رواية ولاء رفعت الجزء الثاني

موقع أيام نيوز

 

قلب يعتصره الألم والخۏف من المصير الذي ينتظره

والسيارة الأخري متجهه نحو مشفي حكومي ليلقي به الرجال أمامها وفروا مسرعين قبل أن يلحق بهم أحد

: في مشفي البحيري ....

تركض بقوي منهكة يتملك منها الوهن فمازالت تشعر بالتعب ... توقفت قليلا عندما أنتابها السعال ... تستند ع الدرابزون المعدني الموجود بالأروقه حتي وصلت أمام غرفة العناية لتنظر من الزجاج لتجد السرير فارغ والظلام يعم الأرجاء .. ألتفت پذعر تبحث عن يوسف أو أي طبيب أخر فتقابلت مع إحدي الممرضات

:لو سمحت والدي كان محجوز ف الأوضه دي راح فين ... قالتها خديجة

نظرت إليها الممرضه بأسف وحزن وأجابت : ادعيلو بالرحمه البقاء لله لسه مټوفي الصبح

وضعت يدها ع فمها وأصدرت شهقه أرادت أن تصرخ بكل ما أوتيت من قوة لكن مرضها هزم قواها فلم تتحمل ففقدت وعيها لتصيح الممرضة الذي ألحقت بها زميلتها وأخذوا خديجة ف إحدي الغرف

: فتحت عينيها وأتضحت لها الرؤية فنهضت وهي تصرخ : 

باباااااااا

أمسك بها يوسف يحاول تهدأتها : أهدي يابنتي عم سالم بخير

خديجة بعدم تصديق : أنت بتضحك عليا ... بابا بابا ....

لم تكمل لتجهش بالبكاء

يوسف : طيب لو قادره تقومي تمشي تعالي أوديكي بنفسي ليه

خديجه : بجد 

أبتسم وقال : لاء بهزر ... معلش الممرضه كانت تقصد حاله جاتلنا بالليل وأتحجزت ف نفس الأوضة و ټوفي الصبح فمكنتش تعرف اصدك ع عم سالم

: أسفه يا آنسه والله ما كنت أقصد ... قالتها الممرضه التي تقف للمساعده

نظرت إليها خديجه بملامح هادئة وقالت : حصل خير

يوسف وهو يمد يده لها لتستند عليه قال : يلا تعالي أوديكي أوضة عم سالم

رفعت عينيها له بإحراج وقالت : أنا هاروح معاها ... معلش يادكتور

تفهم خجلها فأبتسم من ردة فعلها وقال : أبدا أنا مش متضايق بالعكس .. وعموما خدي راحتك ولو محتاجه أي حاجه أبعتيلي أي ممرضة

أومأت له شاكرة إياه : شكرا يا دكتور

يوسف : العفو ... يلا عن أذنكو .. قالها ثم غادر متجها نحو مكتبه وعندما دخل إليه جلس شاردا ف كلمات زوجته ف أخر مشاجرة بينهما

أحس بالضيق فأمسك بهاتفه ليرسل لها: 

إنجي حبيبتي أدامي ساعتين وجاي حضري نفسك هنتغدي بره

وبوسيلي لوجي كتير 

قام بإرسالها ثم ترك هاتفه ع المكتب ليرجع إلي الوراء مستندا ع ظهر المقعد بأريحيه

: فتحت الباب وولجت بهدوء حتي لاتزعج والدها وأن وقعت بندقتيها ع ذلك الراقد ف سكون لم تشعر بقدميها وكأنها حلقت إليه جلست بجواره وهي تمسك بيده أخذت تقبلها: 

حمدالله ع سلامتك يا حبيبي ... أسأل أن يشفيك ويعافيك وترجع لنا بالسلامه وتنور البيت والحاره كلها يا أبو طه

أبتسم والدها بدون أن يتفوه فأدركت حالته فلم تتمالك عبراتها فأردفت : 

متقلقش يا شيخ سالم هترجع أحسن من الأول عارف ليه .. لأن بحبك يا بابا ومليش غيرك ف الدنيا ... 

مسحت وجنتيها وهي تستنشق الهواء ومازالت تمسك بيده تطبع القبلات الحانية ف باطن كفه ثم تضعها ع وجنتها ... لاحظت عبره منسدله من عين والدها الذي يعلم ما بداخلها فهو لن يكون لها مجرد أب بل الأخ والصديق والسند ... يري فيها شبابه وأخلاقه وطباعه الطيبة والقلب المتعلق بطاعة الخالق ... طالما أفتخر بها والعديد من تقدم لخطبتها لكنه كان متفهما وأحترم رغبتها عندما كانت ترفض .. فهو يعلم جيدا ما تتمناه لكن مابالأيدي حيلة .

: لو سمحت يا آنسة خديجة كده مينفعش أي إنفعال ع والد حضرتك مش ف صالحه والحمدلله ماصدقنا إنه فاق من الغيبوبه

خديجه : حاضر متقلقيش هو بإذن الله هيكون بخير وأنا متأكده من ده ... صح يا بابا ... قالتها وهي تمسك يده بين يديها وتربت بخفه عليها

أومأ لها بأهدابه وأرتسمت إبتسامه باهته ع محياه

أنحنت لتقبله فوق جبهته وقالت : 

هبقي أجيلك بكرة إن شاء الله من بدري أطمن عليك ... معلش هاسيبك بقي ترتاح ... مع السلامه يا حبيبي 

غادرت وعينيها لم تفارقه سوي عندما أغلقت الممرضة الباب

سارت بالرواق تبحث عن غرفة الطبيب المسئول عن حالة والدها والدموع تحجب رؤيتها تخفض بصرها حتي لايري أحد تلك اللآليء ... أصتدمت بأحد ما

خديجة بخجل وبنبرة إعتذار : آسفه حضرتك

قاطعها الأخر وهو يقدم لها محرمه ورقية : ولايهمك ... محتاجه أي مساعده 

أجابت وهي تواري عينيها : لاء شكرا حضرتك .... وكادت تذهب ليستوقفها 

: أنا عارف ممكن أكون برخم عليكي بس حاسس إنك محتاجه لمساعده ... أنا أبقي دكتور هنا بس جراح ع رأي الفنان جورج وسوف طبيب جراح

كادت تبتسم رغما عنها لكنها أبعدت وجهها جانبا وهو لاحظ ذلك ...

خديجه : شكرا لحضرتك ... عن إذنك 

: ع فكرة أنا أسمي آسر و ....

قاطعه صوت أخر : جري أي يادكتور بتعاكس

 

تم نسخ الرابط