رواية ياسمين الفصول من 21-24

موقع أيام نيوز


فترة من انهماكها فى العمل سمعت صوتا فى الخارج أمام الباب .. شعرت بالخۏف .. سارت ببطء لتتبين مصدر هذا الصوت .. خرجت لتجد أحد العمال يجلس بجوار الباب ويتفرش الأرض .. قالت له بدهشة 
انت بتعمل ايه هنا 
قفز الرجل من مكانه وقال لها 
الباشمهندس عمر قالى أفضل هنا عشان لو الدكتورة احتاجتنى فى حاجة .. ومتحركش من مكانى الا لما تخلص شغلها

شعرت بخفقات قلبها تتسارع مرة أخرى .. ترى ما هو سر اهتمامه بها .. لماذا يهتم بتوفير هذا العامل لها .. ألأنها تعمل فى مزرعته ومسؤلة منه .. هل لو كانت أى فتاة أخرى مكانها هل كان ليفعل ذلك أيضا .. طردت ياسمين تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها بسخريه .. أفيقي يا ياسمين أين أنت وأين هو .. مثله معتاد الحصول على أجمل الفتيات وارقاهن .. بالتأكيد اهتمامه بك لن يعدو أن يكون مجاملة لصديقه .. أو لعله مازال يشعر بالذنب بسبب الحاډث ويريد أن يكفر عن ذنبه ليريح ضميره .
جافى النوم عمر فى هذه الليلة .. ظل ساهرا فى شرفه منزله ...كان يشعر بشئ غريب لا يستطيع هو نفسه تسميته .. نظر الى النجوم التى تزين السماء وهى تضئ وتتوهج فى روعة .. وجد الابتسامه تتسلل الى شفتيه بلا استئذان .. شعر بنسمات الهواء المنعش وكأنه يستنشقها لأول مرة .. شعر بسعادة غريبة تسرى مع دماؤه فى شرايينه وأوردته .. لم يستطع أن يحدد سببا لتلك الحالة الغريبة التى تعتريه .. فقط كان يشعر بكل تلك الأشياء ولم يعرف لذلك سببا واضحا ..
فى الصباح أتى الى المزرعة أحد عملائها الكبار .. استقبله عمر بترحاب شديد وقدم له واجب الضيافه .. أراد الرجل شراء كمية كبيرة من عجول التسمين .. كانت بالنسبة ل عمر صفقة كبيرة ستدر عليه ربحا وفيرا .. قاد عمر الرجل الى حيث المواشي ليلقى نظره عليها وعلى الأعلاف التى تقدم لها .. وجدت ياسمين عمر يدخل مكتبها برفقة رجل فهبت واقفه .. قدم عمر الرجل اليها قائلا 
صباح الخير يا دكتورة .. أقدملك الأستاذ خالد الدمرداش ده عميل عندنا من زمان .. ومن الناس اللي احنا بنعتز بالتعامل معاهم
قال خالد 
متشكر يا بشمهندس ده من ذوقك
قدم عمر ياسمين الى الرجل قائلا 
الدكتورة ياسمين طبيبة بيطرية فى المزرعة عندنا وهى هتفيدك أكتر فى شرح نوعيه الأعلاف وجودة القطعان عندنا
الټفت الرجل الى ياسمين مبتسما ومد يده قائلا 
اتشرفت بمعرفتك يا دكتورة ياسمين
نظرت ياسمين الى يد الرجل بتوتر ثم ما لبثت أن قالت 
آسفة مبسلمش بالإيد
نظر الرجل اليها پحده وأعاد يده قائلا بسخرية
ليه خاېفه يتنقض وضوئك 
شعرت ياسمين بالإحمرار يغزو وجنتيها .. وقالت 
لأ أكيد مش ده السبب
قال الرجل وهو ينظر اليها بتعالى 
انتى أصلا تعرفى أنا مين .. كون انى واقف بتكلم معاكى دلوقتى دى حاجه مكنتيش تحلمى بيها
ثم الټفت الى عمر قائلا 
الظاهر انك معرفتش تختار صح الناس اللى تقدمنى ليهم يا بشمهندس .. ياريت نكمل كلامنا فى مكتبك
احتقن وجه عمر بشدة .. وألقى على ياسمين نظرة احتارت فى تفسير معناها ثم توجه مع الرجل الى الخارج .. جلست ياسمين وهى تشعر بالحنق الشديد .. من يظن نفسه ليتعامل معها بهذا الشكل .. نعم هى لا تسلم على الرجل .. ولن تتنازل وتفعل ذلك لترضى أحدا مهما كان الحرج الذى ستسببه لنفسها بسبب ذلك .. تسائلت فى نفسها هل يا ترى عمر ڠضبان منها لأنها لم تسلم على الرجل .. ولكنه يعلم بأنها لا تسلم .. حتى هو رفضت السلام عليه فى أول يوم لها بالمزرعة .. هل ظن بأنها تعمدت احراج الرجل عمدا .. هل يرى بأنها تسببت فى حدوث مشاكل بينه وبين أحد عملاءه المهمين .. ظلت الأسئله تدور فى رأسها بدون توقف .. بعد مضى ساعة تقريبا .. لم تستطع تحمل هذا الكم من التوتر شعرت بأنها ترغب فى الدفاع عن نفسها وأن تشرح ل عمر بأنها لم تكن لتقصد أن تؤذيه وأن تتسبب فى أى مشكلة .. لكن هذه طبيعتها ومبادءها ولن تغيرها .. نهضت وتوجهت الى مكتب عمر .. طرقت الباب فأتاها صوته 
اتفضل
فتحت الباب وأخذت تتطلع الى وجهه لعلها تتبين انفعالاته .. نظر اليها ولم يتكلم .. دخلت وتركت الباب مفتوحا .. لم يعلق على الباب المفتوح هذه المرة .. وقفت أمام المكتب قليلا .. ثم تحدثت بصوت هادئ 
أنا أسفه 
نظرت اليه فوجدته ينظر اليها بدون أى رد فعل .. فأكملت قائله 
مكنش قصدى أعمل مشكلة بين حضرتك وبين العميل .. بس حضرتك عارف انى مبسلمش على حد
ساد الصمت لبرهه .. وجدته ينهض
 

تم نسخ الرابط