بساقه ثم أنزل زوجته على ساقيه فسارت هي بخطوات خجلة نحو الفراش وجلست على طرفه وأطرقت رأسها في إستحياء ..
ابتسم عبد الحق مجددا لها وبصوت رخيم قال 
هاسيبك خمساية وراجع تكوني خدتي على المكان
هزت بطة رأسها موافقة وظلت تفرك في أصابع يدها في توتر واضح في حين نزع عبد الحق
تم نسخ الرابط