رواية الحسناء
المحتويات
فهي تريد أن تطلب منه شئ ولكن خائفه من ردة فعله فهل سيوافق أم سيرفض كما يفعل دائما فهي لم تطلب منه شيء يوما إلا وقابله بالرفض القاطع ....لكنها حسمت أمرها وإستجمعت شجاعتها وقالت مازن ممكن أطلب منك طلب .
مازن هو مازال ينظر للتلفاز اممم ...عايزه إيه .حسناء بتوتر ممكن ماروحش الشغل لحد ما الكدمات اللي ف وشي دي تروح عشان لو سألوني مش هعرف أرد .
حسناء بفرحه حاضر هما يومين بس والله .
نعمه بسخريه من إمتي الحنيه دي كلها ي مازن .....ثم وجهت حديثها لحسناء والله تستاهلي اللي عمله فيكي ياريت كان كسر رقابتك مش ضړبك بس . لم ترد عليها وإنما دخلت غرفتها وإرتمت علي السرير واضعه الوساده علي وجهها وظلت تنتحب بصوت مسموع حتي نامت .
مرت تلك الأيام ثقيله علي كل من في القصر فقد إعتادوا علي وجودها والإستماع إلي أحاديثها المسليه بالرغم من برائتها عدا فقط ذلك الذي كان سعيدا بعدم وجود تلك الغبيه كما يدعوها دائما وتمني ألا تعود مجددا ..كان الجميع يتناول طعام الغذاء في صمت كالعاده حتي قطعه سؤال جواد لوالدته لسه برضو مافيش أخبار عن حسناء
إزدرد زين ريقه بتوتر ثم قال أنا معايا رقم جارة حسناء كانت قيلالي ولو إحتاجت منها حاجه أو عوزت أطمن عليها إبقي أكلمها عليه عشان هي مش معاها تليفون .
عز الدين بلهفه قوم هاته بسرعه ي زين إنت لسه فاكر تقولنا دلوقتي !زين وهو ينهض من مقعده حاضر ي بابا . وما كاد أن يتحرك حتي أوقفه صوت حمزة الغاضب وهو يقول إنت كلمتها قبل كده عليه زين بتوتر والله ماكلمتها عليه خالص ...حتي أنا ماإفتكرتش إنه معايا غير إمبارح وأنا بقلب ف التليفون بالصدفه .
عز الدين هي بقالها فتره بشتغل هنا ماشوفناش منها حاجه وحشه ولا تصرف مش كويس ....حرام عليك تظن كده ف أخلاقها ....ثم وجه حديثه لزين إطلع هات الرقم ي زين .
صعد زين غرفته وأحضر الرقم
علي عجاله وأعطاه لوالده ...فأمسك عز الدين بهاتفه وأدخل الرقم ثم ضغط علي زر الإتصال وإنتظر الرد مرت عدة ثواني حتي جائه الرد ألو سلام عليكم .
نجوي أيوه هي حصلها حاجه ولا إيه ومين حضرتك
عز الدين أنا صاحب البيت اللي هي بتشتغل فيه ...أنا بس كنت عايز أطمن عليها أصل بقالها يومين ماجتش ممكن تناديها عشان أكلمها .
نجوي حاضر ....ثواني بس أطلع أناديها لحضرتك .
عز الدين ماشي ....بس بسرعه من فضلك .
تركت نجوي سماعة الهاتف وصعدت الطابق الذي يعلوها وطرقت الباب ففتحت لها حسناء قائله إزيك ي طنط نجوي إتفضلي .
حسناء بتعجب تليفون عشاني أنا ..... ماتعرفيش مين
نجوي هو قالي إنه صاحب البيت اللي بتشتغلي فيه وقال إنه
بيتصل يطمن عليكي .
هنا تذكرت حسناء أنها قد أعطت رقم الجاره نجوي لزين فقالت طيب ي طنط أنا هدخل ألبس الإسدال وجايه معاكي أهو .
أومأت لها نجوي وإنتظرتها حتي خرجت ونزلت معها ثم أعطتها الهاتف فوضعته حسناء علي أذنها وقالت ألو سلام عليكم .
عز الدين بلهفه وعليكم السلام إنتي فين ي حسناء مابتجيش بقالك يومين ....إنتي كويسه
حسناء بإبتسامه أنا الحمدلله كويسه كان في ظروف منعتني آجي .
