رواية ميرا الفصول من ثمانية وثلاثون للاخير

موقع أيام نيوز


بقوة ټلعن شتاتها ودون أن تضيف كلمة واحدة تريح قلبه كانت تنهض وتتوجه نحو الخزانة تدس يدها بملابسه التي كان يرتديها تخرج مفاتيح شقته قائلة
أنا هدفع حساب المستشفى قبل ما امشي وهجيبلك بكرة هدوم من البيت قبل ما اجيلك انا والولاد وهبعت حد ينضفه ويعملك أكل علشان لما تخرج عايز حاجة تانية اجبهالك قبل ما اجي

عايزك تريحيني يارهف
راحتك مش اهم من راحتي يا حسن حمد الله على سلامتك
ذلك آخر ما قالته قبل أن تغادر الغرفة مصطحبة اطفالها تاركته ينظر لآثارها وهو يبتلع غصة مريرة مر الحنضل من شدة ندمه كونه خسرها.
عادو للمنزل بعد انقضاء بضع ايام بالمشفى وقد تحسنت حالته كثيرا وطمئنه الطبيب أن يمارس حياته العادية فقد اصرت ثريا فور وصولها أن تذهب كي تطمئن على حسن
وها هي نادين تجلسه على طرف الفراش قائلة بسعادة هائلة
حمد الله على سلامتك البيت نور
البيت وحشني اوي
ابتسمت بسمة هادئة ثم انحنت كي تنزع عنه كنزته كي تساعده في ارتداء غيرها قائلة
كان مضلم من غيرك
نزعت عنه كنزته ثم رفعتها لأنفها تستنشقها بعمق مستمتعة ليباغتها هو ويجذبها من رسغها ويجلسها 
بجواره متسائلا بمشاكسة
بتعملي ايه ما انا قدامك اهوا
اجابته بتنهيدة مسهدة
ريحتك وحشتني أوي يا يامن تعرف إني اقدر اميزها من بين ألف ريحة غيرها
اجابها بتلقائية
اه البرفان ده حلو انا كمان بحبه ومتعود عليه
مش ريحة البرفان .ريحة جسمك
ابتلع ريقه عندما دفعته برفق تمدده على السرير 
جف حلقه ثم رفع رأسها بأنامله وقال بنبرة متهدجة
نادين حرام عليك
ابتسمت تلك البسمة الماكرة التي أوقعته بها ثم اقتربت من وجهه بشكل خطېر هامسة بنبرة غريبة هي ذاتها تستغربها
وحشتني اوي   يا يامن 
ابتلع ريقه وقال وهو يجذبها من مؤخرة رأسها
هي تقريبا الهرمونات دي هتكون مفيدة اوي 
قهقهت هي ولكنه كتمها حين ..
اليوم هو اليوم الموعود التي طالما انتظرته بفارغ الصبر فقد اتموا كافة التحضيرات وتم حجز أحد القاعات الصغيرة التي تناسب إمكانياته فلم يقبل مساعدة من فاضل بأي شكل من الأشكال وكم كانت فخورة هي به وبعزة نفسه بعدها فهي لا ترغب في حفل زفاف اسطوري بل كل ما تطمح به هو حفل صغير يسعها بقربه والأقربون لقلبها. 
يخربيت جمالك والنعمة هعيط
قالتها شهد بعدما انتهت خبيرة التجميل من وضع اللمسات الاخيرة لها لتبرز جمالها وحين انتهت نهضت ميرال بفستانها الابيض الزاهي الذي يضيق من عند الصدر وينسدل باتساع من عند الخصر بعدة طبقات من الشيفون المطرز بذلك اللؤلؤ البراق الذي انعكس ضيه داخل عيون الجميع واولهم نادين التي قالت بانبهار
تحفة يا ميرال تجنني
اتسعت بسمتها وهي ترى انعكاسها في المرآة ثم قالت بسعادة تتقافز من عيناها
بجد حلو يعني هعجب حمود
يابت بطلي سهوكة بقى القلوب اللي طالعة من عينك ملت الأوضة
قالتها نغم بمشاكسة مما جعل ميرال تجيبها وهي تخرج لسانها
وماله مهو بقى جوزي جوزي .جوزي
كررت اخر كلمة وهي تدور حول نفسها مما جعلهم يقهقهون على جنانها وتعقب نغم
لاحول ولا قوة إلا بالله البنت كانت بعقلها
لتسايرها نادين وهي تتذكر مالك قلبها وتقبل دبلته التي تزين بنصرها بتنهيدة مسهدة
معلش معذورة الحب بيعمل اكتر من كده
رفعت نغم سبابتها بوجههم محذرة
وانت كمان لأ بقولكم ايه انا سنجل راعو مشاعري وبطلوا نحنحة منك ليها
قهقهوا من جديد تزامنا مع دخول محبة التي فور رؤيتها أخذت تبكي من شدة سعادتها لتعاتبها ميرال
بټعيطي ليه يا دادة حرام عليك دلوقت
اجابتها محبة وهي تكفكف دمعاتها
مش مصدقة يا بنتي إني عيشت وشوفتك بالفستان الابيض
ميرال قائلة
ربنا يخليك ليا يا دادة ويديك طولة العمر علشان تربي ولادي كمان
ربتت محبة على ظهرها بحنو وأخذت تطلق الزغاريد هي وشهد حتى تردد صداها ليبعث البهجة في في الأجواء التي بدأت لتوها حين دلف فاضل إليها كي يصطحبها ليسلمها لزوجها وفور رؤيته إياها دمعت عينه ودثرها متأثرا
زي القمر يا بنتي ربنا يسعدك
مررت ميرال يدها على ظهره بحنو داعية
ربنا يخليك ليا يا بابي
قائلا بغيرة ابوية
هياخدك مني الولد ده
محدش يقدر ياخدني منك أنت حبيبي قبل منه
ابتسم بسعادة متناهية ثم اخذ يدها يعلقها بذراعه وتقدم بها عبر ذلك الرواق الكبير الذي يوصل لتلك القاعة التي سيقام بها الزفاف وحين لمحته يقف من بعيد يواليها ظهره تقافزت ضربات قلبها وتعالت انفاسها وهي تشعر أنها بحلم جميل وكل ما يمر بها هو من نسج خيالها 
ربت ابيها على يدها المسنودة على ذراعه وحثها كي تتقدم منه من أجل تلك اللقطات التصويرية التي يحرصون المصورون رصدها كي تخلد تلك الذكرى للأبد نقرت هي على كتفه ليلتفت لها بتلك الطلة المبهرة مرتديا بذلة سوداء ذات تصميم رجولي مميز للغاية تحتها قميص أبيض زاهي اللون وبيبيون لتكمل اناقته.
لثوان وقف كل منهم منبهر بالأخر دون حديث وكأن كافة امانيهم واحلامهم متجسدة أمامهم لتتسع بسمته شيء فشيء مع بسمتها 
تعالت الزغاريد تزامنا مع وضعه ليدها بذراعه ثم سيره بها لداخل القاعة
 

تم نسخ الرابط