ميراث الۏجع ح2

موقع أيام نيوز

قلبها دون سبب. 
بعين غائمة تراقب المارة من شرفة منزل تيمور تلك القبضة اللعېنة لم تعتقها منذ سفر زوجها حدثته قدر استطاعتها لكن مع عمله الشاق لا تتاح لها فرص كثيرة للحديث معه يتبادلا كلمات مقتضبة ليستأنف بعدها عمله بكد ليؤمن رزق وفير لعائلته الصغيرة.
يلا ياحور تعالي عملتلك حبة شاي هيعدلوا مزاجك.
بدت غير واعية لحضور شروق والشرود يبتلعها بطياته لتربت الأخيرة كتفها تناديها حور.
انتبهت أخيرا لتلتفت إليها بابتسامة شاحبة نعم. 
رمقتها بشفقة حبيبتي مالك بس ليه قلقانة كده مش فهماكي.
معرفش صدقيني مش فاهمة سبب قلقي وخۏفي. 
ابتسمت الأخيرة بود يمكن عشان ابراهيم اول مرة يغيب أسبوعين عموما هانت ويرجع مش هو قالك انه قرب يخلص شغله
هزت رأسها بإيماءة لتستطرد شروق يبقي خلاص روقي وفرفشي كده فين حور المچنونة اللي بتصدع دماغي من الرغي بتاعها اكتر من ولادها.
منحتها ابتسامة قصيرة وتناولت من يديها كاسة شاي ساخنة وحاولت الانخراط معها بأحاديث كثيرة لكن ظل عقلها يعج بالخواطر الغير مريحة..
وحشتيني يا ديجا.
رغم مزاحه الظاهري قالها بمسحة من الحنان استشعرته وافتقدته في غيابه لتصيح بلهفة 
جاي امتي يانور عيني وحشني دخلتك عليا يا ابراهيم. 
وانتي كمان يا ماما وحشتيني قريب هخلص شغلي واجي. 
طب لعلمك أخر مرة تشتغل في محافظة تانية حتي لو هتاخد مال قارون..انت فاهم
لم ترى ابتسامته الشاحبة وهو يمازحها للدرجة دي بتحبيني يا ديجا ومش قادرة على بعدي
صمتت وضيق خفي يجتاحها لا تعرف له سببا ربما حلم الأمس أزعجها..وربما دون ذلك.. لا تدري. 
راضية عني يا أمي
قاطع سؤاله صمتها ليشعل المزيد من نيران الخۏف بقلبها ونبرته بدت غريبة عليها. 
ما انت عارف يا ابني.. انت عين من عيوني واخوك عيني التانية.. راضية عنك وعنو ليوم الدين..
وصلها تنهيدته قبل أن يعود لمزاحه طب تحبي اجيبلك ايه معايا يا ديجا وانا جاي 
تعالى بالسلامة.. هو ده اللي انا عايزاه.. 
حاضر يا ماما قريب جدا.
وصمت برهة. قبل أن يعاود غمغمته ماما ولادي اشقية اوي ومحدش بيتحمل شقاوتهم حتى حور نفسها بتتعب منهم
تصوري رجعت يوم من شغلي لقيتها بټعيط بسببهم 
وصمت مجددا ليستأنف خدي بالك عليهم واوعي يغيبو عن عينك ابدا.. حور كمان خدي بالك عليها مراتي زيهم طفلة بس طيبة..أنا عارف ان انتي وتيمور مش هتقصروا ابدا في غيابي.
لم تعد تتحمل تلك النبرة ومخاوفها تتفحل داخلها وټخنقها لتصيح بحدة جري ايه يا ابني بتتكلم كده ليه..هو أنا ناقصة قلق.. ثم صاحت بلهجة طغى عليها الكثير من القوة ابراهيم.. ارجع وسيب الشغلانة دي وانا هديك اللي كنت هتاخده منها مالكش دعوة.
ارجع فين يا ماما مستحيل اقدر امشي من غير ما اكمل شغلي وبعدين انا بكلمك عادي.. بوصيكي علي ولادي لحد ما ارجع فيها ايه دي.
فيها اني قلقانة يا ابني..وكلامك خوفني اكتر.
مازحها لتهدأ قولي بقى ان كل اللي همك الرمان اللي كنت بجيبهولك يا ديجا.
قالتها بعاطفة حقيقية أيوة يا ابني..أنا وحشني طعم الرمان من ايدك يا ابراهيم..ارجع عشان تفصصه وتأكلني بإيدك الشقيانة
سال الدفء من صوته حاضر يا ماما.. والله قريب هرجع وهبات معاكي كمان يومين اشبع منك. 
وعد ولا اما تشوف مراتك هتنساني. 
قهقهة بضحكة أثلجت صدرها هنرجع للغيرة تاني.. وحياتك ما في بقلبي وعقلي غيرك يا ديجا.
واستأنف خاتما بقوله بعد أذنك يا ماما هروح انام عشان خلاص مش قادر وانا بصحي بدري.
نوم الهنا يا ضنايا.. لا إله إلا الله. 
محمد رسول الله.
أغلقت وقبضة الضيق تشتد فاستعاذت من الشيطان وذهب لتصلي وتدعو له.. له وحده. 
أخيرا راجع يا هيما.
أيوة يا تيمور
تم نسخ الرابط