عز الدين ماشي ي حبيبتي ي رب تكون خير طب هتيجي إمته
حسناء خير إن شاء الله أنا بإذن الله هاجي
بكره .
عز الدين ماشي ي حبيبتي خدي بالك من نفسك .
حسناء بإنصياع حاضر .
بعدما أغلقت حسناء الهاتف سألتها نجوي بترقب إنتي ماروحتيش بقالك يومين ليه ي حسناء إنتي كنتي تعبانه .
حسناء وقد إمتلأت عيناها بالدموع لأ أنا ماكنتش تعبانه ولا حاجه ....كنت مشغوله بس ف تنضيف البيت .
نجوي وهي تربت علي كتفها ربنا يعينك ي حبيبتيحسناء ي رب ....أنا طالعه بقي ي طنط عايزه حاجه. نجوي لأ ي حبيبتي شكرا ....بس خلي بالك من نفسكتركتها حسناء وصعدت وعندما دخلت قالت نعمه مين اللي كان عايز يكلمك .حسناء دا صاحب البيت اللي بشتغل فيه .نعمه كان عايز إيه يعني .حسناء كان بيسأل هرجع الشغل تاني إمته .نعمه طب يلا ي ختي روحي حضري الغدا . في قصر السيوفي
حمزة إطمنتوا ع الست هانم خلاص ....وإنت ي أستاذ زين حسابك معايا بعدين .زين پخوف أنا عملت إيه يعني ي أبيه .حمزة پحده جيب تليفونك كده .زين ليه ي أبيه أنا ......ولكن قاطعه إلتقاط حمزة لهاتفه سهوا .....بدأ يقلب في الهاتف ويعبث بالأسماء المسجله عليه ليطمأن من أنه لا توجد أرقام خاصه بزميلات له أو ماشابه ......بعدما إنتهي من فحصه الدقيق للهاتف وكأن المسكين إرتكب چريمه أعطي لزين الهاتف ونظر له نظره مهدده يعرفها جيدا فلم ينطق بكلمه واحده ...فتحدث جواد أنا مش عارف أومال لو كان بنت كنت إتعاملت معاه إزاي ...ماتسيبه فحاله بقي وإنت عارف كويس أخلاق زين فبلاش قلة الثقه اللي بتتعامل بيها مع كل الناس دي .نظر له حمزة بضيق ولكن جواد لم يضف شيئا آخرا بعد جملته تلك وأولاه ظهره وصعد غرفته ....وما الجديد في ذلك فهو دائما ينتقض تصرفاته التي توحي بقلة الثقه والشك والأخر يقابلها بالضيق والعبوس ولا تؤثر به بل يزداد الأمر سوءا .....ليلي اطلع أوضتك ي زين عشان تذاكر .لم يرد زين وإنما صعد غرفته دون أن يتكلم فتحدث حمزة بإنفعال لو سمحت ي بابا قول لجواد مالوش دعوه بزين ولما يبقي عايز يعلق علي تصرف ليا كالعاده يبقي مش قدامه عشان مايفكرش إن في حد هيدافع عنه .حازم اهدي ي حمزة الموضوع مش مستاهل ....عز الدين أنا مش عارف إنت بتعامل إخواتك بالطريقه دي ليه بتعامل واحد كإنه بنت والتاني علي طول بتقصد تحرجه قدامنا ومابتحترمش رأيه ف أي حاجه يقولها مع إنك متأكد إن وجهة نظره صح ...حمزة ي بابا زين لو سبتله شويه هيسوق فيها وماحدش هيعرف يكلمه أنا خاېف عليه ....وأنا لو كنت بعامله زي البنات زي ماحضرتك بتقول ماكنتش خليته يروح الجامعه ولا كان هيبقي معاه تليفون .ليلي بس ع الأقل الحساب دا يبقي بينك وبينه مش قدامنا كده .حازم فعلا ي حمزه طنط كلامها صح .حمزة بعدم إهتمام حاضر المره الجايه ....بعد إذنكم أنا طالع أذاكر لزين .عز الدين وإنت كده دلوقتي مابتعملوش زي البنات !حمزة لأ طبعا ...هي البنات بس اللي بيتذاكر لها .حازم اطلع ي حمزه الله يهيدك إنت مافيش فايده من الكلام معاك .بعدما صعد غرفة زين تحدث عز بخيبة أمل مافيش فايده فيه مش هيتغير أبدا ...لو فضل بالوضع دا وطباعه اللي زي الزفت دي مافيش واحده هترضي ترتبط بيه .حازم أصلا ي عمي الموضوع دا مش
ف دماغه .ليلي لحد إمته هيفضل كده .....أنا نفسي أفرح بيه .عز الدين بغموض إن شاء الله قريب ...حتي لو ڠصب عنه .
