رواية سارة الجزء الاخير

موقع أيام نيوز


يريد أن يتعلم كل شىء و إن يحصل على رضا المعلم فى النهاية
كان جميع أهل البلده يشاهدون حالته جسده الهزيل و ذقنه النامية ... إلتزامه بأداء الفروض فى المسجد ... الإبتعاد عن أى مظهر من مظاهر التفاخر و الرياء ... معاملته مع جميع الناس بتواضع و بساطه ... و أيضا أهتمامه بأبنته ... و أحترامه الواضح لزوج عمته و عمته أيضا

متابعته لبناء المدارس و تقديم المساعدة لكل فقير محتاج و تكفل بأكثر من فتاة حتى تستطيع دخول المدرسة
بعد مرور أربع سنوات ... كان يسير جوار أبنته التى ترتدى الزي المدرسى ... و يحمل هو عنها حقيبتها لتقول الصغيرة
أنا هروح مدسة ماما
ليبتسم بسعادة و هو يقول مؤكدا للمره الذى لا يذكر عددها
أيوة يا قدر ... المدرسة بأسم ماما و هى إللى كانت السبب فى بناها
لتصفق الصغيرة كما كل مره يخبرها بنفس الجملة و تقول من جديد
و كمان على أسمى
ليضحك بصوت عالى و هو يقول
أيوه على أسمك ... لأن أسمك زى أسم ماما
وقفت الصغيرة و وضعت يدها حول خصرها و قالت
فين المصوف يا سي بابا
لينحنى أمامها و مد يديه لها بورقه ماليه و قال بأحترام
هو أنا أقدر أنسى مصروف الآنسه قدر
أخذت المال من يديه و سارت جواره بهدوء حتى وصلت إلى ذلك البيت الصغير الذى يسبق المدرسة بعدة أمتار فقط و اقتربت من الباب و وضعت المال من أسفله كما شاهدت والدها يفعل أكثر من مره
كان يتابع حركتها و ما قامت به بزهول و عدم تصديق حين رفعت عيونها إليه أبتسمت و قالت
سوفتك بتعمل تده
لينحنى و يحملها و قبل أعلى رأسها و وجنتيها و هو يقول
أنت أشطر بنوته فى الدنيا و ربنا بيحبك اوووى و ماما فرحانه بيكى أوى
أبتسمت الصغيرة ببرائه و بدأت فى مداعبة شعيرات ذقنه حتى وصلوا إلى المدرسة ودعها بعدة قبلات و أعاد عليها نصائحه بأن تنتظره داخل المدرسة و أن لا تغادر بمفردها أو بصحبة أي شخص مهما كان سواه هو فقط أومئت بنعم و أشارت له بالسلام و دخلت إلى المدرسة
وجد قدميه تأخذانه إلى قپرها ... وقف هناك يقرأ الفاتحه ثم بدء يقص عليها كل ما حدث ... و كيف تم فتح مصنع نسيج صغير يحمل أسمها ... و كيف أصبح لهم محل كبير للملابس الجاهزة من عمل المصنع و المشاغل ... و أن تم إفتتاح المدرسة الإعدادية و العمل على قدم وساق فى المدرسة الثانوية
أيضا طمئنها على أبنتها ... و أنه مازال على العهد الذى عاهده لها يوم ۏفاتها حين رأها فى الحلم و حلف لها أنه لن يتراجع عن طريقها و لن يعود إلى ضلاله القديم
توجه إلى المصنع مباشرة ليجد يحيى إبن عمته يقف بجوار والده الذى يتابع كل شىء بنفسه داخل المصنع أقترب منه و حمله و هو يقول
إزيك يا بطل أخبار الشغل أيه
وحس أوى يا أثلان
رفع أصلان حاجبيه باندهاش مصطنع و قال
وحش أوى ليه يا باشمهندس يحيى ... و أنت سكت لما لقيت الشغل وحش
ضحك رمزي على ذلك الحوار الطفولي الذى يدور خلفه و عادت ضحكته حين قال ولده
الأوان وحسه و المتنه باثت
يا خبر كل ده لا الأمر ده ما يتسكتش عليه
إجابه أصلان بجديه و لم يتمكن رمزي من تمالك نفسه ليكمل أصلان باستفهام
طيب و أنت رأيك أيه يا هندسه
معلفش ... بس وضع مش أطمن أثلان
ليضحك أصلان بصوت عالى و هو يضم الصغير و يقبله بسعادة
و الله أنت سكر كده و أنا بحبك اوووى
نظر إليه رمزى و قال بمرح
مناقشة قوية و هادفة الصراحة
ليحاول أصلان كتم ضحكاته في نفس اللحظة الذى قال يحيى بهدوء
أنا أكبر أتوز أدر
ليرفع أصلان عيونه مباشرة إلى عيون رمزي الذى أبتسم بوقار وقال
المهم هى توافق عليك يا ابنى
فهم أصلان ما وراء كلمات رمزي لكنه أبتسم إبتسامة صغيرة و قال
أكسب قلبها يا يحيى بالحب و الأهتمام و الخۏف عليها ... أكسب أحترامها بتقديرك ليها و تفهمك وأستيعابك لمشاعرها ... و أحترم
 

تم نسخ الرابط