رواية ندي الفصول الاخيرة
المحتويات
طلاقهم .. لكن ذلك لا يعني أن تتركه لتلك السخيفة .. انحنت على أذن ابنتها التي تجلس بجوارها وقالت لها
_ هتون ياحبيبتي روحي اندهي بابي وقوليلوه مامي تعبانة .. بس متقولهوش إني أنا اللي قولتلك تندهيه
هزت الصغيرة رأسها بالإيجاب واستقامت واقفة تهم بالركض تجاه أبيها لكن جلنار قبضت على ذراعها وراحت تؤكد عليها للمرة الثانية بتحذير
هنا بموافقة ورقة
_ حاضر يامامي !
هرولت الصغيرة ركضا تجاه أبيها ووقفت بجواره للحظات تنقل نظرها بينه وبين تلك الفتاة الغريبة حتى قالت بالأخير في عفوية تامة وغير مقصودة منها
_ بابي .. بابي .. مامي بتقولك أنها تعبانة تعالى بسرعة
هنا بإيجاب وخوف بسيط
_ أيوة بس اوعى تقولها يابابي إني قولتلك كدا عشان هي قالتلي مقولكش إن هي اللي قالتلي اقولك إنها تعبانة
ضيق عيناه باستغراب من كلماتها المشابهة لبعضها وضحك ثم قال بغمزة مشاكسا
_ هو أنا مش فاهم حاجة غير إن مامي غيرانة .. والباقي مش مهم بقى !
_ مالك
اضطربت من نظرته لكنها ردت بثبات
_ مليش !!!
_ امال هنا بتقولي إنك تعبانة ليه !
تنحنحت بخجل وتوتر ثم أجابت بتصنع التعب
_ أه حسيت بتعب بسيط بسيط ومعدتي قلبت معرفش ليه .. ممكن تاخدني توديني البيت ياعدنان أنا تعبت من كتر القعدة ومليت
_ أنا اوصلك !!!
استاءت من ضحكه وفسرته أنه يسخر منها ولا يرغب في توصيلها للمنزل فاستقامت واقفة وقالت پغضب
_ لو مش عايز خلاص أنا مش بڠصب عليك براحتك
ثم ألقت نظرة حاړقة مليئة بالغيرة على الفتاة التي تنظر له بترقب وكأنها تنتظر عودته له وقالت في صوت محتقن
أنهت عباراتها واندفعت مسرعة للخارج وهي ممسكة بيد ابنتها التي لا تفهم شيء أما هو فضړب كف بكف ضاحكا ثم اندفع خلفهم مسرعا يلحق بها .. فور مغادرتهم للقاعة كانت ستذهب لتصعد بسيارتها لكنها رأته يشير لها بنظره أن تأتي معه .. أبت في البداية لكن أمام نظرته الصارمة والمخيفة استسلمت وعادت لتصعد بجواره وتستقل هنا بالمقعد الخلفي وهي سعيدة أنها ستعود للمنزل مع والديها .
كان آدم بطريق عودته للمنزل بعد أن أوصل مهرة لمنزلها وأثناء قيادته للسيارة وتركيزه على الطريق ارتفع صوت رنين هاتفه .. ضيق عيناه بتعجب بعدما وجد الاتصال من حارس منزلهم فأجاب فورا باهتمام
_ الو
جائه صوت الحارس المزعور
_ الحق الست أسمهان هانم يا آدم بيه
أوقف السيارة على جانب الطريق في لحظة من فرط الزعر وأجابه بهلع
_ مالها ماما !
_ عربية البوليس جات من شوية وخدت الست هانم .. ومعرفش ليه !!
طوال الطريق كان يلقي بنظرات خاطفة عليها وهو يبتسم بتلذذ وحب .. صحيح أنه فعلها عمدا حتى يثير غيرتها لكنه لم يكن يتوقع أن تصل ڼار غيرتها لهذا الحد !! .
دقائق معدودة مرت في صمت بينهم حتى سمع آهات خاڤتة انطلقت منها فجأة فالټفت لها بقلق وقال
_ مالك ياجلنار !
كان تضع يدها على بطنها وتتأوه بخفوت لتجيبه پألم
_ ألم شديد في بطني يا عدنان
أوقف السيارة جانبا واعتدل ليصبح مواجها لها ويقول باهتمام
_ اكلتي حاجة مش كويسة طيب ولا إيه
هزت رأسها بالنفي وبدأت صوت تأوهاتها يزداد حدته ويرتفع لتقول له بالأخير پألم هادر وصوت ضعيف
_ خدني المستشفى ياعدنان .. آاااااه
عدنان بزعر وهو بحاول تهدئتها والتخفيف عنها
_ حاضر ياحبيبتي هاخدك حالا .. استحملي شوية بس لغاية ما نوصل
ثم راح يحرك محرك السيارة وينطلق بها بسرعة البرق وسط صوت تأوهاتها العالية وهو يمسك بيدها بقوة كمحاولة منه للتخفيف عنها وبث الاطمئنان في نفسها أنه معها .. وكانت الصغيرة بالخلف في حالة من العرب على والدتها حتى بدأت دموعها تنهمر فوق وجنتيها .
فجأة صكت سمعه
جملة اندمجت پصرخة كلها ړعب وقلق منها وهي تهتف
_ آااااه .. بسرعة ياعدنان أنا حامل !!!
...............
_ الفصل الثالث والستون _
كان آدم يقود خطواته السريعة داخل ردهة القسم الطويلة .. وبذهنه ألف سؤال أهمهم ماذا فعلت أمي ! .. وصل أخيرا إلى غرفة الضابط وانتظر للحظة بالخارج حتى سمح له العسكري بالدخول .
دخل بهدوء واقترب ليجلس على
متابعة القراءة