الفصل الثالث
أتمني لكم قراءة ممتعة
إستيفظت حسناء بنشاط لتتوضأ وتصلي الضحي وقامت بإعداد الإفطار قبل أن يستيقظ أحد ووضعته علي الطاولة ونزلت مسرعه لكي تصل باكرا . سارت في الطريق الذي تسلكه دائما وأثناء سيرها تذكرت بأنها لم تذهب الملجأ منذ فتره فهي برغم صغر سنها وصغر ډخلها إلا أنها دائمة التبرع له .....كانت ستذهب لكن عندما نظرت في ساعتها وجدت أنها إن ذهبت ستصل عملها متأخره .....لذا قررت أن تستأن مبكرا اليوم .....بعد وقت طويل من عناء المواصلات وصلت أخيرا القصر .....وجدت البوابه مفتوحه علي غير عادتها وهناك صوت مياه يأتي من بعيد فتتبعت الصوت إلي وصلت
إلي مصدره ....تفاجأت بأنه حمزة ...فحدثت نفسها ي حظك الإسود ي حسناء إنتي جايه ترجعي ف
اليوم اللي هو فيه أجازه ....ربنا يستر ...سارت علي أطراف أصابعها حتى لا يشعر بها إلي أن وصلت المطبخ فوجدت حنان تنظر ف ساعتها بترقب وإهتمام فتحدثت إتأخرت مش كده .لم تتحدث الأخري ولكن جرت نحوها وإحتضنتها بلهفه وكأنها كانت غائبه لشهرين وليس ليومين فقط وما كان من حسناء إلا أنها بادلتها العناق بشوق فلكم إفتقدت هذا الدفئ والحنان ليومين .
تحدثت حنان بعتاب أنا زعلانه منك ي حسناء كده تمشي من غير ما تخليني أوصلك وماتكلمنيش بعدها ....أنا كنت قلقانه عليكي أوي ....إنتي كويسه إمتلأت عين حسناء بالدموع وقالت بإختناق تعرفي إنك الوحيده اللي پتخاف عليا ....جاهدت لتتحكم في عبارتها ولكن غلبتها وظلت تنتحب پقهر .تفاجئت حنان من ردة فعلها ....كيف لها أن تقول هكذا ! أليس لديها عائله تخاف عليها فتحدثت وهي ټحتضنها مجددا ليه ي حبيبتي بتقولي كده
تعالت شهقاتها ثم تحدثت بصوت متحشرج أنا ماما وبابا متوفين وقاعده مع مرات أبويا وإبنها .حنان طب وفيها إيه ي حبيبتي ماهما أهلك برضو وأكيد خايفين عليكي .حسناء بتحسر ياريت .....أنا مش عايزه أشغلك بمشاكلي أن إتعودت خلاص وماعدتش فارقه .حنان قولي ي حبيبتي .....طلعي اللي ف قلبك ..ماتشليش ف نفسك .حسناء أحكيلك إيه بس ولا إيه .حنان احكي ي حسناء أنا سمعاكي .....
حسناء وهي تمسح دموعها بطرف قميصها كالأطفال حاضر ....هقولك بس عشان خاطري ماتقوليش لحد .أومأت لها حنان برأسها ثم سردت لها حسناء حياتها البائسه منذ مۏت والدها وحتي هذا اليوم ....وأثناء حديثها كانت عبرات حنان تنزل بدون توقف ....فما إن إنتهت معاهم حسناء بقله حيله هعمل ايه يعني ولا هروح فين حنان انتي مالكيش قرايب تقعدي عندهم .
حسناء ماعرفش والله ..... حتي بابا ماكنش بيتكلم عنهم خالص ولا كان في حد بيزورنا .حنان خلاص انتي هتقعدي معايا .حسناء برجاء لأ عشان خاطري .....أنا مش عايزه أقعد هنا ..... أنا والله لولا ان ماعنديش شغل غير دا أنا ماكنتش رجعت تاني حنان وأنا مش هسيبك ترجعي عند مرات أبوكي تاني ....وماتخافيش أنا مش هخليكي تعملي
متابعة القراءة